اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

رسالة عاجلة لوزير التعليم العالي الدكتور حسين الشهرستاني// ا. د. محمد الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

رسالة عاجلة لوزير التعليم العالي الدكتور حسين الشهرستاني

ا. د. محمد الربيعي

 

مقدمة: كتبت بتاريخ 19 كانون الثاني 2011 رسالة الى السيد علي الاديب بمناسبة تسلمه لمهام وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نشرتها تحت عنوان "الوزارات تأتي وتذهب، اما الجامعات فباقية"(*). الواصل الالكتروني للرسالة موجود في الاسفل، ارجو من القارئ الاطلاع عليها قبل قراءة الرسالة الحالية لانهاوباعتقادي شخصت عددا من المشاكل التي لا تزال تواجه التعليم العالي وقدمت عددا من الاقتراحات والتي مع الاسف لم يؤخذ بها. وبعد مرور اكثر من ثلاثة سنوات ونصف اكتب رسالة اخرى الى الوزير الجديد الدكتور حسين الشهرستاني هذا نصها:

**********

عزيزى وزير التعليم العالي والبحث العلمي..قلبي معك لأن التركة مثقلة بالهموم والمشاكل، حيث تنتظرك عدد من المسائل التنظيمية والاكاديمية التي تحتاج الى معالجة سريعة، وقد تقف حائرا امام مفترق طريق فهل ستضع جل اهتمامك في تحسين جودة التعليم حتى تستطيع الجامعات مواكبة ركب التطور مع جامعات العالم، ام ستهتم كما فعل الوزير السابق بالكم وبزيادة عدد الجامعات وتوسيعها لتزيد عدد حملة شهادة البكلوريوس السحرية؟ماذا ستفعل باكثر من 22 الف من حملة الماجستير وهم يمثلون 70% من مجموع التدريسيين في الجامعات العراقية؟ وماذا سيكون قرارك بالنسبة للدراسات التي تنتج خريجينلا يرغب بهم سوق العمل ولا تمنح الطلبة مؤهلات قيادية واشرافية واتصالية واحترافية؟وماذا ستفعل لخلق بيئة اكاديمية مفضية للتعليم والتعلم؟ وكيف توفر للتدريسيين والطلبة الحريات الاكاديمية والشخصية وتحقق للجامعات استقلاليتها الحقيقية؟ وكيف ستحد من الافراط في التركيز على انماط التعليم التقليدية والتوسع الحالي في التعليم النظري على حساب التعليم التقني والفني؟ وهل ستطلب اموال اخرى من صندوق الدولة لمعالجة ضعف الامكانيات وفقر البنية التحتية والمرافق الاكاديمية وهزالة التخصيصات المالية للبحث العلمي (5 دولار تصرف علىكل بحث منشور، حسب حساباتي)؟ ماذا ستفعل لتحسين العلاقة بين التدريسيين وادارات الجامعات وبينهم وبين الطلبة؟ كيف ستساعدالتعليم العالي في العراق لتحقيق وظائفه واهدافه في الوقت الذي تفتقر الوزارة الى المعرفة والخبرة العالمية وتنعدم الحوافز نحو التجريب والتغيير؟ماذا ستعمل للنظام الاداري البيروقراطي والهرمي التركيب والذي يضعك كوزير في سلطة مطلقة بحيث يعتمد الاكاديميين والإداريين في كل صغيره وكبيره على قراراتك؟ هل ستزور الجامعات وتلتقي باساتذتها وطلبتها وتتعرف على حياتهم ومشاكلهم بصورة مباشرة؟ ماذا ستفعل للحد من التدهور الحاصل في التعليم الجامعي نتيجة انتشار الدراسات المسائية والكليات الاهلية؟ كيف تتخلص من عقلية الحصار التي تقف حجر عثرة امام الاستفادة من كفاءات الخارج او من العقول المتوفرة في الدول الغربية؟ماذا ستعمل لكي تعالج عزلة التدريسي والطالب عن العالم والناتجة عن ضعف المخاطبة باللغات الاجنبية وخصوصا اللغة الانكليزية؟ ماذا ستعمل في ظرف اصبح فيه النظام التعليمي مصابا بعطب اساسي في هيكله البنيوي والتنظيمي؟

