اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• من اجل إرساء مشروع المجتمع الحداثوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
حسين طعمه

الناصرية

 

من اجل إرساء مشروع المجتمع الحداثوي

 

بعد الفراغ الثقافي الكبير الذي أفرزته حقبة طويلة من الاستبداد والتسلط الدكتاتوري على المجتمع العراقي ,تعرض خلالها إلى مختلف السياسات العنفية والقمعية ,من قتل وتشريد وسجون وخنق للحريات الفكرية والثقافية ,واستخدام سياسة التجهيل ونشر ثقافة العنف والفرقة بين مكونات المجتمع 0وبعدما أضحى العراق ساحة للأمراض الاجتماعية ,وتدني مستوى وعي الفرد العراقي ,في متوالية غرائبية 0كانت آخرها طامة الحصار الاقتصادي من قبل مجلس الأمن ليضاف هما آخرا ونكبة أخرى على كاهل هذا الشعب 0غير انه كان دفقة أمل وقشة نجاة وعاملا أساسيا مدروسا بروية ,لتثبيت دعائم السلطة المركزية الآيلة للسقوط0

كانت هذه العوامل وغيرها كافية لتحطيم إرادة الإنسان ,وضياع أحلامه وآماله ,وبالتالي سببا في تحطيم كل المنظومات القيمية للشعب العراقي كله0فكان نتاج هذه الفوضى ,واقعا ثقافيا مزريا ,حيث أصيبت المؤسسة التعليمية والتربوية بالشلل,كما هو حال كل مؤسسات الدولة ,نتيجة للوضع الاقتصادي والمعاشي المتردي أدى إلى عزوف أعداد هائلة من الطلبة من الالتزام بالتعليم كذلك هو واقع الهيئات التعليمية المسئولة عن هذا التعليم وانخراطهم في أعمال حرة صغيرة لأجل توفير الحد الأدنى من مستلزمات المعيشة التي أخذت أبعادا خطيرة 0واصبح الكلام عن الثقافة والتربية والتعليم بطرا ونكتة سمجة ,في مجتمع خال من كل قيمه الإنسانية والأخلاقية وتفشت فيه الكثير من الأمراض الاجتماعية,التي حفرت اخاديدا عميقة في عقل ووعي الفرد العراقي 0

لذا فان محاولة القيام بإصلاح هذه التركة الثقيلة ,تستوجب عملا وجهدا كبيرا وتتطلب مزيد من الهيئات المدربة جيدا ,وخططا وبرامجا ودراسات كثيرة لانجاز هذا الجهد الكبير ومن ثم إملاء الفراغ الثقافي والمعرفي ,من اجل تأهيل المنظومة الفكرية والثقافية للفرد العراقي ,لوضعه على الطريق الصحيح ,وليأخذ دوره كفاعلا ومؤثرا في مجمل التحولات السياسية والاجتماعية و التنموية الجارية 0

ولأجل النهوض بهذا العمل ,والقيام بمشروع إعادة أعمار العقل العراقي وتأهيل الوعي المجتمعي ,تستوجب من القائمين عليه تهيئة مستلزمات هذا المشروع والاستفادة من التجارب العالمية الأخرى ,وبلورة الأفكار والتجارب الحاصلة فيها بالإضافة الى التجارب الوطنية عبر تاريخ شعبنا الحافل بالكثير من القيم والعبر الإنسانية والوطنية بجميع مكوناته الاثنية والقومية والدينية,وكل ما من شانه أن يؤسس لمجتمع مدني عصري ,يسوده الوئام والمحبة والتسامح 0مجتمع يتساوى فيه الجميع بعيدا عن التعصب والاحتراب بين مكوناته وألوانه 0

وهذه بعض من الأسس الواجب اتخاذها لقيام مثل هذا المشروع :

 1-العودة الى تطبيق قانون التعليم الإلزامي الصارم ,وتغيير المناهج الدراسية بما يتلاءم والمبادئ الإنسانية واحترام الأخر والتسامح وفق التوافق بين جميع أبناء الشعب0

2-توجيه وسائل الإعلام وتسخيره لهذه المهمة والعمل على تطوير الفضائيات الرسمية لمواجهة السموم التي تطلقها الكثير من الفضائيات التي تكرس الكراهية بين الناس وتقوم بنشر الأفكار والآراء الطائفية المتعصبة ,والتي تستخدم بعضها الخرافات والشعوذة 0

3-دعم وإسناد المنظمات الإنسانية العاملة في مجال حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني التي تجاهد وتعمل في سبيل إرساء مفاهيم إنسانية وثقافية وتربوية ,لما تمتلكه من خزين معرفي ,يستوجب العمل على دفعها إلى أمام والاستفادة من خبراتها من قبل المؤسسات الحكومية المختصة بهذا الشأن 0

4-وضع ضوابط مهنية وأخلاقية لجميع المؤسسات الفكرية والثقافية والاجتماعية ومراقبتها من قبل لجان مختصة ,محلية وعالمية ,لأجل نشر الفكر المعتدل وتوضيح المبادئ العامة لحقوق الإنسان,والتعايش السلمي بين مكونات الوطن الواحد0

5-الدعم المادي والمعنوي للشريحة الواعية والمثقفة في المجتمع ,وتشمل الأدباء والفنانين والصحفيين وكل الفاعلين على الساحة الثقافية والتعليمية والتربوية والعمل على تقديم التسهيلات والمغريات الواجبة لدفعهم للتوجه إلى بلدهم ,وتقديم كل مستلزمات استمرار أعمالهم ونتاجهم  ,باعتبارهم العنصر المؤثر والفاعل في توجيه الجماهير 0

6- إطلاق الحريات الفكرية والثقافية والمعلوماتية والاستفادة من وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة داخل المؤسسات التعليمية والتربوية ,من اجل الاستفادة من التطورات العلمية الحاصلة في ميادين المعرفة العامة وعدم الانغلاق أمام التطورات الحاصلة في مختلف الميادين0

7-الانفتاح الكامل نحو ترسيخ مبادئ الديمقراطية من قبل الحكومة التي تتولى إدارة الدولة وعدم الانجرار نحو مفاهيم دكتاتورية واقصائية والسماح بالتعددية الفكرية والثقافية لجميع أبناء الشعب 0

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.