اخر الاخبار:
القبض على "داعشية وداعشي" في ديالى وبغداد - الأحد, 06 تشرين1/أكتوير 2024 20:59
صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تخطط شيئا للعراق - السبت, 05 تشرين1/أكتوير 2024 19:06
مقتل جندي لبناني وإصابة آخر بقصف إسرائيلي - الخميس, 03 تشرين1/أكتوير 2024 21:13
استئناف حركة الطيران في مطار أربيل الدولي - الخميس, 03 تشرين1/أكتوير 2024 19:29
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مرحلة ما بعد الإنسان (Posthumanism)// د. عامر ملوكا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عامر ملوكا

 

مرحلة ما بعد الإنسان (Posthumanism)

د. عامر ملوكا

 

كثيرا ما يشغل تفكير الانسان الحالي عن حدود ومديات التطور التكنلوجي المتسارع والمجنون الذي يشهده عالمنا الحاضر. والمألوف ان أهداف الإنسان من خلال تطوره التكنولوجي تنوعت عبر العصور، وبحثه الدائم لتحسين نوعية الحياة وزيادة الكفاءة والإنتاجية والتواصل الاجتماعي مع ظهور الإنترنت والهواتف الذكية، أصبح الهدف من التكنولوجيا هو تسهيل التواصل بين الأفراد، بغض النظر عن المسافات الجغرافية. هذا أدى إلى ثورة في طريقة تفاعل البشر مع بعضهم البعض ، وسعيه في الاستكشاف والمعرفة حيث التكنولوجيا مكنت الإنسان من استكشاف عوالم جديدة، سواء على الأرض أو في الفضاء. كما أنها ساعدت في توسيع حدود المعرفة البشرية، من خلال تطوير أدوات بحث متقدمة وتحليل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة. وأيضا محاولاته الحثيثة في تحسين الصحة والرعاية الطبية. تطورت التكنولوجيا لتشمل أجهزة طبية حديثة، واكتشاف أدوية جديدة، وحتى تطوير تقنيات العلاج الجيني.

 

وسعى جاهدا للحفاظ على البيئة من حوله الارض والهواء والماء واخيرا التسلية والترفيه فجزء كبير من التطور التكنولوجي كان موجهًا نحو الترفيه. من خلال السينما والتلفاز إلى الألعاب الإلكترونية والواقع الافتراضي.

 

ولكن ماذا بعد، فكل هذه التطورات كانت لخدمة هذا الانسان كما هو والمحافظة عليه واطالة فترة بقاءه على الأرض.  اما الان فهناك تحدي يتحدى المفاهيم التقليدية لما يعنيه أن تكون إنسانًا وينظر في كيفية تطورنا بما يتجاوز حدودنا البيولوجية والمعرفية الحالية وهل نحن مقبلون على مرحلة ما بعد الإنسانية.. فيما يلي نظرة عامة شاملة على ما بعد الإنسانية والمجالات المؤثرة فيها وذلك من خلال.

 

تعزيز القدرات للإنسان وخلق الانسان السوبر وظهور الكائنات السيبرانية من خلال  دمج الأجزاء البيولوجية والميكانيكية لإنشاء كائنات تتجاوز القدرات البشرية التقليدية.

 

ومن خلال الهندسة الوراثية، يمكن لتقنيات مثل كريسبر تحرير الجينات لتعزيز القدرات البدنية والمعرفية، والقضاء على الاضطرابات الوراثية، وربما إطالة العمر. وتعزيز الأعصاب من خلال  التحسينات المعرفية من خلال الأدوية، وواجهات الدماغ والحاسوب، والمزروعات العصبية التي يمكنها تحسين الذاكرة والذكاء والتنظيم العاطفي. وتطوير التقنيات التي تهدف إلى إبطاء أو عكس عملية الشيخوخة، مثل مستحضرات الشيخوخة، وتنشيط التيلوميراز، ومحاكاة تقييد السعرات الحرارية.

