اخر الاخبار:
في أربيل.. صلاة لـ"راحة نفس" البابا - الجمعة, 25 نيسان/أبريل 2025 18:21
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لماذ هددت كنيسة روما البطريرك يوسف اودو بوضعه تحت الحرم الكبير؟- الجزء 44// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

لماذ هددت كنيسة روما البطريرك يوسف اودو

بوضعه تحت الحرم الكبير؟- الجزء 44

يعكوب ابونا

 

 يذكر بنامين حداد في ص 101 من كتابه سفر القوش الثقافي "في يوم 13 كانون الاول 1847 انتخب المطران اودومن قبل الاساقفة بطريركا للكلدان، وقد تم تثبيته من قبل الكرسي الرسولي في ايلول 1848، وجرى حفل تنصيبه في كنيسة الطاهرة بالموصل في 27 ايار 1849م.

  ويضيف حداد وعقب انتخابه عمد البطريرك اودو الى الفصل بامر الاملاك والعقارات المتنازع عليها بين الدير الربان هرمز وال ابونا، ويتسائل هنا كما يقول حداد المطران ايليا ابونا، ويقول ان كانت هذه الاملاك قد اغتصبها ال ابونا من الدير فلماذا اعطاها اودو الى بيت ابونا؟؟ ولماذا لم تعطى الى الاخرين مثلا لبيت اودو او رئيس الذين اتهموا ال ابونا باغتصابها ؟؟ انتهى الاقتباس

 واضيف القول تصرف البطريرك اودو كان اعادة الحق لاصحابه، لان تلك العقارات والاملاك كانت ملكيتها تعود حصرا لبيت ابونا، ابا عن جد من مئات السنيين، وان سنداتها ووثائقها لازالت محفوظة باسمائهم في الخزانه البطريرك الكلدانية. بعد ان اجبروا على تسليمها للقنصل الفرنسي مسيو كلوة، كما ذكرنا انفا، فقاموا بنقل ملكية باسم الدير والكنيسة الكلدانية..

 اما لماذا بادر البطريرك اودو الى اعادة بعضاً من تلك الاملاك الى بيت ابونا؟

  اقول هناك خبر توارثناه شفاهة عن ابائنا بالتواتر، يقول بعد اغتصاب عقارات واملاك واراضي بيت ابونا، لم يبقى امامهم بعد رجوعهم الى القوش، الا الالتجاء الى الباب العالي، والمحاكم في استطنبول، ففعلوا، ولما علم البطريرك اودو بان "ماماقو" ياقو" ابو المطران ايليا ابونا الذي كان يتابع تلك الفضية هناك، وبعد مكوثه اكثر من سبع سنوات ورغم المعانات، كان على وشك الحصول على قرار المحكمة والدوائر المختصة باعادة تلك املاك العائلة من الدير والكنيسة..

 فطلب اودو من اباء العائلة الابوية في القوش حضورهم الى القونخ، وبلغهم بانه قرر مع الدير والوجهاء، اعادة املاكهم وحقوقهم، واضاف وبهذه الحالة لا جدوى من استمرار بقاء ماماقو من اسطنبول، ما دام الامور ستحل وديا وبمحبة، فطلبوا منه الضمان لتنفيذ وعده، فوضع يده وحلف بالصليب الذي كان يحمله على صدرة بانه سيعيد حقوقم واملاكهم..

  فكتبوا الى ماماقو بضرورة رجوعه لان القضية ستحل مع البطريرك بشكل اخوي وبمحبة، فلا داعي لبقائك هناك، اضطر ماماقو الى الرجوع الى القوش وعندما ذهبوا الاباء الى "القونخ" مقر البطريرك في القوش طلبوا منه تنفيذ وعده، الا انه انكر الاتفاق، فقالوا له وماذا عن الحلفان الذي حلفت به، فقال قوله الشهير بالكردية "جوما دارِ وهات خواري" وقد فهم من هذه القول بانه تملص من وعده، كمن قال من كان فوق الشجرة وقال شئ، ونزل منه وقال شئ اخر فلا يلزم عليه..

