اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الموسيقار المعروف باسم حنا بطرس في ذمة الخلود- الجزء الاول// نبيل يونس دمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

 

عرض صفحة الكاتب 

الموسيقار المعروف باسم حنا بطرس في ذمة الخلود

الجزء الاول

نبيل يونس دمان

 

     حملت الاخبار القادمة من نيوزيلنده رحيل الدكتور الصديق باسم حنا بطرس الذي ارتبطنا بصداقة قوية منذ عام 2004 عن طريق المراسلة، ثم التقينا في عام 2005 بولاية مشيكان الاميركية، واستمرت علاقتنا حتى سنة 2013 عندما اخبرني بمرضه وظل يعاني سنوات طويلة. انقطعت فيها مراسلتنا لصعوبة وضعه، فكانت النهاية في الرحيل الى عالم الغيب، والبقاء في ذاكرة الناس الذي هو مصيركل امرئ يولد على هذه البسيطة، وله رسالة يوصلها اليهم حسب قدراته وامكاناته.

     رسالة الدكتور باسم كانت موسيقية فقد ولد لأب موسيقار موصلي المولد ومن ملحنّي الاناشيد الوطنية في العراق وسوريا، اهديت الدكتور باسم كتابي الاول الموسوم "الرئاسة في بلدة القوش" الصادر عام 2001، فشغف به وظل يكتب لي عن قراءاته له في مراسلاتنا التي احتفظت في الكثير من رسائلها الالكترونية، واليكم اعزائي نماذج منها ضمن سياق تاريخ كتابتها، لاصل في النهاية الى خاتمة الموضوع الذي هو رثاء وتذكر لهذا العلم الموسيقي البارز في العراق. الى نماذج الرسائل التي اخترتها لكم اعزائي القراء:-

الرسالة رقم (1) :

عزيزي نبيل:

قد لا تعرفني، ولكنني سأكون ممتنًا لك كثيرًا إذا زودتني بأي رابط (بريد إلكتروني) يقودني إلى صديقي ابراهيم الحريري؛ لقد عملنا معًا في الفنون الموسيقية في وزارة الإعلام، الشكر لكم تحسبا.

باسم حنا بطرس

((موسيقي، كاتب

17- حزيران- 2004

 

الرسالة رقم (2) :

عزيزي باسم

تحية طيبة

رائع كان المرحوم والدك، وقد سرتَ على خطاه، وجيد ان تنشر تراثه وابداعه بين الحين والحين، وانا الفقير بمعلوماتي الموسيقية  وبخاصة السلم او النموذج المرسل، كان يسعدني لو سمعت الترتيلة مسجلة.

احترامي الكبير لك عزيزي باسم حنا بطرس

من/ نبيل دمان

مشيكان في 2- ايلول- 2004

 

الرسالة رقم (3):

عزيزي نبيل:

كما هي الحال معك من حيث معرفة الموسيقى سلماً وأداءً، هي حالي مع فقري لقراءة القصيدة التي أرسلتَها قبل أيام؛ وأنا بانتظار مَن يتلطف علي بتعريبها كي يتسنى لي التمتع بقراءتها.

أود أن أضيفك علماً: كان الوالد ما بعد العام 1952 بُعَيد إحالته على التقاعد، يقوم بجولات بين الحين والآخر إلى معاقل التراث الطقسي الكلداني، وبخاصة المعقل الألقوشي وكذلك معقل كنيسة مسكنتا في الموصل أيام زمان: كان يحمل معه عُدَّة العمل، القرطاس والقلم وآلة النفخ (الكلارنيت)، في زمن ما كانت فيه أجهزة تسجيل الصوت معروفة. فكان يستمع إلى الأداء مباشرةً من أفواه المرتلين المجيدين من القساوسة والرهبان والشمامسة، ويقوم فوراً بكتابة التدوين الموسيقي (النوطة) لها إستناداً إلى أذنه ذات الحساسية المتميزة. وعندما ينتهي من كتابة مقطع، يطلب من المرتل إعادة إنشاد ذلك المقطع، فإمّا يأتي متطابقاً للطريقة التي رتَّل بها المقطع أو يحصل إختلاف؛ عند ذاك يعالج التدوين بالشكل السليم. وعند الإنتهاء، يشرع بعزف المدوَّنَة الموسيقية مصاحبةً لأداء الترتيل.

