اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

في الفساد!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

في الفساد!

د. ادم عربي

 

الفسادُ وعلى إختلافِ مظاهره ووجوهه والذي يتكاثرُ بإستمرار، لا بُدَّ مِنْ توضيح أمراً بمنتهى الأَهمية، إذا ما أردنا لموضوعنا المنهجية في البحث، أنَّ الفاسد لا يُولد فاسداً وإنَّما يُصبح فاسداً، ومن ثُمَ لا بدَّ مِنْ معرفة الأساليب والطُرُق التي جعلته فاسداً أَوْ جَعَلَتْ منه فاسِداً.

 

الفسادُ لا يجرؤ أحدٌ على مناصرته علناً ولو كان مِنْ أٌمرائِه، على أنَّه بنفسِ الوقتِ على علاقةٍ جدليةٍ لا تقوم لها قائمة بغيابِ طرفيها أو أحدهما، فالفساد بكل أنواعه لا وجود له مطلقاً إلَّا مع وجود "المُفْسِد" و"المُفْسَد"؛ إنَّهما يظهران معاً ويزولان معاً إذا ما قُدِّر لهما الزوال، ولا يُمكن لأحدهما أنْ يعيش بمعزلٍ عن الآخر.

أمرٌ بمنتهى الأهميةِ هو أنَّ الفسادَ لا يظهر إلَّا حيث تتركز الثروة مع السلطة، فحيثما تركَّزت الثروة والسلطة في أيِّ مجتمعٍ، في أيدي قِلَّة قليلة من الناس عمَّ الفساد وانتشر واستفحل.

 

بعضُ الناسِ يَنسبُ الفساد إلى النفس البشريةِ في فهمِ الفسادِ والصراعِ ضده، ولا شك أنَّ هذا تعليل جزئي إذا ما فَهمْنَا العالم وفسَّرناه بطريقتين، "المبدأ الواقعي" و "المبدأ النفسي" ، لكن علينا أولا أنْ نعرف أيّ المبدأين يُفسِّر الآخر، وما منْ شك أنَّ الواقعي مَنْ يُفسَّر النفسي حتى لو كره القائلون بحكم العقل للكون.

 

إنَّ الفساد نتاج حتمي لتركُّز الثروة والسلطة بيد فئة قليلة من البشر، وهذا يعني، ومن البديهي أنْ يعني أنَّ الفساد لا بدَّ أنْ يكون الإبن الشرعي لمجتمعٍ عمَّه الفقر والاستبداد.

 

حسناً ، لنرى كيف تتمُ عمليةُ الإفساد !

المُفسِدون لا يأتون، إلَّا كما أسلفنا، حيث تتركَّز الثروة والسلطة أمَّا المُفسَدون فيأتون منْ مجتمعٍ عمَّه الفقر والإستبداد، المُرشح للمنصب العام كوزير مثلاً يجب أنْ يستوفي الشروط عندَ أَصحابِ القرار، فمنَ المفضل لديهم أنْ يكونَ مِنْ آصحابِ السوابق ومتورطاً في قضايا أخلاقية وقضايا فسادية منْ قبل حتى يسهل تطويعه، أمَّا وإنْ كان جديداَ بلا ماضٍ، فيحاولون إغراءه مستعملين سياسة العصا والجزرة، حتى يورطوه في قضايا معينة وأحياناً تكون على شكل وثائق وصور توضع في صندوق لإستعمالها عند الحاجة إليها، فهو لا خيار لديه سوى الإمتثال والإستحذاء لإرادتهم، حتى إذا ما فكر بالعودة أخرجوا له كل ما في الصندوق، فهم حريصون كل الحرص على بقائه بقدر ما يخدم مصالحهم.

ولكم أن تتخيلوا الصورة عالمياً ومدى خطورتها على الأمن القومي لأي بلد إذا ما إخترق الأمن القومي بهذه الطريقة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.