مقالات وآراء
يوميات حسين الاعـظمي (1356)- مانشيت/ 3 آراء النقاد المقاميين
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 23 حزيران/يونيو 2025 20:37
- كتب بواسطة: حسين الاعـظمي
- الزيارات: 850
حسين الاعـظمي
عرض صفحة الكاتب
يوميات حسين الاعـظمي (1356)
مانشيت/ 3 آراء النقاد المقاميين
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية) الجزء الثاني، كتاب مخطوط لم يصدر بعد.
بعض المانشيتات الداخلية من (الفصل الرابع) والبحث المشارك في (مؤتمر الموسيقى الدولي) المقام من قبل كلية الموسيقى بجامعة الروح القدس. الكسليك، لبنان. تموز 2012.
البحث (تطور الغناسيقا الآلية العراقية التقليدية المتقنة).
***
مانشيت / 3 آراء النقاد المقاميين
آراء النقاد المقاميين
هناك نقاد وكتاب ومؤرخون لهم شأنهم في النقد المقامي، يرون ان غناء المقامات العراقية التقليدية المتقنة المغناة في القرن التاسع عشر، التي يغلب على تعابيرها الطابع الديني، تصوِّر فعلاً انعكاسات البيئة الاجتماعية والحياة الطبيعية المهيمنة على اجوائها الروح الدينية في الاداءات الغناسيقامية(هامش1) في بغداد على وجه الخصوص. ويعتبرون هذه المقامات العراقية، قوة اجتماعية واخلاقية حية لعصر القرن التاسع عشر، وهي الدافع والمحفز الى متسع الحياة والتفاؤل. وبذلك تكشف هذه التعابير المقامية عن حالة التفاعل الدرامي بكل السمات التي تتشارك بها الحقب الزمنية.
انني اود التأكيد على حقيقة وعمق التفاعل في الغناء المقامي العراقي، وفي كون كليّة الاهداف التي يمثلها المغني هي كليّة حقبة من التطور التاريخي في المجتمع العراقي. ففي تسجيلات مقامية عراقية بأصوات مغنين مبدعين في حقبة التجربة ممن افادوا وتاثروا من تقدم ظواهر الحياة الصناعية والاجتماعية، كالمغنين حسن خيوكة في غنائه لمقام الدشت (سلّـمه بيات حسيني) بقصيدة هذا مطلعها.
(قد حـــــــلا نظمي ورق الغــــزل من هــــــــــوى قوم بقلبي نزلوا)
وناظم الغزالي في مقام البنجكاه (سلّـمه رست) بقصيدة مطلعها.
(يا قامة الرشا المهفهف ميلي لضماي منك لموضع االتقبيل)
ويوسف عمر في مقام الحجاز ديوان بقصيدة هذا مطلعها.
(يا حمام الدوح غرد طـــــــربا واشدو ما شئت حجازا او صبا)
وعبدالرحمن العزاوي في مقام الحكيمي (سلّـمه سيكاه هزام) بشعر شعبي من نوع الزهيري(هامش2) بهذا المطلع.
(يـــــــا من محياه حياه البدر وانظــــــام
مكنون ثغره سبى الليلو بحسن وانظــام)
يخلق هؤلاء المغنون تصويرا لاعظم التعابير التراجيدية المعبرة عن مآسي العراق خلال تاريخه الطويل، وعلى الاكثر في الفترة المظلمة(هامش3) الى حين استقلال العراق في 1932، تعابير تتعلق بأحزان الفرد العراقي بوصفه جزءا من المجتمع، وما من احد يستطيع ان يخرج من هذه التسجيلات المقامية بدون احساس بحلاوة هذه التعابير وشموخ شخصية الفرد العراقي وتفاؤله وعدم يأسه من الحياة..! رغم انها تراجيديا مأساوية كبيرة. تاريخ عميق، بلد عريق. ان هذه التعابير تصور العلاقات المنصهرة بين الفرد ووطنه، بين الفرد والمجتمع، بين الـفرد واسرته، الذين يعكسون الحياة الشاملة لكل محيط الوطن.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
- الغناسيقامية: مختصر لمفردات الغنائية الموسيقية المقامية.
2 - الزهيري: نوع من انواع الشعر الشعبي في العراق، يتكون من سبعة اشطر، تنتهي اشطره الثلاثة الاولى بكلمة بمثابة القافية متفقة اللفظ ومختلفة المعنى (جناس) وتنتهي اشطره الثلاثة الثانية بكلمة اخرى متفقة في اللفظ ومختلفة المعنى، وينتهي شطره السابع بنفس كلمة الاشطر الثلاثة الاولى ولكن بمعنى اخر.
3 - الفترة المظلمة: الفترة المظلمة – يعترض أ.د.رشيد عبد الرحمن صالح العبيدي، الشاعر وأستاذ اللغة العربية في جامعة بغداد على مصطلح(الفترة المظلمة) لحقبة القـرون التي تلت سقوط العباسيين 656هـ – 1258م. حيث قال بهذا الشأن في رسالة الى الباحث مؤرخة في 20/3/2002.
(شاع في استعمال الباحثين الأوربيين استعمال مصطلح(الفترة المظلمة) يطلقونه على الظروف والاحوال التي عاش المجتمع العربي في القرون المتأخرة بعد غزو بغداد. وتداول الباحثون العرب تقليداً للغربيين، من غير تمحيص ولا دراية لهذا المصطلح. وهذا المصطلح غير صالح وغير صحيح، بسبب مايأتي:
1 - ان لفظ (فترة) ويريدون بها (مدة) أو (زمن) غير صحيح لغوياً. لان الفترة تعني الانقطاع، قال تعالى ((على فترة من الرسل)) أي: انقطاع.
2 - ان لفظ (مظلمة) غير صحيح، لأن الإظلام الذي يطلقونه على هذه الحقبة الزمنيه لايحكي واقعاً، ولايصدق مصطلحاً على الحقبة. فالحقبه التي كانت بعد (غزو بغداد) كانت من احسن الحقب في العلوم والاداب والمعارف والثقافات والموسوعية العلمية، فقد حفظت لنا جملة من الدراسات الضخمة في التاريخ والجغرافية والرياضيات والفلسفة والعلوم المختلفة).
صورة واحدة / معظم كادر مسرحية (اسواق واشواق) التي قُـدمت على المسرح الوطني ببغداد منتصف عام 1995. وفي الصورة جمع من الفنانين وبعض من الكومبارس. ومن الفنانين من اليمين شعاع واحمد شرجي وقاسم محمد مؤلف المسرحية وحسين الاعظمي ونضال المندائي وعدنان شلش ومناف طالب وسليمة خضير وسامي قفطان المتنكر وفلاح ابراهيم وآخرين. وكانت من اخراج محسن العزاوي. رحم الله من توفاه الله سبحانه وتعالى. وحفظ الباقين بصحة عال العال ان شاء الله.