اخر الاخبار:
غوتيريش يحذر من اقتراب "الدمار" المناخي - الخميس, 06 تشرين2/نوفمبر 2025 20:33
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1237)- سبع صنايع والبخت ضايع

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1237)

سبع صنايع والبخت ضايع

 

     اعتدتُ في مجمل حياتي، بصورة عفوية وعقلية، ان لا استقر على شيء أفعله أو أستمر فيه، إلا بوجود البدائل والاحتياطات له..! وعليه ففي كل حياتي وأنا أخطو أية خطوة مهما كانت هذه الخطوة من أهمية، ومن حيث المبدأ، لابد أن أهيأ إحتياطا لها، يكفي لمجابهة أي ظرف يحدث..! أو كمحاولة لمجابهة المستقبل المجهول..! والواعز العفوي من كل ذلك، ربما خوفي من هذا المستقبل المجهول وتقلبات الايام..! ويبدو ان الصناعات السبعة، كعدد مجازي في الامثال الشعبية، التي يمكن ان يتعلمها الانسان في حياته، هي ليست ضائعة بهذا الشكل عندما نفسر الامثال الشعبية..! وكما يعبر عن ذلك المثل المعروف(سبع صنايع والبخت ضايع)، فحظ الانسان ليس ضائعا وهو قد ضمن تعلم عدد من الاعمال او الصناعات التي تمكنه من العيش بأمان مهما تقلبت به ظروف الحياة، لأنه في غالب الاحيان، يستطيع الانسان ان يستقر على عمل ما ليختص به ويصبح هويته العملية من جانب، ومن جانب اخر يكون قد ضمن واطمأن على معرفته الاحتياطية لبعض الاعمال والصناعات الاخرى، استعدادا لأية ظروف قد تتغير في حياته..! والكلمة الاثيرة(تفاءلوا بالخير تجدوه) خير مثال معنوي اوصانا بها ديننا الحنيف. ومثل هذه الحالات الحياتية تعيش بعمق في مجتمعاتنا النامية..!

      على كل حال، لا نريد ان نتوغل في هذا الموضوع، فمن خلال الطموحات المبكرة لكل انسان في الاستمتاع بمجموعة من الهوايات يمارسها ويحلم بها، تعلمتُ وعملتُ على تنمية بعضا من هذه الهوايات في صغري، منها السباحة في نهر دجلة الخالد بوقت مبكر، حتى وصلتُ فيها الى مستوى مميّز بين اقراني وزملائي. كذلك تعلمتُ اصول وقواعد الخط العربي على يد الخطاط الشهير مقداد شاكر رشيد الشيخلي الكيلاني(رحمه الله)، وهو احد اقربائي، وقد عشنا ردحا من الزمن في بيت كبير ضم عائلتي وعائلته، الامر الذي ادى الى السرعة المذهلة في تعلمي قواعد واصول الخط العربي، بحيث ختمتُ كراسة الخطاط الكبير هاشم البغدادي القيسي وانا لم ابلغ سن الرشد بعد..!!

     ثم دخلتُ عالم الرياضة عام 1970 في نادي الاعظمية الرياضي، في رياضة المصارعة الحرة والرومانية الاولمبية، ووصلتُ فيها الى مستوى المنتخب الوطني. ولم اكتفِ بذلك حتى حصلتُ على الشهادة الدولية في التدريب عام 1988 بعد اجتيازي للدورة التدريبية الدولية التي اقامها الاتحاد العربي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية ببغداد مع الاتحاد العراقي المركزي للعبة.

     اخيرا استقر بي الامر الى الغناء والموسيقى، الذي كان ديدنه العفوي في كياني، ارسخ واقدم وجودا في داخلي، واقوى من كل حلم ورغبة وهواية وطموح، وبغناء وموسيقى المقام العراقي. تقرر مصير حياتي..!

