اخر الاخبار:
واشنطن تعلن قتل قيادات حوثية كبيرة - الأحد, 23 آذار/مارس 2025 18:45
غبطة البطريرك ساكو يجتمع بكهنة بغداد - الأحد, 23 آذار/مارس 2025 18:30
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

نشوء اول كرسي باطريركي في قوجانس.. سنة 1692م- والبطريرك ايليا ال 9و10و11 في القوش، الجزء 40// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 عرض صفحة الكاتب 

نشوء اول كرسي باطريركي في قوجانس.. سنة 1692م

والبطريرك ايليا التاسع والعاشر والحادى عشر، في القوش،

من سنة 1660 – 1778م - الجزء 40

يعكوب ابونا

 

 كان للبطريرك ايليا الثامن 1617 – 1660، اخ هو القس يوحنان كان له اربعة ابناء، دنحا بكره وابراهام ويوسف وايليا، وكان لكل من دنخا وابراهيم ولد، والولدان كانا منذورين للبطريركية، وهما: ايشو عياب بن دنخا وحنانيشوع بن ابراهام، وايليا ايضا كان اركذياقونه بتولا ،..

 بعد ان شاخ البطريرك كان عليه ان يقيم "وليا للعهد" بحسب التقليد المتوارث، الذي سنه البطريرك شمعون الباصيدي 1480 – 1502م، للعلم كان اول بطريرك اعتلى السدة البطريركية، وفق قانون الوراثة الذي سنه الباصيدي ونفذوه الاباء  هوعندما أجلسوا ايليا الخامس بطريركا سنة 1502 -1505، ومن بعده اصبح تطبيق النظام الوراثي ملزما للاباء، وهكذا توارثت العائلة الابوية الكرسي الباطريركي....

يذكر ايليا ابونا ص  61- 63  من كتابه اعلاه، وبموجب ذلك القانون كانت ولاية العهد من حق ايشوعياب بن دنخا، لكونه ابن الاخ الكبير للبطريرك، ولكن الطائفة والكنيسة اختاروا ابن الاخ الاصغر حنانيشوع بن ابراهام، لانهم وجدوا فيه اكثر حكمة وعلما وخبرة، والمامه ونشاطة بادارة الكنيسة والجماعة، لذلك فضلوه على ايشوعياب بن دنحا، فوضع البطريرك يده عليه ومنحه الرتبة الميطرافوليطية فصار ولي العهد الكرسي الباطريركي لكنيسة المشرق.

 فسبب ذلك الما وحزنا وغضبا لوالده دنخا، ولم ينجح البطريرك باقناعه واخراجه من الالم والحزن الذي انتابه بسبب ابعاد ابنه عن ولاية العهد، فاشتد غضبه فحدث نزاع دموي، وعلى اثر ذلك ترك القوش هو وعائلته وصديقه عبد المسيح وتوجه الى الجبل، ووصل الى اورمية في بلاد العجم، وكان ذلك بزمن البطريرك شمعون الرابع المعين من قبل البابا والذي هو من سلسلة سولاقا، "بطرس نصري ذخيرة الاذهان ج2 ص 189 وبعدها".. وكان مقيما كرسيه في اورمية، فروى دنخا قصته للبطريرك والاساقفه، ولدى تعرفهم به وتثبيتهم من شخصه واصله بانه من البيت الابوي ومن حكايته ومعاناته، فعاملوه بكل حب وموده وطيبوا خاطره ووعدوه خيرا شرط ان يمكث معهم ويحل بين ظهرانيهم ،". انتهى الاقتباس

 اما البطريرك ساكو في ص 148 من كتابه سيرة بطاركة كنيسة المشرق يذكر "في سنة 1653 حدث نزاع دموي بين افراد العائلة على الممتلكات، فنزع فرع منها الى سلامس في ايران ونقل شمعون الثالث عشر دنخا (1662 – 1700) مقره الى قوجانس "جبال هكاري" المحصنة مركز القبائل الاشورية التي عاشت حالة من الحكم الذاتي ، وسكن في دير مار شليطا الذي شيده،" انتهى الاقتباس

