اخر الاخبار:
زلزال بقوة 5.2 يضرب وسط إيران - الجمعة, 20 حزيران/يونيو 2025 19:20
فرنسا: لا نعارض قصف منشآت إيران النووية - الجمعة, 20 حزيران/يونيو 2025 10:17
سقوط طائرة مسيرة "مفخخة" في أربيل - الخميس, 19 حزيران/يونيو 2025 19:42
الخارجية العراقية تخلي موظفيها في إيران - الخميس, 19 حزيران/يونيو 2025 10:50
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تخادم الاثرياء من اصحاب الملايين مع السياسيين// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

 

تخادم الاثرياء من اصحاب الملايين مع السياسيين

سعد السعيدي

 

فاضل الدباس وعالية نصيف ومأمون السامرائي وسعد وهيب الصيهود وابراهيم البغدادي وبهاء الاعرجي الى آخره هي اسماء اشخاص لا يبدو من الوهلة الاولى بان ثمة علاقة بينهم. لكننا سنعود اليهم لاحقا في المقالة. فلابد اولا من توضيح بعض الامور.

 

قطعا تساءل كل منا عما يكون الجواب على السؤال عن سبب او اسباب تخادم الاثرياء من اصحاب الملايين مع السياسيين ؟ الجواب هو لزيادة اموالهم ونفوذهم. والجواب على السؤال حول كيفية حصول هذا هو كالتالي.

 

لا يصل هؤلاء الاثرياء الذين هم عادة ما يكونون من التجار، الى مرتبة ذوي الملايين او اعلى من كدهم الشخصي فقط. وإنما يصلونها بالحصول على المساعدة والدعم من جهات اخرى. فدائما ما يحرص اي ثري مهما كان مستوى ثرائه على زيادة امواله ومضاعفتها. فكلما زادت هذه وتضاعفت، تزداد عنده الرغبة في مضاعفتها اكثر. إذ ان مضاعفتها تؤمن له النفوذ السياسي او امكانيته وبعلاقة طردية. لهذا الهدف فانه سيذهب لينتقي من السياسيين من يستطيع ان يساعده في الوصول الى المرتبة الآنفة باقل جهد وبالتخادم معه. لكن لماذا السياسي ؟ السياسي وليس كلهم لحسن الحظ تكون لديه اهدافا متشابهة تقريبا مع تلك التي للثري موضوعنا هنا. فالسياسي يريد ان يبقى في مكانه الى ما لا نهاية مثلا لاسباب شتى، منها بناء مجده الشخصي او نفوذه. لهذا فانه دائما ما سيفكر بطريقة لتأمين اعادة انتخابه. واعادة الانتخاب خصوصا إن لم يكن من محبي البرامج الانتخابية تستند دائما الى الاموال. والتمويل هو المفتاح لاطلاق حملات انتخابية قوية تؤمن انتخاب ايا كان الى درجة ستغنيه ربما عن حضوره في الاجتماعات الانتخابية بنفسه والظهور الاعلامي. لهذه الاهداف سيقوم الثري بضخ الاموال الى السياسي الذي سيستخدمها في اسناد حملته الانتخابية. بعد فوز السياسي بالانتخابات ولرد دينه الى مموله سيقوم بمنح الاموال للثري تحت مسمى المساعدات الحكومية او باية حجة او طرق اخرى مموهة. من هذه هي الاعفاءات الضريبية. بهذه سنرى انه بدلا من تأدية الثري ما عليه الى الخزينة العامة حسب القانون يصار الى ايجاد ثغرة او العوبة ما لتقليل مقدار هذه الضريبة المطلوبة الى ادنى حد ممكن. وهذا إن لم يكن بالامكان إلغاؤها له تماما. ومن الاساليب الاخرى التي ستكون بشكل خدمات هي توجيه الزبائن خصيصا الى شركات الثري الذي يكون هو ايضا من التجار كما اسلفنا. وغير هذا تسهيل حصول الثري صاحب الشركات او صاحب الرأسمال على التسهيلات المالية الحكومية الاخرى دون الآخرين من منافسيه حتى ولو خلافا للقانون. هكذا كنا قد اكتشفنا كباقي سكان الارض بان المرشح الجديد المنافس للرئاسة ترامب كان قد استفاد من تخفيضات ضريبية هائلة عن ملياراته قبل اطلاق ترشحه حيث دفع للدولة بضعة مئات من الدولارات عنها فقط. كذلك فقد استخدم الرئيس اوباما خلال فترة ولايته هو الاموال العامة لتمويل تحديث مصانع فورد للسيارات كي تستطيع انتاج سيارات تشابه مثيلاتها الاوروبية. وهو طبعا ليس الرئيس الوحيد الذي يمارس مثل هذه الاعمال مع قاعدته الانتخابية. والى جانب كل هذا هناك الاسلوب المباشر المتمثل بقيام السياسي بخدمة مصالح قاعدته من الاثرياء والاغنياء وذلك بمنع او عرقلة تشريع اية قوانين قد تكون مضرة بمصالح هذه القاعدة الممولة، او بالعكس تشريع اخرى تكون مفيدة لهم. وهو ما يسمى بالمظلة السياسية. وهكذا يستفيد الجميع من الجميع من هذا التخادم.

 

في العراق توجد الاسماء اللامعة المعروفة للجميع التي اوردناها في بداية المقالة. وقد اوردناهم على سبيل المثال طبعا لا الحصر. ففاضل الدباس بطل اجهزة كشف المتفجرات كان مرتبطا في وقت ما بالسياسي احمد الجبوري من الموصل، واتحاد الصناعات العراقي بعالية نصيف، ومأمون السامرائي بفائق الشيخ علي، وسعد وهيب الصيهود برؤوساء حكومات حزب الدعوة، وابراهيم البغدادي بالعبادي بداية ثم تنقل الى المجلس الاقتصادي في وقت ما قبل ان ينتهي به المطاف الى هيثم الجبوري. وبهاء الاعرجي بسياسيي تياره وعمائمه الى آخره. وهذا طبعا بغض النظر عن حصول تزوير في الانتخابات من عدمه.

 

ويقوم الاكراد ايضا بنفس العملية. إذ قد صرح جلال الطلباني ذات مرة بان عدد اصحاب الملايين في مدينته قد وصل الى عشرة. وهو ربما كان يريد ان يقول بان لديه قاعدة داعمة من المؤيدين المحليين.

 

إن نتائج هذا التخادم المتبادل عدا زيادة اموال هذا وذاك من المنتفعين، هي زيادة نفوذ الفاسدين من السياسيين. وهذا يفسر ربما كيفية بقائهم في اماكنهم او اعادة انتخابهم الى ما لا نهاية. وهو ما يتيح لهم بناء نفوذهم السياسي وتنمية علاقاتهم. وهو يكون تهديدا للديمقراطية وافراغا لمحتواها. اي اننا بهذا تكون لدينا قشرة الديمقراطية او مظاهرها، وفي الجوهر وسيلة لخدمة اصحاب الاموال الطائلة وتنميتها من الاثرياء. ويقوم السياسيون الفاسدون الذين قطعا سيتكاثرون الى افادة الاغنياء ممن دعموهم، والى تضليل الشعب بطريق الاعلام المرتزق الذي يتخادمون معه بنفس الطريقة هو ايضا.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.