اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي(10)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي،

أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي(10)

محمد الحنفي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الهدف من هجوم مؤدلجي الدين الإسلامي على الشاعرة حكيمة الشاوي:.....1

 

وبعد وقوفنا على الغاية من استهداف حكيمة الشاوي، ووصولنا إلى استنتاج أن تلك الغاية تمتد إلى تسييد أدلجة الدين الإسلامي، من أجل تكريس المزيد من تضليل الجماهير الشعبية الكادحة، حتى تقبل بالتجييش وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، في أفق تأبيد الاستبداد القائم، أو السعي إلى فرض استبداد بديل، بواسطة السيطرة على أجهزة الدولة، نتساءل عن:

 

ما هو الهدف الأساسي من هجوم مؤدلجي الدين الإسلامي على الشاعرة حكيمة الشاوي؟

 

هل هو دفاع عن شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم؟

 

هل هو حماية الإسلام؟

 

هل هو إضعاف الحركات الحقوقية، والنقابية، والسياسية، التي تنتمي إليها الشاعرة حكيمة الشاوي؟

 

هل هو تقوية التنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي؟

 

هل هو تسييد أدلجة الدين الإسلامي على حساب كل أشكال التنوير التي يمكن أن تسود؟

 

هل هو استغلال الدين في أفق الوصول إلى المؤسسات التمثيلية، لفرض المزيد من القوانين، والتشريعات، التي تتنافى مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان؟

 

هل هو استغلال الدين الإسلامي من أجل الوصول إلى الحكومة، لتطبيق القوانين المتنافية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان؟

 

هل هو استغلال الدين الإسلامي من أجل الوصول إلى أجهزة الدولة، والشروع في بناء الدولة المؤدلجة للدين الإسلامي؟

 

ونحن، من خلال تحليلنا لفقرات موضوع: "الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي"، كنا نشير إلى الأهداف الإستراتيجية لمؤدلجي الدين الإسلامي. ولتوضيح الأمر أكثر، سنعمل على مقاربة الأجوبة المحتملة للأسئلة المطروحة في هذه الفقرة، من أجل أن نتبين حقيقة مؤدلجي الدين الإسلامي، من خلال مقاربة بيان حقيقة أهداف مؤدلجي الدين الإسلامي، سعيا إلى تأكيد حقيقة واحدة. وهي أن ما يقوم به مؤدلجو الدين الإسلامي، لا علاقة له بالدين الإسلامي. لشبهه بما قام به اليهود بالنسبة للتوراة، وما قام به المسيحيون بالنسبة للإنجيل. وهو ما انتقده القرآن الكريم بقول الله تعالى: "يومنون ببعض، ويكفرون ببعض"، وبقوله: "إن الله ثالث ثلاثة"، وبقوله: "وقالت اليهود عزير ابن الله و قالت النصارى المسيح ابن الله". ومؤدلجو الدين الإسلامي، وإن لم يلجأوا إلى تحريف النص مباشرة، وإخراج نص جديد من القرآن إلى كافة المسلمين، كما فعل اليهود، والنصارى، فإنهم يعمدون إلى التحريف عن طريق التأويل، الذي له علاقة مباشرة بالمصلحة الطبقية، واعتبار ذلك التأويل أقوى من القرءان، لا تعدله إلا قوة الإيديولوجية، بالنسبة لطبقة اجتماعية معينة، وهو ما يؤكد بشاعة التحريف الناتج عن أدلجة الدين الإسلامي.

 

وانطلاقا من الحرص على سلامة الدين الإسلامي، بانعتاقه من الأدلجة، التي لا تعني إلا التحريف، الذي يقود المجتمع إلى التحول إلى مجتمع طائفي، بسبب اختلاف التأويلات الإيديولوجية، التي تقوم بها تيارات مختلفة من مؤدلجي الدين الإسلامي، انطلاقا من اختلاف مصالحهم الطبقية. فإن الهدف الأساسي من هجوم مؤدلجي الدين الإسلامي على الشاعرة حكيمة الشاوي، يمر عبر مستويات متعددة، ومتداخلة في نفس الوقت، إمعانا في التضليل، وتكريسا للوصاية على الدين الإسلامي، وسعيا إلى القضاء على العناصر المتنورة في المجتمع، أو تدجينها على الأقل. ونحن في تحليلنا لهذه الفقرة سنفصل بين المستويات، وسنقف على أن كل مستوى يقود إلى المستوى الآخر، وصولا إلى المستوى الأساسي، الذي يجسد الهدف المركزي. وهذه المستويات هي:

 