 اما الدكتور هرمز ابونا في ص 102 من كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية، يقول "ان المؤمنون يطردون يهبالاها شمعون الرابع عشر" 1690-1692" من منصبه، وياخذ من بطرس نصري عن المعارضة التي لقيها هذا البطريرك والاستنجداد بروما والقوى الخارجية بغية فرضه بالقوة فكتب يقول: ومن الاثار التي تفيدنا عن احوال شمعون الرابع انه بعد اتحاده بالكرسي الرسولي نفي من كرسيه بوشاية اعدائه فالتجأ الى اسكندر السابع الحبر الاعظم فعين البابا بلاجيدس دي خانين في سنة 1661 لمساعدة نصارى بلاد العجم معاونا لمطران بابل اللاتيني ونائبا على مطرانية اصفهان التي كانت مقرنة ببابل وكتب رسالة الى عباس الثاني ملك العجم في تلك السنة عينها يسترحمه في ان يلطف بمارشمعون المشار اليه اعلاه، ويعيده الى كرسيه وعاون بلاجيدس المشار اليه مارشمعون في هذا الشان وعلمه صورة الايمان الذي يجب ان يعترف به". ويضيف نصري ان المؤمنيين قاموا بطرد شمعون الرابع ولو كان هؤلاء يوافقون عل الحد الادنى من الروابط مع روما لما قاموا بذلك، وهذا بحد ذاته كما يقول هرمز ابونا يعبر عن حقيقة موقف المؤمنيين من الخضوع لروما،.. انتهى الاقتباس

 

  بوفاة الجاثليق شمعون الرابع في عام 1692، اقاموا الاباء والشعب هناك ايشوعياب بن دنخا بطريركا عليهم ، فقام بنقل كرسيه الى قوجانس، واعلن قانون الوراثة اسوة بما هو مطبق في القوش، رسخت البطريركية في قوجانس وتعززت بصخرتها الصلبه والقويه وانتصرت وعظمت وتوسعت وتمكنت من مواجهة الاضطهادات الشديده التي واجهتها تمكنت من مواجهة كل ذلك بمساندت وتعضيد الكنيسة الكبرى الام في اثور وبابل ، التي مقرها كان القوش،.

 

 اما ذهاب البعض الى القول بان الكرسي البطريركي نقل من القوش الى قوجانس، فهذا خطأ لان هذا لم يحدث قط بل بقى الكرسي البطريركي في القوش، ولكن الذي حدث نقل مار شمعون دنحا 1692 كرسيه من اورمية الى قوجانس ، فانشا اول كرسي بطريركية في قوجانس، فاصبح هناك كرسيان لبطريركية كنيسة المشرق، احدهما وهوالاصل في القوش الذي يمتد الى طيماثاوس الثاني 1318 – لغاية  يوحنا هرمزد 1837، وهناك تسعة شواهد لقبور البطاركة في دير الربان هركز، والكرسي الاخر في قوجانس، وكلاهما كانا من عائلة البيت الابوي،

  اذا نشاءت كنيسة قوجانس بشمعون دنخا الاول. واستمرت ...

1-شمعون دنخا          1692 – 1700       الاول

2- شمعون سليمان         1700- 1740      الثاني

3-شمعون مختص        1740 – 1780      الثالث

4-شمعون يونان          1780 – 1820      الرابع

5-شمعون اوراها        1820 – 1861      الخامس

6- شمعون رؤئيل       1861 – 1903      السادس

7- شمعون بنيامين       1903 – 1818      السابع

8- شمعون بولص      1918 – 1920   في مخيم بعقوبة العراق .... الثامن

9 – شمعون ايشاي  1920 – 1975  في بعقوبة .... توفى بامريكا..  التاسع

 

 وهكذا ختمت هذه العائلة خدمتها الكنيسة الجليلة بدم اخر شهدائها البطريرك الشهيد مارشمعون ايشاي ..

 

توفى البطريرك ايليا الثامن 1660 ودفن في دير الربان هرمز في القوش ، وجاء بعده ايليا التاسع هو مروكي اخو حنا نيشوع، ولي العهد السابق، وكان ذلك سنة 1660، يذكر نصري في ص 233 من كتابه ذخيرة الاذهان ج 2 بان كان سنه الخامسة عشر،" انتهى الاقتباس

ويذكر المطران ايليا ابونا بكتابه بانه كان رغم صغر سنه قويا بعقله وثابتا برايه حاد الذكاء نبيها قوي الحجة عنيفا حاد الطبع ازاء من يقف بوجهه ويخالف افكاره واعماله اويعارض ارادته كل ذلك من اجل حرصه على مصالح کنیسته، فعندما علم بان اسقف آمد يوسف الذي اتحد مع روما بعد ان وجدت روما ضالتها فيه بعد رجوع الشمعونيين الى كنيستهم الاصليه، فاشتد غضبه عليه وحاربه مما اضطر يوسف الهرب وترك امد مرغما، وبجهوده وجهود يوحنان میطرافولیط آمد تحققت اماله باعادت كنيسة امد الى حضن كنيسته الام، ولكن كان حزينا على ضياع كنيسته في اورشليم التي ظلت دوما تعاني الظلم والاضطهاد على ايدي الكنايس الاخرى، مما سبب ضياع المؤمنين وتوزيعهم الى كنايس اخرى، بذلك فقدت كنيسة المشرق وجودها في اورشليم المقدسه،

