اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

سنجار .. المزيدُ من ألغازِ التماهي مع الدواعش// صباح كنجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

سنجار  .. المزيدُ من ألغازِ التماهي مع الدواعش

صباح كنجي

 

إهداء الى صديقي وزميلي في الحوار المتمدن امين يونس

 

 أمتد زمنُ الاستباحة في سنجار ليتجاوز الشهر الأول .. ها نحنُ في الأسبوع الثاني من الشهر الثاني .. قبل هذا استبيحت تلعفر ..  وقبلها في العاشر من حزيران الموصل .. وقبل محاولة أرشفة أحداث ووقائع الزمن المُر امتدت أيادي الدواعش ومن معهم لتغزو سهل نينوى مروراً بطرفٍ من أربيل حيث سحقت ودمرت قرى ومدن بكاملها ابتداء من .. مخمور .. الكوير .. قره قوش .. كرمليس .. برطلة .. مجموعة قرى الشبك .. ومن ثم ناحية بعشيقة و بحزاني و الفاضلية  والكانونية حتى قضاء تلكيف وناحية تللسقف و باطنايا وباقوفة ..

 

جميع هذه المُدن والقرى سقطت .. وقعت في لحظة تماهي بين الحامي والجاني لتعلن فيها بعدَ أيام دولة الخلافة الإسلامية .. التي تشكلت عبرَ صفقة فيها الكثير من تشابكات خيوط محلية وإقليمية ودولية لتشكل قوام عجينة الدولة الاسلامية المطواعة التي يتحرك رموزها وفقاً لإرادة سنتر فيه أكثر من ريمول كنترول في أكثر من محطة سيطرة .. لا يُستثنى منها كردستان وحزب البعث المحظور وفقاً للدستور ..

 

أياً كانت الجهات المخططة .. أو المنفذة للجريمة .. بعيداً عن تفاصيل الكارثة التي حلت بالناس .. بشاعة الجرائم المُرتكبة .. التي وصفت ووصمت بأنها جينوسايد سنجار .. وتجاوزاً للكثير من المصائب في بقية المدن والقرى بما فيها مدينة الموصل .. ثاني أكبر مدينة في العراق بعد العاصمة بغداد .. التي ما زالت تئنُ من وجع الدواعش وإجراءاتهم السافلة القبيحة التي تجاوزت البشر والخسائر في الممتلكات والأرواح لتشمل الحيوانات والخضرَوات ..

 

دعونا نتساءل عن الاجراءات المتبعة لمواجهة الدواعش !!.. ما أعلن من حلف دولي قررَ تجميع قواهُ العسكرية في الحرب على دولة الخلافة الاسلامية التي أعلنتْ في الموصل وامتدت سيطرتها لثلث العراق ونصف سوريا وقد تمتدُ الى الاردن ولبنان وبلدان المغرب العربي واليمن السعيد .. بحكم تنامي الظاهرة الدينية المتطرفة التي يجري توظيفها من أطرافٍ متعددة لأهداف ومشاريع سياسية تدميرية .. تتجاوز الحدود الجغرافية الهشة ..تكتسحُ المدن والقرى .. تبيد من فيها بشر .. تسبي النساء .. الاطفال .. في حرب شرسة همجية تعيدنا الى زمن البرابرة وغزوات الدين المحمدي .. في محاولة لفرض إرادة من يتصور انّ معتقداته الإلهية الطائفية المكفرة للجميع يجب أن تسود .. وانّ العنف والقسوة هما الوسيلة المباركة من الههم الارهابي في الزحف الهمجي  على الابرياء اليوم .. وفقاً نصوص شريعتهم ودينهم وأحاديث نبيهم ..

 

إنْ كان المتطرفون المسلمون من دولة الخلافة الاسلامية الخرافية في واجهة الحدث يشكلون البرواز منه .. فأن ما وراء الصورة من تشابكات وخيوط معقدة تمتدُ بين الدين والنفط ودسائس السياسة والسلطة .. لتنسج وتتمم بقية التفاصيل الوضيعة للمشهد الواقعي من الحدث الكبير .. المزلزل .. ليس لسنجار  بل للكون بعد أن أعلن رئيس أكبر امبراطورية تتحكم بالعالم عن اهتمامه الاستثنائي بالمسرحية واستعداده التحول من مشاهدٍ ومراقب برئ كما يدعي ويؤكد .. الى مشارك في العمل المسرحي بشرط .. أنْ تتوسع خشبة المسرح لتشمل ليس سنجار وحدها بل رقعة أكبر من جغرافية البلدان المجاورة .. وأنْ يستبدل المخرج الممثلون بالجيوش النظامية في فصوله القادمة .. ويستعيض عن طائرات الكارتون في الاستوديو بطائرات حقيقية من أمريكا وبريطانية وفرنسا بدعم من رأس مال الخليج وبقية دول وأقاليم الكومبارس ليشمل فيما يشمل الحكومة المركزية العراقية التي تعهدت صاغرة .. بدفع تكاليف الطائرات الامريكية وثمن مستحقاتها من صواريخ وأسلحة ومعدات عسكرية ستجتمع في سماء العراق لتهبط في اربيل من عدة بلدان اوربية ..

