مقالات وآراء
داعش تحاصر 700 عائلة ايزيدية في جبل سنجار// جمعة عبدالله
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 21 تشرين1/أكتوير 2014 17:08
- كتب بواسطة: جمعة عبدالله
- الزيارات: 1329
داعش تحاصر 700 عائلة ايزيدية في جبل سنجار
جمعة عبدالله
منذ ايام وتنظيم داعش الارهابي , يشدد حصاره وطوقه , على عوائل الايزيدية التي هربت من المجازر الوحشية , وتشردت الى جبل سنجار في غرب الموصل , كأنه لم تشبع غريزته الوحشية , إلا في ارتكاب المزيد من المجازر الجديدة , بحق العوائل التي تشردت من ديارها , وانقطعت بهم سبل الحياة , وهم يقاسون ظروف قاسية وصعبة , حيث الموت يطالهم كل يوم , بسبب الجوع والعطش والمرض , والآن سيوف داعش جاهزة للذبح بحق العوائل المهجرة والتي تعيش في العرى , وخاصة ان الشباب المدافعين عنهم في جبل سنجار , ذخيرتهم على وشك النفاذ , وقوات داعش تقترب كثيراً من العوائل المحاصرة , والتي باتت لا تبعد سوى كيلو متر واحد , حتى يبدأ احتفال بالجريمة بجز الاعناق , وخاصة وانهم مدججين بالسلاح الثقيل , وتشير المصادر الامنية , بان هناك اكثر من 20 آلية مدرعة محملة بالمسلحين من تنظيم داعش المجرم , وازاء هذا الحدث الخطير , في محنة ومأساة الايزيديين المأساوية , التي يغيب عنها الاعلام والفضائيات بتجاهل مريب , وكذلك يغيب عنها , كل اشكال التضامن والدعم ومد يد العون والمساعدة والنجدة . كما غابت عن محنة المسيحيين في الموصل , وكما تغيب عن المدن المحاصرة الاخرى . ان محنة الايزيديين , او جريمة العصر . حيث يتعرض الرجال الى الموت والذبح والاطفال الى الخطف , والنساء الى السبي والاغتصاب والمعاملة الوحشية , التي تنتهك انسانيتها وكرامتها وشرفها , كأننا نعيش عصر الجواري والحواري والبيع والشراء في اسواق النخاسة , من الوحوش الادمية , اصحاب الجحور المظلمة والعفنة . وسط الصمت والسكوت المريب , كأن المواطن الايزيدي او المسيحي , فائض عن الحاجة , وليس لهم قيمة وحقوق مواطنة , في حفظ كرامتهم وانسانيتهم في بلد العراق المنكوب . ان الصمت وعدم المبالاة , بهذه الجرائم الوحشية , التي تقترف في ارض العراق , والتي يخجل منها الضمير الانساني الحي , إلا ضمير مسؤولي الدولة والقادة السياسيين , الذين بحوزتهم القرار السياسي ومصير الانسان العراقي المفجوع , او كأنهم مصابين بالصم والبكم وعمى الالوان والبصر والبصيرة . او انهم يشعرون بالغبطة والراحة والابتهاج , بخلو العراق من الاقليات الدينية والعرقية , مثل الايزيديين والمسيحيين وغيرهم من الاقليات الاخرى , ولم يشعروا بالعار المشين والخجل , بان نساء العراق تعاني السبي والبيع والاغتصاب , ان قادة البلاد السياسيين , فقدوا العلاقة والصلة بما يعانيه المواطن العراقي , من مصير بين مقتول ومفقود ومخطوف , او كأن ضميرهم ووجدانهم ماتت , ببريق المال والسلطة والنفوذ , وهم يرفلون في جنة النعيم , ونسوا وتناسوا مأساة ومحنة شعب , يقاسي بين الموت العشوائي بالسيارات المفخفخة , او بالجرائم المروعة بالمجازر البشعة , ان الانتهاكات الوحشية والاخلاقية , تتنافى مع اخلاق الديانات السماوية . . وخلال الاحصائيات الاخيرة , تعطي زخم وحجم على عمق مأساة ومحنة الايزيديين , حيث تشير الى عدد المفقودين , بين مخطوف ومقتول اكثر من 6500 انسان , منهم 3000 من النساء يتعرضن الى الاغتصاب والبيع في الاسواق , والمعاملة الوحشية من ذئاب داعش , واختطاف اكثر من 1500 من الاطفال , واكثر من 400 الف مشرد ومهجر من دياره , ما عدا الذين لايتحملون الحياة الصعبة والقاسية , وخاصة كبار السن والمعوقين والمرضى , والذين يموتون يومياً بسبب الجوع والعطش وانعدام الادوية الطبية من المرضى .
يجب ان يستيقظ الضمير العراقي , ويجبر مسؤولي الدولة , في ايقاف نزيف الدم والمجزرة , بتقديم كل اشكال المساعدة , بالنجدة والعون المطلوب , في ابعاد وحوش داعش من محاصرة جبل سنجار , وان الوقوف بموقف المتفرج , يعني اشتراك فعلي في الجريمة في قتل الايزيديين . لذلك لابد مد طوق النجاة والانقاذ , من هذا الظلم والمأساة والبؤس والعذاب
جمعة عبدالله