اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• الإعلام المغربي: استمرار مسلسل الرداءة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سليمان الحقيوي

الإعلام المغربي:  استمرار مسلسل الرداءة

والـفنـان المغربـي يكشـف عن صورة مزيفــة

 

في مقال سابق كنا قد وصفنا الإعلام المغربي بالعذاب، ولا زلنا على تلك الصفة، فلا شيء تغير، ولا مؤشرات تدل على أن حال هذا الإعلام سيتغير، وفي ذات المقال أشرنا إلى أن جرعات الرداءة تتضاعف في الشهر الفضيل؛ الذي استقبلناه هذه السنة بدون أمل وكنا متأهبين لاستقبال كل الوجبات الرديئة التي تطبخ على عجل في القنوات المغربية، فكيف لا والمتلقي هو مجرد مواطن مغربي... !! لقد علمتنا تجربتنا المريرة مع قنواتنا أن نتعايش مع هذا المعروض ونقبله في صمت أو نهجره.

 لا داعي أن أتحدث للقارئ عن برامجنا فأنا أخجل من ذلك.. لكن لا بأس: هناك مسلسلات كثيرة، طبعا بلهجتنا المغربية ولكنها ليست مغربية الأصل فقد توصل القيمون على هذا الإعلام إلا أن الاقتصار على دبلجة هذه المسلسلات باللغة العربية كما كان عهدنا بها سيحرمهم من فئة من لا يجيد العربية، وهي فئة كبيرة جدا في مجتمعنا المغربي بفعل فاعل، فأصبحت هذه المسلسلات -المنتقاة بعناية فائقة بهدف الإساءة وفقط الإساءة إلى هذا الشعب وأخلاقه- مثل لوحات كوميدية مرئيها شيء ومسموعها شيء آخر، بعد هذه المسلسلات هناك مسلسلات  تشبه التي حدثكم عنها تماما، ولا يفصل بينها شيء إلا وصلات الإشهار، الذي يستحق هذه السنة صفة أفضل وسيلة عذاب...لا تستعجبوا من أمر هذا الحكم فالتبرير آتٍ... 

في هذا الشهر المبارك لاحظ كل المغاربة تهافت مجموعة من الفنانين على الاشتراك في مختلف الوصلات الإشهارية، من كل المجالات حتى التافهة منها، أواني مطبخية ومواد منزلية، ومواد نظافة، و أشياء أخرى كثيرة جدا...قد تقول لي أيها القارئ الكريم إن الوصلات الإشهارية هي أشياء اعتيادية مألوفة في كل القنوات، وأنا لا أخالفك الرأي في ذلك، فلكل فنان الحق في الاستفادة من نجوميته للتسويق لمنتوج _له معايير محددة_ يعود عليه بالربح، لكن الذي ليس مألوفا أن نتابع يوميا في وقت الذروة، أي بعد الإفطار مباشرة، إعلانا لشركة عقارية اسمها "الضحى" يشارك فيه  مجموعة من الفنانين المغاربة. عندما شاهدت هذا الإعلان للوهلة الأولى، ضننت أن الأمر يتعلق بحملة للتبرع، أو حملة للتحسيس ببعض المظاهر السلبية التي تنخر جسد المجتمع المغربي، أو حملة لمساندة بلد عربي في ثورته، بل ذهبت بي الضنون ابعد من ذلك وخلت هذا الجمع من الفنانين قد اجتمع فقط لقول: "رمضان مبارك"...لكن لم يكن أي من ذلك صحيحا، ولم يكن أيضا أي من أولائك الذين شاهدتهم في هذا الإعلان  مخلصا لقيمة الفن، وبدا بينه وبين هذه الصفة _من البعد_ ما كشف أنها كانت فقط قناعا وسقط.

كيف يجتمع كل  هؤلاء الممثلين و المغنيين و المنشطين، في المشاركة في إعلان لشركة عقارية لم تترك بقعة خضراء إلا وجعلتها أبنية إسمنتية، بل بلغ بها الجشع إلى  حرمان بعض المدن من حدائق الحيوانات والمرافق العمومية، هل تحمل أي من هؤلاء _قبل إمضاء تعاقد الإعلان واستلام مئة ألف درهم _الذهاب في جولة قصيرة إلى إحدى تلك المركبات السكنية للوقوف على معاناة الناس الذين اقتنوا هذه الشقق بناء على هذه الإعلانات الكاذبة، لينتهي بهم الأمر في شقق من جحيم، كيف سمح هؤلاء لأنفسهم أن يقدموا إعلانا لشركة  تساهم في إشعال أزمة السكن بدل حلها، كيف سمحوا لأنفسهم أن يقدموا إعلانا لشركة تحصل على بقع أرضية بطرق مشبوهة، هل تساءلوا عن مصدر الأموال التي دفعت لهم بسخاء،  كيف استطاعوا قبل كل هذا التنازل عن صفة نبيلة هي الفن مقابل مئة ألف درهم…؟؟؟

سأتحفّظ منذ الآن في إطلاق صفة فنان، وسأسحبها من كل الذين باعوا المغاربة كذبا، وفي مقابل ذلك أتمنى أن يكون من بين الفنانين المغاربة من اعتذر عن المشاركة في هذا الإعلان أو ما شابهه، لسبب من الأسباب التي ذكرت أو غيرها، فانا أرسل لهم ألف تحية ووردة حب.

                                     * كاتب وناقد سينمائي من المغرب

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.