مقالات وآراء
هل صعد المسيح حقاً الى السماء ..؟// يعكوب ابونا
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 11 حزيران/يونيو 2025 11:49
- كتب بواسطة: يعكوب ابونا
- الزيارات: 640
يعكوب ابونا
هل صعد المسيح حقاً الى السماء ..؟
بمناسبة عيد الصعود ..
يعكوب ابونا
هل حقا صعد المسيح الى السماء ..؟
لبيان ذلك علينا ان نرجع الى النصوص الكتابية التي اشارة بشكل واضح على يوم الصعود الذي حدث في اليوم الاربعين لقيامة يسوع المسيح من بين الاموات، واهم المراجع هي الاناجيل التي اشارة الى هذا الخبر .. منها..
إنجيل لوقا الإصحاح 24 العدد 50-53
وأخرجهم خارجا إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم، وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأصعد إلى السماء، فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم، وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله. آمين
وفي إنجيل مرقس الإصحاح 16 العدد 19
" ثم إن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله ،
وفي سفر اعمال الرسل 1 : 9 -11
ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم، وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض، وقالا: أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء، إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء."..
نلاحظ من صراحة النصوص بان الذي صعد الى السماء وكما يؤكدون عليه هو يسوع، وشهد على هذا الحدث التلاميذ والرسل، الذين وعدهم بانهم سينالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهود في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض، "اعمال الرسل 1 : 8" ..
فعملية الصعود لم تكن بمعزل عن شهادة الرسل والتلاميذ ليكونوا شهوداً على الحدث.
اذا يسوع هو من صعد للسماء، ولكن هناك من يعتقد بان يسوع صعد بالجسد "ناسوت"، في الوقت الذي النص الكتابي يؤكد بان يسوع المسيح قام "بجسد ممجد" الروحاني وليس بالجسد الانساني الذي مات به، بدليل بعد قيامته وعند ظهوره لمريم المجدلية لم تعرفه،!؟؟ كما يذكر البشير يوحنا في الاصحاح 20 : 14 "ولما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع، قال لها يسوع يا امراة لماذا تبكين من تطلبين، فظنت تلك انه البستاني فقالت له ياسيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا اخذه،". قال لها يسوع يا مريم فالتفت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يامعلم،"..
فان كان يسوع قد قام بجسد انساني الذي مات به، فمن المستحيل ان مريم لم تعرفه، لانه مات الجمعة وقام الاحد، فان لم يكن قد تغير شكله وملامحه كليا،؟ من غير المعقول ان لا تعرفه مريم؟ ولكن عرفته فقط بصوته عندما قال يامريم عرفت بان هذا الصوت هو صوت يسوع، وهذه دلالة على ان يسوع تغير من جسد ترابي انساني الى جسد ممجد روحاني كما يقول الرسول بولس!
كما نجد ظهوره للتلاميذ يوحنا 20 : 19 "ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم،" وفي لوقا 24 : 36 وفيما هم يتكلمون وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم، فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا، فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم، انظروا يدي ورجلي اني انا هو جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظم كما ترون لي، وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه" ...
كما ظهر يسوع ايضا للتلاميذ على بحر طبرية، يوحنا 21 : 4 ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ، ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع، فقال لهم يسوع ياغلمان العل عندكم اداماً اجابوه لا، فقال لهم القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا، .. فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب،".. فلما سمع بطرس انه الرب اتزر بثوبه،.. فلما خرجوا الى الارض نظروا جمراً موضوعاً وسمكاً موضوعاً عليه وخبزاً".. ثم جاء يسوع واخذ الخبر واعطاهم وكذلك السمك، هذه كانت المرة ثالثة التي ظهر يسوع لتلاميذه بعد قيامته من بين الاموات."..
وكما هو معروف ان الروح ليس بحاجة الى الاكل والشرب، كما انها لا تاخذ حيزا في المكان، ولا عوارض تمنعه من اختراق العوارض والابواب والموانع، ولكن يسوع عندما وجد التلاميذ بخوف وفزع، مما جعله بقوة لاهوته ان يتصرف بطريقة متجاوبا مع قبولهم الفكري لموته والقيامة، فبين للتلامـيذ ناسوته كي لا يظنوا أن ما رأوه هو خيال، ومن ناحية اخرى ثبت لهم بانه قد قام من بين الاموات، وهو حي كما اخبرهم سابقا بصلبه وموته وقيامته، لو لم يفعل يسوع ذلك فكان من الصعوبة ان يدركوا التلاميذ ويفهموا معني الجسد الروحاني... لذلك اظهر لهم جسده وبين لهم روحه ليدركوا حقيقية قيامته من بين الاموات.
