مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1292)- مانشيت/ 8 التأثر والتأثير بين الشعوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 10 شباط/فبراير 2025 15:44

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 867

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1292)

مانشيت/ 8 التأثر والتأثير بين الشعوب

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل السابع والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي السادس والعشرين في دار الأوبرا المصرية، الموافق تشرين الثاني 2017 م.

البحث (أصل المصطلحات الأعجمية في الموسيقى العربية، المقامات العربية إنموذجاً).

***

مانشيت / 8 التأثر والتأثير بين الشعوب

لقد كانت التأثيرات الموسيقية فيما بين الحضارات القريبة عن بعضها جغرافيا وتاريخياً، موجودة منذ أقدم الأزمنة. ولكنها متفاوتة من حيث حجمها، وازدادت هذه التأثيرات في عهد الدولة العباسية(132هـ 656) وهي امتداد للدولة العربية الإسلامية التي أسسها الرسول الأعظم محمد ﷺ بعد هجرته من مكة إلى يثرب (المدينة المنورة).

وبذلك أصبحت بغداد عاصمة الدولة العباسية منذ أن أسسها الخليفة العباسي العظيم أبو جعفر المنصور. ليس للعراق فحسب بل عاصمة الدولة العربية الإسلامية كلها، من المحيط إلى الخليج، وهكذا يكون التبادل الحضاري والتقارب والتأثر والتأثير على أشدها فيما بين العواصم من حيث المبدأ، باعتبارها مركز الحضارة ومركز الدولة والحكومة ودوائرها وجامعاتها ... الخ.

وفي هذه الحقب التي مرّت، دخلت في غنائنا بصورة متبادلة مع الدول المجاورة من غير العرب تأثيرات مباشرة، خاصة إيرانية وتركية في الموسيقى واللغة وغيرهما من الظواهر الأخرى. وفي هذه التفاعلات الحضارية ومن خلال الإسلام والحضارة العربية، ساهم العرب بصورة فعـّـالة في تطوير الفكر البشـري وبناء مجد الإنسان، وبمرور الزمن ومرور القرون ضعفت الدولة العباسية حتى أسقطها المغول التتر عام(656هـ 1258م) ليبدأ عصـر الانحطاط والانحلال والبؤس والتخلف في حياة العراقيين والعرب، مما حدا بغنائنا وموسيقانا أن تكون تحت وطأة التأثيرات المختلفة لاختلاف الأقوام التي تناوبت على حكم العراق والوطن العربي خلال الفترة المظلمة. وبمضي الزمن أخذت موسيقانا تتبلور لتكوِّن لها خصوصية أدائية مقامية، هي مزيج من تأثر وتأثير هذه الأقوام التي تتابعت على حكم العراق مثل المغول، والتتر، وتيمور لنك، ودولة الخروف الأبيض(القرة قوينلو) ودولة الخروف الأسود(الآق قوينلو) والجلائريون، والصفويون، والعثمانيون. وزاد الطين بلّة عند مجيء الاستعمار الإنكليزي البغيض 1917م ودخوله العراق محتلاً له بعد أن سقطت الدولة العثمانية في خضم الحرب العالمية الأولى 1914م1918 ونتيجة لهذا الوضع أصبح الغناء والموسيقى في بلدنا ينحو منحاً شكلياً ليكون هيكلاً وقالباً غنائياً مقامياً(form) في شكل محدد ومضمون عراقي متأثر وبالتدريج سبق أن أُطلق عليه اصطلاحاً بـ(المقام العراقي).

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

صورة واحدة / حسين الاعظمي يتوسط اعضاء فرقته الموسيقية في احدى قاعات مسارح لندن قبل بدء حفلة الامسية في 2 تشرين ثاني 2019. الجالسون يمينا محمد لفتة ووسام العزاوي والاعظمي وعلاء مجيد ود.محمد كمر. الواقفون د.سالار اسيد وجمال امير وخالد كمر وحسن علاء.

• < السابق
• التالي >