المستوى الأول: التخلص من العناصر المتنورة، التي تقلق راحة مؤدلجي الدين الإسلامي، كما هو الشأن بالنسبة للشهيد عمر بنجلون، الذي تخلصوا منه كمواجه لأدلجة الدين الإسلامي، وكاشتراكي علمي، وكقائد للحركة الاتحادية الأصيلة، وكعامل على تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي ، والمدني، والسياسي، حتى يخلو الجو حينذاك لمؤدلجي الدين الإسلامي، من أجل العمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو السعي إلى فرض استبداد بديل. وما قام به مؤدلجو الدين الإسلامي، كمجسدين لحركة رجعية متخلفة، في حق الشهيد عمر بنجلون، صار قدوة لمؤدلجي الدين الإسلامي في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي جميع أنحاء العالم، حيث استشهد على أيديهم العديد من المثقفين الثوريين، والعضويين، والمتنورين، من أمثال فرج فودة، ومهدي عامل، وحسين مروة، وغيرهم ممن أثروا الخزانة العربية بالفكر المتنور، والثوري، وساهموا في قيادة الحركة الثورية، وهم الآن يخططون، وبكافة الإمكانيات، من أجل الدفع في اتجاه التخلص من الشاعرة حكيمة الشاوي. إلا أن الشروط الموضوعية تغيرت، وممارسات مؤدلجي الدين الإسلامي انفضحت، والجماهير الشعبية الكادحة بدأت تستوعب خطورة سيادة مؤدلجي الدين الإسلامي على مستقبلها، وسعي المؤدلجين إلى التخلص من المثقفين المتنورين، والثوريين، لم يعد يخدم مصالحهم في فرض سيادة أدلجة الدين الإسلامي. ولذلك، فالعمل على التخلص جسديا من الشاعرة حكيمة الشاوي، لم يعد يلعب نفس الدور الذي كان يلعبه ساعة اغتيال الشهيد عمر بنجلون، حتى لا ينفضح دورهم أكثر، وحتى يحافظوا على من تجيش وراءهم من المغاربة. وعليه، فهؤلاء المؤدلجون للدين الإسلامي، يكتفون بإثارة الفوضى الإعلامية في حق الشاعرة حكيمة الشاوي، محاولة منهم لإيجاد من ينفرز من بين الجماهير الشعبية الكادحة. ويبادر باغتيال الشاعرة حكيمة الشاوي، لولا تحصن الجماهير الشعبية الكادحة بالإسلام نفسه، الذي يتبرأ من مؤدلجي الدين الإسلامي، فلا يدفع المقتنعين به إلى القيام بالمبادرات الإرهابية.

 

وإذا لم يتحقق هدف مؤدلجي الدين الإسلامي الساعي إلى إيجاد من يبادر باغتيال الشاعرة حكيمة الشاوي، فإن الهدف الآخر الذي يدعي مؤدلجو الدين الإسلامي السعي إلى تحقيقه هو الدفاع عن شخصية الرسول صلى الله عليه، وسلم. وهو ما يجعلنا نتساءل أيضا:

 

هل يعتبر الرسول في حاجة إلى من يدافع عنه؟

 

هل لازال قائما بيننا، وهو مهدد بخطورة ما يقوم به الكفار، والملحدون؟

 

وهل الدفاع عنه يمكن أن يفيد تطور الدين الإسلامي في شيء؟

 

أم أن الدفاع عن الرسول صلى الله عليه، وسلم، ليس إلا ادعاء، وتأكيدا على وصاية مؤدلجي الدين الإسلامي؟

 

إن الرسول صلى الله عليه و سلم، ليس في حاجة إلى من يدافع عنه، لأنه استطاع أن يغير الواقع في حينه، ليتحول من واقع مترد، ومتخلف، إلى واقع متقدم، ومتطور على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية بالنسبة إلى ما كانت تعيشه البشرية قبل نزول الوحي عليه. ذلك الوحي الذي نزل مجزأ، وبسبب نزول كل جزء منه. وكلما تغير الواقع، تغير حكم الوحي، مما أدى إلى وجود ما صار يعرف بالناسخ، والمنسوخ.

 

ونحن نعلم أن الرسول ـ في عهده ـ كان ينهى صحابته عن كتابة الحديث، وأن تدوينه تم بعد انقضاء أجيال بعد وفاته، وعن طريق تتبع الرواية الشفوية، وأن الذين رووا الحديث لم يكونوا مقدسين، وأن المناهج التي اتبعوها في التأكد من كون حديث معين صحيحا، أو حسنا، أو مقبولا، أو ضعيفا، أو مرفوضا، هي التي تفرض احترامهم.

 

ونعلم أيضا أن ما رووه من أحاديث لا يرقى إلى مستوى القرءان، الذي يعتبر أصح ما وصلنا على الرسول عليه الصلاة، والسلام.

 

ونعلم، أيضا، أن رواة الحديث، كانوا يروونه لتلبية طلب سلطان معين، أو لخدمة أهداف معينة.

 

كما نعلم أن معظم أولئك الرواة لا يعتمدون على العقل بقدر ما يعتمدون على الوجدان، أو استجابة لمصلحة معينة.

 

وكما نعلم أيضا أن بعض الأحاديث انحرفت عن السياق الذي وردت فيه بسبب الأدلجة، ومن أجل خدمة مصلحة طبقية معينة.

 

 

وأنه، بسبب ذلك الانحراف، انتقلت بعض الأحاديث الضعيفة إلى الوجدان الشعبي، لتتحول إلى سلاح موضوع على رقاب الناس باسم الدين الإسلامي، للإيغال في التنكيل بالطبقات، أو الفئات المستهدفة بالتحريف، أو للإيغال في التنكيل بالنساء بالخصوص.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.