اخر الاخبار:
غزة.. أوامر للجيش الإسرائيلي بتوسيع الحرب - الجمعة, 18 نيسان/أبريل 2025 19:13
إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله - الثلاثاء, 15 نيسان/أبريل 2025 18:28
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

البطريرك يوسف اودو.. وعلاقته بالعائلة الأبوية الباطريركية المقدسة- الجزء 43// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

البطريرك يوسف اودو.. وعلاقته بالعائلة

الأبوية الباطريركية المقدسة- الجزء 43

يعكوب ابونا

 

في الحلقة السابقة تحدثنا بعضا عن المطران يوسف ابن الشماس هرمزبن اسحق بن مرخو "ميخائيل" بن اودو "حكيم" الالقوشي.

 ووالدته كانت شموني الريس، ولد في القوش سنة 1793م،،

 

  ولكي نتعرف اكثر على المطران يوسف اودو، ناخذ بسردية المطران ايليا ابونا عن سيرته ففي ص 109 وما بعدها من كتابه تاريخ بطاركة البيت الابوي.

 يقول ولد يوسف اودو الالقوشي سنة 1793، وبينما كان في احد الايام، وهو فتى يافع، يرتقي السفح الى دير الربان هرمزد بمعية البطريرك يوحنان هرمزد، انفلتت صخرة من فوق الجبل وسقطت وتهشمت الى قطع صغيرة واصابت قطعة راس الفتى يوسف واحدثت جرحا بليغا، فساءت حاله، وعلى اثرها قطع على نفسه نذرا ان يقضي بقية حياته ناسكا في دير الربان هرمزد ان طاب جرحه وبعد شفائه اكمل نذره، ونال الدرجة الاسقفية على يد المطران اوغسطين هندي منسبا الى ابرشية نينوى بقصد الاستحواذ على ابرشية الموصل، تنكيلا بيوحنان هرمز ابونا الذي كان مطران عليها، لان نينوى ليست الا خرائب غدت حقولا تزرع بالحنطة والشعير. فالاسقف يوسف اودو وقف دائما ضد البطريرك يوحنان هرمزد حتى اخر يوم في حياته. وبعد موت البطريرك يوحنان عمل اودو على خراب البيت الابوي ايضا. انتهى الاقتباس

 

  واما البطريرك لويس ساكو في ص 176 وما بعدها من كتابه سير بطاركة كنيسة المشرق، يقول بان يوسف اودو كان احد الرهبان الخمسة الذين رشحهم "الاب جبرائيل دنبو" رئيس دير الرهبان هرمز القوش لينالوا الاسقفية على يد اوغسطين هندي، امد، ديار بكر، خصم مار يوحنان هرمز ابونا، وتم ذلك في 25 اذار 1825م، رفض مار يوحنان هذا التعين، لان هدف دنبو، كان تقليص نفوذ مار يوحنان هرمز من عائلة "ابونا" البطريركية، فخلقت هذه الرسامة صراعا موجعاً بين الشخصين، وشكلت حزبين "حزب حناني وحزب يوسفاني" انتهى الاقتباس

 وياتي الى القول المطران ايليا ابونا، بان الخلاف لم يبقى بين الرجلين بل امتد الى التناحر بين الحزبين كالسوس الناخر في جسم الكنيسة، ويعمل على ابطال الكثير من التقاليد المتوارثة منذ عصور طويلة. وكانت الجهة الملامة بحق في ذلك بيت الياس حلبي، لانهم كانوا السبب المباشر في ابطال الكثير من المراسيم والتقاليد المتوارثة عن الاباء الطوباويين الذين جهدوا في تنظيمها وادخالها في كنيستنا المقدسة قبل مئات السنين، ومن هذه التقاليد:

1- لدى دخول المؤمنين الى الكنيسة كان السجود امام الهيكل الالهي باحناء الراس، ولقد ابطل ذلك واستعيض عنه بالركوع كما هو التقليد عند المغاربة.

2- ابطلوا الاصوام التقليدية كلها، ولم يتركوا الا صوم باعوثا والصوم الكبير.

3- ابطلوا تناول الخمرة، وابدلوا خبز القربان (البوخرا) بوكرا بالبرشانة الرقيقة الغربية.

 4- لم يكن يؤذن للشمامسة بالدخول الى المذبح من دون لبس (كوتينا هي كوتن، قميص ذو كمين واسعين نسجا معا، ومسانا (هي خف ، مداس) كما يفعلون اليوم..

