اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

عبد الخالق حسين والزعيم قاسم (ج6)// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

عبد الخالق حسين والزعيم قاسم (ج6)

عبد الرضا حمد جاسم

 

نشرنا الجزء الخامس الرابط

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=444416

 

مقدمــة: كان الزعيم يردد دائماً عندما يخاطب العراقيين قائلاً عبارته الاشهر: أنني منـكم و اليــكم

وأطلقت عليه غالبية الشعب :أبن العراق البار... أبن الشعب البار...

واعتقد لم يُطلق هذا الوصف على غيره ولليوم اقترن هذا الوصف به فعندما تقول ابن الشعب البار يُفهم أنه الزعيم عبد الكريم قاسم... له الذكر الطيب.

    يقـــول السيد عبد الخالق حسين :

    تهمة الشعوبية

    هذه إحدى التهم التي وجهت لقاسم من قبل القوميين العروبيين، وكانت في مقدمة البيان الأول لانقلاب 8 شباط 1963. والمقصود بالشعوبية العداء للأمة العربية طبعاً. ولكن في المفهوم العروبي العراقي يقصد به الخروج على الموروث التركي الطائفي ضد الشيعة العرب وغيرهم. والمعروف عن قاسم أنه نبذ الطائفية في عهده حيث نشأ في بيئة عائلية مكونة من أب سني وأم شيعية، وأفراد الأسرة خليط من السنة والشيعة ولا يعرفون التمييز الطائفي. لذا كان من الطبيعي من رجل نشأ في مثل هذه البيئة السليمة أن ينبذ الطائفية وجميع أشكال التمييز بين أبناء الشعب الواحد، بل عاملهم حسب انتمائهم الوطني العراقي بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني أو المذهبي الذي كان معمولاً به في العهود الغابرة.

أقــــــول : تقول التالي عن مفهوم الشعوبية :

1. (والمقصود بالشعوبية العداء للأمة العربية طبعاً) انتهى.

    الشعوبية... في اصلها ليست العداء للامة العربية... الشعوبية هي عدم التفريق بين جنس واخر وتعني عدم الاعتراف بسيادة او تفوق عرق على آخر وانما اعتماد خير العمل في التفضيل بين انسان وآخر. و تعني ان لا امة أفضل من اخرى او تفضلت على أخرى لتتعالى وتَضْطَهِد وتُذِلْ... ولا شعب تقدم أو يتقدم على اخر بشيء غير العمل وخدمة الانسان .

    الشعوبية في فهم العرب لها وتفسيرها لو كانوا يعلمون ويعقلون ويتفكرون ويحللون ويستفيدون ويُفيدون هي قريشية او مكية الاصل... حيث دخل الكثير من اهل مكة الاسلام تحت حد السيف ولم يعترفوا لصاحب السيف بالفضل في ذلك... فهم قبائل كانت متعايشة فيما بينها بسبب امور حياتية اخرى غير العقيدة التي اتتهم وفرقتهم ...فكانوا قبل الاسلام شعوباً وقبائل متعارفين وكان اكرمهم بينهم اتقاهم واحسنهم عملا.

    الشعوبية انتقاد ورفض لقانون القبيلة التي اتى بها المسلمون عندما احتلوا البلدان واخضعوا الشعوب وامروهم بإعلان الخضوع له (قانون القبيلة) والاعتراف بفضله عليها حتى تُقَدِمْ له واجب الطاعة والعرفان والامتنان والخضوع...

    الشعوبية هي رفض وصف الموالي ورفض دفع الجزية صاغرين ورفض قول العرب بنقاء العرق ورفض لرفض التصاهر بين الشعوب والبشر.

    أي انها (الشعوبية) رفض لقيم القبيلة التي اتى بها العرب ليحكموا بها شعوب اكثر حضارة ورُقي وتطور منهم... حيث تتقدم او تتغلب القبلية عند العرب حتى على نصوص دينهم الذين يدعون انهم اصحاب الفضل في تقديمها للشعوب لإنقاذها من تخلفها فهو (دينهم) يقدم الشعوب وهم يقدمون القبيلة: (...شعوباً وقبائ للتعارفوا... أن أكرمكم... اتقاكم)... ربهم قدَّم الشعوب وهم يقدمون القبيلة... دينهم يقول :( ربكم واحد واباكم واحد)... أي انكم اخوة وهم يفعلون ويقولون غير ذلك.

    دينهم يقول: (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على اسود وبالعكس) وهم يسطرون افضالاً لهم على غيرهم وبدون جدارة واستحقاق.

