اخر الاخبار:
أسوأ أزمة مياه تضرب طهران منذ قرن - الأحد, 20 تموز/يوليو 2025 10:14
تسجيل هزة أرضية قرب زاخو - السبت, 19 تموز/يوليو 2025 20:12
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

خلاصات واستنتاجات أولية حول المواجهة بين إسرائيل وإيران// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب 

خلاصات واستنتاجات أولية حول المواجهة بين إسرائيل وإيران

علاء اللامي*

 

*تصرف الرئيس الأميركي ترامب كمحتال مبتذل خدع القيادة الإيرانية بتصريحاته قبل العدوان الصهيوني بيوم في أن هناك اتفاق جيد مع إيران نقترب من تحقيقه وهناك اجتماع سيعقد يوم الأحد القادم في مسقط. ابتذال واحتيال ترامب الذي لم يسبقه إليه رئيس أميركي أو غير أميركي في التاريخ الحديث لا يعفي القيادة الإيرانية من المسؤولية عن ابتلاع الخديعة الذي كلفتها اغتيال جزء مهم من قياداتها العسكرية وكوادرها العلمية.

 

*ما حدث هو عدوان إرهابي صهيوني غادر على أهداف مدنية علمية وعسكرية إيرانية يبرره الكيان بالدفاع عن "الحق في الوجود" والهدف الحقيقي هو أن يفرض الكيان نفسه على شعوب المنطقة كدولة نووية تمارس الإبادة الجماعية وتحتل أراضٍ من أكثر دولة، الجولان وجنوب سوريا ومناطق من جنوب لبنان وتنكر حق السكان الأصليين أي الشعب الفلسطيني في السيادة والاستقلال على أرضه رغم أن هناك 146 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة تعترف بدولتهم.

 

*لم يحقق العدوان في يومه الأول أضرار كبيرة في المنشآت النووية الإيرانية حيث قلل خبراء من حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، وقالوا إنها تبدو محدودة حتى الآن. ومن هؤلاء الخبير النووي ديفيد ألبرايت من معهد العلوم والأمن الدولي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لمجلس الأمن الذي قال إن المفاعل النووي تحت الأرض في "نطنز" لم يدمر بل دمر الجزء الظاهر فوق الأرض منه.

 

*هناك خلل في موازين القوى العسكرية البحتة بين الكيان وإيران لمصلحة الكيان، حيث يعتمد الكيان في عدوانه على طائرات حربية ومقاتلة حديثة ومتطورة جدا وشبكة تجسسية فعالة وقبب دفاعية صاروخية مضادة للصواريخ في حين تعتمد إيران على الصواريخ الفرط صوتية والمسيرات والمضادات الأرض جوية العادية والصاروخية. وفي حين يقف العالم الغربي أميركا وأوروبا ودول عربية مع الكيان ويفتحون له ترساناتهم العسكرية وخزائنهم المالية والإعلامية السياسية واستعدادهم للانخراط المباشر في القتال كما قال الفرنسي ماكرون، فإن إيران تقف وحيدة تقريبا وحلفاؤها – خاصة روسيا والصين - لم يقدموا لها أي دعم فعلي وبعض الدول القريبة من إيران سياسيا كالعراق أعلن عن النأي بنفسه عن الصراع ودخل الأردن المعركة بالسلاح ضد إيران وأسقط بعض مسيراتها.

 

*جاء الرد الإيراني قويا ودقيقا وساحقا حقق إصابات مباشرة في أكثر من مائة هدف عسكري في جميع أرجاء الكيان وسقط قتلى وعشرات الجرحى في عاصمة الكيان وانهارت الدفاعات الصاروخية والقبب المتطورة وتغلبت عليها الصواريخ الفرط صوتية ومسيرات "آرش" المتطورة خصوصا، ولكنه لم يصل إلى مستوى العدوان الصهيوني الإرهابي رغم أنه تصدى له ببطولة وقوة واحتوى الهجوم بنجاح وسرعة.

 

*المعركة مستمرة ولكن بدأت تظهر وبعد ساعات من بدء الرد الإيراني علامات الانهيار والذعر على قيادات الكيان وحلفائه وبادر ترامب للاتصال بأمير قطر الذي تربطه بإيران علاقات وثيقة وتحدث معه عن ضرورة البحث عن حلول للمشكلة لضمان الأمن والاستقرار في الإقليم بعد ان كان يتحدث عن تدمير الإمبراطورية الإيرانية وضرورة أن تسرع في اغتنام الفرصة الأخيرة وتستسلم.

 

*ما حققته إيران لا يعني الاقتراب الحقيقي من النصر على الكيان بقدر ما يعني أن حسابات الكيان وحلفائه كانت خاطئة وهم الآن في ورطة ونتنياهو الذي خرج بعد الضربة الصهيونية متغطرسا وعنجهيا يهدد بتغيير النظام في إيران لم يخرج بعد الضربة الإيرانية من ملجئه تحت الأرض حتى الآن ويُطْبِقُ الصمت والذهول على وزرائه الثرثارين في العادة.