 

والحفاظ على الأجسام أو العقول في درجات حرارة منخفضة على أمل إحياءها وعلاج الأمراض في المستقبل. والتعزيز الجسدي من خلال استخدام الأطراف الاصطناعية والهياكل الخارجية وغيرها من التقنيات لتعزيز القوة البدنية والتنقل والإدراك الحسي. أطراف صناعية متقدمة تعمل على استعادة أو تعزيز القدرات البدنية بما يتجاوز الحدود البشرية الطبيعية. ودعم الهياكل الخارجية من خلال بدلات روبوتية يمكن ارتداؤها تعزز القوة والتحمل والحركة لإعادة التأهيل الطبي والتطبيقات الصناعية

 

تطوير الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها أداء المهام التي تتطلب الذكاء البشري، مثل التعلم والتفكير وحل المشكلات والإبداع. وتطوير الذكاء الفائق الذي يتجاوز الذكاء البشري، مما يؤدي إلى آثار عميقة على المجتمع والاقتصاد والهوية الإنسانية.

 

ولابد لنا ان نعد انفسنا لإعادة تصور التفاعل البشري مع البيئة في سياق ما بعد الإنسان.

 

ونستطيع ان نتكهن بتأثير هذه التطورات على الانسان بالاتجاه الإيجابي المفيد والاتجاه السلبي غير المفيد. ومن خلال خبرتنا مع التكنلوجيا فهي مفيدة من جانب وبالتأكيد تجلب معها سلبياتها كالسيارة تخدم الانسان ولا يمكن الاستغناء عنها، ولكن ملايين البشر يفقدون حياتهم نتيجة الحوادث والتصادمات وهكذا الطاقة النووية و...... وأيضا التفرد أي ان تصبح التكنلوجيا خارج السيطرة

 

مما يؤدي إلى تغييرات غير متوقعة في الحضارة الإنسانية. وخاصة عندما تصبح فيه الحدود بين الإنسان والآلة، البيولوجية والتكنولوجية، غير واضحة بشكل متزايد.

 

ولابد من ظهور الآثار الأخلاقية والاجتماعية والمخاوف من أن تقنيات التعزيز قد تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية إذا كانت في متناول الأثرياء فقط.

 

وأيضا نظرتنا لمفهوم الذات و كيف يمكن للتحسينات أن تغير فهمنا للهوية الشخصية وما يعنيه أن تكون إنسانًا. إن مفهوم السايبورغ، أو الكائنات السيبرانية، يسد الفجوة بين علم الأحياء والتكنولوجيا، ويجمع بين العناصر العضوية والميكانيكية لتعزيز القدرات البشرية. ويتقاطع هذا المجال مع الروبوتات والطب والأخلاق والثقافة الشعبية، مما يثير أسئلة مهمة حول الهوية والإنسانية ومستقبل التطور البشري. فيما يلي نظرة عامة عن السايبورج.

 

سايبورغ: كائن يحتوي على أجزاء الجسم العضوية والبيولوجية. المصطلح مشتق من "الكائن السيبرني". الأصول: تمت صياغة مصطلح "سايبورغ" في عام 1960 من قبل مانفريد كلاينز وناثان س. كلاين في دراستهما حول مزايا أنظمة الإنسان والآلة ذاتية التنظيم في الفضاء الخارجي.

 

واكثر المهتمين بهذا الجانب  شخصيات مثل نيك بوستروم وراي كورزويل الذين يستكشفون إمكانيات وآثار دمج البشر مع الآلات.

 

ومن الأسئلة التي تطرح نفسها حول الوضع الأخلاقي للكائنات المحسنة أو الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، إذا حقق السايبورغ أو الذكاء الاصطناعي مستوى من الوعي أو الذكاء يمكن مقارنته بالبشر، فهل ينبغي منحه نفس الاعتبارات والحقوق الأخلاقية؟

 

وماذا عن الكرامة الإنسانية حيث  يعتبر مفهوم الكرامة الإنسانية عنصرا أساسيا في العديد من الأطر الأخلاقية. تطالبنا نظرية ما بعد الإنسانية بإعادة النظر فيما يشكل الكرامة في عالم يمكن أن تتغير فيه القدرات البشرية بشكل جذري بواسطة التكنولوجيا.