يقال هنا ماماقو ملكه الغضب واراد ان يضرب البطريرك (بالقلن التدخين الذي كان يحمله) فخرج غاضبا وغلط على اباء العائلة الذين صدقوا اودو وكانوا ضحية وعد البطريرك، فما كان من ماماقو الا ان اخذ الاوراق والوثائق والمستندات التي حصل عليها وجمعها خلال السنوات السبعه في استنبول فمزقها ارباً..

 وبعد فترة دعا اودو اباء العائلة وقال اتفقنا بان نرجع لكن بعض الاملاك والعقارات، وفعلا تم ارجاع بعض الاراضي الزراعية في القوش وغيرها من العقارات في اماكن اخرى، والبقية سيطروا عليها وسجلت باسم الدير والكنيسة كوقف..

 

ويذكر البطريرك لويس ساكو في ص 177 من كتابه سيرة بطاركة كنيسة الشرق يقول كانت بطريركية اودو ملئية بالمشاكل والتحديات الداخلية والخارجية، ومع ذلك لقد قام بانجازات مهمة للكنيسة الكلدانية ..انتهى الاقتباس

 وكانت من معاناة بطريركية الكنيسة الكلدانية كما يقول بنيامين حداد بان روما منذ القرن السادس عشر حاولت اقتطاع الملباريين الكلدان في الهند من جسم كنيستهم الام كنيسة المشرق، بحجة النسطرة والتخلف، والنزعة الاستعمارية النامية يومذاك في الاواسط الغربية.

يكتب الملباريون الى اودو في 28 تموز 1849 يطلبون مطراناً فيكتب اودو مستشيرا روما بذلك، ولكن الجواب يرد طالباً التريث، ثم راح اللاتين يهددون بالحرم كل من يطالب ببقاء العلاقة بين الكنيسة الكلدانية والملباريين ..

 

في 7 حزيران 1853م عقد البطريرك مجمعاً في دير الربان هرمزد حضره المطارنة والقاصد الرسولي واستمر حتى يوم 23 منه، وكان الغرض منه تثبيت القوانين والانظمة المستقاة من الكنيسة اللاتينية. الا ان اودو يعدل بعد حين عن طلب تثبيت مقررات هذا المجمع, لان قرارات المجمع كانت خطوة واسعة لتغريب الكلدان عن اصالتهم المشرقية..

 

  رغم الظروف التي عاشها اودو الا انه قام بحركة اعمار شامله منذ 1849 – 1855 الى جانب انجازات يذكرها البطريرك ساكو ص 178 عن ماكتبه اودو شخصيا" شيدت اكثر من عشرة كنائس، ورسمت سبعة عشر مطرانا، و150 كاهنا من الرهبان، هذا فضلا عن دفاعه عن القوش عندما هاجمها ميركور عام 1832، وفي مجال الكتابه ترك مجلدين من رسائل وخواطر واخبار يومية" .انتهى الاقتباس

 

في أب 1856م يتلقى البطريرك اودو رسائل عديدة من كهنة ملبار، فطلب من روما لترخيص الكلدان برسامة مطران لملبار، وتتأزم العلاقات بين الكلدان وروما،

وفي سنة 1857م تتوتر العلاقة بين البطريركية الكلدانية والدومنيكان ولا سيما اثر محاولة تحقيق مشروع معهد كهنوتي في دير مار گیورگیس، (باعويرا)، من قبل البطريركية،.

وفي نفس سنة ولدت فكرة انشاء دير السيدة فاستشير البطريرك اودو فوافق واستحسن الفكرة وشرعوا بالبناء يوم ۲تشرين الثاني 1857,

وبعد عودته من ديار بكر يعقد البطريركة اجتماع في فناء كنيسة مسكنتا في الموصل يوم 12 أيلول 1860م وفي هذا المجمع درس الحاضرون موضوع مدرسة مار كيوركيس الكهنوتية لتكون تحت ادارة البطريركية وليس بيد اللاتين. وكذلك اختيار كهنة لرسمهم أساقفة للابرشيات الشاغرة مثل العمادية وعقرة، ورسم اسقفين او واحد على الأقل لكنيسة ملبار. وحسنت هذه المقترحات بنظر الجميع. وتم انتخاب القس خياط مطراناً للعمادية وروكس خنجرخان للبصرة (فرات ميسان) مع مهمة زائر الملبار.

