مقالات وآراء
المقاومة الوطنية الفلسطنية تلقن الصهاينة المستوطنين القتلة الدرس البطولي في استرداد فلسطين// محمد جواد فارس
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 09 تموز/يوليو 2024 23:32
- كتب بواسطة: محمد جواد فارس
- الزيارات: 915
محمد جواد فارس
المقاومة الوطنية الفلسطنية تلقن الصهاينة المستوطنين القتلة
الدرس البطولي في استرداد فلسطين
محمد جواد فارس
ربما تسلبني اخر شبر من ترابي
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي
من أثاث ٠٠واوان ٠٠ و خراب
ربما يحرق أشعاري و وكتبي
ربما تطعم لحمي للكلاب
ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
ياعدو الشمس ٠٠لكن ٠٠لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي ٠٠ سأقاوم
من قصيدة سأقاوم ( للشاعر الفلسطيني )
سميح القاسم
في السابع من أكتوبر عام 2023 كانت عملية طوفان الاقصى البطولية، والتي غزة غلاف غزة لدولة الكيان الصهيوني في مؤسساته الامنية والاستخباراتية والتي كان جيش الكيان الصهيوني يتفاخر بها ويعتبرها احد اهم الأجهزة المخابراتية في العالم، ولكن المقاومة الوطنية الفلسطنية وبفضل العقول والدراسات لتجارب شعوب أخرى في حرب العصابات، مثل الشعب الصيني في مقاومته للغزو الياباني عام 1937 والتي وضع اسسها الزعيم الصيني ماو تسي تونك صاحب المسيرة الكبرى لتحرير الصين، وإقامة جمهورية الصين الشعبية، وكذلك من تجربة حزب العمل الكوري من قبل كيم ال سونك وتم طرد المستعمر منها وأقام جمهورية كوريا الديمقراطية.
اما التجربة الفيتنامية فهي التجربة التي كانت من الأهمية بمكان من حيث استخدامها لمقاومة المعتدين الأمريكان بطرق خطط لها واستخدمها وفكر بها الجنرال الفيتنامي البطل جياب في معركة بيان بيان فو، والتي كانت الفاصلة في إنهاء الحرب بعد المفاوضات التي خاضتها جبهة التحرير الفيتنامية في باريس والتي انتصر بها المفاوض الفيتنامي، وكان يفاوض والقيادة العسكرية تقوم بعملياتها النوعية، تعطي للمفاوض الفيتنامي القوة والاصرار في طرح مطاليبه المشروعة في انسحاب القوات الامريكية المعتدية، وترك شعب فيتنام يقرر مصيره بنفسه، وعودة الوحدة بين شماله وجنوبه، وهذا ما تم فعلا،
اليوم في معركة طوفان الأقصى التي شكلت انتصارات في الحرب الجارية مع دولة الكيان الصهيوني الاستيطاني، وانا اسميها انتفاضة طوفان الاقصى حيت تمتعها بصفة الانتفاضة التي هي شكل من أشكال النضال الارقى، ويجب عدم التهاون وضروري السير بها إلى النهاية، وعندما تبدأ يبدأ معها الحزم والجرأة والهجوم والاندفاع، والمفاجأة عنصر اساسي من عناصر الانتفاضة، الوقت المناسب والزمن المناسب والنجاحات المهمة والنوعية، الم تكن هذه الصفات متواجدة في ابطال طوفان الاقصى؟ عندما دخلوا إلى المستوطنة في غلاف غزة وسيطروا على الوضع هناك وانقطعت الاتصالات المخابراتية للعدو وسيطروا على الأجهزة الإلكترونية وعلى كمبيوترات تحتوي على خطط مبيتة ضد حركات المقاومة الفلسطنية وحتى اسماء عملاء لهم داخل غزة، وأخذوا اسرى عددهم مايقرب 250 من العسكرين والأجهزة الأمنية ومدنين، وعادوا إلى قواعدهم في الإنفاق بسلام، الم تكن هذه العملية نقلة نوعية في حروب إسرائيل ذات ( الجيش الذي لايقهر ) كما يدعون في حروبهم السابقة كانت لأيام فقط يسجلوا فيها انتصارات، بينما اليوم امتدت الحرب الشهر العاشر على غزة العزة وهي مستمرة ، اجتاحوا غزة بعدها بوحشية ونازية لم يشهد لها العالم مثيل، حيث قامت بهدم البنايات السكنية على ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ اي ابادة جماعيه، دون الالتزام بقواعد الحرب المتعارف عليها بالنسبة لتحيد المدنيين، وكذلك المستشفيات وعدم التعرض لسيارات الإسعاف لنقل الجرحى، والسماح للدفاع المدني برفع الجثث من تحت الركام ، كل هذا ضربته عرض الحائط وأضافوا حصار على المدنين في الغذاء والدواء وضربوا مؤسسات منظمة دولية هي الانروا، التي كانت توفر الغذاء والعمل والتعليم في المدراس ولن يسمحوا بفتح المعابر والتي هي معبرين رئسيين معبر كرم ابو سالم يسطير عليه جيش الكيان الصهيوني ومعبر رفح بين غزة و جمهورية مصر، ضيقوا الخناق على وصول الغذاء والماء النقي للشرب والبنزين وسبل الطاقة من اجل توفير الكهرباء للمستشفيات في القطاع ، وأصبح المواطن الفلسطيني وعائلته وأطفاله دون غذاء ودق الجوع بهم، انهم أصبحوا يأكلون الخبيز وبعض الحشاش، وبقوا صامدين لم يتركوا أرض غزة ،مستفيدين من تهجيرهم في عام 1948 الهجرة الأولى وما لحقتها في الحروب السابقة ، وفي الوقت ظهرت قوى المقاومة الفلسطنية في الداخل في الضفة الفلسطنية في جنين ومدن أخرى، وحزب الله ومقاومته في الجنوب اللبناني شاركت باشغال قوات العدو و ضربت المستوطنات، وكبدت العدو الصهيوني خسائر جسيمة في الجليل الأعلى مما أدى الى ترك المستوطنين لبيوتهم وهاجروا إلى الداخل الاسرائيلي وصافرات الانذار مستمرة والرعب يدب بالمستوطنيين، الذين سافر الكثير منهم وتركوا البلد مهاجرين إلى بلدانهم التي جاءوا منها وشاهدنا ذلك الحدث من خلال الفضائيات كيف أن مطار بن غورين يعج به يعجوا بهم، مضى أكثر من تسعة شهور والعدوان الاسرائيلي يقصف وبحقد المدنيين وكل اماكن تواجدهم بعد أن تركوا بيوتهم المهدمة واحبتهم تحت الإنقاذ، وصعوبة الوصول لهم من قبل الإسعاف الطبي او فصائل من الدفاع المدني، ناهيك عن قصف المستشفيات وتعطيلها بشكل مستمر واعتقال الكوادر الطبية وتعذيبه وقتل أطباء و اعلامين وعوائلهم، أضافة أن كثير من المستشفيات توقفت عن العمل بسبب من عدم وجود الدواء وتعطل الأجهزة الطبية ومنها حضانات الأطفال حديثي الولادة، المعتمدين على أجهزة الأوكسجين والتغذية عن طريق الوريد، حيث ماتوا الكثير منهم، كل هذه الفضائح بل الجرائم بحق الإنسانية، التي يقون بها القاتل نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس اركان جيشه وكذلك المتطرفين منهم وزير الأمن بن كبير وكذلك وزير المالية سموترش، أصبحت أمام الرأي العام في العالم نتيجة الإعلام المتعاطف مع القضية الفلسطينية، وعمت التظاهرات مدن أوربية عديدة مثل الدنمارك والسويد والنروج وأسبانيا وإيطاليا وكذلك دول امريكا الاتنية، كوبا وفنزويلا وبوليفيا وغيرها وحتى في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، معقل المومول