    لذلك لليوم تحكمهم وتتحكم بهم وفيهم قبائل وتديرهم قبائل بخلاف كل الامم. عليه لا نقول كما تقول أو قلت: (والمقصود بالشعوبية العداء للأمة العربية طبعاً) بل القول كما افهم... الاصح هو [" والمقصود في فهم العروبيين للشعوبية هو العداء ل"الامة العربية"]... والفرق بين القولين كبير كما اتصور وبالذات عندما ختمت قولك ب "طبعاً".

    الشعوبية كانت قبل ان تتشكل "الامة العربية"... عندما اُسْتُبيحَتْ فارس من قبل القبائل العربية وتكرر بعد ذلك في امم وشعوب اخرى. فرفضت الشعوب المتحضرة القانون المتخلف للقبيلة وبالذات عندما لمست زيف ادعائهم المساوات حسب نصوص ذلك الدين.

    ومن تفسير ما وصِفَتْ به الشعوبية ومقارنتها بلوائح حقوق الانسان اليوم نجدها اكثراً تطوراً بما لا يقارن من قانون القبيلة التي يسير عليه العرب لليوم عليه فالشعوبية هي الاقرب للحياة اليوم ولذلك هي ليست عار كما يُصورها الاجلاف العربان... ومثقفي العروبية.

    المؤمن بالشعوب ( الشعوبي) يرفض ضيق القومية وعنترياتها الفارغة...

    ان هذه الصفة "الشعوبية" الكريمة التي وُصِفَ بها الزعيم هي جزء من شخصيته بحكم تنوعه العائلي وولادته في منطقة متنوعه هي الفضل وسكنه في منطقة متنوعه اخرى هي الصويرة والعيش في منطقة متنوعه هي الكرادة في بغداد ودراسته في مدارس متنوعه وعمله في التعليم ومن ثم في قطعات عسكرية متنوعه... ولَمَسَ لَمْسُ اليد وبالعقل ان لا فضل للعربي على غيره ولا فضل للمسلم على غيره ....أي هي تطبيق لما قالوا أنه في دينهم وبه يقتدون ويتصرفون... فالعروبيين ان اعتبروها نقيصة فهم منافقين سواء بتجاوزهم على نصوصهم التي يدعون ان لهم فضل في تعليمهم لغيرهم بها أو بفرض فضلهم على الغير وفقها.

    فكان الزعيم احسن وادق واكثر اخلاصاً منهم لدينهم وللإنسان وللوطن وللشعب المتنوع

    وهذه ميزة يفتخر بها الانسان اليوم ويعتبرها انفتاحاً وتطوراً ويُمتدح حامليها ومُطَّبقي مفاهيمها في علاقاتهم مع الغير المختلف...أي لا شعب مختار ولا خير أمة.

    كان عليك يا سيد عبد الخالق كما اتصور ان تؤكدها "الشعوبية" عند الزعيم حتى تؤكد انسانيته وتفوقه ولا تحاول ان تُدخِلْهُ الى ضيق القومية التي لم يفكر هو بالدخول اليها رغم احترامه للعرب كما الاقوام الاخرى... ومن هنا تَصَّرف الزعيم في تنسيبه وتعينه للدكتور عبد الجبار عبد الله رئيساً لجامعة بغداد ( الدكتور عبد الجبار عبد الله عراقي صابئي الديانة).

    2. (في المفهوم العروبي العراقي يُقصد به الخروج على الموروث التركي الطائفي ضد الشيعة العرب وغيرهم) انتهى

    العداء للامة العربية كما قلنا هو التفسير "العروبي" الغبي للشعوبية اما "الخروج عن الموروث التركي الطائفي ضد الشيعة العرب وغيرهم" فهذا تفسيرك الخاطئ لذلك.

    نسألك: ماذا تقصد ب "وغيرهم" هنا؟ يُفهم من السياق انك تعني الشيعة غير العرب (كورد و تركمان) وهذا يعني ان التفسير الطائفي التركي لا يشمل الاكراد السنة والتركمان السنه وغير المسلمين من العراقيين... هنا لا يمكن اعتباره التفسير العروبي للشعوبية...