وعلى أثر ذلك يهدد القاصد الرسولي بالحزم كل من يسافر الى الملبار، وكذلك يعتبر اعمال هذا المجمع باطلة ويامر بالخضوع التام لروما الا ان روما تلومه على تصرفه هذا. 

وتظل مشكلتا ملبار ومدرسة مار كيوركيس معلقتين بين البطريركية والقاصد الرسولي ولتهدئة الأمور.

يدعى البطريرك الى روما فيصلها في 31 تموز1861 برفقة المطران دينطالي، وهناك يتم الضغط على البطريرك للرضوخ لمشيئة روما، فيرسل هذا الى روكس خنجرخان بترك الملبار والعودة الى العراق والى برتتر بترك الموصل وبالالتحاق بابرشية سعرد والى القس لويس شوريز بترك بغداد،..

استقبل البابا البطريرك يوم 14 أيلول وكانت مقابلة اعتذار من قبل البطريرك، وجه اثرها رسالة الى الكلدان ذكر فيها بان الأمور كانت غامضة وقد تكشفت حقائقها له في روما.

ارسل كتابا يعيد فيه الاعتبار لمقام القاصد الرسولي ويدعو الى الوفاق وتوحيد الرأي. وفي روما يرسم البطريرك مطرانين كلدانيين مفروضين عليه "من روما" هما طيماثوس عطار وميخائيل فرنسوغادر البطريرك الى الموصل ووصلها في 14 كانون الاول. ويتلقاه أبناء الطائفة ببرود وامتعاض بسبب مواقفه التراجعية في روما، رأى ان شيئا مما امر به لم ينفذ، اذ لا زال "برتتر" في الموصل وشوريز لازال في بغداد وخنجرخان لم يعد من الملبار والاضطرابات والخلافات لا زالت قائمة ويلوذ البطريرك بالصمت وينصرف الى الاهتمام بشؤون الطائفة واهمها انشاء معهد كهنوتي وتأسيس مطبعة كلدانية في كنيسة شمعون الصفا بالموصل. في آذار 1862م زار اودو القوش ثم دير السيدة وفرح كثيرا ببنايته وكنيسته الجديدتين .. انتهى اقتباس

 

 وينقل لنا الدكتور هرمز ابونا في ص 259، وما بعدها من كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية، ما كتبه القنصل البريطاني في تقريره المؤرخ في 14 /5 / 1848 "عن هيمنة البطريرك يوسف اودو على بطريركية الكنيسة الشرقية وبالتنسيق والتعاون مع الاكراد وباشراف المبشرين في الموصل فقد واصل البطريرك الجديد حملة القضاء على البقية الباقية من كنيسة المشرق لاسيما المجموعات التي كانت لاتزال تعيش في المناطق الجبلية العاصية في شمال العراق الحالي،

 وفي تقرير اخر للقنصل البريطاني في الموصل، تضمن بعضا من الممارسات التي كان يتعرض لها هؤلاء المؤمنين. من المبشرين الكاثوليك والاغوات الاكراد والباشوات فكتب متناولا في تقرره النقاط الرئيسية التالية: نص الوثيقة اف او 78 / 2700 الموصل 5 ايلول 1857م.

1- تصرف البطريرك يوسف أودو بشكل غير قانوني بتعينه مطران "توما" لبرور..

 2- حال وصول البطريرك يوسف مع المطران الجديد إلى قرية كومري صحبة ما يزيد على ستين مسلح كلداني وتوجهوا حالاً إلى محل إقامة عصمان بك امير برور، وبعد إعلامه بغايته من الزيارة قام بإهدائه سيفاً وبندقية وملابس فاخرة .