الايمان المسيحي والعقيدة المسيحية تقوم على تجسيد يسوع المسيح والموت والقيامة بجسد ممجد، ليس ذات جسد مولده، فقيامته بحالة التجلي بالجسد الروحاني، صعد الى السماء، لان الصعود للسماء لا يتفق مطلقا مع اي جسد ترابي مادي ولا يمكن ان يكون، كما نلاحظ بان ظهور يسوع المسيح لشاؤول الطرطوسي في طريق دمشق كان بجسد روحاني ممجد، وهو نفس الجسد الذي خرج به مـن الأكفان مع بقائها على حالها، وبهذا الجسد دخل العلية والتلاميذ مجتمعون والأبواب مغلقـة يو20 :19، 26،. لهذا قال لتوما "هات أصبعك إلى هنا وأبصر يدي. وهات يدك وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا" (يو 20: 27). وقال للتلاميذ "جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لو 24: 39). كما سمح لمريم المجدلية ومريم الأخرى حينما سجدتا له بعد القيامة. أن تمسكا بقدميه (متى 28: 9). كل ذلك لإثبات قيامة الجسد.
من سرد النص الكتابي الانجيلي، نجد انها تتحدث عن يسوع الذي صعد الى السماء، بجسد ممجد، وليس المسيح، لان المسيح ليس بحاجة الى جسد ممجد روحاني لكي يصعد الى السماء، لان المسيح هو في السماء عندما صعد يسوع للسماء وكان في اللارض والسماء معاً، وهو في كل مكان، لانه ابن الله الحي، وهو الله الاقنوم الثاني الذي اخذا جسدا وحل بيننا، متي 16 : 16 فاجاب سمعان بطرس وقال انت هو المسيح ابن الله الحي".. اذا المسيح ليس بحاجة لجسد ممجد او روحاني، ولا للصعود او النزول، لانه موجود بكل مكان في ان واحد،.. فالقول صعود المسيح يشكل خطا وتحريفاُ لنص الكتابي، يجب ان نراعي الدقه كمؤمنين ايماناً صادقاً بنصوص الانجيل ونتبعها كما وردت وليس كما نفسرها وفق مشتهانا، إذ قال: في يوحنا 6 : 63
"أهذا يعثركم فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا".. ويذكر في اعمال الرسل 5 : 30 "اله ابائنا اقام يسوع الذي انتم قتلتموه معلقين اياه على خشبة،" فالصعود هو ليسوع الانسان الذي اخذ جسداً ممجداً، وليس للمسيح ابن الله الاقنوم الثاني.
لذلك أخذ يسوع جسد الممجدة بعد القيامة مباشرة. واما الحالات التي وجدناها بها يظهر بجسده الانساني لتلاميذه لانه اراد ان يثبت بها لهم ناسوته ولكي يؤمن أن جسده قد قام، وينشرون هذا الإيمان عن ثقة بقولهم "الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1 يو 1: 1) "نحن الذين أكلنا، وشربنا معه بعد قيامته" (أع 10: 41).
ويقول الرسول بولس "هكذا أيضًا قيامة الأموات... يزرع في هوان، ويقام في مجد، يزرع في ضعف، ويقام في قوة، يزرع جسمًا حيوانيًا، ويقام جسمًا روحانيًا" (1 كو 15: 49- ،50 ، "، فان كنا نحن سنقوم بجسد ممجد، بجسد روحاني، فالاولى قيامة يسوع..
هذه القيامة التي كانت "باكورة" (1 كو 15: 20، 23) ونحن كلنا على مثالها سنقوم في القيامة العامة. وأكبر دليل على أننا سنقوم بمثال مجد تلك القيامة هي قول القديس بولس الرسول في رسالته في فيلبي:3 : 21 "
"يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده"
إذن يسوع قد قام بجسد مُمَجَّد، ونحن سنقوم أيضًا "على صورة جسد مجده"،
والجسد الممجد هو جسد روحاني على قول الرسول بولس في (1 كو 15: 44، 49) والجسد الروحاني قد ارتفع عن الوضع المادي من أكل وشرب.
الأدلة على انه اخذ الجسد الممجد مع القيامة: هو دخوله وخروجه من اماكن مغلقه، فقد دخل العلية على التلاميذ أكثر من مرة والأبواب مغلقة (يو 20: 19، 26) وخرج من الاكفان وخرج من القبر.. وغيرها.
بهذا الجسد الممجد الروحاني هو الذي صعد إلى السماء. يرتفع إلى فوق في مجد، وبنفس المجد يجلس يسوع المسيح عن يمين الآب. وبنفس الجسد الممجد هو الذي سيأتي به في مجيئه الثاني "في مجده" لانه مرتبط بالصعود (متى 25: 31) بمجده ومجد الآب (لو 9: 26) وليس مجد الصعود أو المجيء الثاني مجرد معجزة بل هو وضع ثابت في طبيعته يستمر إلى الأبد. .
