اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي(23)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي،

أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي(23)

محمد الحنفي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الهجوم على الشاعرة مجرد وسيلة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية:....7

 

ومن مكوناتها كذلك من يختار الارتباط العضوي بالطبقة العاملة، وسائر الكادحين، وهو من يصطلح على تسميته ب: "المثقف الثوري" الذي ينبذ استغلال معرفته العميقة، والموسوعية، لتحقيق التطلعات الطبقية، ويقتنع بضرورة استغلال تلك المعرفة لنشر الوعي الطبقي الحقيقي، الذي يقف وراء انخراط الكادحين في الحركة النضالية، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، كعلامات كبرى للتغيير المنشود على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. وهذا النوع من مكونات ذوي المعرفة العميقة، والموسوعية، والمرتبط بالطبقة العاملة، وسائر الكادحين، تفرزه ضرورة التطور الذي تعرفه التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية الرأسمالية بصفة عامة، والتشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية الرأسمالية التابعة بصفة خاصة. وهو يعمل على نشر القيم الثقافية التقدمية، والمتطورة، التي تجعل حامليها يحرصون على محاربة كل القيم المتخلفة، والرجعية، والمؤدلجة للدين الإسلامي، حتى يمتلك الكادحون، وطليعتهم الطبقة العاملة، الوعي بخطورة تلك القيم.

 

ومن المكونات التي يمكن تصنفها من بين عناصر هذه الفئة من ممتلكي المعرفة العميقة، والموسوعية، المكون الذي يتصدى، وعن قصد، إلى أدلجة الدين الإسلامي. هذا التصدي الذي يمكن أن يتحول، وبالسرعة الفائقة، ونظرا للتطابق الحاصل بين الدين الإسلامي، وأدلجة الدين الإسلامي، إلى إيديولوجية المجتمع ككل، الذي يصير في مجمل نخبه، ومجمل المسلكيات العامة، يحلم بالتغيير إلى الوراء، لا إلى الأمام، ويدخل المجتمع المغربي في متاهة مراوحة نفس الزمن، ونفس المكان. وهذا النوع من مكونات مالكي المعرفة العميقة، يعمل على نشر القيم المؤدلجة للدين الإسلامي، المؤدية إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو إلى فرض استبداد بديل، وهي قيم تؤدي إلى تجييش أفراد المجتمع، ومن أجل تحقيق أهداف مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين ينتمون إليهم، ويقودهم مكون من مكونات مالكي المعرفة العميقة، والمتقدمة، والمتطورة، الذي اختار، ولحاجة في نفس يعقوب، إما عن قصد، أو عن غير قصد، التخصص في أدلجة الدين الإسلامي، سعيا إلى تحقيق المصالح الطبقية، لأن هذا المكون ينتمي بدوره إلى البورجوازية الصغرى، ولكنه اختار أدلجة الدين الإسلامي وسيلة لخدمة تحقيق تطلعاته الطبقية. يساعده في ذلك:

 

أولا: انتشار الجهل والأمية الأبجدية، والفكرية، والمعرفية، بين المواطنين، وبين جميع الطبقات الاجتماعية.

 

ثانيا: كثرة الحاملين للمعرفة الابتدائية، الذين ينحشرون، وبالسرعة المطلوبة، وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، لبساطة المعرفة التي يروجونها، والتي تجعل مثل العاملين للمعرفة الابتدائية، يتوهمون أنهم صاروا يمتلكون المعرفة العميقة، فتزداد رغبتهم في الانحشار وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، وتزداد رغبتهم في العمل على تجييش جميع الجهلاء والأميين وراءهم، ويزداد حرصهم على تحقيق أهداف مؤدلجي الدين الإسلامي، إما في تأبيد الاستبداد القائم، وإما في العمل على فرض استبداد بديل. وفي سبيل ذلك، يستعدون لتنفيذ كل الأوامر التي تصدر إليهم من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، حتى وان تعلق الأمر بتنفيذ العمليات الانتحارية، رغبة في الجزاء العظيم يوم القيامة.

 

ثالثا: كون الحاملين للمعرفة المتوسطة لا يمتلكون الوعي الذي يحصنهم ضد مؤدلجي الدين الإسلامي، مما يجعل معظمهم ينصاع وراءهم، سعيا إلى امتلاك المعرفة العميقة منهم، ليجدوا أنفسهم جزءا لا يتجزأ من مؤدلجي الدين الإسلامي، أو من المنحشرين وراءهم، القائلين بالتجييش الممارس عليهم.

 

وبالإضافة إلى مكون المعرفة الثقافي، هناك مكون المعتقدات كمصدر للقيم الثقافية، وخاصة تلك التي يستحضرها الناس في حياتهم الخاصة، والعامة، ويسعون إلى نشرها فيما بينهم، ويتبارون في التحلي بها. فالمعتقدات قد تكون خرافية، وقد تكون غيبية، وقد تتعلق بأشخاص تاريخيين، وقد تكون دينية، وأهم معتقد يحضر في الممارسة اليومية، الفردية والجماعية للمواطنين المغاربة، هو معتقد الشعب المغربي المسلم، الذي نراه مصدرا لمجمل القيم الإنسانية للشعب المغربي، وفي تاريخيته، وقبل أن يتأدلج.

