اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

كلام خارج الزمن !// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

كلام خارج الزمن !

محمد عبد الرحمن

 

لا تخفى على احد الظروف الصعبة والعصيبة التي يمر بها بلدنا العراق ، والناجمة ليس فقط عن افعال داعش الارهابية وما قامت به من اعمال مشينة تعكس طبيعتها الاجرامية ، وكونها خارج السياق السوي للبشر. فقد ارتبطت تلك الاوضاع ايضا بنهح واداء خاطئين، قادا الى ما نحن فيه وما لا نحسد عليه.

ومن الطبيعي والمطلوب في ظروف كهذه ان يجري الاسراع الى خطوات ترمم الوضع الداخلي، وتعالج ما اصابه بفعل تللك السياسات الخاطئة ، من شروخ لا نبالغ عندما نقول انها عميقة ، وقد شوهت النسيج الاجتماعي العراقي ،ونالت الى حدود غير قليلة من اللحمة الوطنية.

وعندنا ان الفرق كبير بين ان يدلي المرء برأيه كفرد ويتحمل مسؤولية اجتهاده ، وبين ان يفعل ذلك وهو في موقع المسؤولية . وبما ان وزير الخارجية يمثل وجه العراق امام العالم ، فان كل كلمة ينطق بها تحسب باعتبارها تمثل السياسة الرسمية العراقية ، خاصة عندما تجري اللقاءات الصحفية معه بصفته وزيرا لخارجية العراق . وان المحفز للكتابة عن هذا الموضوع هو اللقاء الصحفي معه ، الذي بُثّ يوم الاحد الماضي على فضائية سكاي نيوز عربية .

في هذا اللقاء بدا واضحا الخلط في التعبير عن وجهة نظر الحكومة ، وعن التصورات والمواقف الشخصية ، وكأن هدف الوزير هو ايصال رسائل ومواقف سياسية معينة ، مؤدلجة ، دون وعي كامل بمسؤولية الموقع ، وما يفرض من التزامات .

لقد اعطى برنامج الحكومة الجديدة والاتفاق السياسي المعلن في الوقت نفسه ، الاولوية للتصدي للارهاب ولدحر داعش. وهذا هو عين الصواب ، ومن الجيد ان يستمر حشد الجهد الدولي لدعم جهدنا الوطني من اجل تحقيق ذلك ، وتخليص بلدنا من شرور الارهابيين. لكن ينبغي التذكير الى جانب هذا بما جاء في الفقرة ثانيا من وثيقة الاتفاق السياسي ، التي اشارت بوضوح الى « التزام الحكومة والكتل السياسية المشكلة لها، وضمن السقوف الزمنية ، بترسيخ دعائم الوحدة الوطنية ، وبث روح السلم الاهلي ، من خلال المضي قدما في مشروع المصالحة الوطنية « . فاين تصريحات وزير الخارجية الاحد الماضي وقبله ، من هذا التوجه السليم والمطلوب في هذا الظرف الدقيق ، الذي يمر به وطننا المنكوب ؟

نشير ايضا الى ان احداث التاريخ تكتب مرة واحدة ، ولا تعاد. ونعرف جيدا ان هناك من يتعسف في قراءاتها، ويخضعها لتوجهاته واهدافه السياسية . لكن ذلك لا يؤدي الى تطبيق ما نحن بصدده من مواقف وتوجهات ايجابية، جاء بها برنامج الحكومة والاتفاق السياسي ، بل انه يتقاطع معها على طول الخط.

فتصريحات وزير الخارجية بشأن ما حصل من احداث في الموصل عام 1959 ، لن تتسبب الا في المزيد من حالات التشنج والاحتقان، ومن التخندق والتمرس المتبادلين ، وذلك ما تأكد ضرره للجميع ، وقد دفع العراق ثمنه باهضا .. فما العبرة في العودة بنا الى احداث خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، بينما الوطن الان يتأرجح على كف عفريت ؟

ونقول ان الداني والقاصي يعرفان ان الحزب الشيوعي العراقي قد اتخذ الموقف الوطني المسؤول ازاء ما تعرضت له الموصل العزيزة وابناؤها بعد اجتياح داعش ، وازاء الهزيمة الامنية والسياسية الحاصلة والتي لا يجهل احد هوية المسؤول عنها. وهذا الموقف اعلن في تصريح المكتب السياسي للحزب يوم 10 حزيران الماضي ، بعد سويعات فقط من جريمة داعش المدانة ، وقبل ان ينطق احد من الحكومة السابقة او خارجها بكلمة واحدة .

 

نعم ، وفي المواقف الوطنية لا احد يزاود على الشيوعيين وحزبهم.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.