الأساسي للمال والسلاح العالي التكنيك للكيان الصهيوني ومنه المحرم دوليا مثل القنابل الفسفورية والعنقودية واليورانيوم المنظب، وانطلقت التظاهرات التي عمت شوارع لندن بلد وعد بلفور المشؤوم والتي كان يحكمها حزب المحافظين ، مد الكيان بالمال والسلاح , ان الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال وهي جرائم ضد الإنسانية أثارت الضمير الإنساني وخاصة لدى دولة جنوب افريقيا والعارفة عن الاستيطان والتي عانت من الاستيطان البريطاني وتسيد العنصر الأبيض على أهل البلد من السكان الاغلبية الأفريقية، قامت حكومة جنوب افريقيا بتقديم شكوى إلى محكمة العدل الدولية في لاهي في هولندا، بأدانة جرائم الكيان الصهيوني واعتبار هذه الجرائم (جرائم ضد الإنسانية) موثقة بحقائق دامغة واتخاذ قرار بجلب حكام الكيان الصهيوني إلى المحكمة ومحكامتهم وتقديمهم كمجرمي حرب ضد الإنسانية، كما جرى للأنظمة النازية والفاشية بعد انتصار الحلفاء في الحرب الوطنية العظمى ( الحرب العالمية الثانية ) ، والتحقت معهم دول أخرى للتجريم القتلة ومجلس الأمن اتخذ جملة من القرارات لوقف الحرب على غزة ولكن الموقف الامريكي هو دائما رافع يديه ( بالفيتو ) راعي المصالح الإسرائيلية، مدافعا عن تواجدهم في منطقة الشرق الأوسط كخنجر في خاصرة الأمة العربية.
ورغم ذلك فإن المقاومة الوطنية الفلسطنية موحد بكل فصائلها في غزة والضفة اليوم تقاتل المحتلين المستوطنيين، بعملياتها النوعية والتي اجرت عليها تحسينات في مجال الاستراتيجيات العسكرية في حرب العصابات،
وفي هذه المعركة المصيرية نجحت المقاومة في كسب الرأي العام العالمي، وتأثرت حكوماتها بهذه التظاهرات الجماهيرية في اوربا، مما حدى بها الاعتراف بدولة فلسطين، اتخذت دول في الأمم المتحدة قرارا بلأعتراف بدولة فلسطين وبلغ عددها أكثر من 140 دولة، أضافة إلى دول اعترفت بفلسطين من أمثال دولة جنوب افريقيا وأيرلندا وأسبانيا والدنمارك ودول أخرى.
نستنج أن طوفان الاقصى على الرغم من القتل والدمار والخراب والاصرار من قبل نتنياهو وحكومته على أستمرار لكن المقاومة الوطنية الفلسطنية مستمرة حتى في الحوار الدائر مع دولة الكيان من خلال الوسطاء في قطر ومصر وتطرح وبقوة على شروطهم ومنها انسحاب جيشهم من غزة وعودة الاهالي إلى بيوتهم والبدء باعمار ما دمروه من بناء وكذلك فتح المعابر أمام البضائع التي تدخل إلى القطاع ، والبدء بحوار حول تبادل الأسرى من الطرفين، والمقاومة اليوم تدعم من قبل جبهات الإسناد كما هي المقاومة في جنوب لبنان لحزب الله في إطلاق الصواريخ والمسيرات على شمال فلسطين حيث المستوطنات الصهيونية وموقف الشعب اليمني في منع السفن التي تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة بالمواد الغذاية والصناعية وهو موقف موقف بطولي كما عهدناه للشعب اليمني الشجاع وكذلك المقاومة العراقية ومن الجبهة السورية، هذه المواقف الشجاعة تكبد العدو الصهيوني في المال والسلاح وقتلى من جنوده والمرتزقة القادمين من الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية وفرنسا.
النصر لشعب فلسطين العربية ومقاومته الوطنية الباسلة