اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• نداء الى جميع كنائسنا واحزابنا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
د. امير يوسف

نداء الى جميع كنائسنا واحزابنا

 

الآباء البطاركة و الاساقفة والكهنة الأعزاء في كنائسنا

الأخوة الأعزاء قادة احزابنا السياسية

 

تحية واحترام

 

ادعو الآباء البطاركة و الأساقفة  وجميع الآباء الكهنة في الكنائس المختلفة الى الشروع في العمل ،كمرحلة اولى، على وضع الاسس العامة الكفيلة بتقريب الكنائس الى بعضها البعض . هذه الاسس العامة ستكون القاعدة المتينة والصحيحة للعمل ، كمرحلة ثانية وهذه قد تكون طويلة الأمد، على توحيد الكنائس في واحدة تجمع الكل بهدف لم الشمل والاستمرار في البقاء. كما ادعو الأخوة قادة الأحزاب السياسية الى اتخاذ الخطوات الاولى للعمل اولاً على تقريب وجهات النظر في مختلف القضايا والعمل على تعميق ذلك على المدى القريب، والعمل ثانياً على تجاوز جميع الخلافات الثانوية مهما كانت درجة شدتها وذلك بانتهاج مبدأ عدم تغليب التناقضات الثانوية، أياً كانت، على الخطر الرئيسي القائم ، الذي هو تهديد الوجود. إن السير بهذه المدرجة يضمن، على المدى البعيد، بشكل حقيقي عملية توحيد جميع التنظيمات وجعلها تنظيماً واحداً. 

 

ان اقامة الروابط المتينة فيما بين الكنائس من جهة، وما بين الأحزاب من جهة ثانية،  سيفتح آفاق العمل المنهجي المشترك بهدف تجاوز ما لم يكن تجاوزه ممكناً لحد اليوم، وكذلك الشروع ببناء كل ما له صلة وثيقة بتقريب وجهات النظر في مختلف الأمور، بما في ذلك اكثر القضايا الجوهرية ذات الأهمية البعيدة المدى. ان هذا التقارب سيعمل على تقوية وتعزيز العلاقات الأخوية ودفعها الى امام نحو تحقيق المزيد من بناء الذات وتطويرها وبالتالي خلق وترسيخ اعلى مستويات الثقة والطمأنينة في نفوس ابناء شعبنا.  

 

ان الحقيقة التي تستجذب الانتباه هي ان جميع كنائسنا وجميع القوى السياسية لشعبنا يجب ان تكون يقظة تجاه ترك العاطفة والانانية تكشف نقاط الخلاف والاختلاف وتعمقها، وتحجب نقاط التقارب و الالتقاء وتقلل من شأنها عندما تكون المسألة عظيمة الأهمية لدرجة تكفي لتبرير النظرة العقلانية والفحص الدقيق لأي دليل تستخدمه كبرهان على امر من الامور. ومن التأريخ درس وهو ان تغليب التناقضات الثانوية على التناقض الرئيس يعمل دائماً على إضعاف الكل كواحد متكامل وعلى إضعاف الجزء كقسم صغير من الكل الكبير.

 

ان ادراك الأشياء والظواهر عند ظهورها وتطورها، سواء اكان ذلك في الكنيسة او في الأحزاب ، ومعرفة كيفية نشوئها وتطورها لحين بلوغها المرحلة الحالية يسمى بمبدأ " التناول التأريخي " . ان العمل وفق هذا المبدأ ، من وجهة النظر العملية التحليلية الدقيقة، يعتبر احدى الطرق المنهجية والحاجة الأساسية الملحة جداً لمعالجة حالتنا المزمنة التي نعاني منها منذ قرون وهي امرنا الديني الذي يكمن في كنائسنا المتعددة، وكذلك امرنا القومي - السياسي ، الحديث العهد نسبياً، الكامن في تعدد احزاب شعبنا السياسية.

 

الدين واحد، إذاً لتكن كنيستنا واحدة، والشعب واحد، إذاً ليكن حزبنا واحداً !

تعتبر التعددية ظاهرة حضارية تسهم، عمقاً واتساعاً، في اي نشاط اجتماعي، ديني، قومي، وسياسي. فاذا كانت الأهداف الدينية و الروحية التي تسعى اليها كنائسنا متباينة من حيث الجوهر، والأهداف السياسية والقومية التي تعمل احزاب شعبنا على تحقيقها متباينة هي الاخرى، فان التعددية، سواء اكانت كنسية او حزبية، تصبح امراً ضرورياً ملحاً من الناحية المنطقية. غير ان واقع الحال هو غير ذلك، فجميع كنائسنا لها نفس الاهداف الدينية والروحية والانسانية، وكذلك تجمع  جميع احزابنا نفس الأهداف السياسية والقومية والاجتماعية. من هذا المنطلق تصبح مسألة توحيد صفوف كنائسنا واحزابنا ضرورة تأريخية حتمية للعمل سوية بنكران ذات ومسؤولية كبيرة. ان انتهاج اي نهج غير التوحيد يعني الاصرار على التشبث بالرأي الذي قد يعود الى الاسهام  ليس فقط في اضعاف ذاتنا، وانما ايضاً يفتح المجال لضرب كل واحد منا على حدة، وهذا امر في غاية الخطورة.

 

ان الخطر المحيط بالجميع يختلف كماً ونوعاً عن جميع الأخطار السابقة التي ظهرت منذ عهد سومر، وان وطننا يمر بواحدة من اصعب المراحل التأريخية واكثرها تعقيداً، وان مستقبل الدين والكنيسة  في خطر جسيم وشعبنا مهدد بالانقراض. ان منع ذلك هو امانة عظمى في اعناقنا جميعاً وعلى وجه التحديد الكنيسة والأحزاب.

 

د. امير يوسف   /شباط 2012

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.