  3- وبعد ان ضمن وقوف زعيم أكراد برور إلى جانبه قصد البطريرك يوسف أودو مع عثمان بك مقر المطران النسطوري "مار إيشوعياب" حيث انتزعوا منه وبالقوة ختمه الرسمي حيث ختموا به العريضة أو المضبوطة المزورة التي كتبوها باسمه واسم المؤمنين في منطقة برور بعد ذلك باشر البطريرك يوسف في تقسيم الكنائس مجبرا الأهالي على الاعتراف به وبالمطران الذي كان قد عينه وجلبه معه، كرئيسهم الروحي،

4- النساطرة رفضوا الامتثال لرغبات البطريرك يوسف أودو (للتنازل عن كنائسهم).

 5- هدد البطريرك يوسف اودو بغلق كنائسهم مدعياً بأنه بإمكانه تنفيذ تهديده وانه يتسلح بفرمان من السلطان حصل عليه لهذه الغاية..

6- ابتدا البطريرك يوسف خطوته الثانية وبمساعدة قوية فعالة من زعيم أكراد برور، واجبروا وجهاء النساطرة في هذا الإقليم المحاذي التياري لوضع اختامهم على عريضة معدة سلفا وعليها ختم المطران الشرعي لبرور الذي كان قد انتزع من صاحبه بالقوة، على هذه العريضة وأرسلت إلى حلمي باشا والي الموصل لكي يعلموه بان غالبية نساطرة برور يعترفون به كزعيمهم الروحي..

7- والي الموصل حلمي باشا الواقع تحت تأثير النفوذ الفرنسي، ومن دون التأكد من حقيقة الامر، ومدى صحة ما ورد في المضبطة أو العريضة، أرسل على الفور أمرا شديد اللهجة إلى حاكم العمادية بأمره فيه بأن يقوم وعلى الفور بانتزاع جميع الكنائس في العمادية ومنطقة صبنة وبرور وكذلك انتزاع الأملاك العائدة لها وتسميها إلى البطريرك مار يوسف أودو.

 8- وقبل وصول المضبطة فإن توما مطران العمادية المعين من قبل البطريرك يوسف أودو دخل إحدى الكنائس النسطورية بالقوة المسلحة في قرية دوري. ولكن الأهالي طلبوا منه إخلائها وقاموا بتهديده بعد أن رفضوا الامتثال لطلبه. وبعد ذلك تركها قاصداً السلطات التركية لتقديم شكوى رسمية ضدهم إلى الحاكم الذي أرسل ضابطاً لاعتقال قاشا "أوراهم".

 

وجهاء اقليم برور من أبناء كنيسة المشرق قصدوا الموصل وقدموا شكوى للقنصل البريطاني هناك بأمل أن يرفعها للمسؤولين عبروا فيها عن مأساتهم، وما تعرضوا ويتعرضون إليه من ظلم، وإرهاب ولقد أشاروا إلى خطط السيطرة على كنائسهم لمصادرتها وانتزاعها منهم لإعطائها للبطريرك يوسف أودو. والقنصل يلقي الضوء على خلفية الموضوع والمستجدات التي كانت تتفاعل في تلك الظروف الصعبة والحرجة التي كان يمر بها أبناء كنيسة المشرق ذاكراً بأن البطريرك مار يوسف كان قد قام بسيامة القس "بكو" كمطران لدوري او لبرور. والمطران الجديد قام على الفور باستعمال العنف والاغتصاب كنائس الاقليم ووضعها تحت سيطرة البطريرك اودو واتباعه اضافة الى انتزاع العقارات والاملاك المنقولة والغيرالمنقولة التابعة لمطرانية مار ايشوعياب مطرانية برور وتسليمها الى المطران الجديد.

