مقالات وآراء
أخلاقُنا تسمو على اخلاقهم!// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 04 شباط/فبراير 2025 19:44
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 602
محمد حمد
أخلاقُنا تسمو على اخلاقهم!
محمد حمد
في عملية تسليم الرهائن الاسرائيليين إلى ممثلي الصليب الأحمر الدولي سجّلت حركة "حماس" عدة نقاط إيجابية لصالحها. فقد أجمعت معظم وسائل الإعلام العربية والأجنبية بأن المشاهد التي بثّتها "حماس" لعملية التسليم تنطوي على دلالات ورسائل كثيرة وواضحة وضوح الشمس، إلى من يهمه الامر، كدويلة اسرائيل وراعيتها أمريكا قبل غيرهم.
لقد أثبتت حركة "حماس" أن الأخلاق الحميدة ما زالت راسخة ومتجذرة في ثقافة ومعتقدات وتقاليد معظم شعوب ودول العالم. باستثناء الكيان الصهيوني الفاقد لكل القيم الانسانية. كما أن غريزة الانتقام من الآخر، خصما أو عدوا، لا مكان لها بيننا. خلافا لسلوك وتصرف الكيان الاسرائيلي مع ألاسرى والمعتقلين الفلسطينيين المحررين. حيث انتهى المطاف بالكثير منهم إلى المستشفيات والمراكز الطبية لما عانوه من تعذيب وتنكيل وإذلال ممنهج لكسر إرادتهم. في المقابل رأينا الرهائن الاسرائليين المحررين وقد خرجوا من الاسر بكامل النظافة واللياقة وحسن الهندام وبصحة جيدة. فقد استطاعت حركة "حماس" رغم الدمار والخراب والقصف الاسرائيلي المتواصل على مدى ١٥ شهرا، أن تحافظ على سلامة المحتجزين الصهاينة لديها وحفظ ارواحهم. وان توفر لهم كل مستلزمات الرعاية اللازمة من طعام وشراب ودواء. وحافظت بشكل يستحق التقدير على وضع النساء المحتجزات وخصوصيتهن كنساء. وهو أمر ليس بالهين في ظروف حرب همجية كهذه الحرب التي شنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزة.
أن استعراض القوة الذي أظهرته حركة "حماس" عن جدارة يحمل من الدلالات الرمزية العميقة التي تحتاج إلى أكثر من مقال. فتواجد عناصر الخركة مدجّجين بالسلاح، وبعضه سلاح اسرائيلي استولت عليه "حماس" أثناء المعارك، يُراد منه، ليس التحدي والثقة العالية بالنفس ودقة التمظبم والانضباط، بل الاصرار على المضي قدما على ذات الطريق التي رسمها قادتها الشهداء.
كما يرى من خلال مشاهد تسليم الرهائن الاسرائيليين الى ممثلي الصليب الاحمر الدولي، ان حركة "حماس" على انم الاستعداد لما هو آت من جولات وصولات مع العدو. خصوصا وأن الثقة بالكيان الصهيوني تكاد تكون معدومة او شبه معدومة.
سوف يتوجه رئيس وزراء الكيان الصهيوني مجرم الحرب نتنياهو إلى واشنطن حاملا معه قائمة مطالب، بل أوامر لا تقبل النقاش، إلى الرئيس الأمريكي ترامب الذي منح كيان اسرائيل جائزة ثمينة على شكل "قنابل ثقيلة" لقاء "انتصارها" المخزي على الفلسطنيين الأبرياء وقتلها لاكثر من ٥٠ الف من النساء والاطفال والشيوخ. في عدوان همجي تجاوز "الإبادة الجماعية" بعدّة مراحل. وبصدد زيارة المجرم نتنياهو إلى واشنطن ولقاء الرئيس ترامب قال هذا الأخيرقبل ايام: "يشرفني أن تكون أول زعيم اجنبي التقي به بعد تنصيبي".
ومع ذلك مازال البعض منكم يشك بان اسرائيل هي التي تحكم امريكا، وليس العكس!
وفي الختام انصح القاريء الكريم ألى قراءة رسالة الشكر، وهي موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي كتبها الرهينة الأمريكي كيث سيغال، المحرّر حديثا، الى مقاتلي حركة حماس. وسوف يجد القاريء أن الفرق بين سجين وآخر كالفرق بين الأرض والسماء!