اسعدني قراءة كلمتكم في حفل تسليم مهامكم والتي اكدتم فيها على انكم ستعملون على مجاراة البحوث العالمية وجعل الجامعات العراقية في مقدمة الجامعات العربية. وقد يساعدك قراءة او اعادة قراءة دراساتي ومقترحاتي (والتيكنت ولا ازال احرص على ارسالها شخصيا لكم) على اكتساب فهم اعمق لمشاكل التعليم العالي في العراق، وتقنعك بان التطوير التعليمي لا يتحقق الا بتحقيق الاصلاح التعليمي. اتمنى ان تقتنع ان لا بديل عن الاصلاح في ظل الظروف الراهنة والاختلالات الوظيفية  في نظام التعليم العالي والمتمثلة في ضعف مستويات المدخلات ورداءة نوعية العمليات التعليمية واختلالات التوازن في مخرجات الخريجين مقارنة باحتياجات سوق العمل وعدم كفاية جهود تطويرالقدرات التدريسية والبحثية للادارة السابقة.

ولكي اكون اكثر وضوحا في تأكيد الازمة التي يمر بها التعليم العالي والجامعات ساضع امامكم عدد محدود من التعليقات الكثيرة التي استلمتها من التدريسيين في الجامعات العراقية ، وغرضي من اختيار هذه التعليقات هو لاعطائكم صورة حقيقة ولو كانت مؤلمة على مدى الاحباط عند التدريسيين وخيبة املهم في مستوى التعليم.احب ان الفت نظر معاليكم الى حقيقة مؤسفة يجب معالجتها حالا وهي انعدام الثقة والانسجام والتعاون بين الهيئة التدريسية وادارة التعليم العالي وسوء العلاقة بينهما والانخفاض الكبير في معنويات التدريسيين، وفي كون النظام الاداري مرتكز حاليا على الجانب العقابي وليس على تعزيز التعليم والتعلم.

اختصرت كثير من هذه التعلقيات وجردتها من الخصوصية والشخصانية لكي لا تفقد اهميتها وموضوعيتها،وارجو ان تُفهم هذه التعليقات كانتقادات من التدريسيين والتربويين لنظام التعليم العالي وليس للقائمين عليه. أدناه نماذج من الشكاوى وباختصار شديد:

1- اني عضو تحرير في مجلة عالمية علما بانني لم أُعلم وزارة التعليم العالي بذلك بسبب الاحباط الشديد الذي اعاني منه من كل العملية التي يمر بها التعليم العالي في بلدنا!!

2- اردت المشاركة في مؤتمر كان سيعقد في امريكا... وبعد ان ملأت العديد من الاستمارات اخبروني في الجامعة انني يجب ان ارجع بعد بضع ايام لاخذ كتاب والذهاب الى الوزارة لاجراء (مقابلة اللجنة الامنية)، وهي لجنة تحقق في كوني لا امثل خطرا امنياُ او منتمياً لتنظيمات معادية !!

3- مما يصدع الرأس ويدحض التفكير تأتي قرارات عليا (بيروقراطية) على اقل مايقال عنها ظرفية او حتى مزاجية.

4- اننا نفتقد الى تحديد التخطيط الحقيقي بآليات اصلاح التعليم اداريا اولا وادوات التنفيذ الفاعله فعليا ثانيا.

5-  تكون الزيادة في الكليات او الاقسام بصورة غير مدروسة بل وفي اغلب الاحيان تنتج عن طريق اقتراح يقدمه شخص مقرب او يريد الاستفادة من مركز جديد وبالفعل فقد افتتحت كليات بتسمية معينة بناء على راي شخص من الاشخاص المقربين.

6- انت شايف طالب صف رابع فيزياء ايطلع نتيجة لمسالة  مقدارها عشرة على ج فيقوم باختصارها بحذف الصفر من الجيم  ومن العشرة وايطلع نتيجة نهائية هي واحد حاء.

7-  ناقشت موضوع الدراسه المسائيه مع عميد إحدى الكليات  وقال لي (يا اخي الطبيب الاكاديمي عنده عيادة العصر يشتغل بيها ليش احنا لا).

8- لا ادري اي علاقة بين كون المرء ضحية للارهاب وبين الحصول على شهادة اختصاص في احد فروع الطب.

9- هناك اقسام ليس فيها تدرسيون  يأتون بحملة شهادة ماجستير مثلا من الهند او اوكرانيا ليس لديهم لقب علمي يدرسون الصف الثالث اي الفرق فقط سنه كورسات فقط  وكذلك في تخصصات مختلفه.