    أو تقصد كل غير السنة العرب أي العرب الشيعة والكورد والتركمان سنة وشيعة وغير المسلمين من ابناء الوطن...وهنا نقول أن العروبيين ينظرون نفس النظرة للكورد والاتراك سواء كانوا شيعة او سنة وكذلك ينظرون للأقوام والديانات الاخرى مثل الاشوريين والكلدان والصابئة والأيزيدية ويُمَّيزون العروبيين المؤمنين "بالفهم الطائفي التركي" حسب مناطق سُكناهم فالعروبي من سكنة الموصل يختلف عن العروبي من سكنة الانبار او تكريت والعروبي ساكن الكرخ في بغداد يختلف عن العروبي ساكن الرصافة وهذا الذي حول الاحزاب العروبية بعد ذلك الى احزاب مدينة ومن ثم قبيلة ومن ثم عائلة .

    [ملاحظة: اطلعت في بداية التسعينات من القرن السابق على دعوة زواج لابنة احد كبار الضباط في زمن النظام السابق وهو من مدينة (...) والزوج ايضاً من نفس المدينة لكن ما اثار انتباهي وضع العبارة التالية بعد اسم العريس ولقبه: فلان ابن فلان ال (....) (سكنة ....) وعندما استفسرت عنها قيل لي انه ليس من (.....) اصلاً انما هو من سكنة (...) و يُلقب نفسه بال....]. انتهى

    ثم لو كان قصد العروبيين كما تقول (في المفهوم العروبي العراقي يُقصد به الخروج على الموروث التركي الطائفي ضد الشيعة العرب وغيرهم) انتهى

    لما انقلبوا على النظام الملكي في 14 تموز 1958( كم عدد المحسوبين على الضباط الاحرار الذين وصفوا الزعيم بالشعوبية...) ولا تحركوا ضد النظام الملكي عام 1936 وعام 1941( من هم الضباط الذين نفذوا الانقلابين ومن كان يساندهم من السياسيين)... وتعرف ما جرى لقادة هاتين الحركتين وهم على نفس مفاهيم من اتهموا الزعيم ب"الشعوبية" كما تقول... لقد ساهم الشيعة مساهمة فعالة في القضاء على الزعيم سواء كان منهم من قادة البعث او من رجال الدين الشيعة... وفؤاد الركابي وعلي صالح السعدي ومنهم عادل عبد المهدي القيادي الشيعي حالياً والمتنفذ سياسياً اياد علاوي واتباع الحكيم والكثير من شيوخ العشائر والاقطاعيين الشيعة... ومن عذب الشيعة في مناطقهم من العراق هم العروبيين الشيعة.

    انهم "العروبيين الذين تقصدهم" يقصدون ب"شعوبية الزعيم" هي عدم ايمانه ب "الوحدة العربية الفورية " أي عدم موافقته على التبعية من خلالها لشخص غير عراقي ودولة أخرى غير العراق (جمال عبد الناصر ومصر)... ويقصدون رفضه ل"تَمَيّزْ العرب وفضلهم "على غير العرب " من المجتمع او الشعب العراقي...

    نعم كان ذلك (الشعوبية) سبب رئيس من اسباب التكالب على الزعيم وثورة الرابع عشر من تموز وكان عليك كما افهم من "النفس" الذي تكتب به أن تشير وتبين اهمية "شعوبية" قاسم واحترامه من خلالها للمواطنة والتي تسبق وعي الكثيرين الذين تعلموا احترامها هذه الايام فقد سبقهم بأكثر من نصف قرن... لا ان تنبري للدفاع عن مواقفه" القومية العروبية " او محاولتك للزج به في مستنقع القومية العربية العفن العنصري الفاشي. حيث قلت: (فهل من الإنصاف اعتبار هذا الرجل شعوبي وحاقداً على القومية العربية؟) انتهى

    نعـــم.... نعـــم... نعــم كان الزعيم "شعوبياً"

    ولم يخفي ذلك وهذا مدعاة للفخر لأنه ب "شعوبيته" تلك احترم الاقوام الاخرى التي يتشكل منها المجتمع العراقي وبقي ما اسسه لليوم فلم يتجرأ احد بتسمية العراق ب "الجمهورية العربية العراقية" والتي كانت غاية المطالبين ب "الوحدة الفورية" كما عَمِلوا مع سوريا التي لليوم تسمى "الجمهورية العربية السورية" وحتى الكورد والاقوام الاخرى التي تُشَّكل المجتمع السوري لهذه اللحظة يطلقون على سوريا "الجمهورية العربية السورية" و على الجيش السوري ب " الجيش العربي السوري" والكثيرين يعرفون ان سوريا ليست عربية والعرب لا يشكلون الاغلبية من الشعب السوري... هذا من نتائج الوحدة الفورية التي رفضها الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم... أذا كان العراق قد سمح للأقوام الاخرى المكونة لشبعه بالحفاظ على هوياتهم القومية والتسمي بأسمائهم والتحدث بلغاتهم فالفضل في الحفاظ على ذلك هو للزعيم بعكس سوريا التي اندمجت في وحدة العروبيين الفورية ليُمنع فيها حتى التسمي بأسماء كردية وهذا الحال في تركيا الأتاتوركيه التي أذلت القوميات والاعراق الاخرى بادعاء العلمانية القشرية المزيفة... لم يحصل في العراق لكن ربما في المستقبل وبفضل الامريكان سيكون هذا.