نزل السيد المسيح من حضن الاب بسبب خطايا البشر، فكان لابد ان يرجع الى حضن الاب وهو يحمل خطايا البشر، “الاب لم يره احد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر" ..
المصدر: الجزيرة + عن مواقع إلكترونية
يحتفل المسيحيين بهذا اليوم كعيد من الاعياد المهمة لديهم،
كنيسة الصعود.. أحد أهم معالم المعمار المسيحي بالقدس
01:41
تقع كنيسة الصعود على إحدى أعلى مناطق القدس بجبل الزيتون في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، وترتفع 850 مترا عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط.
يرجع تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الميلادي في عهد الملك قسطنطين سنة 390 ميلادية، وتروي هذه الكنيسة أحد فصول الإيمان في العقيدة المسيحية، وهو صعود المسيح للسماء في اليوم الأربعين بعد قيامته من بين الأموات في اليوم الثالث، بعد صلبه في تل الجلجثة، حسب الرواية المسيحية.
كنيسة الصعود في جبل صهيون بالقدس تحولت إلى مزار سياحي (الجزيرة)
وقف إسلامي
وقد دمرت الكنيسة في القرن الحادي عشر من قبل السلطان الفاطمي الحاكم بأمر الله، وبعد هزيمة الصليبيين في معركة حطين أصبحت الكنيسة وقفا إسلاميا، إذ يسمح لكافة الطوائف المسيحية حسب اتفاقية الستاتيكو منذ القرن التاسع عشر بإقامة الصلوات في احتفال عيد الصعود في مسجد كنيسة الصعود.
ويقول الباحث "غوردن رايان" في دراسة بعنوان "هندسة المعالم التاريخية المسيحية المبكرة في فلسطين" إن "الاحتفال المسيحي على جبل الزيتون كان ثنائيا، حيث تتجمع الذاكرة حول الكهف الذي علّم يسوع فيه أتباعه الصلاة في كنيسة باتر نوستر، والقمة التي صعد منها إلى السماء في كنيسة الصعود. في القرن الرابع، بُني هذان المبنيان على قمة جبل الزيتون ويفصل بينهما أقل من 100 متر".
كنيسة الصعود تضم ما تقول الرواية المسيحية إنها آثار أقدام المسيح عليه السلام (شترستوك)
تتكون كنيسة الصعود من مجمع دائري يتميز بهيكل مقبب، وقد سمح المخطط المركزي لكنيسة الصعود بتحديد مكان معين في وسط الهيكل، وكان هذا- بحسب المصادر- هو المكان الذي تحدثت فيه الرواية المسيحية عن صعود يسوع وعن آثار أقدام المسيح الموجودة داخل كنيسة الصعود مثلما كتب باولينوس أسقف نولا.
تحولت الكنيسة إلى مسجد عقب حصار المسلمين للمدينة المقدسة، وأعيد بناؤها في بداية القرن الثاني عشر حسب تصميمها الأصلي مع إضافة بعض التغييرات، لتتحول بعد أن فتح صلاح الدين الأيوبي القدس في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1187 ميلادي إلى مسجد مرة أخرى، لكن استمر مع ذلك المسيحيون في الحج إلى ذلك المكان في عيد الصعود، ويخضع الموقع لإشراف دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
قبة كنيسة ودير الصعود في القدس (الجزيرة)
سياحة وحج
شكل الكنيسة مثمن الأضلاع، في وسطها يوجد مبنى مثمن صغير يشبه قبة الصعود في مسجد قبة الصخرة، في وسطه توجد ما تقول الرواية المسيحية إنها آثار قدم، ويوجد أمامها محراب، وفي الأعلى قبة كانت مفتوحة وأغلقها المسلمون.
يجذب الموقع زوارا من جميع أنحاء العالم لأغراض الحج والسياحة الدينية، ويستقبل أفواجا من السياح المسيحيين الذين يأتون للصلاة والتأمل.
تم بذل جهود كبيرة للحفاظ على الكنيسة ومحيطها، مع مشاريع ترميم مستمرة للحفاظ على الموقع. وتُعد كنيسة الصعود نقطة تجمّع روحية وثقافية تجمع بين التاريخ العريق والأهمية الدينية العميقة، ما يجعلها واحدة من أبرز معالم القدس ...
وسوف تبقى على مر الزمن لانها شاهد على عمل الرب لخلاص البشر ..
يعكوب ابونا ...... 11 /6 /2025