اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي (19)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي،

أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي(19)

محمد الحنفي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الهجوم على الشاعرة مجرد وسيلة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية:....3

 

ثالثا: تطبيق القوانين المتعلقة بالمجال الثقافي، حتى يتم نفي القيم المتنافية مع قيم أدلجة الدين الإسلامي، والتي قد يكون مصدرها ثقافة حقوق الإنسان، والثقافة الغربية، والثقافية الشعبية، أو الناتجة عن تداول الثقافة الاشتراكية، لكون هذه الثقافات تحمل وعيا معينا في اتجاه الرغبة في تحقيق التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني. وهو ما لا يرده مؤدلجو الدين الإسلامي، ولا يرغبون فيه، ويعتبرونه انحرافا في اتجاه الكفر، والإلحاد. ولذلك فهم يجرون قوانين تستند إلى أدلجة الدين الإسلامي، وبقوة القانون، الذي يسمونه "الشريعة الإسلامية"، حتى لا تسود إلا قيم أدلجة الدين الإسلامي، التي تعد المجتمع للانقياد لمؤدلجي الدين الإسلامي، في أفق تحقيق أهدافهم المرسومة.

 

رابعا: تطبيق القوانين التي تمنع قيام المساواة بين الرجال، والنساء، وأمام القانون، وتفرض قوامة الرجال على النساء، وتجعل أمر المرأة، مهما كان شأنها في المجتمع، بيد زوجها، ولا داعي لأن يسمح بحقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في المواثيق الدولية المعلقة بحقوق الإنسان، وفي ميثاق إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة؛ لأن كل ذلك ـ حسب رأي مؤدلجي الدين الإسلامي يتنافى مع الدين الإسلامي ـ يتنافى مع الدين الإسلامي، ونظرا لأن مرجعية حقوق المرأة غير مقبولة من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي لكفرها، وإلحادها.

 

خامسا: تطبيق القوانين المتعلقة بجعل الجماهير تنصاع لإرادة مؤدلجي الدين الإسلامي، حتى لا تتفاعل معل الحركات الحقوقية المبدئية، وفي مقدمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومع الحركة النقابية المبدئية، وفي مقدمتها الك.د.ش. والحركة السياسية الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، وفي مقدمتها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحتى لا تتأثر بالمرجعيات الحقوقية، والنقابية، والسياسية، التي تعتبر من وجهة نظر مؤدلجي الدين الإسلامي كافرة، وملحدة، وبدعة غربية، ويهودية، وصهيونية ...الخ، وحتى لا تحتك الجماهير الشعبية الكادحة التي يسميها مؤدلجو الدين الإسلامي، من السواد الأعظم بالإيديولوجيات المتفاعلة في المجتمع، والمعبرة عن مصلحتها الطبقية، وحتى لا تكتسب بسبب ذلك وعيا طبقيا معينا، يقودها إلى إدراك حقيقة مؤدلجي الدين الإسلامي، وما هي الأهداف القريبة، والبعيدة من وراء تلك الأدلجة؟ وما درجة التحريف، وطبيعته، الذي يلحق الدين الإسلامي بسبب تلك الأدلجة.

 

وبذلك يتبين، وبكامل الوضوح، أن الهجوم على شخصية الشاعرة حكيمة الشاوي، لا يهدف إلى الدفاع عن شخصية الرسول صلى الله عليه، وسلم، لأنه ليس في حاجة إلى ذلك، لقوة قيم شخصيته، التي يستحضرها المسلمون في كل زمان، ومكان، ويحرصون على التحلي بتلك القيم، التي تتحقق بسببها كرامة الإنسان، كما بينا ذلك في مكان آخر، كما أن ذلك الهجوم لا يهدف إلى حماية الدين الإسلامي؛ لأن هذه الحماية، التي يدعيها مؤدلجو الدين الإسلامي، غير واردة أصلا؛ لأن هؤلاء المؤدلجين هم أول من يعتدي على الدين الإسلامي بتحريف نصوصه الصحيحة عن مقاصدها. ولذلك فادعاؤهم حماية الدين الإسلامي من الشاعرة حكيمة الشاوي هو مجرد ادعاء يأتي كجزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي. والهدف من الهجوم على الشاعرة حكيمة الشاوي شيء آخر، وضحناه بتفصيل، من البسيط إلى المركب، ومن الأدنى إلى الأعلى.