كان القس أفرام بدي، وهو تلميذ الوالد موسيقياً، يحرص على حضور جلسات التدوين هذه. ومنها إزداد علماً بالأصول التلاحينية، مع ما حبّاه الله من مَلَكة الصوت العذب والأذن الموسيقية المتميزة.

لقد تمكَّنَ من إنجاز الكثير من التدوينات، وكلها طقسية سواء كانت من الحوذرا، أو من مفاصل الخدمة الكنسية.

بهذا الصدد، أذكر أني في العام 1977 ذهبتُ إلى البصرة لكي أنقل تسجيل سيارتي برقمها البصري إلى بغداد؛ فكانت فرصة مناسبة لزيارة المطران جبرائيل كني في كنيسة الكزارة. كان - رحمه الله - فاقد النظر، فسألني عَمَن أكون: قلت له (باسم حنا بطرس) فقام وقبَّلني، وكان أول شيء سألني عنه هو (ماذا تم بشأن التدوينات الموسيقية التي قام بها الوالد).

أحتفظ معي هنا في نيوزيلندا ببعض قليل من تدويناته الكلدانية، أما البقية فلقد تركتها عند الأب فيليب هيلايي - رحمه الله - إبّان مغادرتي العراق في العام 2000. وآلت فيما بعد إلى مكتبة كلية بابل الحبرية مع مكتبتي الشخصية.

آملاً أن تجد في هذا الموضوع شيئاً من المتعة.

شاكراً لكم تواصلكم معي، ودمتم بالمحبة

باسم.

اوكلاند- نيوزيلندا في 2- ايلول- 2004

 

الرسالة رقم (4):

أخي الكريم نبيل:

تحية عطرة، وبعد.

كانت سعادتي كبيرة أنْ إلتقيتكم قبل أسابيع في داركم في ديترويت: وهو اللقاء الأول الذي جمعنا بين جنبات الثقافة والمعرفة؛ إنه حقاً لقاء إنصبَّت بين أوردته سيول روافد ما كان للجغرافيا أنْ تجمع فيما بينها، ولا تحدد لها مصبَّا في أي من خلجان بحار العالم.

وعليه، لا يسعني في هذه المناسبة إلا إذكاء الشكر والإمتنان على تجشمكم لقاءنا ودعوتنا للجلوس إليكم والعائلة الكريمة؛ إنه حقاً لقاء تاريخي.

قد يقول ثمة قائل: الجبال لا تلتقي ببعض؛ لكني أشدد هنا أن "قِمَم الجبال" تلتقي ذُؤاباتها بشموخ المعرفة.

أكرر تحياتي لكم وللعائلة الكريمة، وعسانا نلتقي ثانيةً هنا في أوكلندا (نيوزيلندا) أو – في أقل إعتبار – عبر مراسلاتنا وأحاديثنا الثقافية.

أخوكم:

باسم حنا بطرس.

- ملاحظة: ما أزال أكرر قراءة كتابكم عن ألقوش، الذي وجدتُ فيه متعة المتابعة؛ وسأوافيكم بعرضٍ نقدي له فيما بعد.

3- ايار- 2005

 

الرسالة رقم (5):

عزيزي الأستاذ نبيل،                                                 

تحية عاطرة لكم وللعائلة الكريمة، وبعد:

من مدة طويلة لم نسمع منكم، سوى بعض ما نقرأه من متابعاتكم الصحفية، وتكرراري لقراءة صفحات كتابكم الموسوم (الرئاسة في بلدة ألقوش) الذي تكرمتم بإهدائه لي عند زيارتي لبيتكم العامر.