10- بعض الاساتذه يداومون يومين في الاسبوع ياتي الساعه 8.30 صباحا  ويغادر الساعه 10 صباحا واكثر شئ الساعه 12 ظهرا مع العلم قانون التفرغ الجامعي لابد الاستاذ يداوم 30 ساعه كان سابقا 40 ساعه . التعليم في العراق دمار وخاصة التعليم الجامعي.

11- الصعاب والاحباط يحيط بمنظومة التعليم في العراق.

12- لابد من اتخاذ المعالجات اللازمة لكي نعدل المسيرة بالاتجاه الذي نريده لبناء بلدنا.

13- انا بحكم عملى كرئيس قسم في الدوام الصباحى والمسائي لدى مآسي مع الدوام المسائي.

14- مشكلة الغش والمحسوبية موجودة في الجامعات الحكومية ... احد عمداء الكليات العلمية كان بنفسه مشرفا على دكتوراه لاحد النواب وكان بنفسه يقوم بتزوير الدرجات لصالح النائب.

15- البعض من طلبة الدراسات عليا يقبلون في الجامعات الحكومية لدراسة الماجستير والدكتوراه  بقبول خاص على اساس (لديهم قريب معدوم او من ضحايا الارهاب) ولا ادري ما علاقة ضحايا الارهاب او المعدومين بالدراسات العليا.

16- اهمال الاساتذة الجامعيين وعدم اعطائهم دورهم الحقيقي سواء في محيط عملهم او في مجتمعهم  .. ابعادهم تماما عن القرار... وهناك تدني خطير في هذا الصدد بسبب اعطاء مناصب ادارية مهمة مثل رؤساء جامعات و عمداء الكليات ورؤساء المجالس العلمية استنادا الى انتماءات حزبية وطائفية ومحسوبية ومنسوبية.

17- ان نبدأ بأصلاح الوزارة ذاتها و جعل اليات عملها حضارية و متقدمة.

18- ان غياب سياسة تعليمية واضحة في العراق هو الذي قاد وسيقود الى هذه الفوضى العارمة والمتخبطة. لم تسأل الوزارة ماذا يفعل العراق بهذا الكم الهائل من الجامعات والكليات الاهلية؟ وهل نوعيتهم هي الهدف ام البحث عن الكم ؟ كم طبيب متميز سيتخرج؟

19- تم فتح الدراسة المسائيةمقابل مبلغ يتراوح بين مليون الى مليونين للطالب الواحد سنويا مع  توزيع حصص من هذه المبالغ للعمداء ورؤساء الجامعات ومساعديهم والوزارة وفق ضوابط مالية.

20- اغلب الكليات الاهلية لا توجد لديها بنايات متخصصة لتكون مؤهلة كصفوف أو مختبرات و أنما تحوير لبيوت و الله كريم كما يقول المثل خلي نقبل طلاب.  الآن و بعدين نبحث عن بنايات

21- هناك شرائح منتفعة، ان التعليم المسائي والأهلي أصبحت تجارة مربحة جداً لمؤسسيها.

22- سياسة التعليم العالي في العراق تنزلق واصبح مستوى الدراسة فيها ينخفض بشكل عام وهذا يعود الى تاثير السياسة وتدخل المسؤلين.

23- تمثل الكليات الأهلية كارثة مأساوية للتعليم العالي في العراق

24- كما تعلمون تحول كل شئ الى سلعة ولا شك ان العلم والثقافة من السلع المعروضة فى السوق الثقافى والعلمى وسلعة العلم رخيصة فى بلدنا ولانها سلعة رديئة فانها تطرد منتجات العلم والتكنولوجيا الجيدة.

25- ومشكلة (بلداننا) هي كراهية العلم ( كراهية تحريم ) كما يقول الموامنة والتعلق بالجهل والشعوذة والدجل وشعارهم (الذى ما يعرف احسن من الذى يعرف )

26- لا اعتقد اي من مسؤولي العراق الجديد سيلتفت لهذه النقاط المهمة التي أوردتها (في مقالاتي).

27- المشكلة ليست مشكلة جامعات فقط بل هي مشكلة ثقافة سائدة امتدت الى كافة الميادين.

28- نحن ننتظر الامل لتحرير الوطن،واحلال الكفاءة بدلا من الرداءة.