5- في اثناء صلاة القداس يظل المؤمنون واقفين، ولا يجلسون على الارض الا حين يقول القارئ (بشليا.) ى وو وشلو) كونوا في صمت وسكون. وكذلك يظل المؤمنون واقفين اثناء قراءة الكتب الالهية، وبعد ذلك يجلسون، واليوم يجلس الرجال والنساء على الكراسي..

 6- كان ينتظم جوقان امام المذبح وفي نهاية الهيكل كانت الجلجلة، وقد أزيلت هذه كلها من جميع الكنائس.

  7- كانت صيغة التعميد بصيغة الأمر، أي (اعتمد) فاستبدلت بصيغة (انا اعمدك).

 8- احدثت تغييرات كثيرة في القداس الرسولي، وادخلت عبارات جديدة كمثل تلك التي امر بها البطريرك يوسف الرابع.

9- كان استعمال المبخرة في الكنيسة يوميا فابطل، واقتصر ذلك على ايام الاحاد والاعياد..

10- كان خبز القربان (البوخرا) يخبز بتزمير وتسبيح من قبل الكهنة والشمامسة، فابطل ذلك وصار خبز القربان يخبز من قبل أي كان واحيانا يخبز من قبل امراة.

وكعقاب على هذه التخريبات وهذه الامور الغريبة التي ادخلت في قسم الكنيسة وطقوسها سلط الله على الناس وباء قاسيا قاتلا، ومع ذلك لم يستيقظ البعض من سبات اعمالهم الشريرة، ففي مدينة الموصل مات بالوباء خلق كثير وكثيرون من الكهنة واذ راى جماعة الموصل ان معظم كهنتهم قد توفوا، اختاروا الشماسين هرمزد مخنوق ويوسف يتيم، وارسلوهما الى القوش لدى البطريرك يوحنان، فمنحهما الدرجة الكهنوتية المقدسة، وكانوا يخدمون جماعة الموصل في كنيسة مسكنتا.

وصعبت على البطريرك يوحنان حالة الكنيسة المبتلاة بالخلافات والانشقاقات نتيجة عداء مار يوسف له باستمرار، فارسل الاسقف مار ايليا (هو منصور سفرو) ابن عمه الى ابرشية عقرة، وظل هناك حتى وفاته سنة 1858م ودفن في قرية (خربا). واعطيت ابرشية العمادية لمار يوسف اودو، لانهاء الخلاف بينهم. انتهى الاقتباس .

 

  واما بنيامين حداد في ص 97 وما بعدها من كتابه سفر القوش الثقافي، في سنة 1827 ترك ماريوسف اودو القوش وتوجه الى الدير الربان هرمز هرباً من داء الطاعون الذي تفشى في القرية،..

في سنة 1828 حدث اقتتال بين الحنانيين واليوسفيين في القوش فيتغلب اتباع مار يوسف ويوقع جرحى من الطرف الاخر، فيتوجه مار يوحنان بالشكوى الى حاكم الموصل، وعلى اثر ذلك يترك مار يوسف والاب كوركيس يوحانا واخرون القوش الى قرية بوزان، واستغاثوا باغا المزوريين، فامر الحاكم بمطارتهم فحوصرت القرية ليلا فطلب اهلها من مار يوسف وجماعته مغادرتها، فخرجوا وتفرقوا في شعاب الجبال، وتمكن المطاردون من القاء القبض على مار يوسف واخيه اسحق وخمسة من الرهبان وشخصين من اهالي القوش وسيقوا الى قرية "بيبان" فتفرق رهبان الدير، وعاد الاخوة الصغار المبتدئون كل الى بيت ابيه، ونقل الماسورون الى سجن الموصل، فاطلق سراحهم بعد الوساطات ودفع الرشاوي ما عدا مار يوسف الذي ظل مسجونا بحجة اخبائه لصندوق اموال الدير، رغم التعذيب الا انه لم يبح بمكان الصندوق، وفي سنة 1829 خرج من السجن،..

