اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لماذا السيد جان عزيز يبشّر بهجرة مسيحيي العراق؟!// غسان يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

لماذا السيد جان عزيز يبشّر بهجرة مسيحيي العراق؟!

غسان يونان

 

في الحالات الطبيعية، وإن حاول البعض بطريقةٍ أو أخرى التجني على تاريخ شعبٍ بكامله أو حتى محاولة تزوير تاريخه، كما هو حاصل اليوم، يستطيع المرء تجاهل ذلك أو التغاضي عنه. لكن وفي الحالات الغير طبيعية كالتي تحصل اليوم في المنطقة عموماً والعراق بشكل خاص، تلك الحالة التي تعيشها الأقليات أو القوميات "الغير عربية" من مسيحيين وغير مسيحيين، لا يستطيع المرء أن يتجاهل ما يسمع أو ما يقرأ لما هو مخالف للواقع والمنطق، لا سيما إذا أتى التجني من شخصٍ مسيحي ولبناني (عاش نفس المعاناة)! فكان بالأحرى عليه أن يتكاتف ويتضامن مع أخوته وأخواته المظلومين في العراق، ولو إعلامياً.

فمن أجل توضيح الصورة للقارئ الكريم، فإنه وبتاريخ الأمس كتب السيد عزيز تحت عنوان: "مسيحيّو إربيل: لواء مسلح.... ثم هجرة نهائياً؟!"

ولكل من يريد (قراءة المقال)* يُرجى الدخول من هنا:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=751037.0

فقد ورد على لسان السيد عزيز بالأمس وفي موقع "عنكاوا" الإلكتروني ما معناه وذلك نقلاً عن مسؤول كردي: {... فانطباعه (أي انطباع المسؤول الكردي) أنهم هُزموا نفسياً، كأنهم باتوا ينتظرون الهجرة النهائية صوب الغرب...... إلخ.}!..

عزيزي السيد عزيز، هذا الكلام غير دقيق، إذ كان بالأجدر بحضرتك وقبل بث هكذا أخبار بعيدة عن الواقع، أن تلتقي بقيادات آشورية (كلدانية سريانية) مسيحية في الشمال حيث كنت، وتسألهم عن حقيقةً ما سمعت وحقيقة تراجع "البشمركة" عن مناطق مسيحيي العراق لتتكون لديك قناعة أكثر واقعية، وتكون مصادرك متوازنة ومتوازية.

في نهاية الأمر، لا أريد الدخول في تفاصيل مجريات الأمور وتطورات ها هناك، ولكن ما أود قوله وللتذكير فقط، بأن المسيحية في العراق عمرها آلاف السنين وتحديداً منذ العام ٦٧٦٤ حيث بزوغ فجر الإمبراطورية الآشورية في بلاد ما بين النهرين، تلك الحضارة التي تمكنت من الامتداد في الاتجاهات الأربعة وتمكنت من بسط نفوذها على شعوب المنطقة. ثم كان الشعب الآشوري أول من اعتنق المسيحية على يد مار أداي ومار ماري (رُسل السيد المسيح) واستمر تواجدهم في أرض آبائهم وأجدادهم حتى يومنا هذا وبالرغم من مجازر هولاكو وجنكيزخان ومروراً بالتتريك العثماني ووصولاً إلى التعريب البعثي الصدّامي ولكن شعبنا الآشوري المسيحي المتجذر في العراق بقي صامداً وتمكن من المحافظة على استمرارية وجوده هناك، إن تراب بلاد ما بين النهرين مجبولٌ بدماء ودموع شعبنا منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا، صحيحٌ قلّ عددنا وغير صحيحٍ التبشير بانتهاء هذا الوجود الأزلي.

أما اليوم، فما يجري في المنطقة من إجرامٍ وقتل وتشريد وتنكيل بحق شعوبها الأصليين، هي مرحلة خطيرة جداً وتضعنا جميعاً أمام منعطفات تاريخية قاسية، لكن وبفعل إيماننا القوي، سوف نتغلب على كل هذه الصعاب وسيدرك الكل بأن ما يحصل من فوضى بحق شعوب المنطقة، ليست إلاّ غيمة سوداء عابرة كسابقاتها.

عضو الهيئة الاستشارية في الاتحاد الآشوري العالمي.

 

٢٩ آب ٢٠١٤

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.