 

*من مؤشرات تراجع الأداء الصهيوني في المعركة تفشي الذعر في أوساط العدو، انخفاض تصريحات مسؤوليه إلى الربع تقريبا، وما يزال نتنياهو ووزراؤه المتطرفون في حالة اختفاء خارج البث! مدن وبلدات الكيان شبه فارغة وشبحية، ولكن جهازه المدني الوقائي يعمل بنجاح وقد تفادى الخسائر البشرية الكبيرة وخفضها إلى أقل من خمسة قتلى ومائتي جريح.

 

*من مؤشرات تقدم الأداء الإيراني في المعركة إنجاز مهمة ملء الشواغر التي أحدثها اغتيال بعض القادة العسكريين واستعادة المبادرة بسرعة ملحوظه. ونجاح طائرة "آراش" المسيرة الشبحية الاستراتيجية ذات حمولة ثقيلة تفوق 50 كغم وترتفع إلى 12 ألف قدم وسرعتها 600 كم/ساعة. وزيادة دقة وكثافة الصواريخ الفرط صوتية.

 

*ردت قيادة الكيان على الهجمة الصاروخية المدمرة بمجزرة ارتكبها طيرانها ليلا بقصف مجمع جمران السكني فقتلت أكثر من 60 مدنيا بينهم أكثر من 20 طفلا وهددت إيران بمضاعفة قصفها الصاروخي إلى عشرين ضعفها. وربما ترتكب المزيد من المجازر إذا ترددت إيران في تنفيذ تهديدها بمضاعفة القصف الصاروخي وقد تتمادى فتضرب منشآت النفط الإيراني.

 

*إذا ضاعفت إيران ضرباتها فعلا إلى عشرين ضعفا أو حتى إلى عشرة أضعاف أي إلى ألف صاروخ في الرشقة الواحدة، ستقترب إيران بقوة من الانتصار الحقيقي وتخرج من رد الفعل الثأري وستنجح في ردع الكيان استراتيجيا. أما إذا انخدعت بوعود أميركية وغربية جديدة ووافقت على وقف إطلاق النار فهي تتجه نحو الاحتواء والهزيمة بعد الاحتواء.

 

* ‏أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي ما ذكرناه في منشور سابق وقال: "تم نقل جزء كبير من المعدات والمواد النووية مسبقاً إلى خارج منشأة فوردو، ولم تكن هناك أضرار واسعة النطاق، والجزء الذي تضرر في منشأة نطنز هو في الأجزاء السطحية وكان لدينا قدر صغير من التسرب في الداخل ولا يوجد أي قلق بشأن التلوث".

 

* نجاح الجهاز المدني الوقائي في الكيان بتفادي الخسائر البشرية الكبيرة وخفضها إلى أقل من خمسة قتلى ومائتي جريح سببه الرئيس وجود قانون إسرائيلي يشترط أن تكون كل عمارة مزودة بملاجئ تكفي لجميع سكانها ومزودة بكل ضرورات الحياة لفترة معينة. هذا القانون في الأصل سويسري ومايزال معمولا به حتى الآن في بلد المنشأ، وسبق للحكومة العراقية قبل الاحتلال الأميركي أن حاولت تطبيقه خلال الحرب ضد إيران بشكل محدود جدا في بغداد وأهمله نظام حكم الطائفية السياسية بعد الاحتلال الأميركي 2003.

 

*حالة التضامن الشعبي والتحدي الجماهيري القاعدي داخل إيران جاءت مخيبة لآمال ترامب ونتنياهو وهي مدعاة لأن تقوم القيادة الإيرانية بالتجاوب مع هذه الحالة وتشجيعها عبر الاستجابة لتطلعات الشعب الإيراني وطموحاته في الحصول على حرياته العامة والفردية وتخفيف القبضة الأمنية حتى رفعها تماما بعد الحرب.

 

*نصيحة للمذعورين من الرد الإيراني الساحق من الناطقين باللغة العربية هنا وهناك: العدو الغازي القادم من وراء البحار والمحيطات يبقى عدوا لك ولجارك حتى إذا استهدف جارك اليوم ولم يستهدفك، أما الجار الذي يشترك معك في أكثر من ألف كم من الحدود الجغرافية والماضي المشترك والمرجعية الثقافية الإسلامية الواحدة، يبقى جارك حتى إذا أخطأ بحقك مرة، فلا تخلط الأمرين بملعقة الغباء والعاطفة الطائفية وتنحاز إلى الغازي الغريب قاتل أطفالك في غزة وتقف ضد جارك!

 

*كاتب عراقي

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.