 

2) أن الهجوم على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من خلال الهجوم على شخصية الشاعرة حكيمة الشاوي، هو مجرد وسيلة لإيقاف، وعرقلة إشاعة حقوق الإنسان، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. بالإضافة إلى إيقاف، وعرقلة التربية على تلك الحقوق، ما دام كل ذلك يؤدي في الأمد المتوسط، والبعيد، إلى إيجاد وعي حقوقي متقدم في أوساط الجماهير الشعبية المستهدفة بأدلجة الدين الإسلامي، وبتضليل تلك الأدلجة.

 

ومؤدلجو الدين الإسلامي ليس من مصلحتهم امتلاك الجماهير الشعبية للوعي الحقوقي، لأن ذلك الوعي، في حد ذاته، لا يمكن أن يكون إلا وسيلة للقضاء على الاستبداد القائم، كما أنه لا يمكن أن يشكل إلا عرقلة في إطار الاستبداد القائم. ولذلك فهجوم مؤدلجي الدين الإسلامي على الشاعرة الشاوي هو، في نفس الوقت، هجوم على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لتحقيق الأهداف الآتية:

 

1) عرقلة قيام الوعي بالحقوق الاقتصادية، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، التي لا مشروعية لها، من وجهة النظر القائمة على أدلجة الدين الإسلامي، لغربيتها، ولكون الغرب الذي وقف وراء وجودها كافرا، وملحدا، ولكون الكفر، والإلحاد يتناقض مع السعي إلى قيام مجتمع للمسلمين، يتناسب مع ما يخطط له مؤدلجو الدين الإسلامي، حتى ينصاع المسلمون إلى الإيمان المطلق، بأن الدين الإسلامي يجعل أمر المسلمين بمشيئة الله، وبحكمته، وبإرادته التي اقتضت قيام مؤدلجي الدين الإسلامي بحماية الدين الإسلامي، والدفاع عن الرسول عليه السلام، حتى لا يتسرب الكفر، أو ما يؤدي إلى الكفر، إلى نفوس المسلمين، فيتدخلون في علم الله. وهو ما يرفضه مؤدلجو الدين الإسلامي، ويعتبرونه جنوحا إلى الكفر، والإلحاد، وحتى لا يصل المسلمون إلى هذا المستوى من خلخلة الإيمان بالله، و بالقدر بخيره، وشره، على المسلمين، من وجهة نظر الدين الإسلامي، أن يعملوا على:

