مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1193)- زكريا الانصاري
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 15 تموز/يوليو 2024 19:36
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1259
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1193)
زكريا الانصاري
واقع الحال، يبدو ان الكلمات المعبرة عن قيمة الخدمات التي يقدمها اخي الاستاذ زكريا الانصاري لتراثنا الخالد المقام العراقي، تعجز عن الايفاء بحق هذا الرجل الذي اخذ على عاتقه الحماية والحفاظ ونشر هذا التراث، تراث آبائنا واجدادنا رحمهم الله جميعا. فانا وغيري نقف اكراما ونحني قاماتنا احتراما لِما يقوم به الاستاذ زكريا الانصاري من خدمة جليلة وامانة مثيرة في توثيقه وارشفته لمقاماتنا العراقية، وبذلك يحق له اللقب الذي يتمتع به(امين التراث). وفقه الله ومنحه الصحة والعافية وحفظه وعائلته واهله جميعا من كل سوء.
عرفتُ اخي الكريم الاستاذ زكريا الانصاري شخصياً في عمّان، رغم انني كنتُ اسمع من هنا وهناك عن جهوده المهمة في حبه للتراث والتراثيين رغم تباعد المسافات بيننا. نعم عرفته قبل سنوات قليلة عند زيارته مع عائلته الى الاردن الشقيق للعلاج. حيث اتصل بي ورغب في لقائي، وسرعان ما ذهبتُ اليه في المكان الذي تم تحديده وإلتقينا. من هنا بدأت علاقتي به وبقينا على تواصل مستمر حتى اليوم سواء في المكالمات الهاتفية او عبر الفيسبوك او اللقاءات الشخصية النادرة أو أي وسيلة اخرى..! ورغم هذه الفترة القصيرة نسبيا لعلاقتنا الشخصية، الا ان اخي ابو مروة وجدتُ فيه شخصية مقبولة جدا ومريحة وكأنني اعرفه من زمن بعيد..! يمتلك من الاخلاق رفعتها ومن التعامل مع الآخرين اجمله، وله حضور مميز بين اصدقائه والمجتمعات التي يحضرها ويرتادها، وهو موجود دائما وفي كل وقت، الغائب الحاضر، فذكره دائم في كل جلسات المقاميين حتى لو لم يكن موجودا فعليا في الجلسات..! هذه هي القيمة الشخصية التي حصل عليها اخي ابي مروة، وهذه هي الكارزما التي يتمتع بها اخي العزيز الاستاذ زكريا الانصاري في عموم المجتمع.
وفي الجانب الآخر، فانه محب جدا ومتابع لكل تطورات شؤون موسيقى وغناء المقام العراقي، وجامع لشتى التسجيلات المقامية على مدى العصور الحديثة للقرن العشرين والعقود الاولى للقرن الحادي والعشرين. ولكافة المغنين المقاميين والعازفين والنقاد والكتّاب وشؤون المتخصصين المقاميين، يجمع ويشتري من جيبه الخاص كل ما عثر على اي تسجيل او كتاب او صحف او مجلات او اي منشورات اخرى ارشيفية لضرورة الحفاظ عليها..! فهو اذن مؤرشف وموثق ومؤرخ اصيل وحقيقي لتراثنا الغناسيقي الخالد، المقام العراقي على وجه الخصوص. فانا وغيري وكل الوسط المقامي يدينون له بالشكر والتقدير والفضل لجهوده الكبيرة الرائعة والمفيدة في الحماية والحفاظ على ممتلكاتنا الغناسيقامية المسجلة منذ الابتكار العظيم لجهاز التسجيل الصوتي اواخر القرن التاسع عشر حتى يوم الناس هذا..!
زكريا ابو مروة ويحيى حفظهما الله، من العوائل البغدادية ومن منطقة الدهانه في الرصافة من بغداد خلف جامع الخلفاء. واليوم من سكنة الكرادة الشرقية. وهو يقول عن حياته ما يلي(وعيتُ على الدنيا وانا اسمع ابي وأعمامي يدندنون في المقامات العراقية في البيت، وكان يزورونا في بيتنا بعض قراء المقام العراقي مثل سامي عليوي، لأنه كان جارنا في الكرادة وكذلك علي ارزوقي لأنه كان صديق عمي من ايام الطفولة بين الصدرية والدهانه. كذلك عبد الملك الطائي وهادي العزاوي وغيرهم من الفنانين).
ما زلتُ انا واخي زكريا الانصاري نتواصل عبر الوسائل المتاحة، بل ما زال اخي زكريا متواصلاً ومتفاعلاً مع كل الوسط المقامي، والعامل الجامع لكل الاطراف هو تراثنا الخالد المقام العراقي. وشؤون الغناء والموسيقى والتراث، بكل ما تتاح لنا من فرص الاتصال، داعيا العلي القدير ان يديم هذا الرجل الغيور على تراث بلده، تراث آبائه واجداده، ويحفظه ويمنحه صحة وعافية عال العال مع عائلته واهله جميعا، انه مجيب سميع الدعاء.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
اضغط على الرابط
حسين الاعظمي ، مقام الطاهر
https://www.youtube.com/watch?v=t1jrzNvPB7A&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%
D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A
صورة واحدة / المؤرشف والمؤرخ زكريا الانصاري.