اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

حاوية ألغام في حضن المتنبي..!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

حاوية ألغام في حضن المتنبي..!

علي فهد ياسين

 

مع ان المتابع للشأن العراقي كان أسقط الـ (الدهشة) من قواميسه منذُ أعوام, الا أنه يعود اليها مجبراً بين الحين والآخر, ليتأكد من أحساسه الانساني أذا كان في حلمِ أو يقظه حين يصدمه تصريح لمسؤول عراقي لايمتُ للواقع العراقي على الأرض بصلة .

صحيفة (الشرق الأوسط) التي تصدر في لندن, والتي تمثل أحد أذرع الأعلام السعودي المعادي للعراق, تنشر في عددها ( 13048 ) يوم الأول من أمس الثلاثاء, مقابلة مع الناطق الاعلامي لوزارة حقوق الانسان العراقية السيد (كامل أمين) , يعلن فيها أن وزارته وجهت دعوة لوزارة السياحة والآثار العراقية كي تمنحهم جناحاً خاصاُ في (بناية القشلة) التاريخية, لأنشاء متحف يؤرخ للجرائم والانتهاكات التي أرتكبها النظام السابق بحق العراقيين, ويضيف, أن المتحف سيضم كل ماهو متعلق برأس النظام من مقتنيات خاصة وأرشيف يحتوي على نحو ( 26 ) مليون وثيقة أصلية, وكل ما يتعلق بحادثة اعتقاله ومحاكمته, ويبرر قرار نقل المتحف الى القشلة, الذي يقول انه أفتتح في العام ( 2008 ) في المنطقة الخضراء التي يصفها بـ (المحصنة) , لأجل تمكين شريحة واسعة من المواطنين والباحثين من الاطلاع عليه, وأن أصل فكرة نقله الى (المتنبي) للافادة من زخم الزوار هناك !! .

هذا التصريح, دعوني أجزم أنه يستحق العودة الى كسر قرار (اسقاط الدهشة) بامتياز, لأكثر من سبب, ليس من بينها أنه مسؤولاً في الحكومة العراقية فقط, أنما لأن أصل القرار يقع في دائرة المصائب التي تحيط بالعراقيين دون أن يعيها أصحاب القرارات الذين يجرون الاحداث علينا جراً, وكأنهم مسؤولون حكوميون في بلدِ آخر .

شارع المتنبي وفضاؤه الثقافي الذي يمثل رئة العراق المواجهة لسموم الارهاب وأجنداته الظلامية قبل سقوط الدكتاتورية وبعدها, كان ولايزال وسيبقى الواجهة المنيرة لتأريخ العراقيين وحضارتهم ومستقبل أجيالهم, كان أستُهدف من قوى الأرهاب في واقعة لاتنسى, قدم فيها أبنائه ذبائح للارهاب الاعمى, دون أن تفكر قيادات المنطقة الخضراء بحمايته بمستوى خطط وتحصينات حماية السياسيين المتنعمين في قصورها, هذا الشارع الذي لازال يقدم صورة مشرفة العراقيين في أحترامهم للمعرفة والتأريخ الأنساني الذي يحتل فيه تأريخ بلدهم الخطوط الرئيسية, كان هويةً للشعب الذي لازال يتحمل خطايا حكامه, وينهض في كل مرة كالعنقاء من دماء ذنوبهم, هذا الشارع لايشرفه ولايقبل أن يلوثه (متحف صدام) الذي تريد وزارة حقوق الانسان أن يجثم على تأريخه, مهما كانت الغايات والمبررات التي ساقتها الوزارة لتضعه بين أحضانه, ليس فقط رفضاً لان يكون للدكتاتور الجلاد موطئ قدمِ فيه, أنما لأن وجوده سيكون سبباً في استهداف الشارع وأبنائه وزواره وتأريخه النابض بالحياة, من قبل قوى الأرهاب والظلام التي يمثل الدكتاتور المقبور احد اهم رموزها المعتمدة في حروبها القذرة ضد الانسانية .

قبل أن تفكر وزارة الحكومة العراقية (لحقوق الانسان) في متحف للطاغية ونظامه تريد أن (تزرعه) نشازاُ في روضة الشعب العراقي الزاهية بورودها التي عجزت الدكتاتورية عن تلويث نظارتها, ندعوها الى تقديم كشف حساب تفصيلي بواجباتها التي حددها الدستور العراقي, واجباتها تجاه الايتام والارامل والشهداء, وجباتها اتجاه البطاله والعوز والتسول وشظف العيش, واجباتها اتجاه سكن الفقراء في احياء الصفيح, واجباتها اتجاه تفشي المخدرات وسوء الخدمات الصحية, واجباتها اتجاه عشرات الآلاف من ضحايا أجرام عصابات داعش وأذرع الارهاب التي سبقتها طوال العشرة أعوام الماضية, التي كانت وزارة حقوق الانسان منتظمة ضمن قلادة الحكومات التي تسببت في أوجاع الشعب, وكانت مهمتها المفترضة أن تدافع عنه .

اننا ندعو جميع اركان شارع المتنبي, مؤسساته ورواده وكل الحريصين على هويته الثقافية والانسانية, الى حملة اعلامية تعبوية رافضة لقرار وزارة (حقوق الانسان) , من أجل الغاء قرارها في زرع (حاوية الالغام) بين ثنايا الشارع المنير, وندعو كل منظمات المجتمع المدني الحريصة على الحفاظ على حياة العراقيين ورمزهم الثقافي الكبير, ان تأخذ الامر بمنتهى الجدية في هذا التوقيت بالذات, الذي تناسته وزارة حقوق الانسان التي يفترض انها الاعرف بحيثياته ونتائجه, ونُذكر الوزارة بأن قوى الارهاب لازالت قادرة على ان تضرب في التوقيتات والمواقع التي تحددها , نتيجةً لضعف الاداء السياسي والامني الذي يواجهها , لذلك لانريد أن يكون شارع المتنبي هدفها القادم , لأن متحف الدكتاتور سيكون مبرراً لذلك .

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.