 في سنة 1832 هاجم ميراكور امير راوندوز القوش فيهرب مار يوسف مع الاهالي فتفرقوا بين الوهاد والوديان، وفي سنة 1836 تصل شكوى ضد مار يوسف من رئيس القوش مفادها ان المطران اودو يخبئ في حزامه ذهباً فيامر الحاكم بنزع ملابسه الا انهم لم يجدوا شيئاً،

  ظل مار يوسف في السجن اما الراهب دميانوس فيطلق سراحه بواسطة رئيس القوش بتقديم رشوة الى الحاكم، واطلق سراح اودو في شهرتموز بعد ارشاء الحاكم ويعود الى القوش.

 ويقابل البطريرك مار يوحنان ويسائله عن سبب امره باصدار الحرم ضده وضد الكهنة والرهبان، يجيبه البطريرك، انا لم افعل ذلك..

وانا لست خائفا منك في ما اقوله، فانا لم ارسل اي امر البطلان واعتقد ان من قام بفعل ذلك هو القس اللاتيني تريوش الذي استلم مقام المطران كوبري، ثم عين قاصدا رسوليا، ويضيف بنيامين حداد، هذا واحد من الاسافين التي كان مرسلو روما يدفونها في جسم الكنيسة الشرقية  لتعكير الصفو بين القيمين عليها.

ويضيف بنيامين حداد،

 في سنة 1842 قدم اسماعيل باشا العمادي الى القوش ويذكر بعض خصوم بيت الاب ان ذلك كان بسبب تحريض بعض رجالات هذا البيت، فالقى اسماعيل باشا القبض على الرهبان وسجنهم في قلعة العمادية، ونهب الدير وقتل الاب حنا جرا الالقوشي مع بعض الرهبان، وقدم اهالي القوش شكوى ضد اسماعيل باشا العمادي الى حاكم الموصل فاغتاظ كثيرا وامر الاهالي بطرد بيت الاب من القوش فهجروها الى قرية "بيوس" واستقر يوسف اودو في مركز ابرشيته حتى يوم انتخابه بطريركا،..  انتهى الاقتباس

 من الغرابه بان بنيامين حداد لم يتطرق الى ما قام به اسماعيل باشا ضد العائلة الابوية،؟؟ وكما يشير اليها المطران ايليا ابونا في ص 115 من كتابه تاريخ بطاركة البيت الابوي، يقول في سنة 1842 حمل اسماعيل باشا على القوش والقرى المجاورة لها وقتل الكثيرين ونهب وسلب وخرب واحرق كل ما صادفه امامه واجبر الناس بشتى صنوف التعذيب لاخراج ما عندهم من اموال وكنوز مخفية.

 وكان ضمن القتلى حسقيال ابن القس موشي من الاسرة الابوية، كما القى القبض على الشماس مروكي ابن الشماس اسرائيل ابونا، وغل رجليه بالحديد وشرع يعذبه بلا رحمة، وهدده بالموت ان هو لم يقر بموضع الكنز الكبير العائد الى الاسرة الابوية. اذ كان البعض ممن باعوا ضمائرهم من اهالي القوش قد وشى لدى الباشا المذكور واعلموه ان الشماس مروكي على علم بمخبأ كنوز بيت ابونا الذي سلم من يد ميراكور. واضطر الشماس مروكي بسبب ما عاناه من تعذيب يفوق الوصف، الى التصريح بمكان الكنز، فاخرج وقسم الكنز بين رجال الباشا .. انتهى الاقتباس

  وهذه دلالة على ان اتهام بيت ابونا بتحريض اسماعيل بشا لا اساس له من الصحة بل كان الغرض منه الاساءة اى هذا البيت الذي خدمة كنيسة المشرق مئات السنيين، محاربة هذا البيت كان لتشتيت ابناء هذه الكنيسة خدمة لمصالحهم واطماعهم وتاكيداً لعمالتهم للاجنبي، فالكذب والرياء الذي مارسوه البعض وخاصة من اتبعوا كنيسة روما، وكما يقول المطران ايليا بان العداء والحقد اللذين كان يكنهما الكلدان لابناء البيت الابوي.كان بشكل غير طبيعي، وهذا كله كان بداية العداء والمحاربة، وما تلا ذلك كان اعظم، لنسبح للرب!!