إضافة إلى ما تقدم فان وجهاء، برور ذكروا في شكواهم بان البطريرك يوسف اودو والمطران توما ادعيا بان السلطان قد منح لهم جميع كنائس كردستان، وتذكر الوثائق البريطانية ان هذه الشكوى قدمها وجهاء ابناء كنيسة المشرق، وشكوى اخر الى حبيب افندي وكيل حاكم عمادية، فبدلا من ان ينصفهم، انذرهم بنزع وبالقوة المسلحة مفاتيح جميع الكنائس ويسلمها الى المطران "توما" وعلى اثر الغارة التي قام بها البطريرك يوسف أودو مستعيناً بالعناصر المسلحة التابعة له، إلى جانب القوة المرعبة لأمير برور الكردي ضد المؤمنين في هذا الاقليم..

 

وهذا ما اخبر به القنصل الانكليزي باشا الموصل، فكتب الباشا يقول اذا كان للبطريرك يوسف والمطران توما اية مطالب تخص النساطرة فعليهم المجئ الى الموصل لحلها، كما امر باطلاق سراح قاشا اوراهم، فاستلم امر الباشا القنصل وارسله بيد احد الشماسه ووصل قبل موعد النهائي لمصادرة الكنائس الذي كان المتسلم التركي قد حدد لتسليمها للبطريرك يوسف وجماعته بيوم واحد.. فعاد البطريرك الى الموصل تاركا برور بعد هذه الاجراء من قبل الباشا.. انتهى الاقتباس

يذكر نبيل دمان في 221 من كتابه القوش حصن نينوى المنيع، كان اودو قد نال البراءة السلطانية اي الوثيقة او العهد "الذي كان يشمل على الحقوق والامتيازات التي تمنحها السلطة المدنية للجاثليق وتخوله الحق في مراجعة السلطات في شؤون المتمثلة بالطائفة النصرانية"

ويضيف في اوائل القرن التاسع عشر، انطلق محمد الاعور (ميري كور) في توسعه لاخضاع القبائل، واخذ بالانتقام من الايزدية لقتلهم اغا المزوريين، التجأ اميرهم الى القوش، فحذر الاعور من قبل الملا يحيى لضرب القوش وكسر شوكتها وسلب ذهبها وسبى نسائها، فارتكب هذا الجرائم بحق اهالي القوش وعبث بمحتوبات الدير وقتل الانبا جبرائيل دنبو، كان اودو يعتقد بان الفرمان الذي يحمله لا يجدي نفعا امام ما يحدث من جرائم وحشية ضد الايزدية، وعندما اطمئن المطران اودو الى الجاويش عبد الله ابرز الفرمان وكان بمعيته اخيه اسحق وابن اخته الكهية يوسف رئيس، وكان على مياه "كرو" خلف جبل القوش فاخذه الجاويش الى الباشا المخيم فوق تل المقابر رومه شرق البلده، وقف اودو امام خيمة الطاغية مرتجفا، واستمع الاعور لكلمات اودو المؤثرة التي اثارت الشفقة فاصدر اوامره بوقف القتل وارجاع المنهوبات والصبايا والاطفال والدعوة لرجوع المشردين الى بيوتهم" انتهى الاقتباس

 ويذكر بطرس نصري في ص 446 من كتابه ج2 ذخيرة الاذهان، من جملة هؤلاء الاسرى كانت نساء مخدرات كن قد استعدين للموت احرى لهن من تسليم اجسادهن لشهواة اولئك الفاحشين الاكراد ".. انتهى الاقتباس

 والذي جلب انتباهي في ص 4 من كتاب نبيل دمان يقول "ارسلت عناوين كتابي موضوع الحديث الى ثلاثة اصدقاء لهم مكانتهم في قلبي، في مقدمتهم البطل الخالد توما توماس، والصحفي المعروف فائق روفائيل بطي، والاديب يوسف شكوانا، فكان اختيار يوسف شكوانا العنوان "نسمة زكية من ربوع القوش الابية" واما ما اختاره توما توماس فكان العنوان "القوش قلعة الاشوريين الصامده" .. واما فائق بطي فاختار عنوان "القوش بلدة اشور العريقة .. انتهى الاقتباس 

