مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1242)- مانشيت: 3 الصراع بين الطرق الغنائية السائدة
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 08 تشرين2/نوفمبر 2024 19:57
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 828
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1242)
مانشيت: 3 الصراع بين الطرق الغنائية السائدة
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من البحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الحادي والعشرين في دار الأوبرا المصرية. الموافق من 8 إلى 15 تشرين الثاني 2012 م. (تطور الغناسيقامية في العراق والمحافظة على هويتها خلال القرن العشرين، القندرچي والقبانچي إنموذجا).
***
مانشيت / 3 الصراع بين الطرق الغنائية السائدة
من هنا يبدا الصراع الطبيعي في المجالات كافة ومنها الموسيقى والغناء. فقد نشأ الخلاف التقليدي بين القديم والحديث من جديد. ومن ثم تصاعد هذا الخلاف حتى احتدم الصراع والتنافس الفني في مجال غناء المقام العراقي، بين الطرق الأدائية القديمة التي تمثلها طريقة المطرب المقامي المخضـرم رشيد القندرچي (1886 - 1945) وهو المطرب المقامي البارز منذ بداية القرن العشرين بطريقته (الطريقة القندرچية) التي مثّـلت في هذه الفترة من التفاعلات، ذروة كلاسيكيتها في شكل موسيقى وغناء المقام العراقي ومضمونه، وذروة كمالها في الطريقة والأسلوب الأدائي. وبين محمد القبانچي (1901 - 1989) وهو المطرب المقامي البارز في النصف الأول من القرن العشـرين، المناوئ للأساليب القديمة، والمباشر بأساليب جديدة معبرة عن واقع التغيُّرات والتطوُّرات التي امتازت بها المرحلة الزمنية في النصف الأول من القرن العشـرين بطريقته (الطريقة القبانچية) التي أمست تمرُّدا وتحدِّيا، بل ثورة على الكلاسيكية المقامية التي وصلت إلى حد التخمة في نضوجها. ثورة للتعبير عن تطورات الحياة وسرعتها الجديدة، ومواكبة تقدمها وتغيُّراتها المتزايدة، مع المحافظة على الأصول الأدائية التراثية التقليدية بأصالتها وهويتها التاريخية.
هكذا تصبح هذه الفترة التي يمكن تحديدها بصورة تقريبية في العقد الثلاثيني من القرن العشـرين، بداية لفترة انتقالية، فترة احتدم فيها الصراع بين طرق الغناء المقامي نتج عنها بعدئذ أفول نجم الطريقة القندرچية...! رغم بقاء اتباعها الأوفياء متمسكين بها حتى وفاة آخرهم الحاج هاشم محمد الرجب يوم 8/12/2003، وبزوغ نجم الطريقة القبانچية التي استتب لها الأمر حتى يوم الناس هذا.
إن التأملات النظرية، أو حتى العملية، التي يمكننا اليوم إجراؤها في صدد الطريقة القبانچية المقامية، مزودين بمنظورات ورؤى جديدة، نجد أنها لا تمثل سوى الجانب المبدئي والأسس التي بنيت عليها هذه الطريقة ...! فقد ولدت ذاتياً عن هذه الطريقة أو استقاء منها، طرقا فردية عديدة عبَّرت عن الذات الفردية لبعض المغنّين المقاميين الذين نـُعتوا بالإبداعيين، امثال حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي وزهور حسين وعبد الرحمن العزاوي ومائدة نزهت وحسين الاعظمي وغيرهم. لحركات إبداعية أصبحت معروفة في مجال الغناء المقامي الرومانسي الحالم على مدى القرن العشرين، الذي يتوضح فيه التعبير عن الذات، وهو اهم مبادئ وسمات ومعاني الاتجاه الرومانسي.
إلا أننا وأبصارنا موجهة صوب الحداثة في القرن العشرين، يمكننا أن نميّز في إطار الرومانسية ذاتها التي تبلورت في تطلعات ومبادئ الطريقة القبانچية. بين اولئك المغنّين المقاميين المار ذكرهم الذين خرجوا من صلب الطريقة القبانچية، والطرق الأخرى بعض الشيء، ونعتوا بالإبداعيين، حيث امتاز اداؤهم بشـيء من الخصوصية. وبين الاتباع الأخرين المتمسكين والملتزمين طيلة سيرتهم الفنية بتفاصيل الطريقة القبانچية حد التقليد الببغائي لها.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
الصورة في المعهد الوطني للموسيقى في القاهرة اثناء استراحة الجلسة الاخيرة من المؤتمر العلمي بمناسبة مرور 75 عاما على المؤتمر الاول للموسيقى العربية1932 الذي انعقد في نفس المعهد بالقاهرة ويظهر في الصورة من اليمين أ.د.كفاح جوزيف فاخوري الامين العام للمجمع العربي للموسيقي وحسين الاعظمي المشارك ببحث وحفلة غنائية و د.رتيبة الحفني رئيسة المجمع العربي للموسيقى والباحث المغربي الموسيقي المخضرم عبد العزيز بن عبد الجليل وكان ذلك ظهر يوم 14 / 3 / 2007.