    هذا ما اعتقد انه افضل لو تم التركيز عليه احتراماً للزعيم الذي قدم نفسه فداء لهذا الموقف الانساني المتفرد في عموم المنطقة ... واحتراماً لثورة 14 تموز1958 الخالدة التي حافظت على العراق المتنوع ورسَّخت حب الوطن المتنوع تضاريساً والشعب المتنوع عرقياً ودينياً ... مهما حاول الحكام بعد الزعيم "تعريبه" لكنهم اصطدموا بثقافة شعبية عارمة ترفض ذلك... لقد كان ولا زال أسم "الجمهورية العربية العراقية" ثقيل على لسان العراقي ولم يتقبله او يستسيغ التعامل به أحد... حتى صدام بجبروته وظلمة لم يتمكن من ذلك عندما اراد تمييز عهده باسم خاص قال "جمهورية العراق" بدل " الجمهورية العراقية"... ولم يتجرأ أن يقول (الجمهورية العربية العراقية).

    الكثير من المواقف تنازل عنها الزعيم او تَقلَّب او تردد فيها مُكرهاً او بإرادته لكنه بهذا الموقف لم يساوم او يتبدل او يناور او حتى يفاوض... بقيَّ مصراً على قوله "أنني منكم واليكم" وكان اجمل وصف لعلاقته بالشعب هو ما اطلقه عليه الشعب (ابن الشعب البار)... أعتقد هذا الوصف لم يُطلق على حاكم او زعيم آخر كما قلنا في المقدمة.

    ...صحيح ان القوميين استخدموها " مفردة الشعوبية" بقوة وكثرة في حينها وبعدها للنيل من الزعيم والثورة... لكنهم فشلوا اليوم... ونَّكسوا رؤوسهم وتوسلوا الاقوام الاخرى من الشعب العراقي... بقي موقف الزعيم صامداً صحيحاً متقدماً انسانياً واندحر موقفهم العنصري المتخلف.

    وهذه الايام... ما تريد امريكا ان تفعله او فعلته هو هدم ما حافظ عليه الزعيم ...كما قتلت الزعيم ووقتلت ثورة 14تموز 1958 في شباطها الاسود عام 1963 تريد اليوم أن تقتل ما ظل صامداً من انجازات الزعيم...

    عملت وتعمل على تمزيق الشعب و اثارة الاحقاد الطائفية و العرقية...فينشق العراق الى عرب و كورد و تركمان و اشوريين قومياً

    وينشق الشعب مسيحياً وصابئياً واسلامياً وينشق العرب والكورد طائفياً شيعياً وسنياً لتنشق كل مجموعه الى قبائلها المتناحرة وهذا ملموس اليوم وبالذات في الجزء العربي من العراق وسيستفحل عند زوال الخطر الجامع اليوم في الجزء الكوردي لنسمع ونرى كيف تتقاتل القبائل الكردية فيما بينها كما تتقاتل القبائل العربية اليوم... وهذا ما تريده القبائل الحاكمة في المنطقة وتريده امريكا واسرائيل.

    كانت "شعوبية" قاسم التي رسخت "شعوبية" الثورة وسام فخر ولا تزال لليوم استضل بظلها قتلته امس عندما حاربوه بها واليوم عندما نجد احفادهم يتوسلون بأخوة الوطن والشعب في كوردستان... واليوم كلهم يقولون صدقاً او زيفاً ...العراق اولاً وفي الاماكن الاخرى (مصر وسوريا والخليج أولاً...) .

    شيء يفتخر به الانسان لأن عبد الكريم قاسم العراقي اكثر انسانية ووعي من المنغلقين بالقومية وامراضها التي ربطها التاريخ بالفاشية.