 

 في سنة 1669 جمع البطريرك الاساقفه: يوسف اسقف امد، وعبد يشوع اسقف الجزيرة، ويوحنان اسقف سعرت، وكتب صورة ايمانه بالاشتراك مع نائبه شمعون الى البابا اقليميس التاسع، واخبره ايضا قائلا، انني قد انفذت قبل سنتين صورة ايماني مع اثنين من الكهنة هما بطرس ومرقس، والى الان لا علم لي بمصير هذين المرسلين، لذا ارجو واتوسل من قداستكم متابعة اخبارهما وانقاذهما فيما لو كانا قد وقع بيد اناس اشرار او قطاع طرق وتخلصهما من اسرهما، كما ارجو من مقامكم السامي ان تنظرونا بعين الرحمة، وتسمحوا باقامة مدرسة لديكم لشبابنا لتهذيبهم وتلقيهم المعرفة، والتعاليم الروحية لمساس حاجتنا اليهم في بلداننا السيئة الحظ والمبتلات بالاضطرابات والنوائب، كما ارجو ان لا تهملوا طلبنا بتخصيص مكان لنا للصلاة في اورشليم الممجدة المباركة كما كان لنا في الازمنة الغابرة.

الا انه لم يلتق جوابا من البابا على طلباته..

 

في سنة 1668 توفى مار يوحنا ميطرافوليطا امد، الذي بجهوده عادت كل الجماعة الى حضن الكنيسة الشرقية، فدعا البطريرك القس يوسف من كرخ سلوخ "كركوك" ووضع يده عليه ورفعه الى الرتبة الميطرافوليطية على امد، خلفا ليوحنا المتوفى. الا ان هذا الاسقف انقلب وكفر بايمان كنيسته وتعاليمها، واعترف وامن بالكنيسة الجديدة وبتعاليمها واتحد معها..

 

وما كان من هذا المطران يوسف الا ان يهرب الى روما سنه 1675، ومكث فيها حتى 1677 وعندما عرض امره على البابا لم يتوفق بشئ فرجع، الا ان المرسلين الى الشرق الفرنسيين كتبوا للسطان في استنبول وبذلوا جهدهم من اجل اعادة يوسف الى كرسيه في امد ،فتم لهم ذلك وتجددت كنيسة امد الكلدانية ثانية بعد ان منح البابا الرتبه البطريركية له، ولقب بيوسف الاول سنة1681- 1691، وهكذا كما يقول الاب البير ابونا ص 235 من كتابه تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية "ظهرت في الربع الاخير من القرن السابع عشر سلسلة اخرى من البطاركة الكلدان الذين اتخذوا دياربكر مقرا لاقامتهم، وتسموا جميعهم باسم "يوسف"..

يوسف الاول 1681 – 1691

يوسف الثاني أل معروف  1696-  1712

يوسف الثالث 1713 – 1757 ..

يوسف الرابع 1759 – 1781 ..

 

 هنا نجد بان كنيسة المشرق اصبح لها ثلاثة بطاركه، بطريرك في القوش نسطوري والثاني في قوجانس نسطوري والاثنان من عائلة بيت ابونا والثالث معين من روما كاثوليكيا ..

 

توفي ايليا التاسع عام 1700 ومن غريب الصدف ان يموت بنفس السنه البطريرك شمعون دنخا في قوجانس، جاء بعده ايليا العاشر، هو ايليا شمعون مروكي ابن يعقوب اخو ايليا مروكي التاسع، اقامه البطريرك سلفه ولي عهده له، اذ اعتلى السدة البطريركية ودعى ايليا العاشر، 1700 – 1722،  كان ذكيا امينا على مبادئه وحافظا ومدافع عن كنيسته، الا ان تغلغل المرسلين بين ابناء شعبه مما حدى بالبعض مهم ان ينتموا الى الكنيسة الجديده، بالاضافه الى احوال المسيحيين في تلك الفترة كانت قاسيه ومضطربه خاصة بعد تعرض دير الكبوشيين في الموصل من قبل الشقاوات الذين سطوا ليلا وذبحوا رئيس الدير القس بطرس ونهبوا محتوياته ومقتنايته، وكان ذلك في عام 1722،