 

ونظرا لأن الدين الإسلامي الحنيف، لعب، ويلعب دورا كبيرا في تغذية القيم النبيلة، فإن مؤدلجي الدين الإسلامي، يعملون، وبكل الوسائل، على تكثيف أدلجته، وتكثيف إشاعة تلك الأدلجة في نفس الوقت، وجعل أفراد الشعب المغربي يعتبرون أن ما يصدر عن مؤدلجي الدين الإسلامي، هو عينه الدين الإسلامي، وأن الدين الإسلامي هو نفسه أدلجة الدين الإسلامي، لتصير بذلك قيم أدلجة الدين الإسلامي، التي صارت شائعة في المجتمع، هي نفسها قيم الدين الإسلامي، بسبب التضليل الممارس من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي على الشعب المغربي.

 

وإذا أصر مؤدلجو الدين الإسلامي على استغلال الدين الإسلامي، كمصدر للقيم الدينية / الثقافية، وكمكون ثقافي، فإن المؤدلجين للدين الإسلامي، يدركون أهمية هذا المكون، وأهمية القيم التي يبثها في صفوف الشعب المغربي، وأهمية الأجهزة الأيديولوجية، والتربوية، والإعلامية، والتعليمية، والفكرية، وغيرها، التي تسعى إلى نشر المعرفة الدينية في مسوياتها الثقافية، لتنشر، تبعا لذلك، القيم الثقافية المنبعثة من تلك المعرفة حتى تلتصق بالمسلكية الفردية، والجماعية، فلأنهم يدركون أهمية الدين الإسلامي بالنسبة للشعب المغربي، وبسبب إدراكهم ذلك، نجد أنهم:

 

أولا: يصرون على فرض تأويلاتهم الأيديولوجية، للنصوص الدينية، واعتبار تلك التأويلات هي نفسها نصوصا دينية،حتى تصير مصدرا للقيم الثقافية، التي يتحلى بها المسلمون المغاربة، كما يحصل في جميع بلدان المسلمين.

 

ثانيا: اعتبار كل المتأثرين، حتى لا نقول المتفاعلين، بالقيم الثقافية المؤدلجة للدين الإسلامي، منتميا إلى الجماعات المؤدلجة للدين الإسلامي، مع أن التأثير بتلك القيم ،صار جزءا لا يتجزأ من العادات، والتقاليد، والأعراف التي يمارسها الناس بدون حاجة إلى من يعرفهم عليها.

 

ثالثا: وضع مخططات لتنفير الناس من كل القيم الصادرة عن المعرفة التنويرية، والتقدمية، واليسارية، والمنبعثة من التفاعل مع الحركة الحقوقية، المنطلقة من مرجعية المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى لا تتأثر الجماهير الشعبية الكادحة بالخصوص، إلا بالقيم الثقافية لأدلجة الدين الإسلامي.

 

رابعا: توظيف الجهاز الأيديولوجي، الذي يجب أن يقوم بدوره في جعل قيم أدلجة الدين الإسلامي الثقافية مسيطرة على المجتمع، ومحصنة له ضد كل القيم الثقافية الوافدة من الشرق، أو الغرب، إذا كانت لا تتناسب مع القيم الثقافية المؤدلجة للدين الإسلامي، تحصينا للمجتمع، وسعيا إلى نفي ما قد يعلق بالمسلكيات الفردية، والجماعية، من ثقافة وافدة.

 

خامسا: تفعيل التشريعات المتعلقة ب "تطبيق الشريعة الإسلامية"، كما يراها مؤدلجو الدين الإسلامي، من أجل إخضاع كل المتمثلين للقيم الثقافية الوافدة، غير المتناسبة مع القيم الثقافية المؤدلجة للدين الإسلامي، إلى المثول أمام "المحاكم الشرعية"، من أجل الحكم عليهم بالعقاب المناسب، من أجل فرض تمثل القيم المؤدلجة للدين الإسلامي، الذي صار متطابقا مع الدين الإسلامي في أذهان الجماهير الشعبية الكادحة، التي تعاني من الفقر، والجهل، والمرض.

 

 

وهكذا يتبين لنا من خلال الإسهاب في النقاش، أن اعتبار المعتقدات، ومن ضمنها معتقد الدين الإسلامي، لم تعد واردة كمكون من المكونات الثقافية المنتجة للقيم الثقافية، بسبب سيادة أدلجة الدين الإسلامي، التي احتكرت إنتاج القيم الثقافية التي يتحلى بها الناس في كل مكان، وبسبب الممارسة القسرية لمؤدلجي الدين الإسلامي. وكل منتج للقيم الثقافية انطلاقا من منظومة قيمية أخرى، يتعرض للهجوم الدنيء، والمنحط، ولو بالألفاظ النابية، والمنحطة، وبوسائل مختلفة، كما حصل في الشاعرة حكيمة الشاوي، في مناسبات مختلفة، وعلى مستوى التراب الوطني المغربي، وفي جميع الامتدادات العربية، وفي جميع بلدان المسلمين، من أجل إقصاء القيم الثقافية التي تعمل على شرها في المجتمع، لتناقضها مع قيم أدلجة الدين الإسلامي.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.