 

كل هذا سوف يطرح أسئلة أخلاقية وفلسفية كثيرة ومنها هل الانسان المبتكر الجديد سيحافظ على هويته وهل سوف نحافظ على هويتنا الإنسانية التي حملناها لدهور وعصور طويلة.

 

وهل سوف ينشمل جميع البشر بهذه التعزيزات وهل نضمن بان يكون الذكاء الاصطناعي تحت السيطرة وفي حدود المحافظة على هوية ووجود الانسان. وهل سوف يفرض الواقع الجديد تحولات ثقافية من خلال الادب والروايات والفن والاعلام لمرحلة ما بعد الانسان وسوف تتغير الهياكل الاجتماعية تبعا للقدرات التكنلوجية الجديدة ...

 

وكيف سيؤثر كل ذلك على الواقع الاقتصادي ودور التكنولوجيا في تحويل أسواق العمل والاقتصادات وطبيعة العمل. ونتيجة ذلك ظهور التحديات القانونية والتنظيمية من خلال وضع القوانين واللوائح لضمان الاستخدام الآمن والأخلاقي لتقنيات التحسين.

 

ما بعد الإنسانية والدين وتأثيرها على المفاهيم والمعتقدات السائدة وترى العديد من التقاليد الدينية أن البشر مخلوقون على صورة الله. حيث تتحدى ما بعد الإنسانية هذا المفهوم من خلال اقتراح أن البشر يمكن أن يتحولوا بشكل جذري أو حتى يتفوقوا عليهم من خلال إبداعاتهم. وهذا يثير أسئلة لاهوتية حول طبيعة الإنسانية وعلاقتنا بالإله.

 

وقد تنظر بعض وجهات النظر اللاهوتية إلى السعي وراء تقنيات التعزيز كشكل من أشكال الخلق المشترك مع الله، والمشاركة في الخلق المستمر وتحسين البشرية. وقد يرى آخرون أنه تجاوز للحدود التي وضعها النظام الإلهي.

 

ومن جانب اخر تؤكد الأخلاق الدينية على قدسية الحياة البشرية وقيمتها الجوهرية. التحسينات ما بعد البشرية، وخاصة تلك التي تغير بشكل كبير البيولوجيا البشرية، يمكن أن ينظر إليها على أنها تنتهك هذا المبدأ.

 

ومن الانتقادات المتوقعة انتقاد ديني شائع مفاده أن تقنيات التحسين البشري تشكل "لعب دور الإله"، وتتدخل في العمليات الطبيعية أو الإلهية بطرق يمكن اعتبارها غطرسة أو غير أخلاقية.

 

وأخيرا لابد لنا من ان نفكر في خلق علاقة تكاملية من خلال الحوارات الأخلاقية التي يمكن أن يساعد الانخراط في حوارات بين مفكري ما بعد الإنسانية وعلماء الأخلاق الدينية في تطوير أطر تحترم التقدم التكنولوجي والقيم الدينية. ومن الممكن أن تعزز مثل هذه الحوارات فهماً أكثر شمولاً لما يعنيه أن تكون إنساناً في مستقبل متقدم تكنولوجياً. نحن مقبلون على هذه التطورات ولابد لنا دائما نحن الكائنات الإنسانية ان نتكامل ونتجاوب مع الانسان الجديد لخدمة ديمومة الحياة على هذا الكوكب. ونعتقد ان كل ما جاء في هذه المقالة هو يدور في فلك الصراع الازلي بين الانسان والموت وسعيه نحو الخلود ونعتقد ان هذا سيتحقق قبل نهاية القرن الحالي، بعد ان يفقد الانسان كل شيء ينتمي اليه ماضيا وحاضرا .

...

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.