علاء اللامي
مقتبسات من كتاب إسرائيل شاحاك "التاريخ اليهودي والديانة اليهودية"
علاء اللامي*
هل تعلم أن "الملحد" بن غوريون هو أول من طالب بإسرائيل الكبرى ذات الحدود التوراتية سنة 1956 وليس نتنياهو واليمين الديني المتطرف، وأن وزارة داخلية الكيان لا تعترف بوجود "قومية ومواطنية" إسرائيلية بل بقوميات يهودية وعربية ودرزية...إلخ! /مقتبسات من كتاب "التاريخ اليهودي –الديانة اليهودية" لإسرائيل شاحاك - دار بيسان – بيروت ط1 :
*بطاقة الهوية الإسرائيلية تذكر قومية الشخص التي يمكن أن تكون يهودي أو عربي أو درزي من دون ذكر كلمة إسرائيلي. وقد فشلت محاولات إجبار وزارة الداخلية على السماح بوصف الإسرائيليين الراغبين بأن يصفوا بأنهم إسرائيليون أو يهود إسرائيليون. وقد تلقى أولئك الذين حاولوا ذلك رسالة من وزارة الداخلية تفيد بأنه تقرر عدم الاعتراف بقومية "إسرائيلية" من دون ان يذكروا من أصدر هذا القرار ومتى.
*بموجب قانون العودة يحق للأشخاص المعترف رسميا بأنهم يهود دخول إسرائيل والإقامة فيها والحصول فور وصولهم على شهادة هجرة مع الجنسية لأنهم عادوا إلى وطنهم القومي ويستلمون "منحة استيعاب" قدرها عشرون ألف دولار لكل عائلة ولهم الحق في الانتخاب والترشح إلى الكنيست فور وصولهم حتى لو لم يستطيعوا أن ينطقوا كلمة عبرية واحدة. ص 16.
*الكيبوتزات (مستوطنات ومزارع جماعية أنشأها اليسار الصهيوني - حزب العمال على أراضي مغتصبة من الفلسطينيين وتحميها مليشيات مسلحة من سكانها.ع.ل) التي اعتبرت على نطاق واسع محاولة لإيجاد يوتوبيا (مجتمع خيالي مثالي أو مدينة فاضلة.ع.ل)، ماتزال يوتوبيا مغلقة حتى لو كانت مؤلفة من ملحدين فإنها لا تقبل أعضاء عربا من حيث المبدأ أما الأعضاء من قوميات أخرى فيطلب منهم اعتناق اليهودية أولا/ ص 17"!
*عام 1956، استوعبت بشغف مبررات بن غوريون السياسية والعسكرية لبدء حرب السويس (العدوان الثلاثي على مصر كما يسمى في الإعلام العربي-ع.ل)، حتى أعلن في الكنيست، رغم إلحاده المعلن وتفاخره بتجاهل التعاليم اليهودية، ثالث أيام الحرب، أن السبب الحقيقي -للحرب- هو إعادة مملكة داود وسليمان إلى حدودها التوراتية. وعند هذه النقطة وقف كل أعضاء الكنيست وأخذوا ينشدون النشيد الوطني الإسرائيلي ولم يستنكر أي سياسي صهيوني حسب معلوماتي فكرة بن غوريون لوضع السياسات الإسرائيلية على أساس إعادة الحدود التوراتية لتصبح حدودا للدولة اليهودية. وبالفعل فإن التحليل الدقيق للاستراتيجيات الإسرائيلية الكبرى والمبادئ الحقيقية للسياسة الإسرائيلية الخارجية يوضح أن الأيديولوجية اليهودية هي التي تحدد السياسات الإسرائيلية الفعلية أكثر من أي عامل آخر. وإن تجاهل اليهودية في حقيقتها والأيديولوجية اليهودية يجعل هذه السياسات عصية على الفهم لدى المراقبين الأجانب الذين لا يعرفون شيئا عن اليهودية سوى التبريرات الفجة/ص 19. يتبع.
