اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

خراب العقلية العراقي// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

خراب العقلية العراقي

جمعة عبدالله

 

عقلية الشعب وثقافته, تلعب دوراً فعالاً وحاسماً في استقرار وتطوير البلاد, ويضع المسار السياسي على سكته السالكة الى الصواب والسلامة, وتزيد من تنوير وعيه ونضجه وادراكه بكل الامور الحياتية, بحيث يكون قادراً على فرز الغث والسمين, مثل اخراج الشعرة من العجين, ويدفع البلاد بقوة الى انتهاج  المسار الديموقراطي بشكل حقيقي لا زيف ولا غش ولااحتيال وتلاعب, وتجارب الشعوب التي اختارت الطريق الديموقراطي قولاً وفعلاً ماثلة للعيان, حيث تخلصت من امور كثيرة تعيق تطورها واستقرارها بذلك اثمرت في تحقيق القانون العادل وقانون براءة الذمة الذي يعرف من اين لك هذا؟ اضافة الى تحقيق الحياة والعيش الكريم ودعم جهودها في توفير الخدمات الاساسية التي تشمل جميع نواحي الحياة, من توفير الخدمات البلدية والتعلمية والصحية والاجتماعية وفي مقدمتها, ضمان الرعاية الاجتماعية والصحية, ويصبح الوطن مشاع وملك للجميع, والمواطنين لهم الحق والمشروعية في العيش والاستقرار والعمل, في اية بقعة من الوطن, ويصبح الاخاء والتعايش اولى ابجدية المواطن. اما العكس ذلك  فتكون مسارات الوطن تتجه الى الانحدار الخطير, الذي يدفع فاتورة ضريبته المواطن البريء, لذا فان مقومات التي اصابت العراق وقصمت ظهره هي التعصب والطائفية والجهل والغباء والسذاجة, تكرسها ثقافة فاقدة البصر والبصيرة فيقع المواطن ضحية وكبش فداء, لاطماع وطموحات عدوانية تمزق جسد الوطن, ولهذا صار العراقي لعبة ودمية تحركها ايادي منافقة وانتهازية ووصولية وجشعة وانانية, تسلقت على اكتافه الى مراكز النفوذ والسلطة والمال, ان داء مرض العصبية والتعصب والطائفية, والانغلاق الفكري وجمود العقلي دفعت المواطن ان يقع فريسة عمى الالوان بحيث اصبح لا يقرق بين الغث والسمين, وبسهولة تامة سيطرت عليه فئة سياسية ليس لها شاغل سوى ابتلاع البلاد والعباد بالفساد المالي, والشعب تخنقه امراض النعرات الطائفية والفتن, التي يروج لها المأجورين والمرتزقة المدفوعي الثمن, بذلك وقع العراق في اتون الخراب والحرائق المشتعلة بالتناحر الدموي, بحيث المواطن العراقي صار يجعل الطائفة فوق العراق, بذلك سمح لنفسه ان ينقاد وينحر كالنعاج, ان فقدان الوعي السياسي والثقافي شطبت سمات التسامح والتعايش من مفردات اللغوية, وبات يشعر ان العراق ملك وطابو الى طائفته التي ينتمي اليها  تحدياً وليس الى الطوائف الاخرى, ولايحق للطوائف ان يكون لها حصة في تقاسم الوطن, باعتبار طائفته هي طائفة الله المختارة , وينسى ويتناسى بان العراق ملك لكل طوائفه التي تشكل نسيجه الوطني لذلك فسح المجال وفتح الابواب لدخول حيتان الفساد المالي, ان تنهب وتسرق وتختلس اموال الدولة, بحجة ان هؤلاء القادة السياسيين هم انصار طائفته ويدافعون عن الاخطار التي تحيق بها, فهم فوق القانون والمراقبة  والمحاسبة والعقاب, بذلك كبرت الجراح  بسفك الدماء بالمذابح والمجازر الدموية, وبات العراق ساحة صراع تتقاتل عليه الاطماع الاقليمية والاجنبية العدوانية, كما الحال الحاصل الآن. وتحول مصيره الى مسار الخطر الجسيم, ولا يمكن التخلص من هذه الآفات الضارة  والخطيرة والمدمرة, إلا بأستيقاظ العقل بالبصر والبصيرة, وزيادة مساحات الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي والاخلاقي, بان ينعش سمات التسامح والتعايش, ويضيق مساحات التصرفات الطائشة التي تعمق الشرخ الطائفي, وان يدرك بان كل الطوائف الدينية, متساوين في الحقوق والمواطنة, ان عقلية الانسان العراقي باتت منخورة بالتعصب الطائفي والتطرف والانتقام والحقد الاعمى والكراهية, بحيث لايسمح بصراع الثقافات والافكار سلمياً, لايسمح بالرأي المعارض, لكنه يسمح بالتطاول على الطوائف الاخرى جزافاً ويسمح لنفسه ان يكون عجينة لينة تقاد الى النعرات الطائفية, ولا يسمح بتواصل حوار الطوائف والاديان سلمياً, لايحترم الرأي الاخر, يسمح لعقلية التسلط والاستبداد وعبدة الدينار والدولار, يسمح بارتكاب المجازر والمذابح بالطوائف الاخرى, في حين ينسى الشاغل الاول, ان يكون رقيب وحسيب ومدقق ومنتقد لكل تصرف اهوج لايخدم الوطن من القادة السياسيين, الذين جهدهم الاول انصب على السرقة والاحتيال, ينسى ان يكون عين باصرة وعقل بصير بما ينتهك بحق الوطن من فضائح واجرام وارهاب, لذلك يجب اعادة بناء العقلية العراقية نحو التعقل والحكمة والنضج والادراك بالوعي السياسي والثقافي, وان يعلم ويعرف بانه لايمكن للعراق ان يخرج من دائرة العتمة والازمة والظلام والخطر, إلا بكنس وتنظيف ثقافة الحقد والانتقام, وان يدرك لابد العيش بسلام مع الطوائف الاخرى, ان يملك ناصية الفرز والتفريق بين الغث والسمين, لابد ان يفهم لايمكن ان يستمر جريان الدم دون انقطاع, ان النار وجحيم الذي يخنق العراق, يعود بالدرجة الاولى الى سؤ اختيار القادة السياسيين , دون معايير نزيهة

 

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.