اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• حياة نبي الاسلام بين الفهم الاصلاحي والتوظيف السياسي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صفاء العراقي

حياة نبي الاسلام بين الفهم الاصلاحي والتوظيف السياسي

 

في يوم أشرقت فيه الأرض بنور ربها وتنزلت رحمة السماء وتعطرت الأكوان بولادة النبي الصادق الأمين أبي القاسم محمد بن عبد الله (صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه) وقبل اكثر من اربعة عشر قرنا، ونحن نعيش في هذه الأيام ينبغي لنا الاقتباس من سيرته العطرة بما ينفعنا كمسلمين في اضاءة الطريق أمامنا لمواجهة التحديات والسير في طريق المحبة والألفة والتراحم فيما بيننا، فهو الذي كان وما زال فخرا وشرفا ونبراسا.

رسول الله رفض كل أشكال التمييز العنصري والقبلي والاجتماعي والمادي وكان يتبنى مقياس التفاضل بين المجتمع التقوى لا النسب ولا الغنى، وكان سببا في عزة المسلمين والعرب بعد ان كانوا خاضعين لذل الزعامات والقيادات، ولهذا المعنى اشار العراقيون في يوم ولادته الطاهرة فقد اطلقوا عنوان " نبي الرحمة يعزنا ... وزعامات اليوم تذلنا " على صلاة الجمعة التي اقيمت في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد ومحافظات أخرى بتاريخ 10 / شباط / 2012 م.

http://www.youtube.com/watch?v=kUsLBy6rtgk&feature=player_embedded

فحذار من فهم حياة النبي الأكرم على أساس التوظيف السياسي واصطناع فقه سياسي يسوّغ جور الحاكم وينتج مشروعيةً لطاعته وتسليم المجتمع وانقياده إليه، فتقوض بذلك البنية الاجتماعية، والحال الآن في عراقنا يبين اسلوب السياسيين وزعماء المغانم في جعل العراقيين غير قادرين على المطالبة بحقوقهم وتعريضهم إلى شتى أنواع الإرهاب المنظم من السلطة نفسها فضلا عن المماطلة والخداع والوعود الكاذبة التي سأموا منها طيلة ثمان سنوات مضت اضافة، فهم ارادوا للعراقيين العيش بلا سمع ولا بصر!!

وهذه خيانة واضحة لوعود الشعب العراقي من توفير الأمن والأمان، والتعليم وحرية التعبير عن الرأي والمشاركة في رسم استراتيجيات البلد ومكافحة الفساد المستشري في أجهزة الدولة, وتوفير أبسط الخدمات الاجتماعية لضمان مقومات عيش بسيط، فلم نر منهم إلا سياسة الخنوع والخضوع وتعبيد الناس لفقه الذل والخضوع لهؤلاء القادة والساسة حتى لو كانوا لصوصا ومستحلي الأنفس والأعراض والأموال.

وهذا الواقع شاهد على مخالفة قادة العراق وساسته لنهج الرسول الأعظم(صلى الله عليه واله) الذي أراد اضاءة عقول الناس وان لا تنفتح إلا على الحق والقلوب على المحبة والرحمة، أراد أن يصنع مجتمعا يؤمن بالإسلام ويستهدي بالقراّن ويرى في النبي القدوة، أراد للأمة أن تكون قوية ضد التحديات، أراد لأفرادها أن يرحم بعضهم بعضا وان تكون الرحمة طابع الأمة وهي العنوان الكبير للإسلام، لكن العراق اليوم صار رهينة للسياسات الطائشة والميليشيات المتآمرة التي ينفرد بها هؤلاء الحكام فتحولت البلاد وتحول الإنسان إلى جسد ميت بلا حراك، فنرى رجال السياسة والبرلمان يتصارعون فيما بينهم من اجل بعض الاستحقاقات الشخصية والتي تصب في مصالحهم، فينفقون المليارات من الأموال من اجل الحصول على سيارات مصفحة ومحصنة وذلك لإيمانهم بتواطئهم وولائهم لغير العراق فلو كانوا عكس ذلك لما طالبوا بهذه المحصنات، ومن جانب آخر نرى المواطن العراقي لا يملك لقمة العيش وهو يصارع الحياة من اجل البقاء ولا من مدافع عن حقوقه ومتطلباته.

فكيف يكون الاستعباد والاستبداد وسياسة الذل والإذلال والخضوع والخنوع اذن؟؟!!

ما يحصل لنا اليوم هو جراء عدم التمسك بمبدأ الرسول الأكرم صلى الله عليه واله والابتعاد عن منهجه وإلا لما ذاقنا الأمرين من تسلط الحكام المستبدين ووعاظ السلاطين فصرنا نهتف بأسماء رموزنا ونتعلق بهم اكثر من تعلقنا برسولنا الامين!!

اليوم لا وجود للحق ولا الكرامة ولا العدل ولا الإنصاف لحقوق الرعية في دولتنا وممن يقودها من السياسيين الذين يدعون الإسلام، بل على العكس من ذلك نلاحظ محاولات إذلال وسلب كرامة الإنسان العراقي من خلال قلة الخدمات التي يجب أن تتوفر لكل مواطن في الدول الأخرى من قبيل توفير العمل الذي من خلاله يحصل الإنسان على مأكله ومشربه، حتى أخذت البطالة مأخذها بيننا، فانعكست على مجتمعنا وسلوكياته وهذا ما يهدد بنيانه ويقوض التزامه بمبادئ الأخلاق السامية والالتزام الأدبي.

فنحن نرى بأم أعيننا وعلى سبيل المثال مهندسين وهم يعملون "سواق تكسي" ، أو حملة شهادات عليا وهم يفترشون الأرصفة كموقع عمل، أو خريج متوسطة وهو يعمل وزيراً أو في منصب حكومي رفيع وهذا التفاوت العجيب في المراكز والاختصاصات قد فرضه واقع حالنا المزري فصار التقييم والنظر الى الاشخاص حسب الانتماء أو طائفته أو التحزب لهذه الجهة أو تلك، وليس على أساس الشهادة والكفاءة والخبرة، وهذا ما ينمي ويرسخ الفساد الإداري نتيجة لإناطة مسؤوليات كبيرة وصلاحيات واسعة لأشخاص غير كفوئين ولا يحملون من المؤهلات سوى الطاعة والولاء الأعمى لمن يوظفهم..

فأين نحن من الضمائر الحية التي تُأنب صاحبها ؟!

 

صفاء العراقي

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.