مقالات وآراء
الصوت العربي في الانتخابات الأميركية والتخويف بترامب// علاء اللامي
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 07 تشرين2/نوفمبر 2024 22:46
- كتب بواسطة: علاء اللامي
- الزيارات: 570
علاء اللامي
الصوت العربي في الانتخابات الأميركية والتخويف بترامب
علاء اللامي
حول المبالغات في تأثير الصوت العربي والمسلم في الانتخابات الأميركية وكيف كافأ الناخبون النائبتين المسلمة إلهان عمر والفلسطينية رشيدة طويلب بإعادة انتخابهما وإسقاط منافسَيهما الصهيونيين:
إن نتائج الانتخابات المسجلة حتى الآن والتي تعطي لترامب 295 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل 226 صوتا لكمالا هاريس، تجعل تأثير الصوت العربي المسلم خصوصا في ميشيغان مبالغا في حسمه لنتيجة الانتخابات. فحتى لو كانت هاريس قد فازت بهذه الولاية لما تغيرت النتيجة كثيرا خصوصا وأن النتائج أكدت أن نسبة مرتفعة من الأصوات السوداء واللاتينية قد ذهبت ولأول مرة إلى ترامب. والمسؤول عن ذلك أساسا إدارة بايدن الديموقراطية التي لم تقدم حلولا للشباب الأميركيين وأصبحت شريكا للكيان في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها. غير أن هذه النتائج لا تعني فقدان الصوت العربي والمسلم لوزنه أو تأثيره مستقبلا ولكن تأطيره وتنظيمه أمران مهمان لا يمكن تثمير هذا الصوت من دونهما.
وفي ميشيغان ذاتها التي يقدر عدد الأميركيين من أصول عربية فيها بنحو 392 ألفا، وفق بيانات المعهد العربي الأميركي، لم يخسر الديموقراطيون أصوات العرب والمسلمين فقط بل خسروا أصوات الشباب بين 18 و29 حيث انخفض تصويتهم لمصلحة المرشحة الديموقراطية من 61 بالمئة سنة 2020 إلى 46 بالمئة. وانخفض الصوت العربي والمسلم من 70 بالمئة صوتوا لمصلحة بايدن وأنقذوه من الهزيمة سنة 2020 أمام ترامب إلى 9 بالمئة لمصلحة هاريس ولكن أصواتهم انقسمت بين مرشحة حزب الخضر والمرشح الجمهوري.
نعم، الصوت العربي والمسلم عاقب الديموقراطيين جزئيا ولكنه لم يتسبب بهزيمتهم الساحقة والتي كانت ستحصل حتى لو فازت هاريس بميشيغان. ففي هذه الولاية فاز ترامب على هاريس بفارق أصوات تجاوز 81 ألف صوت. أما أصوات 40 بالمئة من العرب والمسلمين فلم تعطي لجيل شتاين أكثر من 8 بالعشرة بالمئة أي أقل من 1% وثل هذه النسبة ذهبت الى ترامب.
ورغم هزيمة الديموقراطية هاريس ولكن مما له دلالته "نجاح النائبة الديموقراطية المسلمة إلهان عمر في الدفاع عن مقعدها ضد مرشح جمهوري مؤيد لإسرائيل، رغم الدعم المالي الكبير لمنافسها من جماعات داعمة لإسرائيل، يشير بشكل واضح إلى وجود دعم متزايد داخل القاعدة الديموقراطية لسياسات تتحدى الوضع القائم بشأن إسرائيل وفلسطين". كما كافأ الناخبون النائبة الديموقراطية من أصل فلسطيني رشيدة طليب التي حققت فوزاً ساحقاً على منافسها الجمهوري جيمس هوبر في الانتخابات عن الدائرة الثانية عشرة في ميشيغان، لتؤمن بذلك فترة رابعة كأول امرأة فلسطينية أميركية في الكونغرس الأميركي. وجاء هذا الانتصار بعدما كانت طليب صوتاً بارزاً في انتقادها لهذه الحرب، داعيةً الولايات المتحدة إلى وقف إمداد إسرائيل بالأسلحة كما عبّرت عن دعمها للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية، ما جلب لها انتقادات شديدة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ويأتي فوزها بعد امتناعها عن تأييد كمالا هاريس في الانتخابات الرئاسية لعام 2024" ما يعني أنهما ستظلان شوكة في خاصرة ترامب والديمقراطيين المتصهينين.