 ولكن الملفت بان عنوان الكتاب لم ياتي باي من العناوين المقترحه.؟

 ومن جانب اخر يؤكد بنيامين حداد ص 103 "بان اودو تردد كثيرا قبل الأخذ بالتقويم الغريغوري الجديد الذي شاءت روما تعميمه على الكنيسة الكاثوليكية عامة كما وقف وقفة عنيدة ازاء محاولة البروبغندا فرض تشريح لاتيني علی كنيسته وعلى سائر الشرقيين بشان انتخاب الاساقفة، وحين طلب منه تنفيذ ما وعد به في روما، اثناء وجوده فيها، فاجاب لا اقدر لان الطائفة ستخرج من طوق الكنيسة الى الهرطقة..

وعاد خنجرخان من الملبار، وورد حرم بحقه من روما فقبله البطريرك وطلب الملباريين من اودو رسم اسقف لهم فلم يفعل، عندئذ ارسل السيد رسام "الباليوس الانكليزي "كهنة ملباريين جاؤوا مع خنجرخان الى مار شمعون في قوجانس ليرسمهم مطارنه لملبار، فاصدر اودو حرما بحقه وعممه، ومع ذلك تقبل القس انطوان الملباري ورفيقه درجة الاسقفية من يد مار شمعون وعادا الى الموصل، فكتب أودو الى جماعة كنيسة مسكناها لمنعهما من دخولها، وان لايختلطوا بهما،

قضى البطريرك اودو شتاء سنة 1864م في القوش وكانت القرية قد انقسمت على بعضها، فقد تبع قسم من أهلها الباتري بطرس دوفال الذي قدم الى القوش ونزل في بيت يوسف يلدكو في محلة سينا، وكان هناك يقدس لاتباعه. ولكن الدير والاكثرية من اهالي القوش كانوا الى جانب البطريرك اودو ..

وفي سنة 1865 م رات روما عدم استساغة مد صلاحية البطريرك الكلداني على الملبار، وجوابا على ذلك يعد اودو مذكره يبين فيها علاقة كرسيه بالملباريين شرعا وتاريخا مع ضرورة الابقاء على ذلك، تتازم الامور بين الطرفين ويهدد البابا بيوس التاسع البطريرك اودو في اكثر من رسالة بالحرم الكبير، ودعى اودو الى روما لحضر المجمع الفاتيكاني المسكوني الاول، وصل اودو روما يوم 21 تشرين الثاني 1869 وباشر المجمع الفاتيكاني جلساته في 8 كانون الثاني 1870، وفي روما يفاجأ اودو بوجوب الامتثال للاوامر القاضية برسامة مرشحيها، فينصاع مكرها ويقوم بالرسامه، فشعر الشرقيون بخطر القضاء على حقوق كنائسهم واعتبروا قضية "العصمة البابوية" استلاباً لحقوق الاساقفة، ومحاولة لجعل السلطات بيد بابا روما.. ويغادر روما يوم 28 اب 1870 بعد ان رفض التوقيع على قرارات المجمع بما فيها قرار العصمة البابوية،

  ولكن روما حاولت استمالة اودو وتعد ان تعطى ضمانات بشان الملبار، مع الحفاظ على الحقوق البطريركية وتقاليد كنيسة المشرق، يقبل البطريرك بالتوقيع على العصمة البابوية وذلك برسالة في 20 تموز 1872، ولكن سوء التفاهم استمر لان روما تريد منه الاذعان الكامل دون شروط، والبطريرك يتمسك بحقوقه المشروعة ويرفض التغيرات التي تريد روما ادخالها على الكنيسة الشرقية، .. قسمت الطائفة الى شطرين من يؤيد روما واخر مؤيد للبطريرك (اطلق عليهم البولا والبردي او اليباسي والندايي) ..