*لماذا تتحالف الأنظمة العربية الرجعية كدولة عيال زايد مع إسرائيل؟ الجنرال شلومو غازيت يجيب: قدر إسرائيل أن تكون حامية مخلصة للأنظمة العربية الحاكمة في البلدان المحيطة بها! وشاحاك يعين حدود إسرائيل الكبرى التوراتية: فقرات من كتاب "تاريخ اليهودية واليهود –وطأة 3000 عام " إسرائيل شاحاك: "أبعد هذه النسخ - لحدود إسرائيل الكبرى - مدىً تشمل المناطق التالية: جنوبا، تشمل كل صحراء سيناء، وجزءا كبيرا من شمال مصر حتى ضواحي القاهرة. شرقا، كل الأرض وجزء كبير من العربية السعودية وكل الكويت وجزءا من العراق جنوب نهر الفرات. شمالا، كل لبنان وسوريا وجزءا كبيرا من تركيا حتى بحيرة وان، وغربا قبرص. وقد نشر في إسرائيل كم هائل من الأبحاث والمناقشات حول هذه الحدود والعديد من الأطالس والمقالات ونماذج أكثر شعبية من الدعاية وغالبا بدعم اليمن الدولة. ص 20"
*قدر إسرائيل الاستراتيجي أن تكون حامية مخلصة للأنظمة العربية الحاكمة في البلدان المحيطة بها: كتب إسرائيل شاحاك: "قدم الجنرال احتياط شلومو غازيت مدير الاستخبارات العسكرية السابق وصفا رسميا واضحا للمبادئ التي تحكم الاستراتيجية السياسية الكبرى، قال: "مهمة دولة إسرائيل لم تتغير أبدا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ومازالت ذات أهمية بالغة الموقع الجغرافي لإسرائيل في مركز الشرق الوسط العربي –المسلم بجعل قدر إسرائيل أن تكون حارسا مخلصا للاستقرار في جميع البلدان المحيطة بها. ودورها في حماية الأنظمة القائمة ومنع أو وقف التوجهات الجذرية ومنع انتشار الأصولية الدينية المتطرفة. ولهذا ستمنع إسرائيل التغييرات الحاصلة خارج حدودها إذا اعتبرتها لا تطاق إلى درجة الشعور بأنها مضطرة لاستعمال قوتها العسكرية لمنعها أو استئصالها" ويعلق شاحاك على كلام غازيت بالقول: "بكلمات أخرى ترمي إسرائيل إلى الهيمنة على الشرق الأوسط وأن لإسرائيل مصلحة في المحافظة على استقرار الأنظمة العربية ولولا إسرائيل لانهارت هذه الأنظمة التي بقيت قائمة بسبب التهديد الإسرائيلي فقط/ ص 22".
*يسرد شاحاك بعض ممارسات القيادات الاجتماعية والدينية اليهودية داخل الغيتوات في عدد دول أوربا والتي كانت الدول الأوروبية تغض النظر عنها رغم قسوتها ووحشتها لأن الحاخامات كانوا يقدمون لتلك الدول ضرائب وأموال طائلة ومن تلك الممارسات والعقوبات الدينية ضد اليهود المخالفين أو الخارجين على قوانين الشريعة التوراتية ما يشبه إلى حد بعيد ما قالم به تنظيم داعش ضد المسلمين ويذكر على سبيل المثال العقوبات التالية:
1- إعدام من ينشقون دينيا وقد حكم الحاخام الأقدس في بولندا ويدعى تزاديك في أوكرانيا بإعدام شخص يهودي بإلقائه في ماء حمامات المدنية وهو يغلي حتى الموت وبعلم السلطات. وفي بولندا وإسبانيا كان يحكم على المخالفين والمنشقين بالجلد حتى الموت.
2- منع التعليم إذا كان غير يهودي حتى لو كان للمرحلة الابتدائية او لمجرد تعليم لغات البلدان التي يقيمون ويعيشون فيها.
3-اعتبار غير اليهود من سلالة الشيطان أما الأفراد القلائل بينهم والذين ليسوا كذلك (لأنهم تحولوا الى اليهودية) فهم أصلا ذوو أرواح يهودية فُقدت عندما اغتصب الشيطان السيدة المقدسة "شيخينا -ماترونايت" كما تقول العقيدة الصوفية اليهودية "القبالة/ القبالاه".
4-حظر التفكير الحر والنقدي واعتبار الأفكار من الآثام الخطيرة.
5- حرق الكتب واضطهاد الكُتاب.
6-رفض دفت اليهود المحرومين (الذين يلقى عليهم الحُرم الكنسي وهو أشبه بالتكفير الرسمي) في مقابر اليهود وعدم الصلاة عليهم.
7- النكتة ليست نادرة في الأدب العبري قبل القرن 19 الميلادي فحسب بل إنَّ السخرية والنكتة ممنوعة بتاتا في الديانة اليهودية إلا إذا كانت لسخرية من الديانات الأخرى".
*ورغم ذلك فالعديد من يهود اليوم يحنون إلى ذلك العالم ويعتبرونه فردوسهم المفقود والمجتمع المغلق المريح الذي لم يتحرروا منه بل طردوا منه طردا. وثمة قطاع كبير من الحركة الصهيونية أراد على الدوام إعادتهم إليه وكان لهذا القطاع الكلمة الأولى. ص 31و 32.
*كتاب "تاريخ اليهودية واليهود –وطأة 3000 عام " إسرائيل شاحاك