29- كل العملية تسير بطريقة مغلوطة ويتحمل وزرها الطرفين التدريسي والطالب الجامعي.

30- التغييرات الادارية على مستوى العمداء  والمستندة اساسا على تكريس الولاءات الحزبية اولا وبدون مراعاة لوضع المؤسسة الاكاديمية.

31- اصبح هم المسؤول هو ارضاء المسؤول الاعلى و السعي الحثيث وراء الانجاز الشكلي و الاعلامي او انهاء العام الدراسي بدون اثارة اي  مشاكل او تهدئتها على الاقل و محاولة ارضاء جميع الاطراف على حساب مبادىء العمل الصحيحة و العادلة.

32- وضعت يدك على الجرح الدامي والذي ما إنفك الكثيرون يعملون جاهدين على ابقائه مفتوحا لمصالح شخصية بحتة.

33-نحتاج الى علاجات حقيقية و دائمية و ليس الى ترقيعات او مهدئات وقتية كما يحصل بين الحين والاخر.

34- التعليم العالي تريد التوسع ببناء الجامعات و لا اعرف من اين تأتي بالتدرسيين و المختبرات الى آخره، التطور ليس بالعدد وانما كيف نواكب العالم و ننقل التكنولوجيا الحديثة.

35- الوزارة ومن يدير الامور ليسوا مهتمين بهكذا امور ما يهمهم هو كيفية مسك السلطة.

36- اننا تعبنا من الروتين والجمود وكسر الطموح والوقوف امام التقدم وخصوصا ممن يدعون انهم اكاديميين مع الاسف الشديد وعجبي على بعض الاساتذه الجامعيين حين توليهم المناصب الادارية ينسوا انهم اساتذه ويحاولوا ان يضعوا القيود والسلاسل ام كل المقترحات الطموحة للنهوض بكلياتنا بصورة خاصة وجامعاتنا بصورة عامة.

37- انعدام الثقة وعدم الامانة بما يطرح وينشر من قبل الجامعات والمؤسسات العلمية فكثير ما تتضمن البحوث واطاريح الدراسات العليا معلومات وبيانات لا تتصف بالموثوقية بسبب عدم دقة الاجهزة او عدم صحة الطريقة او الاسلوب الذي اعتمد في الحصول عليها ومع الاسف لا يتحقق المقيم من ذلك بل يعتمدها كما جاءت حتى ولو كانت مفبركة او باسلوب الترهيم كا نسميه هنا بالعراق.

38- هل من أمل مع هذه العقول التي تحكم التعليم، يجب ان تكون للباحثين العراقيين الإرادة بعد التوكل على الله ووضع مصلحة الانسان والمجتمع والمؤسسة التعليمية امام كل المصالح حتى ترتقي جامعاتنا.

39- للاسف يبدو الواقع صادما، واحيانا اشعر باليأس التام من وضع البلد فحتى لو استتب فيه الامن فستخرج من تحت ركامها مشاكل جديدة. 

40- هل تعلم أن الكثير من الجامعات والكليات قد فتحت وهي ليس فيها سوى مختص واحد أو اثنين وهل تعلم أن الشروط الواجب توفرها بطالب البعثة قد رفعت (الغيت) ولم يعد المعدل معيارا بحيث أصبح دون 60% لمن له خدمة سنتين. وإن خريجي الهند وماليزيا وطلبة النفقة الخاصة قد غزو العراق بشهادات واختصاصات أقل ما يقال عنها أنها تعبانة فما معنى أن تأتي ماجيستير أو دكتوراه باللغة العربية من ألهند أو ماليزيا أو اوكرانيا. هل تسنى لك ان تحضر مناقشة أحد رسائل الماجستير أو الدكتوراه دعني أدعوك للحضور اذا رغبت وستشاهد المأساة.

41- البعثات والزمالات يتم العلم بها بعد مضي اسبوع او اسبوعين على يوم التقديم والسبب الروتين القاتل والسبب الاخر هو التعمد لعدم الافصاح عن هذه البعثات والزملات الى بعد مضي فترة التقديم، مما اضطررنا الى انتظار الاجازات الدراسية التي تطلقها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يوم يوم اي (365) يوم انتظار نفاجئ بكم هائل من التعقيدات وطلب مجموعة من الوثائق تحتاج الى وقت كثير للحصول عليها وفي مدة اسبوع مثلا وبالتالي نضع ايدينا على خدنا ولانعرف ماذا نفعل!!!!!!!

