اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

اخوان (حليمة) !!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

اخوان (حليمة) !!

علي فهد ياسين

 

قد يكون أحد فضائل الديمقراطية (المخضبة بالدماء) في العراق, هوالصراع الاعلامي للأطراف السياسية الوارثة لـ (دكة) السلطات بعد سقوط الدكتاتورية, من خلال قنواتها الفضائية المفتوحة بالمال العام المنهوب أو بالمال المدفوع من جهات الاسناد الاقليمية, لتنفيذ الاجندات المعادية للشعب العراقي طوال الأحد عشر عاماً الماضية التي لم تعد نتائجها في الخراب خافية للقاصي والداني, عراقياً كان أم مهتماً من الجنسيات الأخرى .

ولأن الصراع في جانبه المُعلن يعتمد الصورة والمعلومة, فأن الأطراف المتصارعة لازالت تفضح نفسها في أكثر من مناسبة (ربما دون أن تعي ذلك) , من خلال تداخل الانشطة التي تروج لها مع الفضائح التي تقوم بها, لتكون الخلطة الاعلامية المقدمة للجمهور في بعض الاحيان, هي دليل ادانة بدلاً من دليل اسناد لبرامج السياسيين وأحزابهم .

لقد تشاركت الاطراف السياسية المتحكمة بالسلطات في العراق, بالدعوة الى التغيير السياسي في برامجها الانتخابية التي تقدمت بها للشعب العراقي, بعد دورتين انتخابيتين لم يجني الشعب منهما الا الخيبات والتضحيات باعز ابنائه وتدمير ممتلكاته وسرقة ثرواته وتبديد أمانيه بالحياة الكريمة التي تحولت الى سراب, وقد تبين أن دعوات التغيير التي تبنتها تلك الأطراف , لم تكن الادعوات تضليل مبرمج لعموم الناخبين من أجل ضمان بقائهم في السلطة, ليس هذا فقط, بل أن هؤلاء المدعين لم يتوانوا في العودة للعمل بنفس الآليات التي اعتمدوها لتثبيت سلطاتهم المقسمة حسب الاتفاقات الضامنة للمكاسب في السنوات الماضية.

ربما تكون الصورة التي نقلتها وسائل الاعلام من داخل مجلس النواب العراقي في جلساته لانتخاب رئيسه ورئيس الجمهورية واحدة من أبلغ الصور على مانقول, فقد جرى كل شيئ وفق مخطط مرسوم من رؤوس سياسية تتحكم بالقرار, لتكون النتائج النهائية تكريساً للمحاصصة الطائفية المقيتة وضرباً لخطابات التغيير التي تضمنتها البرامج الانتخابية عرض الحائط, وصولاً الى نفس الهياكل الحكومية والتشريعية والقضائية المعتمدة خلال العقد الماضي, مع تغييرات بالشخوص لاتتجاوز مساحاتها النسبة التي تسمح بتغيير الاتجاه او الاسلوب .

ماجرى في مجلس النواب العراقي المنتخب خلال جلساته الاولى يمثل استهتاراً علنياً بالدستور العراقي الذي مرره الساسة المتحكمون بالسلطات, رغم المآخذ العديدة على الكثير من مواده, اضافة الى طرق الأداء الهزيل التي كانت عليه الجلسات المنقولة عبر وسائل الاعلام, ليس للعراقيين فقط انما لكل العالم, ناهيك عن السلوك الاستعراضي للنواب امام وسائل الاعلام , الذي لايوحي بانهم يمثلون شعب يعاني من جرائم الارهاب ويتجاوز فيه عدد المشردين والنازحين من مدنهم الملايين, في مشهد فاضح لأداء غيرمهتم وغير مسؤول عن معاناة الشعب, بقدر اهتمامه بمكاسبه السياسية والمادية التي توفرها المناصب .

لقد عبرت الاطراف التي فازت بالانتخابات مرحلتين من مراحل تقاسم السلطة والنفوذ, وهي تستعد لعبور المرحلة الثالثة المتمثلة في اختيار رئيس للوزراء لتكتمل كابينة الحكم الذي تتشارك فيه للمرة الثالثة, بعد دورتين سابقتين كان عنوانهما الاساسي هو الفشل, وسيكون الفشل عنواناً للثالثة حتى لو تغيرت الشخوص, طالما تم تثبيت مناهج المحاصصة الطائفية اساساً لادارة البلاد, ليس لأنها الافضل للاستقرار, بقدر ما هي الضامنة لبقائهم على رؤوس العراقيين المخذولين منهم وممن سبقهم من الدكتاتوريين, لأن تغيير المناهج هو الاساس في تغيير الواقع, وهؤلاء الرافضين للتغيير والمتمسكين بمناهجهم المدمرة للعراق من حق العراقيين تسميتهم (أخوان حليمة) طالما هم مصرين على عودتهم الى محاصصاتهم القديمة .

علي فهد ياسين

 

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.