 ويستدرك المطران ايليا ابونا، فيقول، كان تصرف اسماعيل باشا صدمة كبيرة لمحمد باشا فاستشاط غضبا على اسماعيل باشا حاكم العمادية، رای یوسف اودو الميطرافوليط ویوسف رئيس وشقيته بان يستغلوا الفرصة فقصدوا في وشاية ظالمة في ايديهم ضد البيت الابوي، واوغروا صدر الباشا كذبا وزورا، ولفقوا بان تمرد اسماعيل بك عليك وما فعله ضدك من قتل وتدمير لقرى وبلدات في ولايتك كان بمشورة من ابناء الاسرة الابوية، لكونهم اصدقاء له منذ القدم، وهم الذين دلوه الى خزائننا وارشدوه الى سبيل محاربتك، وشاركوا في السلب والنهب، رغم ان الحقيقة طبعاً كانت خلاف ذلك لان العائلة الابوية تكبدت الكثير من على يد اسماعيل باشا من قتل وتعذيب وسرقة ونهب اموالهم وممتلكاتهم،..

 الا محمد باشا صدق الوشايه فامر بان تتوجه فورا فرقة من العساكر المقاتله الى القوش، وياسروا كل رجال وشباب البيت الابوي، وكان ذلك سنة 1842م، وعلى اثر ذلك قبضوا على اربعين من رجال وشباب العائلة وقيدوهم بالسلاسل الحديديه والقى بهم في السجون مظلمه تحت التعذيب، وقد احيلوا الى المحكمة وثبت براءتهم مما نسب اليهم،..

 الا انه لم يطلق سراحهم، لان يوسف رئيس ويوسف اودو حين وجدوا ان وشايتهم نجحت تشجعوا، فقصدوا محمد باشا ثانية وهم يولولون وينوحون ويصرخون مستنجدين "امان افندينا" ارحمنا وانقذنا من الظالمين هؤلاء ان يعيدوا اموالنا ومقتنايتنا ومواشينا التي اخذوها منا، بدون حق، فامر الوالي بان تذهب قوة من عساكر الموصل الى القوش والاستيلاء على كل ما يجدوه في بيوت العائلة ويطروهم منها ويسلموها الى يوسف رئيس ورفاقه.

وفعلا امر العسكر بان يخرجوا ابناء العائلة الابوية من بيوتهم ويطردوهم من القوش بعد ان سبلوا ونهبوا ممتلكتهم واموالهم وسلموها ليوسف رئيس، فاخذونهم ال ابونا جميعا الى اطراف قرية برطله بدون رحمة..

وهناك خارج القرية رموهم ومنعوا عنه كل شئ، وابقوا ابنائهم في السجون رغم براءته، كان ذلك 1844 عام، ولكنهم لم يكتفوا هؤلاء بذلك بل قدموا بواشه اخرى الى الوالي بان ابناء العائلة الابوية قد استولوا على عقارات واملاك الدير والكنيسة، فجاء الوالي بالمسجونين من ابناء العائلة وهددهم بالموت لو كانت الوشايه صحيحة، فبعثوا من ياتي بصندوق الذي فيه العقود والسندات الخاصة باملاكهم، فقراها الوالي واحدة واحدة، وحين انتهى من قرائتها رفع راسه وقال حقا هذه الاملاك لكم، وهي ورث عن ابائكم كما تشهد هذه العقود والسندات الشرعية، فامر باعادتهم الى السجن، مقيدين بالسلاسل على امل النظر بقضيتهم..

