اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• مابين إعدام صدام وقتل القذافي !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم: مهند الحسيني

مقالات اخرى للكاتب

مابين إعدام صدام وقتل القذافي !

 

اليوم وبتاريخ 20/10/2011 طويت صفحة طاغية وللأبد دامت لاكثر من 42 سنة ، حيث جثم نظام القذافي طيلة هذه السنين على قلوب الليبيين واستلب ارادتهم  واستبد في الحكم وانفرد في السلطة واساء للانسان وكرامته  من خلال طرح نفسه كرمز وحيد لليبيا فهو المهندس وهو الطبيب وهو القائد والخ الخ ..

 

نعم طويت صفحة القذافي كما طويت من قبلها صفحات كثير من الطغاة الذين مروا على مدار التاريخ ..ولا اعتقد ان هناك انسانا عاقلا بامكانه التشكيك بدكتاتورية القذافي او ان يدافع عن بقاءه على سدة الحكم على حساب الشعب الليبي، لكن يبقى من حقنا كبشر متحضرين ان نعترض على الطريقة التي قتل بها والطريقة المشينة التي تم  التعامل بها مع جثته وبشكل لا يمت للانسانية بصلة ، فمعاملة ( الثوار) للقذافي  كمعتقل لديهم ( قبل ان يصفى جسديا)  لا يختلف كثيرا عن معاملته لخصومه لا بل  قد يكون اشد  وأقسى من جانب ( الثوار) .

 

وهذا يعطينا انطباعا لا يقبل الشك بان عملية التغيير التي تمت في محيطنا الاقليمي  ما يسمى بـ ( ربيع التغيير العربي) هو مجرد تغيير بالاشخاص والاسماء على اعتبار ان اسلوب الانتقام والقتل لازال راسخا في سايكلوجية الفرد العربي ، فنحن اليوم بحاجة لثورة حقيقية تنبع من داخلنا تساهم في تغيير ثقافتنا المليئة بالعنف الموروث.

 

فما يحصل اليوم من ثورات هو مجرد الية يتم فيها الانتقام من الحاكم السابق وزبانيته وبدون ادنى اهتمام من قبل الثائرين ببناء اوطانهم على اسس دستورية تضمن للانسان كرامته وحقوقه ( والامثال حاضرة )  .

 

وانا لا زلت أنتظر ردود افعال العالم الغربي  لاسيما اصدقاء القذافي السابقين ( الاوربيين والاميركان) حول الصور المؤلمة والمؤسفة  التي رايناها على وسائل الاعلام .

 

ضبابية المشهد

منذ ظهيرة اليوم وانا اتابع المحطات الاخبارية (الاجنبية منها والعربية ) وأحاول ان استشف حقيقة المشهد الا ان الحاضر هو تضارب الانباء وتفاوت التصريحات حول القاء القبض على القذافي من جانب ثوار الناتو وبشكل فاضح يثير الريبة والشكوك، فالكثير من المسؤولين الليبيين وبعض المقاتلين ( من اصحاب اللحى) ذكروا بان القذافي قد استهدف بضربة جوية من قبل الناتو خلال هروبه  من مدينة سرت متوجها لمدينة مصراته حيث ذكرت هذه المصادر بانه تمت اصابة القذافي في ساقيه وبعدها هاجمته قوة من ثوار مصراته والقت عليه القبض واخذ يصيح بهم بعد خروجه من السيارة ( خيركم .. خيركم وشي في .. وش في ) ومن ثم القوه في سيارة اسعاف ومن بعدها زعم المصدر انه لفظ انفاسه الاخيره قبل وصوله للمستشفى !!.

 

وكعنوان على عدم المصداقية خروج  تصريحات اخرى تزعم بانهم  اخرجوا القذافي  من حفرة تحت الارض وهو يصيح بنفس العبارات السابقة ومات على غرار السيناريو السابق  !! .

 

واضافة لكثير من الانباء المتضاربة والمتناقضة الا انه بالمجمل اصبحت لدينا قناعة كاملة بان القذافي قد اسر سالما معافى ونقل لمكان ما وعذب وضرب على وجهه وراسه باعقاب البنادق ( وهذا واضح من خلال الدماء التي ملئت وجهه) وتمت بعد ذلك تصفيته بطلقة في الراس واخرى في البطن وكذا الحال بالنسبة لولده المعتصم الذي هو الاخر اثبتت الاخبار انه قد تم القبض عليه وهو حي يرزق وبكامل صحته الا انه صفي لاحقا على يد الـثوار الشجعان( الذين لم يتعلموا سوى رمي الاطلاقات في الهواء والاشارة بالسكاكين بعلامات الذبح وكانهم جزارين ) !.