42- كان المستوى العلمي لجامعاتنا العراقية خلال السبعينات بمستوى الجامعات الامريكية والعالمية الاخرى وبدا التدهور العلمي في الثمانينات الى ان وصل الى ادنى المستويات العلمية للاسف . نحتاج الى نهضة علمية لنرتقى بجامعاتنا الى المستوى العالمي ولكن المهمة ليست سهلة حيث يقود الجامعات الان الكثير من الاساتذة الذين تخرجوا من الجامعات العراقية بدرجة دكتوراه من الذين يحتاجون اعادة تاهيلهم ليكونوا بمستوى الطموح.

43- اننا نحتاج إلى تغير في القوانيين والتعليمات التي تحكم عملية البحث والتعليمولاننسى مدخلات الجامعات من طلبة الاعداديهفهؤلاء يجب أن نضع آليه مناسبه لرفع مستواهم العلمي وان لايدخل الجامعه إلا للمؤهلين منهم وأن لاتكون كل مخرجات التعليم الاعدادي مدخلات للتعليم الجامعي.

44- ان الحل هو استقلال الجامعات أكاديميا وإداريا وماليا أيضاً .

45- انا وذوي الخبره يعلمون بان الجامعات والمختبرات المتقدمة لا تغلق ابوابها الساعة الواحدة ورئيس القسم او اي موقع اداري ليس بوليّ النعمه.

46- وردتني رسالة من الجامعة تطلب مني الحضور للعودة للعمل فيها،بأعتباري مفصولا منها.لملمت شعثي وتركت .... الى بغداد.وحين وصلت للجامعة استقبلت بكراهية لم اشهد لها مثيلا.... اخيرا وبعد ان خسرت اكثر من عشرة الاف دولار تذاكر سفر واقامات في الفنادق عدت الى ..... بخفي حنين.

47- واحدة من مشاكل التعليم العالي في العراق غياب التخطيط الاستراتيجي فكل وزير تعليم عالي لايبدأ مما انتهى اليه من كان قبله بل يبدأ من جديد متصورا ان من سبقه قد اخطأ وهو وحده صاحب العقل المستنير.

48- ينبغي ان نحصل على حملة دكتوراه عراقية حقيقيين لا من الذين قبلوا في الجامعات العراقية بدراسة الدكتوراه استثناءا من كافة الضوابط والتعليمات والشروط المعمول بها كذوي الشهداء مثلا واصحاب الواسطات واعضاء مجالس النواب والمحافظات والكليات الاهلية ومن الذين حصلوا على درجة (صفر في الامتحان التنافسي) ومع ذلك قُبلوا في دراسة الدكتوراه في العلوم وكذلك الذين يقبلون في الدكتوراه بعد حصولهم على شرط الاستثناء من شرط المعدل.

49- ان كثيرا من الطلبة لايمكن قراءة خطهم ليتم تصحيح اجاباتهم فضلا عن مستوياتهم العلمية بل ان كثيرا من التدريسيين يضع اسئلته الامتحانية بالانكليزية وهو حامل لشهادة عليا وكأنه شخص يتعلم اللغة لتوه فكيف يتمكن الطالب من فهم الاسئلة ليجيب عليها وينجح (اذ ان فهم السؤال نصف الجواب) وهؤلاء التدريسيون يكونون  في نهاية العام هم المتميزين ويتم تكريمهم وانا احتفظ بنسخ منها والكارثة انهم يُختارون لتدريس اللغة الانكليزية التي لايجيدون وضع اسئلتهم بها.

50- نحن في امس الحاجة الى النهوض بمجلاتنا العلمية لانها وبصراحة اتعس من المجلات التي نتحدث عنها والنشر حدث ولاحرج بوسائل غير مهنية في حالات كثيرة وهي اشبه بعملية الطبخ من عملية النشر.

51- بلغ السيل الزبا ...لما نشاهد ونسمع ونرفض من البحوث الغير صالحة للنشر ونشاهدها تنشر بشكل او باخر في مجلة او مؤتمر محلي ....والله انها مهزلة ...مهزلة المجلات العلمية التي تصدر من الكليات كافة وبدون استثناء ...بل هناك بعض الكليات الهندسية تصدر مجلتين ...والغريب ان هيئة التحريرلا يهمها سوى استحصال مبلغ النشر وارسال لمقومين ممن يسرع بالاجابة ....ولا متابعة لنواقص وتعديلات البحث .....والله هناك بحوث منشورة لا تتعدى جمع كلام من مصادر وبدون تصرف من العنوان للملخص والى الاستنتاج !!!!! المشكلة الاخرى ان الجميع يعرف بالحقيقة ومن ضمنهم هيئات التحرير ...ولا يوجد اي اجراء والحل هو ايقاف اصدار المجلات من قبل الكليات.