 اما يوسف رئيس ورفاقه فكانوا يدفعون الرشاوي لحراس السجن لكي يعذبونهم بقسوة وبلا رحمة جسديا ونفسيا، وكانوا الحراس يخبرونهم بانهم سوف يتم شنقكم اليوم او غد، لم يكتفوا هؤلاء بما فعلوه بل اتصلوا بالقنصل الفرنسي مسيو "بظه" لمساعدتهم عند والي الموصل، ففعل القنصل واتصل بالوالي، فدعى الوالي المسجونين ابناء العائلة الابوية للمثول امامه، فاجبرهم بعد التهديد على تسليم كل العقود والسندات التي تثبت ملكيتهم الشرعية لتلك الاملاك التي ورثوها عن ابائهم واجدادهم منذ مئات السنيين، فسلموا تلك الوثائق والمستندات والسندات الى الغرباء، فتم الاستلاء على تلك الاملاك والعقارات والمساكن، وبقوا في السجن تحت التعذيب، وعوائلهم واطفالهم ونسائهم كانوا يعيشون فوق مزابل اطراف بلدة برطلة، وكان الجوع والعطش يفتك بهم، واما بيوتهم وعقارات العائلة بعد ان استولوا عليها فهدموا بيوتهم واخذوا حتى احجارها وبنوا بها عين الماء في القوش والقسم الاخرى وضعوها في الكنيسة حتى لايمكن لاحد ان يتجاوز عليها وياخذها، وبعد حين وبتدخل بعض وجهاء الموصل من المسلمين تم اطلاق سراح المساجين ونقلوة الى برطله عند عوائلهم بعد ان منعوا من التوجه الى القوش، ومن برطله نقلوا الى اطراف تلسقف ومن هناك الى بيوس العليا، وحتى وفاة محمد باشا عام 1849 اخذوا قسط من الحرية في الحركة والتنقل، وحين قدم شريف باشا الى الموصل عرضوا عليه ماساتهم وكان بحضور القاضي الشرعي، الا انه لم يفعل شئ حتى قودري محمد باشا الذي جاء بعده لم يفعل لهم شئ ولكن بزمن اسعد باشا قدم الى الموصل القنصل الفرنسي المدعو "مسيو كلوه" وقصد الباشا الجديد وقال له اعطيني صلاحية البت في مشكلة بيت ابونا والالقوشيين وانا احلها وارضى كلا الطرفين، فامرهم الباشا بان يراجعوا القنصل الفرنسي لايجاد حل لمشاكلكم، الا ان القنصل الفرنسي كان قاصدا بذلك تسويف قضيتهم وانتزاع حقوقهم لصالح الكنيسة الجديدة والدير، لذلك لم يقدم شئ ولم يفعل شئ لحل القضية كما وعد بها الباشا.....

ولكن بتلك الاثناء اعطى يوسف اودو ورفاقه ثلاث ارجية الى ابناء العائلة الابوية وكان هذا باتفاق وجهاء الامة ورهبان الدير هرمز واضطروا لقبولها بسبب الوضع الذي كانوا يعيشونه.. انتهى الاقتباس

  ناخذ بعضا مما جاء في رسالة للقنصل البريطاني للسفير بلاده في استنبول مؤرخه في 20  اذار 1848م يقول، ان الحملة النشطة التي قام بها القنصل الفرنسي والمبشرين الكاثوليك للاستلاء على املاك العائلة البطريركية لكنيسة المشرق المعروفه ب بيت الاب في القوش: "بان الخطة التي قاموا بها لمصادرة كل ما يملكونه والعمل على الاستعانه بالجندرمه "الشرطة" الاتراك والباشا لاضطهادهم وتعذيبهم ورميهم في السجن في حين شرد الاطفال والنساء وكبار السن من ابناء العائلة البطريركية خارج دورهم وفرض عليهم ولاشهر عديدة المكوث في العراء في فترة برد الشتاء القارس" .. انتهى الاقتباس

ويضيف حداد في ص 100 من كتابه اعلاه، في سنة 1846 استقال البطريرك زيعا لاسباب غامضة واعتزل في مسقط راسه في خوسراوا، بعد ان عين القس دمياس ونديرا الالقوشي وكيلا له، وكان المجمع المقدس في روما قد عين تريوش وكيلا بطريركيا، فجمع القس دميانوس تواقيع اتباعه وكتب الى روما ضد تريرش كما كتب الى نظارة العدلية والمذاهب في استطنبول لاستحصال تثبيته لنيابته..

وفي 17 تموز 1846 وردت رسالة من البابا بيوس التاسع وفيها يعين اودو وكيلا بطريركا يدير ابريشة الموصل وبغداد الى حين انتخاب البطريرك الجديد، فنجم عن ذلك انقسام في الطائفة الى حزبين يوسفي وديميانوسي، ولكن لورود كتاب من اسطنبول لصالح القس ديميانوس وجماعته، دعا حاكم الموصل اودو واخبره بامر الباب العالي وامره بوجوب الاذعان، الا انه اجابه باننا مطيعون لسلطان الظافر في الامور المدنية واما الروحية فلنا رئاستنا في روما، فطلب القس دميانوس من اودو ترك مقر البطريركية والعودة الى مركزه في العمادية، الا انه لم يكترث مار يوسف لذلك، وتوسط لدى القصادة الرسولية والقنصلية الفرنسية فتعاونتا على ابطال وكالة القس دميانوس وتثبيت نيابة مار يوسف وبهذا استتب الوفاق الطائفي.