 

وبالفعل  اعلن رسميا ( بعد التي واللتيا) بان القذافي قد قتل بطلقة في الراس والبطن ، واظهرت القنوات الفضائية الاخبارية صور القذافي وهو ممد على الارض واحذية ( الثوار السلفيين) على رأسه ، والبعض منهم اخذ ينتزع من جثة القذافي ملابسه ويقلبه يمينا ويسارا ( ربما بحثا عن الغنائم المشروعة في فقه ابن تيمية ) ، وتناسى هؤلاء المتأسلمون الملتحون الذين يكثرون من قول (( الله اكبر)) بان اكرام الميت دفنه بحسب فقههم وسنتهم النبوية وبغض النظر عمن يكون صاحب الجسد ان كان مجرما او غير ذلك ، ولا داعي من ان اذكر القارئ الكريم بقصة الغراب التي وردت في القران .

 

وبقى ان نسأل :

هل ان هناك اوامر ما قد صدرت من جهة ما لـ ( ثوار الناتو) بتصفية القذافي كونه يحمل ارثا معلوماتيا هائلا  او ربما ان  حاكمي ليبيا الجدد يخشون بقاء القذافي حيا يرزق لانه يهدد وجودهم في السلطة؟؟!!

 

فان كان الافتراض الاول هو الصحيح فهذا له معنى واحد وهو تبعية  (الاسلامويين) للسياسة الغربية وتحديدا (الامريكية ) وما يظهروه من معارضة لسياستها انما هو نفاق ومزايدات للاستهلاك الاعلامي ، وهو نفس المعنى الذي نلحظ وجوده في مصر وتونس من خلال تزعم الاحزاب الاسلاموية للمشهد السياسي في هذه البلدان ، وعلى ما يبدو ان تسمية ( الربيع الاخونجي- السلفي) هو اصح من مصطلح ( الربيع العربي) اذا ما لاحظنا ازدياد نمو التيار الاسلامي ( الاخونجي – السلفي) بشكل غير مسبوق بعد الثورات العربية .

 

اما اذا صح الافتراض الثاني فهذا يدل على ان ( ثوار ) ليبيا لا يستحقون ان يحكموا كبديل عن نظام القذافي لانهم الوجه الثاني من العملة القذافية التسلطية والتي تدين بمبدا العنف والغاء سيادة القانون  ، اذ كان الاجدر بثوار ليبيا ان يحفظوا حياة القذافي ويقدموه لمحاكمة عادلة  وشفافة تهيئ فيها كل الظروف التي من شانها ان تبين جرائمه وحجم الخراب الذي اسهم فيه طيلة اربعة عقود من الزمن وليقتص منه القضاء والقانون وبحسب جرائمه  في الوقت الذي يعطى له حق الدفاع عن نفسه كمتهم لا كمدان ، حتى يضربوا مثلا حيا لبداية بناء دولة القانون ودولة المواطنة التي تفتقر لها ليبيا ( القبلية) ، وليقدم لهم كما هائلا من المعلومات على الاقل كشاهد على تاريخ السياسة الدولية المليئة بالقذارة والمتناقضات ، لكنهم بهذه الطريقة التي قتلوا فيها القذافي اعلنوا فشلهم ببناء هذه الدولة لا بل عبروا عن همجيتهم واستخفافهم بالقانون وبالانسان .

 

 فيا ترى هل تصبح ليبيا أمينة بيد هؤلاء المنتقمين ؟؟!! الجواب بالتاكيد كلا ، اذ لا امان ولا استقرار لليبيا مادام من يحكمها اليوم جوقة من المجرمين والدمويين امثال بلحاج وشلته من السلفيين الجهاديين القادمين من كهوف تورا بورا !! .

 

على اي حال .. صحة اي من هاذين الافتراضين يبقى هو من  يفسر تاخير اعلان نبا القذافي ( قتله او اعتقاله ) ولحد كتابتي لهذه السطور ( اي ما يزيد عن  الخمس ساعات من الحدث) لم اسمع بشكل رسمي وعلى لسان المسؤولين الليبيين الجدد ( وما اكثرهم) حقيقة ماحدث  !، واعتقد بأننا سنسمع عن سيناريوهات هوليودية كثيرة حول موت القذافي .. عدا السيناريو الحقيقي .

 

الازدواجية في المواقف

أرى من الضروري ان نشير من خلال هذا الحدث للازدواجية العربية في اتخاذ المواقف من جانب الانظمة ، وفي ردود الافعال من جانب الشارع العربي ، فحين أُعدم اكبر طاغية في القرن ( صدام حسين) بعد ان صدر الحكم عليه من قبل  القضاء العراقي  علت صيحات المعزين ودمعت اعين  المتباكين وصدحت حناجر ( الشعارتيين) وفتحت قريحة المستشعرين هذا يبكي وذاك يلطم واخر يشق الجيوب ، متهمين الشعب العراقي بالخيانة العظمى وبانهم جحدوا بـ ( نعمة) صدام التي انعم بها عليهم (!) باعتبارهم قتلوه غيلة وغدرا ، ولم يكتفوا بذلك بل اعتبروه شهيدا للامة ورمزا للبطولة والشجاعة على الرغم من انه اخرج من حفرة حقيرة يستنكف حتى الجرذ من ان يعيش فيها، وبدون ان يكلف نفسه رفع السلاح وان كان ( مسدس ماء) ، علاوة على ان خصومه ( غالبية الشعب) لم يعترضوا على تقديمه لمحاكمة عادلة تتوفر فيها كل الأسس القانونية السليمة ، وحافظت الهيئة القضائية ووزارة العدل على كرامته كمتهم يمثل امام العدالة ، كما أتيحت له كامل الاريحية في الدفاع عن نفسه لدرجة اهانة ضحاياه وفي اكثر من مناسبة  وعلى الهواء مباشرة ، هذا بالاضافة لجوق من المحامين العرب والاجانب فضلا عن العراقيين الذين وقفوا كمدافعين عنه كمتهم  ، وفوق كل هذا فانه قد تم دفنه في مسقط راسه والصلاة عليه وبكل احترام وبدون التمثيل بجثته ( الا ما قيل وذكر عن اولاد عمومته بانهم قد فعلوا ذلك انتقاما لابنهم حسين كامل) .

