اخر الاخبار:
"صيادو العبيد" في قبضة شرطة أربيل - السبت, 15 شباط/فبراير 2025 19:05
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1281)- مانشيت/ 5 نظرةَ نقدية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1281)

مانشيت/ 5 نظرةَ نقدية

 

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل السادس والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الخامس والعشرين(اليوبيل الفضي) في دار الأوبرا المصرية، الموافق تشرين الثاني 2016 م.

البحث (روافد الموسيقى العربية المعاصرة).

***

مانشيت / 5  نظرةَ نقدية (هامش1)

لقد شاع في النصف الثاني من القرن العشرين، أن الكثير من مؤدينا العرب في الغناء والموسيقى، وعلى الأخص الناشئين الجدد منهم، في الوقت الذي يُظهرون فيه أن لهم مقدرة ومعرفة جيدتين، نراهم يفتقرون في نتاجاتهم الأدائية الغنائية إلى الإثارة الحقيقية لهذا الفن الأدائي، ومع ذلك علينا أن نكون حذرين في قبول هذا الحكم كشيء مطلق، أو قد نتجنّى على زملائنا المعاصرين، لأن تاريخ نقادنا في هذه المرحلة الثقافية والفنية خلال القرن العشرين بشكل عام، حفل بأخطاء ربما كثيرة ارتكبها نقاد موسيقيون في أحكامهم على معاصريهم، فعلينا أن ندقق كثيرا في حكم عمومي غير ثابت كهذا.

 فلعلَّ نقادنا كانوا يعنون بأن فنانينا من المغنّين أو الموسيقيين الناشئين الجدد خاصة، يبدون منصـرفين كل الانصراف إلى استغلال مهارة الروافد التي تركها أسلافهم من المؤدين وطرقهم الفنية، وغير قادرين على إرساء شخصية أو طريقة خاصة بهم أو أن هؤلاء النقاد كانوا ينادون بوجوب أن على كل عصر أن يقوم بوضع تعابيره الخاصة في الغناء والموسيقى، أو أنهم يريدون من المغني أن يعبر في أدائه الغنائي بحيث يرضي أسماع الجيل الذي يخلفه، لأنه من الممكن أن يكون نتاج أي حقبة ليس بالضـرورة أن يتوافق مع جماليات الحقبة التالية أو أن نتاج أي حقبة سابقة لا تناسب الحقبة المعاصرة.

في هذه الحالات أيضا ينبغي علينا أن نحترس قبول مثل هذه الاحتمالات النقدية، لأنه من الممكن دائما أن يجعلنا جهلنا، عاجزين وغير قادرين من تلمس الإثارة (هامش2) التي قد يدركها من يأتي بعدنا من المغنّين وكذلك المتلقين بشكل سريع، رغم أن هناك دائما إمكانيات لدى البعض للفهم والإدراك، بأن مجرد ما عناه هؤلاء النقاد بكلامهم، هو سيطرة النواحي الفنية ووسائلها على النتاجات الأدائية بشكل أصبحنا معه عاجزين.

    ينبغي علينا أن نحترس مرة أخرى قبول مثل هذه الاحتمالات النقدية دون توفر إثباتات قوية، ففي خِضم تطورات وتحولات القرن العشرين السريعة، فقد ظهرت دلائل تشير إلى أن هناك عملية غربلة جذرية وإعادة نظر في الآراء النقدية التي طرحت سابقا، فقد ازدهرت الثقافة النظرية فعلاً وأعطى لها القرن العشرون مجالاً واسعاً رحباً. فكان أن ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين نُقّاد عملوا على بناء أسس آرائهم النقدية من خلال الفرص التي اتيحت لهم في دراسة الموسيقى وعلومها ودراسة النقد، يضاف إلى ذلك مواهبهم النقدية التلقائية التي تتجسد في دقة الملاحظة والتركيز. ولعلَّ النقاد الموسيقيين يقفون في مقدمة المتخصصين في الموسيقى والغناء في حقبة النصف الثاني من القرن العشـرين، حيث عبّروا في ملاحظاتهم النقدية بأن الناحية الفنية قد تطورت كثيرا عن ذي قبل وعلى الجيل الحالي والأجيال اللاحقة الانتباه إلى هذه القضية الخطيرة، ولكن للأسف أن هؤلاء البعض من المؤدين خاصة الجدد رغم فرص الدراسات الأكاديمية لا ينظرون إلى أعمالهم ونتاجاتهم الأدائية في الغناء والموسيقى بجدية كافية وبالتالي فهم لا يستفيدون بصورة مقبولة من روافد أسلافهم السابقين.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

 - النقد criticism: بصورة مختصرة، هو تقويم الإيجابيات والسلبيات والنظر في قيمة الشيء وتمحيصه وإظهار عيوبه ومحاسنه والمساهمة في تصحيحه. (انظر كتابي المقام العراقي إلى أين؟ ص59).

2- الإثارة agitation: التعبير بالقول أو الكتابة أو النتاج الموسيقي بصورة تقترب إلى الثورة على الأوضاع الفنية ومحاولة تغييرها.

 

 

صورة واحدة / فرقة التراث الموسيقي العراقي من اليمين حسن النقيب وابراهيم العبدالله وسعد عبد االطيف ومائدة نزهت وسامي عبد الاحد وذياب احمد وحسين الاعظمي وصلاح عبد الغفور، الجالسون صبحي السامرائي وجبار سلمان واحمد هربود 1974.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.