 وبهذا الصدد ينقل لنا الدكتور هرمز ابونا في ص 231 وما بعدها من كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية، ما كتبه القنصل البريطاني لسفير بلاده في استنبول، يقول :

ان الباب العالي اصدر امرا بتثبيت المطران يوسف في منصب الوكالة الوقتية للبطريرك، وان المطران يوسف استلم امرا من البطريرك الارمني الكاثوليكي في القسطنطينية يامره فيه باستدعاء المطارنه لاجراء انتخابات جديدة، وان الباشا قد اخبره بان ما اعطاه الباب العالي لا يتعدى منحه وكالة مؤقته للبطريركية وليس تعيينه كبطريرك، ويضيف القنصل وحتى في حالة انتخابه  بطريركا فان الطائفة سوف لاتعترف به وكذلك الباشا ايضا.

 وفعلا ان المعارضين له رفضوا استقباله وقاموا بالكتابه ثانية لمار زيعا والضغط عليه لكي يعود الى الموصل وياخذ مكانه وسطهم.

الا ان يوسف اودو حاول ثانية مع الباشا ليحصل على موافقته على القيام بالانتخابات محاولا الايحاء بان الرؤساء الروحيين للطائفة قد منحوه موافقتهم، ولكن الباشا اصر على موقفه بالرفض، فالتجأ مار يوسف لرؤساء الطائفة ورجاهم ان يقبلوا تاجيل المشاحنات والخلافات بين الطرفين لمدة ثلاثة ايام حيث سيقوم خلالها بالصلاح ذات البين بينهما، فوافقوا على ان لايقدموا شكوى للباشا، ولكنهم سرا ارسلوا شكوى الى البابا العالي.

  وفي ص 233  يشير الى رسالة القنصل البريطاني المؤرخه في 13 كانون الاول سنة 1847م، يبدئها بما يذكره البطريرك نيقولاوس زيعا لطائفه الكلدان "لا تصغوا لاضاليل الانبياء الكذابين (المبشرين الكاثوليك)..

 لان استمرار ازمة الكنيسة الكلدانية وحالة النفي التي كان عليها البطريرك نيقولاوس زيعا، فيشير القنصل الى رسالة زيعا التي وصلت بالوقت المناسب الى الكلدان لتعزز موقفهم من منع فرض بطريرك جديد عليهم، وينصحهم زيعا بان لا ينقادوا بعيدا عنهم ويضللوا بواسطة التقارير والاخبار الكاذبة للفرنسيين الذين تسببوا له الكثير من الاذى، هؤلاء الانبياء الكذابين "الرهبان – المبشرين الكاثوليك"  لانهم قد مسكوا النساء المسنات وملئوا اذانهن بالاكاذيب، وهكذا سببوا في اثارة الخلاف ضدي ولكن لا تسمعوا اليهم ولا تصدقوا كلامهم. ووقع بلقه مار زيــــا، قاصدا بانه لايزال البطريرك رغم قول الفرنسيين العكس.. وختم القنصل كتابه بان هذه الرسالة قد تعزز من تصميم الكلدان لمنع فرض بطريرك جديد عليهم – توقيع القنصل رسام

 

 وفي ص 238، وما بعدها يذكر هرمز ابونا: روما تفرض المطران يوسف اودو بطريركا على الكلدان"، بعد ان رتبت نتيجة انتخابات المطران يوسف اودو بطريركاً ف 25 كانون الاول 1847م، ويشير الى ان القنصل البريطاني في تقريره في 27 ديسمبر 1847 م الذي رفعه الى سفير بلاده في القسطنطينية تضمنه تفاصيل انتخاب يوسف اودو وارفقه مع الختم واللقب للبطريرك الجديد، "يقول بان اجتمع مطارنة الكلدان والمنسيورتربوجي والبعثة التبشيرية البابوية في كنيسة مسكنتا ونصبوا المطران يوسف بطريركاً، وان بعض ابناء الطائفة قصدوا الباشا للشكوى ضد هذا التعيين، ولكن اقترح عليهم الكتابه الى الباب العالي حول هذا الموضوع لكي يرسله بالبريد الحالي، ويؤمل بان حكومة السلطان سوف ترفض منح البراءة البطريركية للمطران يوسف اودو".

