اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

شعب يتلاشى المسيحيون اولا// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

شعب يتلاشى المسيحيون اولا

الباحث والناشط المدني علي اسماعيل الجاف

 

نرى اليوم مايجري في المسيحين في عراقنا الجديد، بات واحدهم يبحث عن مؤى بعد ان كان يمتلك عقارا ومالا يحاولون جاهدين حماية انفسهم من بطش الاعداء وممارسات القتل الممنهج والتشويه لصورتهم المعلنة. هم الاكثرية وليسوا القلة بمفهوم غير المثقفين، ساهموا في بناء الوطن وجاهدوا معنا كعراقين اصلاء لايمكن ان ننسى مواقفهم وصمدهم ومشاركتهم في محاربة الارهاب الارعن والهمجي الذي بات يستهدفهم ويستهدفنا بكل وقاحة وبدعم معلن من الدول العربية تارة والاجنبية تارة اخرى.

ان العمل الذي يقومون به اولئك القتلة هو ليس قتل مسيحين العراق بل قتل جميع المسيحيون على الكرة الارضية لان استهدافهم في مكانا يعني الوصول اليهم اينما كانوا، وليتخل احدهم كيف يقال له: اخرج من بيتك، اترك عرضك، ارحل بدون ملابسك، تخلى عن دينك، هم اناس عرفوا بالحب والسلام والوئام لم يجروا على القتل او الحرب بل نشروا مفاهيم الاخوة والحنان والمواطنة الحقيقية، فاليوم نراهم في العراق والموصل وبغداد وكردستان لم يتركوا ارض العراق بل ساهموا معنا كعراقين بالوقوف ضد الارهاب ومجابهته ومحاربته، يشاركون اخوتهم العراقين في الجهاد والمعارك. انا ان تصل الحالة ان تمسك مسيحية وتعريها من ملابسها امام الناس ويعتدى عليها او تغتصب، لم يعد هذا مشهدا مثيرا للقتلة او الارهاب بل اصبح عارا عليهم، لان الرجولة لاتعني الاعتداء وانما حماية النساء، والاطفال والارامل والعزل والفقراء والضعفاء والكبار والشيوخ، نحن نقول علنا اوقفوا هذا الدمار والسرطان الذي يسري بنا، ساهموا في دحر الارهاب. فقد رأينا اليوم الكثير من ابناء الموصل الشرفاء يؤوي ويسكن المسيحين ومنهم من ينقلهم بسيارته الى بر الامان الى الجنوب او الشمال او بغداد. لايكفي ذلك، انما على الحكومة ان تساهم في استأصال الدمار الا وهو الارهاب وان لم يساهموا فسيستمر الارهاب بقتل المسيحين في لبنان وسوريا والاردن وامريكا نفسها التي باتت تغض العين عن اعمال الارهاب.

التاريخ يتمزق بفعل متعد كتخريب الكنائس واستهداف الاثار والتراث العراقي سيفعلون هذا ببلدان اخرى، مجرد وقت، سياتون اليكم ايها العرب النائمون في سبات طويل، لم اعد افهم ان نبينا يونس يهدم او يخرب او تمزق اثاره في عراقنا الجديد الذي وعدتنا به الدول الكبرى، لم اعد استوعب ما يجري من خراب في الجامعات والمؤسسات، وهناك صمتا من الجميع. الاساتذة من المسيحين والعراقيين يمثلون بهم، لماذا، لانهم ثروة البلد ونبض الحياة ومنبع المعرفة، وهذا لم ياتي من فراغ وانما برامج مخططة لها من قبل دول بتمويل متواصل. المسيحيين هم اكبادنا وارواحنا وانفسنا واهلنا، اليوم بات النداء واضحا للحكومة بالتدخل بتوفير مؤى لهم في الجنوب لحمايتهم وصيانة اعراضهم. يتفاخرون انهم اعتدوا على مسيحية او اغتصبوها لكنهم لايفهمون انهم يرجعون البلد الى عهد العصور البالية والقديمة التي ستكون عارا عليهم. 

لاشك ان الدور الذي يلعبه الجيش اليوم مشرفا في ايقاف تقدم الارهاب نحو بقية المدن وتطهير اخرى سيساهم في صد محاولات العدو، لكن نريد ان يكون هناك حماية وايواء حقيقين للمسيحيين، ونريد ان يتم اعادة بناء الكنائس والمساجد ومنع تهريب الاثار وسرقة المصارف والاستيلاء على بيوت الناس الفقراء والاغنياء بحجة انها غنائم تم الاستيلاء عليها من جراء الحرب، اي حرب هذه التي يتحدثون عنها خراب لقتل الابرياء ام حرب للاغتصاب المعلن للنساء والصبايا الجميلات، ام انها مؤن كما يسمونها يتم استلامها على شكل حصص من جراء التخريب. 

الموقف الاخر الذي لابد ان يكون مفهوما ان سياسات الحكومة يجب ان تحتضن جميع اطياف الشعب العراقي وان تلبي حاجاته وطلباته دون تميز او تهميش لطائفه او عرق او دين، وبات واضحا علينا نحن الشعب ان نقف بجانب الحكومة التي تساهم في نصرة الجميع والارهاب لايعرف السني والكردي والعربي والمسيحي والشيعي وانما يستهدفنا جميعا. لعبت المرجعية دورا في حشد الجماهير والمساهمة في حماية جوانب من العراق وتعزيز الوحدة الوطنية، ولعل ذلك النداء ساهم في تحشيد الرأي العام دون الخاص. وعلى القوى السياسية ان توقف ممارساتها غير الصحيحة وان تساهم في بناء البلد بدل تمزيقه وتسليمه الى الارهاب. لايمتلك المسيحون في العراق سوى الحب والخير.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.