أ- نبذ حقوق الإنسان الاقتصادية، لأن الوعي بهذه الحقوق، والمطالبة بها تدخل في علم الغيب، وتشكيك في قدرة الله تعالى، الذي يوزع الأرزاق على عباده، ويهب الأسباب لمن يشاء، ويقر التفاوت الطبقي القائم في المجتمع، ويعتبر أن ذلك التفاوت هو الأساس في وجود المسلمين. ومؤدلجو الدين الإسلامي يستندون في مذهبهم ذلك إلى قوله تعالى: "والله فضل بعضكم على بعض في الرزق"، الذي يقتضي القبول بالحرمان الذي يجد فيه المسلمون أنفسهم على المستوى الاقتصادي. ولذلك، فالإقرار بوجود شيء اسمه الحقوق الاقتصادية، يعتبر تشكيكا في عدل الله الذي خصص جزءا من الدخل الاقتصادي للأغنياء، الذين عليهم أن يدفعوه للفقراء وجوبا، كما جاء في الآية الكريمة "إنما الصدقات للفقراء، والمساكين، و لعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل، فريضة من الله". وإذا لم ينل المحرمون هذه الصدقات، فإن عليهم أن يمدوا أيديهم إلى الأغنياء طلبا للإحسان، و أن يكتفوا بما ينالونه، وإذا لم يحصلوا على أي شيء، فإن ذلك يعتبر قدرا من عند الله، عليهم أن يتقبلوه. أما أن يطالبوا بحقوقهم الاقتصادية، فإن ذلك يعتبر تدخلا في إرادة الله، وتشكيكا في قدرته. فكأن مؤدلجي الدين الإسلامي يتلقون الوحي من الله، وكأنهم يحتكرون علم الغيب، وكأنهم يدركون ما يؤول إليه أمر كل مسلم يوم القيامة، وكأنهم يكفرون بقوله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، وقول الرسول عليه الصلاة، والسلام: "الناس شركاء في ثلاث: الماء، والكلأ، والهواء"، و كأن العطالة القائمة في الواقع، والتي تحرم الناس من التمتع بحقوقهم الاقتصادية، التي يترتب عنها الحرمان من الحقوق الأخرى، قدر من عند الله، وكأن الله يظلم عباده، وأنه ليس عادلا، وكأن تكريس هذه الفوارق الطبقية القائمة في الواقع ليست نتيجة للاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية التي ينهجها الحكام الذين قد يكونون من مؤدلجي الدين الإسلامي. والواقع ليس نتيجة الاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي ينهجها الحكام، الذين قد يكونون من مؤدلجي الدين الإسلامي. والواقع أن مؤدلجي الدين الإسلامي عندما يوهمون المسلمين بعدم شرعية الوعي بالحقوق الاقتصادية، والمطالبة بها من خلال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وانطلاقا من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، إنما يسعون إلى تنصيب أنفسهم أوصياء على الدين الإسلامي، وعلى معرفة الغيب، من أجل إعداد المسلمين للقبول بالاستبداد القائم، أو القبول بالاستبداد البديل. ومعلوم أنه لا مجال لشيء اسمه الحقوق الاقتصادية في ظل الاستبداد، أنى كان لونه، وخاصة إذا قام على أيدي مؤدلجي الدين الإسلامي.

 

 

ب ـ نبذ حقوق الإنسان الاجتماعية، التي تعتبر من وجه نظر مؤدلجي الدين الإسلامي تدخلا كذلك في مشيئة الله، وقدره، فالحق في التعليم، وفي الصحة، وفي السكن، وفي الشغل، وفي الترفيه، وفي التربية، إنما هو أمر يتنافى مع ما يرده الله لعباده، الذين عليهم أن يذعنوا لإرادته، التي لا يعرف كيفيتها إلا مؤدلجو الدين الإسلامي. وهذه المشيئة تقتضي أن يكون التمتع بالحق في التعليم قدرا من عند الله، والحق في العلاج قدرا من عند الله، أيضا، وهكذا في الأمور الاجتماعية الأخرى، كالزواج، والطلاق وكيفية الظهور في المجتمع؛ لأن كل ذلك مقرر سلفا في كتاب الله، وسنة رسول الله، وأي مرجعية أخرى هي كفر بالقدر، والكافر يجب قتله، حتى لا يساهم في الدعوة إلى التمتع بالحقوق الاجتماعية خارج المنظومة المحددة في الدين الإسلامي، وبواسطة إطارات لا تأخذ بمرجعية الدين الإسلامي. ولذلك كان الهجوم على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي من خلال هجومهم على الشاعرة حكيمة الشاوي، وسيلة لفرض عدم شرعية المطالبة بالحقوق الاجتماعية، التي يجب أن تترك للقدر كجزء من الإيمان بالله، حتى لا يقع المسلمون في مأزق الكفر، الذي لا تحمد عقباه، حسب ما يذهب إليه مؤدلجو الدين الإسلامي.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.