52- إن تقييم البحوث العلمية المرسلة للنشر في تلك المجلات لايعلم به إلا الله والراسخون في الجهل والتخلف والمحسوبية والمصالح الشخصية .

53- أحد الاخوة من العمداء إستلم درع الأستاذية لأنه نشر 34 بحثاً خلال 3 سنوات. السؤال من قيم تلك البحوث؟

54- غياب التخطيط المركزي وعدم وضوح الصورة. وقد فوجئت بمستوى هزالة الطروحات لمستقبل التعليم العالي من خلال رؤى المعنيين وعدم وجود مؤشرات فعليه للحاجة الوطنية للخريجين ومجال استثمارها مستقبلا.

55- من يتحكم بمن ؟ هل تقوم الجامعة بما تمتلكه من قدرات بما ينبغي عليها تجاه المجتمع؟ ام ان الذي يحصل هو ان مشاكل المجتمع وسلبياته تنعكس على اداء الجامعة فتعود بها الى الوراء؟ وللاسف لا نرى فاعلية حقيقية في الاحتمال الاولوكثيرا ما تنزلق بعض الجامعات الى الاحتمال الثاني.

56- ان منصب رئيس الجامعة وعميد الكلية تعادل منصب وكيل وزارة ومدير عام. وهذه المناصب تبوب ضمن المحاصصة السياسية للقوى اللاعبة.

57- ما فائدة خريج قسم الجغرافية الذي لا يعرف اين تقع (طرابلس الغرب)! وما قيمة طالب دكتوراه شريعة إذ يجيب استاذه القدير (ان هذه الآية نزلت بعد وفاة الرسول) (ص) !!! .... وما الفائدة المرجوة من طالبة ماجستير في اللغة الانكليزية وهي لا تعرف الفرق بين الرواية والمسرحية؟!

58- إن الجامعات بدأت تتقمص شخصية المسؤول فالذي يؤمن باللين في الإدارة وتوزيع الصلاحيات تحولت جامعته إلى فوضى إدارية فيها رؤوس كثيرة متقاطعة والذي يؤمن بالقسوة في الإدارة والمركزية تحولت جامعته إلى منظومة يسودها الخوف الدائم من العقوبة حتى أضحى أصغر الموظفين العاملين في الجامعة يهتم كثيرا بشخصية رئيس الجامعة الجديد أكثر من اهتمامه بواجباته وعمله.

59- انهم يفتحون كليات وجامعات لخلق مناصب تخدم اصحابهم فلاسوق عمل ولاحاجة الى متعلمين مهنيا فقرار فتح الكلية والجامعة غالبا مرتبط برأي شخص مقرب من الالهة.

60-  مزاجية العميد او رئيس القسم  تلعب دور كبير في تقييم التدريسيين. التعليم العالي في بلدنا مأساة.

*************

معالي الوزير، ما تقدم من شكاوى هو غيض من فيض من المشاكل التي يعاني منها التعليم العالي، لذلك أناشدكم أن تواجهوها بمنتهى الجدية والصرامة. والنقطة الرئيسية هي أن العبرة ليس بالكم بل بالنوع، حيث انه في العراق الآنعدد كبير من الجامعات والمعاهد تفوق حاجة المجتمع والسوق، وهي تفتقر للكوادر التدريسية ذات المستوى المطلوب من الكفاءة العالية، والأبنية اللازمة، وتوفير الأجواء الملائمة للتعليم العالي. وبدون المواجهة الجدية لهذه المشاكل المتراكمة والمزمنة، وإيجاد الحلول الناجعة لها، فإن مزيداً من التردي والتدهور، ومضيعة للأموال التي تصرف على هذه المؤسسات المفترضبها أن تخرج أجيالاً من الكوادر من أصحاب الاختصاصات في مختلف المجالات لبناء البلد وفق الأسس العلمية لمواكبة الركب الحضاري، واللحاق بالدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المضمار.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.