مقالات وآراء
لماذا طالب السيستاني (الآن) بحصر السلاح بيد الدولة؟// علاء اللامي
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 06 تشرين2/نوفمبر 2024 10:29
- كتب بواسطة: علاء اللامي
- الزيارات: 564
علاء اللامي
لماذا طالب السيستاني (الآن) بحصر السلاح بيد الدولة؟
علاء اللامي
بعد صمت طويل
بعد صمت طويل المرجع السيستاني، وبدلا من يدعو جمهوره والعراقيين عموما للتظاهرة ضد سفارة أميركا ببغداد لوقف حرب الإبادة، هاهو يطالب بحصر السلاح بيد الدولة (ضرب الفصائل التي تستهدف الكيان)، وحكومة السوداني تستنجد بالدول الغربية خوفا من تهديدات الكيان لها.. فما دلالات ذلك؟
الدخول القوي والمفاجئ للمرجعية السيستانية، بعد صمت طويل، على خط الشأن السياسي البحت، ومن منطلق طرح وتأكيد مطالب كررها أصدقاء السفارة الأميركية كحصر السلاح بيد الدولة وراءه ما وراءه. ولا أعتقد أن هذا الدخول جاء نتيجة تفكير أو تأمل داخلي أو مجاملة لممثل الأمم المتحدة الجديد لدى العراق محمد الحسان/رابط1! وليس أدل على ذلك من أن الصحف القنوات السعودية كالشرق الأوسط والعربية والحدث وسكاي نيوز الإماراتية التمويل هي التي ورجت الخبر ودافعت عنه فيما سكتت عنه أغلب وسائل الإعلام العراقية /رابط2.
الملفت أن الشرق الأوسط جمعت بخبث واضح بين كلام المرجع الداعي لحصر السلاح بيد الدولة بما يعني تجريد وربما ضرب الفصائل المسلحة -وخاصة تلك التي توجه ضرباتها إلى الكيان بواسطة المسيرات - من السلاح وعزلها وبين ظهور صورة للسيستاني ضمن قادة المقاومة ومسؤولين إيرانيين استهدفهم أو سيستهدفهم مخابرات الكيان في الإعلام الإسرائيلي!
إن كلام المرجع بعد صمته الطويل قد يكون فاجأ المراقبين مثلما فاجأ المواطن العراقي العادي لأنه يأتي وكأن العراق يعيش حالة سياسية طبيعية ولا يعني إلا من بعض ظواهر السلبية الصغيرة التي تعاني منها جميع الدول كعدم اعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة، ووجود بعض التدخلات الخارجية - لم يذكرها المرجع بالاسم - وعدم تحكيم سلطة القانون، وعدم حصر السلاح بيد الدولة، والتهاون في مكافحة الفساد. في حين أن دولة حقيقية لا وجود لها في العراق، والأمر لم يعد يتعلق بتدخلات خارجية يمكن معالجتها بل باحتلال أميركي غير معلن لبلد منزوع السلاح والسيادة ولا استقلال له عاجز عن استيراد رادارات جوية للسيطرة على سمائه ومضادات جوية دفاعية وتشغيل صناعته وبناء جيشه وقد بلغ الأمر درجة تدخل السفيرة الأميركية في الصغيرة والكبيرة وحتى وصفها البعض بأنها الحاكم الفعلي في العراق. أما الفساد فقد بلغ درجة عالمية وتأريخية لم يسبق العراق إليها بلد آخر وصارت سرقات القرن تتكرر فيه!
*إن دعوة السيستاني لحصر السلاح بيد الدولة تأتي بعد يومين من التهديد الصهيوني بتوجيه ضربة عسكرية إلى الداخل العراقي بسبب المشاركة الرمزية لفصيلين عراقيين في الحرب تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، وبعد لجوء الحكومة العراقية إلى الاستنجاد بالحكومات الأوروبية وحكومة الولايات المتحدة لإنقاذها من الضربة الإسرائيلية. فقد قال مسؤول بارز في مكتب السوداني إن «الحكومة تتحرك وبسرعة عالية على ثلاثة مسارات متزامنة منها بذل الجهود الدبلوماسية والحكومية للحديث مع حلفاء العراق الغربيين المؤثرين في الأحداث، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا؛ بهدف إقناعهم بموقف العراق البعيد عن الحرب، وتالياً قيامهم بالضغط على إسرائيل في حال فكرت باستهداف العراق" الرابط 3 و4.
*خلاصة القول هي أن العراق سيبقى يعيش هذه الحالة المخزية من الانحطاط والتبعية والضعف وانعدام الكرامة والهيبة كدولة بل وفقدان هذه "الدولة" لأدنى مقومات الدولة البسيطة كما أن حالة التحلل والفساد الشامل ستستمر طالما بقي نظام حكم المحاصصة التوافقي قائما بحماية أميركية وإيرانية، وهو حكم ساهمت مرجعية السيستاني أكثر من غيرها في تأسيسه وتسويقه للجمهور وإخراجه من ازماته القاتلة. وهكذا، وبدل أن يدعو المرجع السيستاني جمهوره والعراقيين عموما إلى التظاهر واسع النطاق ضد السفارات الأميركية والبريطانية والألمانية والفرنسية ببغداد كوسيلة فعالة ومجربة للضغط على هذه الدول الحليفة للكيان الصهيوني بغية وقف العدوان، نراه اليوم يدعو إلى تجريد من يساندون الشعبين الفلسطيني واللبناني من السلاح!
*روابط للتوثيق:
1-رابط الخبر كما نشر في القدس العربي: السيستاني يدعو لعراقٍ خالٍ من التدخلات الخارجية وإلى حصر السلاح بيد الدولة
2-رابط الخبر كما نشر في الشرق الأوسط:
B9%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D
3-رابط آخر: العراق يدشن اتصالات مع دول غربية لمنع ضربة إسرائيلية محتملة
%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5067001-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1
%D8%A7%D9%82-%D9%8A%D8%AF%D8%B4%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8
4- أوضح المصدر الحكومي لـ»الأخبار» أن توجّه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، واضح منذ بداية الحرب «وهو التهدئة ووقف الصراع الإقليمي، وهذا لا لبس فيه ومثبت في بيانات رسمية وفي مواقف رئيس الحكومة». وأوضح أن «تواصل السيد السوداني ووزير خارجيته (فؤاد حسين) مع مختلف المسؤولين الأوروبيين والإيرانيين وبعض رؤساء دول المنطقة هدفه الحؤول دون توسعة الحرب وتجنيب المدنيين ويلاتها».
https://al-akhbar.com/Politics/387165