اخر الاخبار:
زيلينسكي: مستعد لوقف إطلاق النار مع روسيا - الأربعاء, 17 أيلول/سبتمبر 2025 19:03
الإعدام بحق إرهابي أقدم على قتل خمسة عراقيين - الثلاثاء, 16 أيلول/سبتمبر 2025 10:36
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مخرجات القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة// د. زهير الخويلدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. زهير الخويلدي

 

عرض صفحة الكاتب 

مخرجات القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة:

الرد على العدوان الإسرائيلي على قطر وأزمة التهجير القسري في غزة

– الانتظارات والتحفظات

د. زهير الخويلدي

كاتب فلسفي

 

مقدمة

في سياق التصعيد الإسرائيلي المستمر في المنطقة، عقدت قمة عربية إسلامية طارئة في الدوحة يومي 14 و15 سبتمبر 2025، برعاية الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. جاءت هذه القمة كرد فعل فوري على الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعاً لقادة سياسيين من حركة حماس في العاصمة القطرية يوم 9 سبتمبر 2025، مما أسفر عن مقتل خمسة أعضاء في الحركة وأحد أعضاء قوات الأمن القطرية، بالإضافة إلى إصابات وأضرار مادية في منطقة سكنية. هذا العدوان لم يُعتبر مجرد انتهاك لسيادة قطر فحسب، بل تم تفسيره كمحاولة لإفشال الجهود الدبلوماسية الجارية لوقف الحرب في غزة، التي دخلت عامها الثالث، مع تصاعد التهجير القسري للسكان الفلسطينيين في القطاع.

 

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل مخرجات القمة، مع التركيز على آليات الرد على العدوان الإسرائيلي، وتقييم الانتظارات المرتبطة بها في سياق الأزمة الإنسانية في غزة، إلى جانب التحفظات الناتجة عن الديناميكيات السياسية الإقليمية. تعتمد الدراسة على تحليل الوثائق الرسمية والتصريحات الإعلامية، مع الإشارة إلى السياق التاريخي للقمم السابقة التي غالباً ما انحصرت في بيانات إدانة دون تنفيذ عملي.

 

السياق التاريخي والأحداث المؤدية إلى القمة

شهدت المنطقة تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أدى إلى حرب مدمرة في غزة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، وأزمة إنسانية تشمل مجاعة مصطنعة وتهجير قسري لأكثر من 1.9 مليون فلسطيني داخل القطاع. في هذا الإطار، لعبت قطر دوراً محورياً كوسيط بين إسرائيل وحماس، بتشجيع أمريكي، للتفاوض على صفقات إفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار.

 

الضربة على الدوحة، التي وصفتها قطر بـ"إرهاب الدولة"، جاءت أثناء اجتماع لمناقشة اقتراح أمريكي برئاسة دونالد ترامب لإنهاء الحرب، مما أثار غضباً إقليمياً واسعاً. أدى ذلك إلى إعلان قطر عن استضافة القمة الطارئة، مع مشاركة قادة من دول عربية وإسلامية، بما في ذلك إيران وتركيا، لمناقشة "رد جماعي" على الانتهاكات الإسرائيلية. الاجتماع التحضيري على مستوى وزراء الخارجية، الذي عقد يوم 14 سبتمبر، أكد على ضرورة "محاسبة إسرائيل"، مع التركيز على التهديد الإسرائيلي للسيادة العربية والإسلامية.

 

مخرجات القمة: الإدانة والتوصيات

أصدرت القمة بياناً نهائياً يعكس توحيداً عربياً إسلامياً، لكنه يظل في إطار الإدانة السياسية مع بعض الاقتراحات العملية. يمكن تلخيص المخرجات الرئيسية في النقاط التالية:

المحور هو المخرجات الرئيسية للقمة الطارئة

التأثير المتوقع هو الرد على العدوان على قطر

- إدانة قاطعة للضربة كـ"انتهاك للسيادة القطرية وإرهاب دولة".

- تضامن كامل مع قطر ودعم لأي إجراءات دفاعية تتخذها.

- طلب تحقيق دولي في الحادث ومحاسبة إسرائيل أمام مجلس الأمن.

تعزيز الوحدة الخليجية، لكن بدون آليات تنفيذية فورية.

 

الأزمة في غزة والتهجير القسري

- رفض التهجير القسري كـ"جريمة حرب وتطهير عرقي"، مع التأكيد على حق العودة.

- دعوة لفتح المعابر الإنسانية فوراً وإدخال المساعدات دون عوائق.

- إنشاء صندوق عربي إسلامي لإعادة إعمار غزة، مع تمويل عاجل.

دعم إنساني محتمل، لكن يعتمد على ضغط دولي لتنفيذه.

