مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1284)- مانشيت/ 8 خاتمة البحث
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 25 كانون2/يناير 2025 20:03
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 838
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1284)
مانشيت/ 8 خاتمة البحث
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل السادس والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الخامس والعشرين (اليوبيل الفضي) في دار الأوبرا المصرية، الموافق تشرين الثاني 2016.
البحث (روافد الموسيقى العربية المعاصرة).
***
مانشيت / 8 خاتمة البحث
على كل حال، إن الوسائل والإمكانيات المتاحة التي بها يحصل الاكتشاف والابتكار والإبداع، هي مادة مضمون الأداء وهي الاكتشاف بأن العنصـر الثقافي والجمالي للمتلقي لم يعد يقتنع أو يرضى بالنتاجات التي تعتمد على الفطرة والعفوية فقط..!
والملاحظة الأخرى هي أن الاكتشاف الآخر في هذا الأداء، هو فهم وإدراك المتلقي لحاجته الثقافية والذوقية والجمالية لأكثر أساليب الغناسيقى.
كذلك فإن الأداء في(حقبة التجربة) قد اقترب في التعبير عن قضية الإنسان العربي الحديث والمعاصر في بحثه عن الاعتبار وسط خواء بعض القيم الفنية القديمة. وهكذا نرى أن(التجربة) أوصلتنا في هذه الحقبة إلى إدراك أن المعرفة العلمية للموسيقى ودراستها أمر لابد منه وبدون ذلك ستبقى حتى إبداعاتنا الاستثنائية دون الطموح بكل تأكيد. وأبسط ملاحظة في ذلك ما كان من تفوق حقبة(التجربة) على ما سبقها من أساليب الأداء العفوي والنقل الببغاوي للمادة الغناسيقية التراثية الذي يحتم بناء جاذبيته بالدرجة الأولى على مقاييس القيم الفنية القديمة.
(إن إدخال الفكر الموسيقى في عملية الأداء والإبداع ومزجه مع مضامين الفطرة كمادة أدائية تراثية، يعالج مشكلة الفن والجمال والذوق المعاصر بصورة مباشرة) (هامش1). وهكذا فإن(التجربة) في إعداد العمل الموسيقي وباقي الأغاني عند أدائها بأسلوب الحقبة كالأغاني التي أنجزت منتصف القرن، تُظهِر جمالية هذه(التجربة) وجعلها بداية فنية جمالية سار على نهجها اللاحقون وأضافوا إليها لتجديد المواقف الجمالية التي تجري فيها الإبداعات الأكثر شمولاً. إنها أكثر إبداعاً لا لكونها أكثر معاصرة في التعبير عن جماليات الحقبة، بل إن الأساس الجمالي الذي اقترن بالمعرفة والدراسة الموسيقية قد جسَّم وشخَّص الأسلوب القريب في التعبير عن ذوق ملائم لها.
هذه المقاييس الأدائية الفنية والجمالية في التعبير عن(حقبة التجربة) والتحولات التي اتسمت بها، والتي أصبح بموجبها الإدراك الفني والجمالي ليست مجرد مشكلات عاطفية بسيطة بل إنها مشكلة أحاسيسنا بكل ما يحيط بنا، وهي أيضاً مشكلات جماليات الإنسان المعاصر في مجتمعنا العربي.
لعل هذا هو أقرب ما باستطاعتنا الوصول إليه في تلخيص الموضوع ووجهات النظر النقدية، أو ما أُلقي بعض الضوء حول الإنجازات الفنية الغناسيقية لأبرز المطربين المبدعين العرب في القرن العشـرين بعد أستاذ الجميع المبدع الأكبر محمد عبد الوهاب، الذين استفادوا كثيرا من روافد أسلافهم في القرن التاسع عشـر، والذين تعد نتاجاتهم الغناسيقية من أفضل الأعمال المرموقة في فن أداء الغناء والموسيقى العربية في القرن العشـرين، حيث استطاعوا بنتاجاتهم توجيه الذوق الجمالي والفني في بلدنا العربي إلى تيار خيالي تأملي رومانسي لأول مرة فيه كل تفاؤل وأمل المستقبل.
الدكتور
حسين إسماعيل الأعـظمي
عراقي مقيم في الأردن
نقال: 00962795820112
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
هوامش
- الأعظمي، حسين إسماعيل، كتاب المقام العراقي إلى أين..؟
المصادر
1 – الأعظمي، حسين إسماعيل، المقام العراقي إلى أين..؟
2 – الحفني، رتيبة، كتاب الموسوعة الموسيقية الميسرة.
3 – العلاف، عبد الكريم، كتاب الطرب عند العرب.
4 – الشوك، علي، كتاب أسرار الموسيقى.
5 – الوزني، حسن، كتاب الموسيقى والغناء في العراق القديم.
6 – كامل، محمود، كتاب تذوق الموسيقى العربية.
7 – لويس، إدوارد، كتاب سيد درويش والموسيقى العربية الجديدة.
8 – فارمر، هنري جورج، كتاب مصادر الموسيقى العربية، ترجمة حسين نصار.
9 – رزق، قسطندي، كتاب الموسيقى الشرقية والغناء العربي.
10 – شورة، نبيل، كتاب الياقوتة الأولى في تاج الموسيقى العربية.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
صورة 1 / حسين الاعظمي بالعباءة العراقية العربية والسدارة البغدادية في 17/8/2019 بعمّان.
صورة 2 / حسين الاعـظمي مدير معهد الدراسات الموسيقية يتوسط بعض اعضاء الهيئة التدريسية في المعهد وطلبة الصف السادس عند تخرجهم 2005.