توقيع وختم مار يوسف أودو 1848 - 1878م والذي أعتمدة بعد أن   اختير بطريركاً في 25 كانون الأول 1847م

التوقيع والختم

"Yussuf Odo by the Grace of God, Catholicos and

Patriarch of Babylon"

"Yusuf Odo Patriarch of Babil al Kaldany (Chaldean Babylon("

ختم البطريرك مار يوسف أودو (للاسف الختم لم يظهر)

كما هو محفوظ في دائرة الوثائق البريطانية

أول ختم رسمي للكنيسة الكلدانية التي ولدت في كانون الأول سنة 1847م

 

ويعقب القنصل البريطاني تقرير باخر مؤرخ في 1 / 5 / 1848، بان وجدي باشا والى الموصل بعد استلامه اوامر الباب العالي دعا المطارنه لانتخاب البطريرك، ونتيجة لهذه الدعوة اجتمع المطارنه واختاروا، ميخائيل مطران سعرد بطريركا للكنيسة الكلدانية (رغم ان يوسف اودو كان قد انتخب باطريركاً). وتم هذا الانتخاب في الغرفة التي كانت مخصصة للمطران يوسف اودو، وارسلت نتجية الانتخاب الى القسطنطينية، ويضيف القنصل بان هناك امل ضعيف في تثبيت هذا الانتخاب (ميخائيل) بطريركا، كما اشار القنصل بتقريره الى مواصلة القنصلية الفرنسية محاربتها للعائلة البطريركية لكنيسة المشرق في القوش فيقول:

ان المرشح الجديد معارض بقوة للتدخل الفرنسي، وان بيت الاب المشار اليهم في تقريري المرقم 15 الى اللورد كارلي طردوا من القوش بواسطة نفوذ كهية القرية الذي هو ابن شقيق المطران يوسف واسمه يوسف القوشي قد حصلوا مؤخرا على موافقة الباشا للعودة الى بيوتهم ولكن واجهوا مقاومة عنيفة من الحزب الفرنسي بزعامة الكهية يوسف.

 بعد فترة فان الباشا أرسل هناك شخص مسلم لكي يسجل أسماء كلا المجموعتين [المؤيدة والمعارضة لعائلة بيت الأب] عازما للامتثال إلى رغبة أكثرية سكان القرية الكهية يوسف كان آنذاك في [الموصل] وخشية ترك الأمور على طبيعتها فسيثبت ضعفه فأرسل مبعوثا عنه مع رسالة لأصدقائه في القوش فيها طلب منهم أن يكيدوا ضد بيت الأب وحتى يستعملوا القوة لطرد الضابط مبعوث الباشا وعليهم أن لا يخشوا عواقب أي شئ حيث أن الضابط سيقدم تقريرا مغايرا للباشا وفي أسوأ الأحوال فإن الباشا سوف لا يمسهم بأذى حتى إذا ما رغب بذلك.

 بعض أفراد بيت الأب بلغهم خبر هذه الرسالة وقاموا بالإبلاغ عن الرسالة وعن حاملها وعلى أثرها تم إلقاء القبض على حامل الرسالة وصودرت منه الرسالة رغم أنه قاوم وسحب خنجره. الباشا على الفور قام بسجن الكهية يوسف معلنا بأن جريمته هي من الجسامة بحيث سيتم إرساله إلى القسطنطينية، الا ان القنصل الفرنسي بذل كل جهوده لكي يطلق سراحه ولكن من دون جدوى. ورغم إنه أظهر صلابة في موقفه تهز إرادة أغلبية الباشوات وفي الحقيقة فإذا ما أرسل الكهية يوسف حقيقة إلى القسطنطينية فإن ذلك سيشكل نكبة كبيرة للنفوذ الفرنسي لأنه أبن شقيق بطريركهم مطران يوسف الذي هو تحت حماية خاصة للقنصلية وهو الرئيس المعترف به للحزب المؤيد لهم في القرية..

التوقيع:  القنصل رسام

في هامش ص 244 يذكر هرمز ابونا، لقد كتب جورج بادجر الذي كان قد عقد في البداية الكثير من الامال على بيت ابونا البطريركي لتزعم الخط المعارض للكاثوليك الا انه على مايبدو ادرك مقدار الضعف الذي كان قد حل بالعائلة البطريركية من جراء ما تعرضت اليه من اضطهاد وتنكيل لذا عزف عن مواصلة جهوده في هذا المجال ؟؟

 

 في الحلقة القادمة سنتحدث عن مسيرة البطريرك يوسف اودو في الكنيسة الكلدانية ..

   بعون الله ..

 يعكوب ابونا ................... 18 / 3 /2025

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.