وها إني أقرأ اليوم مقالتكم (نموذجان لبطاقتي دعوة الزواج بينهما قرن من الزمان)، الذي تمتَّعتُ به كثيراً، وخاصةً أن لي حالة تكاد تكون مشابهة، في بطاقتَي الدعوة لزواجي عام 1961 وزواج إبني قصي عام 2007، يفصل بينهما قرابة نصف قرن.

وبعــد (مرة أخرى):

الإنسان حالة تكوينية، تركيبية. وليست مجرَّد إنتساب وإنتماء. يتعب طوال حياته للتفتيش عن أصله وفصله، برغم علمه بأنه ذلك التكوين. ولئن أردتُ أنْ أحدد (مَن أنا) سأضيع في الجزئيات وحتى في حدود عمر الشخص ذاته. أسوق هذه الخاطرة من خلال إنعكاسات مرآة الحياة، فإمّا تكون الصورة صافية نقيَّة، أو تكون بالعكس من ذلك. والصورة التي أتناولها هي الحال الذي آلَ عليه وضع إنساننا المعذَّب، ليصير ما يُعرَف في قواميس السياسة بـ (البِدون). وهكذا صار الضياع والمتاهة.

وخير مثال أسوقه هنا على هذا التكوين التركيبي، ما ورد في مقالتكم بعنوان (ذكرى رحيل انستاس الكرملي).

أخي أبو الشباب:

أتراني قارئاً مستوعباً؟ جوابي: إذا لا أستوعب ما أقرأ، فلن أكون قارئاً. لذلك عندي فذلكة تركيبية بسيطة تقول:

علِّمني كيف أكتُب،

لأتعلَّم كيف أفرأ.

وإنْ قرأتُ لنفسي، فعقلي هو الذي يقرأ.

وإنْ أتلو على مسامع الناس ما أقرأ،

فأنا الذي يقرأ وعقول المستمعين هي التي تسمع.

فأبلغَ ذروة القراءة.

وختاماً:

لا أدري كيف سحتُ في واحات هذه الرسالة؛ لتكن كذلك، فهي الخطرات الآنية.

تحياتي مرة أخرى، وأملي أن أتلقّى جواباً على رسالتي هذه.

باسم.

2- تشرين الاول 2007

 

الرسالة رقم (6):

أيا نبيلاً ما سمعتُ منك لوقت طويل جداً.

تحية طيبة،

أجدها مناسبة ملائمة للكتابة إليك، وأنا أتابع مقالتك بعنوان (حكم القدر يغيب الأب د. يوسف حبّي) المنشورة على صفحات موقع عنكاوا. صورتك الحالية (بالشارب الأبيض اللماع) وصلعة الرأس، أثارت لدي هي الأخرى دغدغة ناعمة الملمس. إذ وجدتك فيها قد قربتَ من شيبتي، لكنك – بالتأكيد، تبقى ذا الفكر المتَّقد والذاكرة الشابَّة.

وبعد:

تلك كانت مقدمات تمهيدية، أرسل لك طياً مقالةً بسيطة بعنوان { رحيل الأب يوسف حبّي وإنتقاله إلى الأخدار السماوية} لأني عشتُ فصول الرحيل  الأخيرة.

أما كتابكم الموسوم {الرئاسة في بلدة ألقوش} فهو جليس دائم قرب مخدَّة السرير، فأستمتع بقراءة فصوله أو مقاطع منها بين الحين والآخر.

هكذا الحياة: عطاء متبادَل، لا تصنعها السياسة، ولا تفنيها البنادق؛ نغماتٍ ناعمة تنبض بصخبها حيناً، وهدوئها حيناً آخر، فيمنح إيقاعها تحريكاً داينميّاً لتسيل الدماء بحريَّة عبر الأوردة والشرايين – وبالتالي ينتعش القلب!

تحياتي للعائلة الكريمة، ودمتَ بشبابية العطاء.

باسم.

23- تشرين الاول- 2007

يليه الجزء الثاني

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.