 

 ويذكر المطران ايليا ابونا ص 82 وما بعهدها ،

رغم ما كان البطريرك يبذله من جهود من اجل الحفاظ على كنيسته وشعبه الا ان المرسلون الفرنسيون الى الشرق كانوا يعملون ضد مسيرة الكنيسة القديمه وقد اثمرت جهودهم كثيرا، في عهده ذاع صيت القس دانيال بن ادم الالقوشي، الذي خرج على كنيسته وتبع الكنيسة الجديدة، رغم انذار البطريرك له الا انه تمرد عليه وتحداه، وجاره في ذلك القس خدر الموصلي استاذ المدرسة المعروفه حينذاك، وكان واسع المعرفة متضلعا بشتى العلوم تخرج على يديه الكثير من الكهنه والشمامسة وحتى ابناء البيت الابوي كانوا يتلقون العلم في مدرسته، صعب على البطريرك ان يرى معلم مدرسته وكنيسته لفترة تربوعلى اربعين عاما يتركه ويرتمي في احضان الغريب، رغم نصيحة البطريرك له، الا انه هرب الى روما سنة 1708،

توفي البطريرك في 1722، تولى بعد الكرسي البطريركي ايليا الحادي عشر دنخا، هو دنحا بن اوراهام اخو سلفه ايليا، وكان وليا لعهده رسم بطريركا في 26 كانون الاول سنة 1722 وعرف باسم دنحا " يذكر عنه بطرس نصري كتابه التاريخ الكنسي ص 315، كان البطريرك بعمر اثنتين وعشرين سنة ويعرف ايضا باسم دنخا، انتهى الاقتباس

 

ويضيف المطران ايليا في 88 ومابعدها "عرف عنه ذكائه وجهوده في نصرة كنيسته، لمعرفته بان كراهية المتربصين بها من الكنايس الغربية والايقاع باتباعه وخطفهم من قطيعهم، لذلك كان يحارب يوسف الثالث 1714-1757 الذي اقيم بطريرك في آمد بعد وفاة يوسف الثاني، جاهد البطريرك ايليا من اجل انتزاع البراءة السلطانية من يد مار يوسف ليتكمن من التصرف بشؤون آمد ونواحيها، ولكن لن يستطع، الا انه كان يمتلك براءة سلطانية تقركونه بطريرك على كل مسيحي المشرق،

  كما كان يوسف الثالث يحاول الحصول عليها لكي يتصرف بشؤون مسيحي الشرق الا انهم لم يحصلوا عليها الا في زمن البطريرك نيقولاوس زيعا 1847 ولكن للاسف ان البابا كان يحرض يوسف ويشجع التدخل والتواجد في مناطق التابعه الى ايليا ومنها الموصل وعندما وصلها فما كان من البطريرك واتباعه الاان يطردوه منها مهانا ، اعتبر عمله هذا تجاوزا على الكنيسة فكتب ايليا الى البيزنطه لاستحواذ على كنيسة أمد فتم له ذلك والقي القبض على يوسف، الا ان تدخل الفرنسيين لدى الدوله التركية منحه السلطان حرية ادارجماعته في امد على ان لايتعرض لجماعة الكنيسة القديمة ..

 

 وفي سنه 1750 قدم المرسلون الدومنكان الى الموصل وحلوا ضيوف على بيت الياس الحلبي، الذين سبق لهم ان ساعدوا المرسلين الغربيين قبل ذلك، والملفت للامر بان المرسل الاول كان يتجول بزي الطبيب العلماني، خوفا من الوالي، فكان يعالج الاهالي ويزودهم بالادوبة بدون مقابل، فاحبوه واستطاع كسب ثقتهم وان يحبوا وجودهم بينهم، فاستطاعوا ان ينالوا الاذن في وجودهم واقامتهم في الموصل بشكل رسمي.

 كما واسسوا لهم مقرفي بغداد، وراحوا يغرون البسطاء من الناس بالمال والكلام المعسول لجلبهم الى كنيستهم الجديده ،ومنح البابا اوربانوس 1738منشور للمرسل اللاتيني يمنحه صلاحية ممارسة الطقوس الكنيسة وتدبير شؤون المسيحين الشرقيين على اختلاف طقوسهم من الذين يتبعون الكثلكه، ولكون جثالقه المشرق قد تعرضوا الى الطرد من بغداد بزمن يهبالاها الثالث لم يبقى لهم سوى ثلاث كنائس باسم مريم العذراء ومار يوحنا وما قرياقوس، ومن ضمنها كنيسة كان فيها ذخيرة من عظام الشهيده مسكنتا، في سوق الميدان، التي اخذوها الارمن قسرا وضبوها،

 

  كان خوشابا "حذبشبا" اخو البطريرك ايليا العاشر، وكان له ولد بكره ابراهام، وايشوعياب المنذور، وطبع للقليد المتبع في البيت الايوي وضع البطريرك يده على ايشوعياب ابن اخيه خوشابا، وجعله ولي عهد الكرسي البطريركي، ..