 

الإجراءات السياسية والدبلوماسية

- تجديد التمسك بمبادرة السلام العربية (2002) وحل الدولتين.

- تفعيل مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال.

- دعوة لقطع إمدادات الطاقة عن إسرائيل إذا استمر العدوان.

إشارة إلى تصعيد اقتصادي، لكن غير ملزمة.

 

تعزيز الأمن الإقليمي

- تشكيل لجنة مشتركة لمراقبة التهديدات الإسرائيلية على السيادة العربية.

- دعم لجهود الوساطة القطرية- المصرية- الأمريكية لوقف النار.

تعزيز التنسيق، مع تحذير من "عزلة إسرائيل دولياً".

 

كما شدد البيان على أن العدوان على قطر جزء من "مشروع صهيوني استعماري" يهدف إلى فرض هيمنة إقليمية، مع الإشارة إلى هجمات إسرائيلية سابقة على إيران وسوريا ولبنان واليمن.

 

الانتظارات من القمة

كانت التوقعات من القمة مرتفعة، خاصة في ظل الغضب الشعبي العربي والإسلامي الذي عبر عنه نشطاء على منصة إكس، مطالبين بـ"قرارات قوية تمثل الأمة". من أبرز الانتظارات:

رد عسكري أو دفاعي مشترك: اقترحت مصادر مصرية إحياء فكرة "قوة عربية مشتركة" على غرار الناتو للحماية من الانتهاكات، مع التركيز على الدفاع عن السيادة الخليجية.

 

ضغط اقتصادي فوري: مثل إغلاق قناة السويس أو قطع الغاز عن إسرائيل، كما دعا إليه محللون فلسطينيون، لإجبار إسرائيل على وقف التهجير في غزة.

 

دعم للوساطة: استمرار الدور القطري في التفاوض، مع ضمانات أمريكية لعدم تكرار الانتهاكات، ودعم لإعادة إعمار غزة كأولوية إنسانية.

 

تأثير دولي: توقع إصدار قرارات تدعم الإعلان الدولي الجديد في الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، مما يعزز عزلة إسرائيل.

 

هذه الانتظارات تعكس رغبة في تحول القمة من "منصة إدانة" إلى "آلية عمل"، خاصة مع تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن الضربة تهدد "الروابط الدبلوماسية" مع إسرائيل.

 

التحفظات والتحديات

رغم الإيجابيات، أثارت القمة تحفظات عديدة، تعكس التعقيدات السياسية الإقليمية:

غياب الالتزام العملي: تاريخياً، انحصرت مخرجات القمم في بيانات غير ملزمة، كما أشار خبراء فلسطينيون إلى أن "القمم السابقة كانت دعماً سياسياً دون خطوات تردع إسرائيل". على سبيل المثال، لم تُذكر عقوبات اقتصادية ملموسة رغم الدعوات لمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال.

 

الانقسامات الإقليمية: مشاركة إيران أثارت مخاوف من "التسييس"، بينما حافظت دول الخليج على علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل، مما يحد من التنفيذ. كما أن الضغط الأمريكي، الذي وصف الضربة بـ"غير مقبولة" لكنه لم يفرض عقوبات، يعيق الرد الجماعي.

 

التركيز على قطر على حساب غزة: ركزت القمة جزئياً على السيادة القطرية، مما أثار انتقادات بأنها "لفت انتباه" عن الإبادة في غزة، حيث يستمر التهجير القسري دون تدخل فوري.

 

الاعتماد على الولايات المتحدة: استمرار الوساطة الأمريكية، رغم فشلها السابق، يثير شكوكاً في فعاليتها، خاصة مع تصريحات نتنياهو بأن "الحماس يعرقل السلام".

 

خاتمة

مخرجات قمة الدوحة تمثل خطوة إيجابية نحو توحيد الصف العربي الإسلامي، لكنها تفتقر إلى الجرأة العملية اللازمة لمواجهة التهديد الإسرائيلي. الانتظارات كانت عالية لقرارات تصعيدية، إلا أن التحفظات الناتجة عن الاعتماد الدولي والانقسامات الداخلية قد تحول دون تنفيذها. لتحقيق تأثير حقيقي، يجب على الدول العربية والإسلامية الانتقال من الإدانة إلى التنفيذ، بدءاً بتفعيل الصناديق الإنسانية وفرض عقوبات اقتصادية، مع تعزيز الدعم للمقاومة الفلسطينية. في نهاية المطاف، يظل التحدي الأكبر هو تحويل الكلمات إلى أفعال، لإنقاذ غزة من التهجير القسري وإنهاء الاحتلال.

 

كاتب فلسفي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.