وعن أجواء العداء للقضية الفلسطينية التي سادت في الانتخابات يمكن الإشارة الى رسالة الرئيس الأسبق بيل كلينتون إلى الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان والتي فهمها الناس كتبرير لحرب الإبادة الصهيونية وكأنه قال لهم "إن العرب يستحقون الموت" كما كتب علي عواد/ رابط 1. ويضيف عواد: "وإرسال ليز تشيني، التي قاد والدها مجزرة بحق مليون ونصف مليون عربي في العراق إلى ميشيغان أيضاً، هو تصرف ساذج وغير مفهوم. أما كمالا هاريس، فقد واجهت أسئلة متكررة خلال حملاتها الانتخابية عن غزة، وردودها التي كررت حقّ إسرائيل في «الدفاع عن نفسها». وقد فسّر كثيرون تصريحاتها حول «أحداث العنف» في السابع من أكتوبر، وذكرها للاعتداءات العنيفة، بصفتها تبريراً ضمنياً للقصف على غزة.
آخذين بنظر الاعتبار ما تقدم من وقائع وأرقام يمكن الاتفاق مع ما قاله السيناتور الديمقراطي من أصل عربي كما يبدو من اسمه جورج حلمي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي "إن الحرب في غزة ساهمت في خسارة كمالا هاريس ولاية ميشيغان. وإنَّ على الولايات المتحدة أن تحاسب حلفاءها عندما يخالفون القانون الدولي". وأضيف إنما من دون مبالغات ومع ضرورة تأطير وتنظيم الصوت العربي في لوبي مؤثر وديموقراطي داخليا.
ترامب ليس جديدا على شعوبنا فهي تعرفه منذ أن زار العراق متسللا بطائرة مطفأة الأضواء ليلا لـ 45 دقيقة! رغم الهزيمة الساحقة التي حلت بمرشحة حزبهم الديموقراطي تواصل قيادة وإعلام هذا الحزب التمسك بلغة نفاقية مرائية باتت جزءا عضويا منهم فكريا ومعنويا "أخلاقيا" وتنظيميا. لقد أعلنوا اليوم أن السبب الوحيد وراء هذه الهزيمة هو بايدن الذي تأخر في سحب ترشحه للرئاسيات ولم يترك لكمالا هاريس وقتا كافيا لتخوض حملتها! حتى لو افترضنا أن هناك شيئا من الصحة الإجرائية في هذا السبب فهو ليس السبب الوحيد ولا الأهم. السبب الأهم نجده في الدعم اللامحدود الذي قدمه بايدن وإدارته لمجرمي الحرب الصهاينة في حرب الإبادة التي يواصلون شنها على الشعب الفلسطيني الجريح والمخذول من جميع العرب والمسلمين حكاما وشعوبا إلا ما ومن ندر في جبهات الإسناد. السبب الاخر نجده في فشل إدارة بايدن الديموقراطية في حل أية مشكلة داخلية وألقت بملايين الشباب الأميركيين الفاقدين للأمل بحياة ذات معنى إلى أحضان اليمين المتطرف ومرشحه ترامب. سبب آخر نجده في اصطفاف إدارة بايدن مع الفاشيين في أوكرانيا وتغذيتهم بعشرات المليارات من الدولات وأحدث الأسلحة ومحاولتهم محاصرة وإضعاف روسيا تحت حكم القوميين الأرثوذوكس وهناك أسباب وأسباب!
وحين يُهزَم الحزب الديموقراطي على يد بلطجي فاسد وومدان محكوم قضائياً ويميني متطرف وعنصري ورجل أعمال فاشل وشبه أمي مثل دونالد ترامب فهذا يعني أن الطرف المهزوم بلا حول ولا قوة ولا ذرة عقل وهو ليس أفضل من الطرف الآخر!
حسنٌ، البعض يريد إرعاب شعوبنا وحركات المقاومة فيها وكأننا أمام غزو فضائي لا سابق له وليس أمام العجوز السمج والجاهل ترامب الذي جربته شعوب المنطقة في فترة حكمه الأولى ولم يُسْكِت أو يُخْضِع هذه الشعوب رغم كل عمليات الاغتيال والقتل والإرهاب ضدها وضد قياداتها؟
أليس هو ترامب المذعور الذي زار مستعمرته العراقية خلال فترة حكمه السابقة متسللا بطائرة مطفأة الأضواء في ساعة متأخرة من الليل ولم يبق بين جنوده سوى 45 دقيقة خوفاً من استهدافه هو والطائرة؟
العراقيون وشعوب المنطقة معهم يعرفون من هو ترامب أما حكام العراق الذين سارعوا وأبرقوا له مهنئين بالانتصار ومتناسين مذكرة الاعتقال التي أصدرها القضاء العراقي بحقة كقاتل لمسؤول عراقي كبير وضيفه الإيراني واعترف بجريمته علنا، أما هؤلاء الحكام فهم ليسوا أكثر من جوقة من التابعين الفاسدين المستمدين حولهم وقوتهم من طيران ودبابات ترامب!
رابط1: الإبادة «لايف» لعنة حلّت على «الديموقراطيين» بقلم علي عواد
https://al-akhbar.com/Palestine/387311