      كذلك لم اكتفِ بهذا الاستقرار، فقد عملتُ على تنمية رغبتي في الكتابة والبحث، بل والاستمرار بالدراسة الاكاديمية، حيث واصلتُ الحصول على الشهادة الدراسية تلو الشهادة، حتى نلتُ شهادة الدكتوراه في الموسيقى والغناء. وخلال سنوات المسيرة الفنية، كنتُ قد بدأتُ بنشر بعض المقالات الفنية في الصحف العراقية والعربية، حتى قدر لي ان تطبع وتصدر لي خلال السنوات العشرين الماضية، اكثر من 14 كتاباً ورقياً مختلفة المضامين.

      مما اتذكره أيضاً، انني قلت مرة في لقاء تلفزيوني قصير مع الاعلامية رقية حسن او الاعلامية نضال الحسون، لا اتذكر بالضبط من منهن..! بأنني انوي التوقف عن الغناء مؤقتا بعد بلوغي الخمسين عاما، لكي اتفرغ لنشر واصدار ما بحوزتي من كتب مخطوطة، التي ارغب بطموح عارم ان ترى النور. ولكنني قبل ان ابلغ سن الخمسين عاما، صدر لي اول كتاب في فترة كنا فيها نودع القرن العشرين والالفية الثانية، ونستقبل القرن الحادي والعشرين والالفية الثالثة، الموسوم بـ(المقام العراقي الى اين..!؟). عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت(هامش1).

 

والى الحلقة الاخرى تكملة للموضوع ان شاء الله

 

الهوامش

1 – هامش1: الحلقة من مقدمة كتابي(افكار غناسيقية) الصادر في بيروت 2018 عن دار الذاكرة.

 

 

 

 

تاريخية جمعت ألمع نجوم الخط العربي، الواقفون من اليمين محمد احمد ابو العينين وهاشم محمد القيسي البغدادي وعز الدين حسني. الجالسون ، سيد ابراهيم( 1) ونجيب هواويني( 2) والشيخ محمد عبد الرحمن ومحمد حسني ( 3) والطفلة نجاة محمد حسني (نجاة الصغيرة) 1365هـ 1946م.

 

 

 

  1- سيد ابراهيم : ولد الخطاط سيد إبراهيم في حي القلعة بالقاهرة في أغسطس عام 1897م . تميز بروعة وجمال خطوطه وثراءعلمه في فنون الخط حتي أصبح بحلول الثلاثين من عمره أبرز كتاب الخط العربي في مصر ، كانت الاثار الاسلامية  .التي تزخر بها منطقة القلعة وما يحيط بها والتي تزينها كتابات وزخرفة عربية جميلة لها الاثر الكبير في تكوينه .

 2 - نجيب أحمد هواويني (1295 - 1376  : هـ / 1878 - 1956 م) هو خطاط سوري عاش ومات في القاهرة. كانت الحكومة المصرية تنتدبه لمضاهاة الخطوط والاختام.  وصفه عفيف البهنسي بأنه «آخر العباقرة المصريين» في مجال الخط. له عدد من المؤلفات منها "السلاسل الذهبية في تعليم الخطوط العربية" القاهرة 1330هـ

3  - محمد كمال حسني البابا الشهير بـمحمد حسني ولقبه البابا (ولد:1312هـ "1894"، دمشق – توفي:1389هـ "1969"، القاهرة). خطاط عربي دمشقي مبدع، اشتهر بأسلوبه المجدِّد القوي في التراكيب الخطيّة المميّزة. نشأ في دمشق وتلقّى فيها علومه الأولى، وأحب الخط منذ حداثته فكان يحاكي خطوط قاضي عسكر مصطفى عزت، وتتلمذ على يد الخطاط الكبير يوسف رسا الذي أوفده السلطان عبد الحميد الثاني إلى دمشق لكتابة خطوط الجامع الأموي عند تجديده أنذاك. وكان تلميذًا لمحمد شوقي ونِدًا لأحمد عارف الفلبوي

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.