اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• قراءه في الشخصية العراقية

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

سهيل شروينا

قراءه في الشخصية العراقية

 

في البدء لابد من الإشارة إلى إن الإنسان قد استوطن في ارض الرافدين (العراق) منذ مايقارب100000 عام ق.م, والمكتشفات الأثرية تشير إلى إن أقدم استيطان واسع في العراق كان إبان العصر الحجري القديم الوسط. في حدود60000ق.م وبعدها توالت عدة عصور وللإشارة إلى العصر الحجري المعدني.نمو حضارة راقية على شكل بناء بيوت الطين المستديرة وكذلك شهد هذا العصر تطور العمارة الرافدية وابتكار العجلة ودولاب الخزف وتطور نحو تدجين الحيوانات.وتطور الزراعة وشملت زراعة القمح والتي تتطلب مهارات في صناعة المحراث وتنظيم الري. كما نشأت بداية الكتابة. وهكذا نشأت على مرور الزمن مدن وحضارات فكانت بابل وأشور وأكد وأور وسومر......الخ  وما كانت لتنشأ مثل هذه الحضارات والمدن لولا وجود إنسان ذو شخصية إنسان يسعى جاهدا.لايكل ولا يمل ليكتشف اسرار الحياة يسعى للسيطرة على الطبيعة ليكيفها مع نمط حياته.يصارع من اجل إن يحقق الإبداعات دون إن ينثني خاسرا  وهكذا كان نبوخذ نصرالكلداني صاحب الإبداع العمراني في بنائه الجنائن المعلقة..وكلكامش صاحب الملحمة الإنسانية العظيمة هذه الشخصية العراقية التي أبدعت في الملحمة الشهيرة في كل بقاع الدنيا...يقول المرحوم الدكتور الأب (يوسف حبي)في مقالته(افكار للتأمل عشية الألفية الثالث)1999.إن الإنسان(الإنسان العراقي)إنسان كلكامش يفضل طريق اكتشاف لغز الحياة ويسعى فيلقى  ويأتي بالدليل الهادي منصاعا حتى مدينته. فتمجده كل الأجيال...وكذلك حمورابي سادس ملوك سلالة بابل الكلدانية (1972_1750)ق.م ولازالت المدنية الحديثة إلى اليوم تدين بالكثير للقيم والتعاليم والقوانين التي جمعها وطورها.ولاننسى إن النبي إبراهيم (ابو الشعوب)قد خرج من أور الكلدانيين.فكما يقول الاب المرحوم(يوسف حبي).يا أبانا.كنت من اور الكلدانيين ولأن اور مدينة السومريين والكلدانيين.من عرفوا ان يتطلعوا في وجه السماء بدون ان تشدهم الأرض الى اسفل الحضيض ولأن بلاد الرافدين(العراق) مثلت في كل الأزمنة السحيقة عمق حضارة الانسان ومثله.وزهومجده..فما مقدار القوة والتواضع والزهو والايمان بشخص نبينا ابراهيم..فلقد اصبحت ياابن اور رمزا لكل البشر من اليهود والمسيحين والمسلمين او اي من المؤمنين الاخرين.

لقدابدع الانسان العراقي حتى من التقرب من الله فلقد اقام  الصلوات والطقوس وقدم القرابين واحرق البخور واكثر من الاحتفالات والمواسم والاعياد الدينية........

ولكن لم تستقر الامور في ارض الرافدين منذ قدم الزمان فكانت الهجرات المستمرة من الجنوب والشرق وكان الاحتلال والغزوات وتداخلت اقوام وشعوب كثيرة وسكنت وتمازجت الشعوب. ولم يتوقف الابداع عند الانسان العراقي..فكان العصر العباسي الذهبي وكان ثمرة جهود شعوب واقوام. ولم تهبط من على جاهزة.وكان الانفتاح على كل الحضارات.فكان التقدم الفكري والعلمي.....فكان حنين بن اسحاق...والبختيشوع الاطباء والعلماء.....وكذلك كانت الترجمة الى الى الكلدانية السريانية ثم العربية دور كبير في النهضة وكان عهد هارون الرشيد عهد النهضة والتقدم وكذلك كان دور الكلدان والاعاجم في نقل وترجمة العلوم.

لقد  ابدعت  الشخصية العراقية منذ القدم في نشر الوعي ومد الحضارة الانسانية بالكثير وبالمقابل كانت هناك الغزوات الاحتلال من الدويلات المجاورة فكان  الاخمينيون والمقدنيون والسلوقيون ثم عهد التسلط البرثي|الفارسي ثم التسلط الساساني ثم جاء المغول والتتر وتسلطهم واتسم وضع بلاد الرافدين بالتخلف والخراب ثم قبائل القرةقونيلو ثم الصفويون وقد تميزت فترة حكمهم بالجهل والفقر وانعدام الامن وتردي الاوضاع وأثرت كثيرا..ثم جاء العثمانيون واغرقت البلاد بالتفرقة والتجزئه وقد انطلقوا من مبدأ فرق تسد..مما ادى الى زيادة التفرقة وادت الى تخريب الشخصية العراقية  وبثت فيه الفئوية والتبعيات والانقسامات والحزازات والخلافات

ثم جاء الاحتلال الانكليزي واتبع نفس السياسة........

 اذا هذه الشخصية او هذا الانسان قد تعرض للكثير من التخريب الفكري والثقافي...

وفي العصر الحديث لاننسى ان  اكثر الحكومات المتتالية لم تعطي اولم تذخر جهدا كبيرا في بناء وصقل هذه الشخصية. وازالة كل المخلفات والامراض التي ابتلى بها هذا الانسان.اذا لقد بلورت وانتجت المحن والحروب والغزوات والتسلط الاجنبي عليها.لتكون هذه الشخصية العراقية بكل ماضيها وحاضرها.هذه التي تختلف بالكثير عن الشخصيات للبلدان المجاورة

فالكرم الموجود عند العراقيين بكافة اطيافه من(الكلدان والعرب والكرد والتركمان والاشوريين ......الخ)لايمكن ان نجده عند الاخرين ولو بدرجات وكذلك الطيبة والغيرة والشهامة والمرؤة...الخ.ولكن قد يسأل  الخبثاء او الحاقدون وماذا يجري اليوم في بلاد الرافدين من قتل وتشريد اقولها والحقيقة التي يعلمها الجميع ان هذه لم تكن من شيمة العراقيين ولكن الحروب الاخيرة التي ابتلينا بها والتخريب للشخصية العراقية بواسطة استغلال الاديان والانتماء الاثني كلها اثرت على هذه الشخصية.ولاننسى ان حتى اوربا ان الحروب والصراعات الاثنية التي جرت على اراضيها كان لها تأثير على هذه الشعوب ولكنها استفادة منها وعملت شعوبها على التغير وبناء الشخصية  الحديثة المتمدنة واعطت القيمة الحقيقية للانسان وكذلك قيمته وحريته فابدع الانسان.

 

واخيرا لابد القول ان هذه الشخصية العراقية لابد من اعادة بنائها وصقل ابداعاتها ومواهبها . ويقع هذا الحمل الكبير على كافة المثقفين والادباء والعلماء ورجال الدين والاحزاب والمنظمات المجتمع المدني وغيرها للعمل في اعادة تكوين وترتيب لهذه الشخصية التي اعطت الكثير للعالم ولازال ابنائها في دول العالم يقدمون الكثير للبلدان التي يعيشون فيها

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.