 

وهكذا الحال بالنسبة لإقليم كردستان .. إذ تكلّف حركة الطيران الامريكي وتحليقه فوق المناطق المتنازع عليها مبلغ 7,5 مليون دولار في اليوم الواحد ناهيك عن ثمن المقذوفات والصواريخ التي ستدفعها حكومة الاقليم بالتمام والكمال .. ويقال والمعلومة من قيادي مطلع على الوضع الكردستاني بحكم تواجده في المقدمة من الخط الاصفر في الساحة السياسية .. إنّ تكاليف حماية كردستان قد تجاوزت الـ 700 مليون دولار لحد الآن وإنها أي الحكومة الاقليمية ستدفعها صاغرة هي الأخرى ..

 

هذا هو المشهد البلطجي للحدث الدولي بزعامة أمريكا التي استقوت على الجميع لتدفع بهم وهم صاغرين الى المشاركة في المسرحية الحربية الهزلية الهزيلة ليختلط الحابل بالنابل و يتداور الممثلون من دواعش وأمريكان وقطريين وسعوديين وأتراك وإيرانيين الادوار فيما بينهم ..

 

 

لا يهم إنْ كنتَ في المشهدِ الأول من المسرحية داعشياً أسود السحنة بلحية غير مهذبة جاءَ من جبال افغانستان أو صحارى الشيشان ..  وتحولت في الفصل الأخر منها الى طيار امريكي بعيون زرقاء يقصف الدواعش في جبل سنجار وسهل نينوى .. أو مجرد متفرج بائس على المشهد في اربيل تنتظر في مصيف بير مام الاشارة من الأمريكان كي تتحرك نحوى جبل مقلوب في بعشيقة و بحزاني .. 

 

 في المشهد الواقعي للحدث .. قبل الختام قررَ المخرج الرومانسي الاستغناء عن  الاحزاب .. الحكومات .. الطبقات إنْ كان هناك ثمة طبقات باقية .. من واجهة العرض .. اكتفى .. اكتفى فقط ..  بالمخابرات .. اجهزة ألاستخبارات الـ سي .أي. أي..والـ اف. بي . أي .. والـ ميت .. و الاطلاعات .. والاسايش و الزيرفان .. ليقرروا بقية فصول المسرحية .. لتكون النهاية هي البداية ..

 

أموالكم لنا ..

 

اوطانكم لنا ..

 

نساؤكم لنا .. لنا .. لنا .. لنا ..

 

نحن الذين نعيد تكوين الخلق .. نذلكم .. نستعبدكم .. بعد ان اعددنا لكم داعش ودولة الخلافة من جديد في هذا العصر الهمجي المذل .. لتستنجدوا بنا .. بنا وحدنا .. بطائراتنا . بجيوشنا .. بصواريخنا .. بقدراتنا الحقيقية المدمرة .. بدلاً من آلهتكم التعبانة الجبانة التي عفى عليها الزمن وتداركها .. وأحزابكم  المتعفنة الرذيلة .. التي لا تحل ولا تربط .. في هذا المنعطف المهلك للنسل والزرع ..

 

اشطبوا الله من ذاكرتكم .. ألغوا أديانكم .. أنسوا أحزابكم .. لا تصدقوا تصريحات زعمائكم .. لا تبالوا بما تدعيه حكوماتكم .. توجهوا بصلاتكم ودعاؤكم نحو واشنطن كعبة العصر ومستقبله .. استنجدوا برئيسها الوحيد الذي يقرر مصيركم وينجيكم بتوقيع صغير من اصبعه المباركة من جحافل اشرار الدواعش .. أنه وحده من يتحكم بالكون ومصير العباد فيه .. هو الله المعاصر حامل راية الحرية الامريكية لكافة الشعوب .. حاميكم و حراميكم .. استنجدوا به قبل أن يجرفكم طوفان الدواعش ولا تلحقون بنوح وسفينته ..

 

هل كذبت ميثولوجيا الديانة الايزيدية حينما قالت إنّ سفينة نوح قد رست في جبل سنجار  ..

 

يا الله الكون .. يا اوباما المبجل .. ليست سنجار والايزيديون فيها وحدهم من ينتظرُ سفينتك لإنقاذهم .. بعشيقة و بحزاني .. تلكيف وبرطلة .. الرقة ودير الزور .. الملايين من سكان مدن الشرق .. مسيحيون .. مندائيون .. شبك .. دروز .. زرادشتيون .. شيعة علي من التركمان وغيرهم .. ملحدون .. علمانيون .. ينتظرون ليس سفينة نوح وحدها التي لنْ تسع للجمع المهدد بالموت والهلاك .. بل اسطولاً من سفن اوباما لينقذهم .. اننا نناديك يا أوباما المبجل .. انقذنا .. لا تبخل بأساطيل سفنك .. نتوسل اليك أن تستجيب لدعوانا وتنقذ المحاصرين والمهجرين من براثن الموت والفناء ..

 

صباح كنجي

 

14/9/2014

ــــــــــــــــــــ

ـ يقول احمد مطر في قصيدة له بعنوان الحصاد

أَمَريْكـا تُطُلِقُ الكَلْـبَ علينا

و بها مِن كَلْبِهـا نَستنجِـدُ !

أَمَريْكـا تُطُلِقُ النّارَ لتُنجينا مِنَ الكَلبِ

فَينجـو كَلْبُهـا..لكِنّنا نُسْتَشُهَـدُ

أَمَريكا تُبْعِـدُ الكَلبَ.. ولكنْ

 

بدلاً مِنهُ علينا تَقعُـدُ

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.