قام اودو برسامة مطرانيين جديدين دون التقيد بنظام انتخابات الاساقفة المستحدث، ويرسل المطران ملوس الى ملبار، فتهدد روما بالحرم كل الاشخاص الذين ينفذون اوامره ويكون رد فعل اودو رسالة شهيرة الى البابا في 20 شباط 1875 يعلن فيها عدم قبوله بادخال اي تغير على نظم كنيسته ، ويدافع عن حقوق بطريركيته بشدة، ويرسم مطرانين جدديين فيلتقى من روما رسالة تهدده بالحرم الكبير..

 ويذكر البطريرك لويس ساكو في كتابه ص 178 وما بعدها، عاد اودو الى العراق، دون توقيع اعمال المجمع ولكن بعد ان قدمت روما ضمانات له لحل قضية ملبار، فوقع اودو على قرار المجمع الروماني بما فيها عصمة البابا الا ان روما لم تفِ بوعدها، .

فوجد اودو بان الامور وصلت حدا لايطاق مع روما، فما كان منه الا ان يكتب رسالة خضوع لروما في اذار 1877، وبحزن شديد يكتب " موقف روما مترنح وبطئ بالاجابة ، لكن اريد ان اموت بالايمان الكاثوليكي،

 ويذكر البطريرك ساكو، "عن هذه العلاقة ما ذكره البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني "1900 – 1947" في احدى رسائله " ن الدوائر الرومانية تسمعنا ما نريد، لكهنا تفعل ما تشاء" ويضيف ساكو من المؤسف ان هذه السياسة لاتزال موجودة،

 وفي24 تشرين الاول وحتى 8 تشرين الثاني 1894م بزمن البابا لاون الثالث عشر (1878 – 1903) انعقد لقاءاً تشاوريا مع البطاركة الشرقيين الكاثوليك في روما، لبلورة سوء الفهم الذي حصل في زمن سلفه، ولكن الكلدان لم يقدروا ان يشتركوا بسبب وفاة البطريرك عبو اليونان، على اثر اصدر الكرسي الرسولي رسالة عن الشرقيين منهم الكلدان بعنوان "كرامة الكنائس الشرقية" وقبلها المجمع، ولاتزال هذه التدابير قائمة حتى ايامنا بمعظم بنودها،، لنا الرجاء ان يعيد الكرسي الرسولي النظر في تعامله مع الكنائس الشرقية الكاثوليكية على ضوء المتغيرات الثقافية والتحديات المصيرية التي تواجهها هذه الكنائس الممتحنة في وجودها وحضورها ، انتهى الاقتباس

ويضيف حداد نظرا لكبرسن البطريرك اودو قام بتعين المطران طيماثوس عطار، وتتدهور صحة يوما بعد يوم لاسيما منذ اواسط اذار 1878، وفي 23 منه يكتب وصيته، جاء فيها "ان كنت قد صنعت شرا الى احد فاني لم اصنعه عن تعمد ... جميع ممتلكاتي لخلفي، .. اريد ان ادفن في كنيسة مسكنتا او في دير السيدة .".. انتهى الاقتباس

 واما الاب يوسف جزراوي في مقال له "وصية البطريرك يوسف السادس اودو" بانه اوصى بممتلكاته لخلفه، ولكن كانت وصية مشروطه اذ اشترط تنفيذها مقابل ان يقدس عدد من القداديس عن روحه مقابلها كل من الحاجات التي تركها له، وان لم يقبل خلفه بذلك فتذهب إلى السيّد مطران توما بالشرط المذكور عينه. انتهى الاقتباس.

 ويضيف ساكو بان اودو ذكر بوصيته مقاومتي "لقرارات" الكرسي الرسولي لم تكن بنية العصيان بل رغبة بخير طائفتي" ..وتوفي في 14 اذار 1878م وري الثرى في دير السيدة بالقوش انتهى الاقتباس..

 في الحلقة القادمة سنكمل الحديث عن بطاركة الكنيسة الكلدانية ..... بعون الله ..

يعكوب ابونا ......... 24 /3 /2025

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.