مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1240)- مانشيت افكار- 1
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 02 تشرين2/نوفمبر 2024 20:57
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 837
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1240)
مانشيت افكار- 1
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من البحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الحادي والعشرين في دار الأوبرا المصرية. الموافق من 8 إلى 15 تشرين الثاني 2012 م. (تطور الغناسيقامية في العراق والمحافظة على هويتها خلال القرن العشرين، القندرچي والقبانچي إنموذجا).
مانشيت / 1 ملخص البحث
الخيال والأحلام والتأملات، من الأمور المهمة والأساسية للإبداع الفني بصورة عامة، إنها الفضاء الذي يتلذذ به الإنسان، فهي تـُـنمِّي طموحاته وتنمَّي حوافزه وتنمَّي أفعاله، وبالتالي تـُظهر إبداعاته على الساحة عندما تمتزج مع التفكير الخصب لدى الفنان المبدع. فإذا كانت هذه أموراً بديهية أو أكيدة، فعلينا أن نهتم بها ولا نغفلها، فالخيال والتأملات والأحلام، لا تشكل جزءً من الأبداع أو محفزا له فحسب، بل إنها كذلك تجعله ممكنا، فهي أكثر من مجرد محفز للإبداع أو أسلوب للحداثة أو التجديد، هي تمثل معظم المسببات الموجبة لظهور الأبداع إلى حيز الوجود عندما تلتقي مع الفكر الخصب، الفكر الناضج.
إن الأبداع موجود بوجود الوسيلة، فهما متزامنان، فالمادة الغناسيقية (هامش1)، كغناسيقى المقام العراقي مثلاً هي الوسيلة الفعالة للإبداع الغناسيقامي (هامش2)، ولا يتبلور هذا الأبداع إلا في علاقة هذا النتاج بالمتلقي، وهنا تظهر أهمية عملية النقد من حيث المبدأ ...! ويبدأ دورها الفعَّال، إذ نستطيع أن نعرف على وجه التحديد، أن هذه العلاقة ليست علاقة خارجية، فالغناسيقامي لا يكشف عن معناه أو معانيه، إلا عند التقائه بالمحفزات، ومن ثم النظرة النقدية من قبل النقاد المتخصصين أو الجماهير على وجه العموم.
من الوهلة الأولى، يمكننا التعرف على الفنان المقامي الناجح، من خلال نتاجه الغناسيقامي، الذي من شأنه أن يجعل المستمع والمستمعين راضين كل الرضى بمقاييس فنية عديدة ...! ولن يكون من التعسف أن نفترض أن المقام العراقي كمادة غناسيقية، وسيلة للإبداع، من خلال وسيلتنا وغايتنا المرتجاة معا-المغني الناجح-...! الذي يعتبر كذلك فنانا ملهَماً وملهِـماً، والأكثر من ذلك، أنه ذلك الفنان الناجح الذي يحمل رسالته الإنسانية ليوصلها إلى الجماهير المستمعة، أنه لا يوضحها ويضيئها بعمق فحسب ...! بل يجعلها في الوقت نفسه، أشد رنينا وتأثيرا، وعليه ربما كان أساس الغناء هو الأبداع.
إن المغني المقامي الناجح، والمقام العراقي كمادة غناسيقامية، صنوان للإبداع متلازمان، وثيقا الصلة مع بعضهما لا يفترقان وهذا اهم ما في الأمر ...! لأن الغاية المرتجاة، إيصال المبادئ الأخلاقية بسموها الروحي وجميع الأهداف والمشاعر السامية الكامنة في الموسيقى والغناء، بواسطة الفنان الملتزم الناجح الذي يوصل هذه المبادئ إلى الجماهير.
فالفنان اذن، وسيلة وغاية ...! غاية لأننا نطمح أن نبني فنانا ساميا بروحه وفكره ومشاعره ووسيلة لأننا نطمح عن طريق هذا الفنان الملتزم إيصال الرسالة الإنسانية إلى الإنسان أينما وجد، أو إلى أكبر عدد من الجماهير وقيادتها إلى الأخلاق الرفيعة والنبيلة، وبالتالي المحافظة على هوية وأصالة غنائنا وموسيقانا.
هذا هو المفهوم الذي وعى له الفنان العراقي والعربي عند بدايات القرن العشرين، حتى لو كان ذلك بصورة عفوية حيث يمكن اعتبار هذه الحقبة من مطالع القرن العشـرين، ولادة جديدة للغناسيقامي، بل ولادة جديدة للغناسيقى العراقية والعربية على حد سواء. بكل بيئاتها وخصوصياتها المتعددة ... مدينة، ريف، بادية، جبال، وديان، صحاري ... الخ. وهو كذلك بمعان عديدة من أجل التطور والإبداع مع المحافظة على أصالتنا وهويتنا الغناسيقية. (هامش3).
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
1 - الغناسيقية: مختصر لمفردتي الغنائية الموسيقية
2- الغناسيقامي: مختصر لمفردات الغنائي الموسيقي المقامي
3 – البحث من كتابي(افكار غناسيقية) الصادر في بيروت عن دار الذاكرة 2018.
صورة واحدة / حسين الاعظمي يوقع كتابه(افكار غناسيقية) لاخيه وصديقه الاستاذ عمر العزاوي مسؤول الشعبة الاعلامية في سفارة العراق في الاردن. مساء يوم 7 آب 2023 في قاعة رجال الاعمال العراقي في الاردن. عشية احتفال الاعظمي بذكرى اليوبيل الذهبي لتجربته الفنية.