عقد ايشو عياب الاتحاد مع كرسي روما باسمه وباسم البطريرك، في نفس السنة التي توفى فيها مارشمعون سليمان في قوجانس سنة 1740، الا ان روما لم  تقبل هذا الاتحاد لخلو الاتفاق من ختم وتوقيع البطريرك، فاجبر البطريرك نفسه على الكتابه الى البابا بندكتوس الرابع عشر وذلك سنة 1745 ولكن بدون جدوى هذه المرة ايضا، ؟

 

 الا ان وجوه الموصل طلبوا من البطريرك ايليا ان يرسل نائبه ایشوعياب الى السفير البابوي الاسقف عمانوئيل المقيم في بغداد وعن طريقه يثبت عهد الاتحاد، فرضخ البطريرك للطلب، وسر عمانوئيل بذلك ومنح الحل ليشوعياب وعمه البطريرك في احتفال، كان ذلك سنه 1749 واخبر البابا بهذا الاتحاد، الا ان البطريرك ايليا لم يمكث طويلا في الاتحاد فعاد الى ايمانه بكنيسته القديمه وابي ان يموت الا في حضن امه كنيسته الحنونة،

كان للبطريرك اخ اسمه حنا وكان له بكره ولد اسمه كوريال، واخاه هرمزد، كان كوريال رجلا حكيما ذكيا منطقيا قويا حازما قولا وفعلا، وكان يحظى باحترام كل ابناء البيت الابوي، وجماعة المؤمنيين لذكائه ونباهته، وشهامته والبطريرك نفسه كان يخصه بحبه اكثر من باقي ابناء بيت الاخرين..

ولكن كوريال استغل الثق الممنوحه له وعمل جهده للامساك بزمام الامور البطريركية الروحية والجسدية بيده، وبخاصة الاستحواذ على ممتلكات البيت الابوي، وعمد الى استعمال اسلوب اللين لنيل غرضه، فراح يستعطف عمه البطريرك مخاطبا اياه: اتوسل اليك مولاي الكبير ان تشملنا بعطفك وتشركنا معكم بالعمل والمسؤولية وان ترفع اخي هرمزد الى الرتبة الميطرافوليطية شانه شان ابن اخيك حذبشبا،.

     في اول الامر ثار غضب البطريرك عليه ووبخه وزمجره بقسوة وطرده، من امامه، الا ان كوريال لم يتزعزع ولم يثنيه موقف عمه الرافض، ولم توثر فيه سورة غضبه وسخطه، وظل مصرا على رائه، وجابه البطريرك هذه المرة بقوة وجراة، وخاطب عمه البطريرك بفضاضة وعنف وبمنطق التهديد والوعيد، مما اضطر البطريرك للرضوخ لمطالبه كلها، ومنح الرتية الميطرافولطية لهرمزد على ابريشة الموصل ولما يزل طفلا في الثانية عشرة من عمره ، ودعى باسم والده "يوحنا" ..

 وعقب ذلك ثارت الحززات واشتدت نيران النزاع والخصام بين وليي عهد الكرسي البطريركي، الاثنين "ايشوعياب ويوحنا" وراح كل منهم يعمل ضد الاخر ايشوعياب يعمل لصالح الكنيسة القديمة، ويوحنا لصالح الكنيسة الجديدة ،

 

ولكن الذي حدث بان روما استغلت هذا الخلاف بين وليي العهد، فقامت في سنة 1772 برسم يوحنا اسقفا ومطرابوليطا بكنيسة روما، وراح يتجول متفقدا الابرشيات كلها، ويعظ ويعلم داعيا الجماعة الى الايمان بكنيسة روما حتى عام 1778 وفي هذه السنة انتشر في القوش وباء مرضي راح ضحيته جمع كبير من الناس ومن ضمنهم البطريرك ايليا سنة 1778م، فدفن في دير الربان هرمزد كما يظهر شاهد قبره ..

 

 في الحلقة القادمة سنتحدث عن نشوء الكنيسة الكلدانيــة ، بعون الله ..

  يعكوب ابونا ...................  17 /2 /2025

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.