اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

النخب الحاكمة و(سن الرشد السياسي)// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

النخب الحاكمة و(سن الرشد السياسي)

علي فهد ياسين

 

معلوم ٌ أن طواقم الحكام الذين تصدروا المشهد السياسي العراقي بعد سقوط الدكتاتورية في العراق, في المنطقة الخضراء ومقرات حكومات المحافظات بـ (الوانها السياسية) المختلفة حسب نتائج دورات الانتخاب المتتالية , جميعهم كانوا تجاوزوا (سن الرشد) حسب الدستور, لكن نتائج الأداء في جميع تفرعاته , أثبتت أنهم لم يتجاوزوا (سن الرشد السياسي) , المعول عليه من المواطن العراقي في نقله من الحكم الدكتاتوري البغيض الذي استهدفه طوال أربعة عقود, الى (الديمقراطية) التي بشرته بها أطراف التغيير (المحتل والقادة السياسيون وأحزابهم) , لتكون النتائج على الأرض, كوارث متلاحقة تجاوزت في بعض مفاصلها الدكتاتورية الساقطة, ومازالت خطوط تطوراتها تنذر بالأسوء أذا ماقورنت بتأريخ الحكام العراقيين منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة .

أذا كان من العدل أن نجري مقارنات بين تضحيات الشعوب لتحقيق أمانيها في الحياة الكريمة, وبين تضحيات شعبنا العراقي الكريم, فأننا سنجد أن الشعب خاض فصولاً من النضال المجيد الذي تشهد له الانسانية من أجل مستقبل آمن ولائق بأبنائه, لكن المفارقة أن كل تلك التضحيات كانت ومازالت الى غير كافية ليصل الى مبتغاه, ليس لأن تضحياته لم ترتقي لمستويات تحقيق أهدافه, انما لأن قادته السياسيين خلال نصف القرن الماضي وقادته الآن, لم يكونوا بمستوى تضحياته, فقد انكفؤا على ذواتهم ومصالح تنظيماتهم الحزبية الضيقة, غير آبهين بتدوينات التأريخ لافعال الأشخاص والأحزاب التي تحيد عن أدبياتها, حتى وصلت النتائج الى الخراب العام الذي أضر بسمعة الأشخاص والأحزاب التي يقودونها, والأمثلة على مانقول يجدها المتعاطف والمعارض لتلك الشخصيات والأحزاب, شواخصاً لاتقبل التأويل في كل مواقع النشاط الحزبي والاداري في عموم المدن العراقية .

لقد أطاحت الممارسات الفاضحة لأداء السياسيين بهيبة مرتكبيها وتأريخ أحزابهم التي كانت تستحق الأحترام, حتى وصل الأمر الى تشكيك العراقيين عموماً وشرائح واسعة من جماهير تلك الاحزاب , بثقتهم بقادتها وبالافكار التي يحملونها ,عندما خرجت النتائج عن تصورات العقل والمنطق, حتى كأننا نعيش في ميادين الصراع المستمر بين السياسيين بدلاً من العمل المشترك, لتشوه تلك الصراعات المبادئ التي كانت سبباً رئيسياً للانتساب الى تلك الاحزاب, ووصل الأمر الى أن يكون القادة الحاكمون في هذا الوقت بالذات مثالاً فاضحاً لتبديد طموحات قواعد أحزابهم المنتشرة في عموم العراق , فأين هؤلاء القادة من الرموز الوطنية العراقية المجيدة التي صعدت الى المشانق وهي تهتف بحياة شعبها والمبادئ الوطنية السامية التي تبنتها؟ وأين هؤلاء من قوافل الشهداء الوطنيون الذين ضحوا بحياتهم في زمن الدكتاتورية المجرمة وفي عهود الظلام الملكية التي جارت عليهم ودمرت امانيهم منذ اربعينات القرن الماضي؟

لقد فشل قادة العراق الآن في أداء أدوارهم الوطنية المطلوبة لمداواة جراح الشعب الذي أتمنهم على وديعة السلطة, دون أن يكون لهذا الأداء الهزيل منهم مبرراً معادلاً لتضحيات العراقيين, وقد خالفوا جميع أدعاءاتهم المعلنه في أدبيات أحزابهم ومؤتمراتها, حين كانوا يخطون بالقلم العريض شعارات باهرة , تعبر عن رفضهم للدكتاتورية البعثية الدموية, ويبشرون الشعب بالديمقراطية البديلة التي تعوضه عن التضحيات التي فاقت كل الحدود, فقد استمرت حفلات الدم في عهدهم ومازالت, لالشيئ الالصراعاتهم المستمرة على سلطتي المال والمناصب المترابطتين مع بعضهما في وثاق يبدو أنه سيبقى أزلياً الى وقت طويل.

الى الآن لم يصل السياسيون المتحكمون في أمر العراق والعراقيين الى (سن الرشد السياسي) الأهم في أدارة البلاد, والى أن يصلوا اليه, سيستمر نزيف الارواح العراقية النبيلة وثروات العراقيين والزمن الضائع في المماحكات والتسويف بدلا من البناء والتعمير والاستثمار الرشيد, وسيستمر تحمل السياسيين المتصدرين للمشهد العراقي من سكان المنطقة الخضراء وطواقم ادارات المحافظات , نتائج مصائب العراقيين المخذولين من ادائهم الذي لم يرتقي الى مستوى المسؤولية التي يفرضها التفويض الانتخابي الذي حصلوا عليه, وأذا أردنا أن نحسن النية في العلاقة التي تربطنا بهم, لانملك الا أن ندعوهم لتغيير مناهجهم المعتمدة طوال العشرة أعوام السابقة, بمناهج جديدة تدلنا من خلال نتائجها على تجاوزهم (سن الرشد السياسي) الذي يؤهلهم لقيادة شعب العراق بجدارة تسمح له بالوقوف معهم لتأكيدها .

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.