 

نعم .. العراقيين لم يمثلوا بجسد صدام ولم ينزعوا عنه ملابسه وهم يدوسون راسه باقدامهم ولم يتركوه ممدا في الميادين العامة  فرجة للناظرين والشامتين ولم يقتلوه غدرا بطلقتين ( في الراس والبطن) .. العراقيين فوضوا امرهم للقضاء العراقي الذي اثبت مصداقيته واستقلاليته من خلال محاكمة اعتى طغاة الارض ( وهم بذلك يستحقون كل تقدير واحترام وتحية ) .

 

كل ما قدم لقاتل العراقيين من اجواء قانونية (لدرجة ان صدام فوجئ باحترام مبالغ فيه له من قبل بعض القضاة ) جاء على الرغم من ان صدام حسين  قتل من العراقيين اضعاف ما قتل القذافي من شعبه واجاع  شعبه وجعل منهم  اسراب طيور مهاجرة لكل الاصقاع  ، وفي وقته تعرض المواطن العراقي لابشع امتهان واذلال من قبل سلطات  (الاشقاء العرب) الامنية  سواء على الحدود أو المطارات لمجرد ان من يقف امامهم هو مواطن عراقي مغلوب على امره ( الذي حرس بواباتهم الخلفية وحمى نسائهم – كما يشهدون هم بذلك - ) !.

 

 فيكفي ان معارضي القذافي لم ولن يجدوا مقبرة جماعية واحدة (على الاقل ماقبل احداث الثورة الاخيرة ) .

 

فهل  من حق العراقيين وغيرهم من سكان العالم المتحضر ان يصفوا الليبيين بناكري الجميل وجاحدي النعمة  وهم من ينطبق عليهم قوله تعالى:

 

(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).

 

هل من حقنا وصفكم بالقتلة ونتهمكم بانكم لازلتم تعيشون في الكهوف وبعيدين عن الركب الانساني المتمدن ؟!!.

 

مصير ليبيا الغامض

المتابع للشان الليبي يجد ان هؤلاء السلفيين اصحاب اللحى الطويلة ( والذين يحملون اليوم السلاح المتنوع ويطلقون النار بمناسبة وبدونها ) لن يقدموا لليبيا خيرا يذكر بقدر ما سيجعلون منها  ولاية تعيش على هامش التاريخ (ولاية شمال افريقيا الاسلامية) ، ومن خلال ما متوفر لدينا على ارض الواقع لا استبعد بانهم سوف يقدمون ليبيا للغرب على طبق من ذهب لمجرد ابقائهم في السلطة يتحكمون بالليبيين وفق منهج ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) وعلى غرار ما يحصل في مملكة ال سعود وما كان يحصل في امارة طالبان الظلامية ، واخشى ما اخشاه  ان ليبيا تتحول لافغانستان افريقيا تجتذب شذاذ الافاق من ( مجاهدي) الجزائر ومالي والسودان وجماعة بوكا حرام وغيرهم من عناصر وقيادات القاعدة المتبعثرين في اليمن والخليج ( الخلايا النائمة) ، فمن الصعب على جهة ما بان تسلح  مثل هذه التيارات المتطرفة  ومن بعدها يكون لها القرار الكامل في نزع  السلاح عنها لانه سيكون اقرب لنكتة سمجة  .

 

 وان كانت الولايات المتحدة تعتقد انهم  اليوم تحت سيطرتها ونفوذها فهذا ليس معناه انهم في الغد سيبقون كذلك تحت السيطرة  واقرب مثال لنا هو النموذج الافغاني في مرحلة مابعد (نجيب الله)  والمستقبل مليئ بالاحداث الدموية ، ومن وجهة نظر شخصية ( قد يشاطرني فيها الكثير)  أرى  ان الازمة الليبية لن تنتهي بمسرحية قتل القذافي .. فالازمة الليبية قد بدات  الان .

المرفقات :

صورة تظهر صلاة الميت على جنازة صدام

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2006/12/31/1_665971_1_34.jpg

 

صورة لقبر صدام

http://news.makcdn.com/image595371_320_235/340X297.jpg

 

صدام حسين يتهجم على القاضي

http://elmlaebelryadia.jeeran.com/%D8%AF%D8%B3%D9%88%D9%82/files/215717.jpg

 

مهند الحسيني

20/10/2011

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.