    "الشعوبية" من الشعوب والشعب... وهي ارقى من القبائلية الضيقة التي اساس القومية العربية... ولو انتبهت انت (الانساني) يا سيد عبد الخالق والعروبيين واتباع العداء ل "لشعوبية" لوجدتم ان اساس القومية العربية هي اللغة والموصوفة بلغة الضاد وانظروا لنطق حرف الضاد في "معقل القومية العربية" مصر... هذه النقطة تشير اشارة واضحة الى ان مصر ليست عربية لأن شعبها لا يعرف نطق حرف الضاد.

    "شعوبية " قاسم انعكست على تعامله مع حركات التحرر الوطنية فقد تعامل معها من جانب انساني و ثوري عالمي و ليس من جانب قومي بغيض مريض لذلك لم يفكر عندما قدم المساعدة للثورة الجزائرية من تأسيس جناح خاص به او يتبعه يغدق عليه دون غيرة كما فعل صدام العروبي وجمال عبد الناصر العروبي وغيرهم وكذلك عندما اسس جيش التحرير الفلسطيني.

    انظر ما فعلته القومية بحركات التحرر فالقوم هم اول الممزقين لها وأول المتآمرين عليها وأول القاتلين لها وأول الذالين لها ...لذلك يُعتبر موقف الزعيم موقف سامي عظيم .

    لك المجد ايها الانسان عبد الكريم قاسم والخزي لقتلتك ومن والاهم وحركهم وأوهمهم واغراهم ودعمهم وآواهم...

    اما ما تُلمح له من تفسيرك الخاطئ لهذا الموضوع انه يعني الشيعة "الفرس" [نقول هذا لأنك ذكرت الفهم السني التركي] والقومية تعني الاقتراب من المفهوم التركي ... فهذه اساءة اخرى للزعيم كان عليك التفكير بردها بالدقة والعلم لا بالعاطفة والطائفية.

    كان الزعيم يحترم الاقوام والاديان والشعوب وهو اسمى مما تذهب الى ان تجعله قومياً فالزعيم يرفض التعصب القومي فلا تُلبس هذا التعصب للزعيم.

    انت تنشر كتاب... ربما أعتمده او يُفكر باعتماده البعض كما قلنا... فليس من الصح ان تنطلق بروح طائفية في سبيل تعظيم من تحب وتهوى... هذا الطرح يفقدك الموضوعية و يثلب الامانة المفروضة.

    ثم هل كان عبد السلام وعبد الكريم قبل 14تموز1958 يتعاملان فيما بينهما طائفياً؟

    ...كان صراع حاد بين القوميين العروبيين المنغلقين المتخلفين المتعاليين بالباطل والغباء والأخرين من العراقيين التقدميين الانسانيين....

    اراد عبد الكريم قاسم بطيبه واخلاص وحب للإنسان ونيه حسنة التعايش معهم بتوازن لم يحسن ادارته لأنه مهموم بهموم الفقراء في كل العراق وهذا حسن ويُحسب وحُسِبَ له... أراد تحقيق ما يزيح عنهم ظلم قرون في سنوات معدودة... لكن ذلك استنزفه واتعبه وليس في ذلك عيب لكن العيب هو أن يترك امنه وامن الوطن دون رعاية واهتمام وهذه عدم كفاءة... لأنه ساهم في ثورة ويعرف طرق تنفيذ الثورة او الانقلاب وكيفية تجميع العناصر اللازمة لذلك... لكنه أهمل الحيطة والحذر فأخفق في حماية الثورة ونفسه ليموت بطريقة لا تليق به مع الاسف الشديد.

    (اتفق القوميين الاكراد مع الرافضين لهم لمحاربة محبهم والمدافع عنهم... واتفق مراجع الشيعة مع رافضيهم ضد الزعيم الذي اراد ان يعيش العراقيين اخوة واحبة وشعب موحد).

    يقـــــــــــــــــــــــــول:

    (فهل حقاً كان قاسم ضد الأمة العربية؟

    إن تاريخه، سواءً قبل ثورة تموز، حيث خاض المعارك البطولية في حرب فلسطين الأولى عام 1947-1948، التي تعتبر القضية المركزية العربية الأولى، أو بعد الثورة وتبنيه المواقف القومية في الصميم وفي مقدمتها كفاح الشعب الفلسطيني والجزائري ونضال شعب عمان (مسقط) ودعم حركة التحرر الوطني العربية.

    فمواقفه من الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي معروفة، وقد خصص مليوني دينار (2 مليون دينار) لدعم الثورة سنوياً، وهذا المبلغ كان كبيراً في ذلك العهد إذ كان يشكل نحو 2% من الموازنة السنوية، إلى حد أن أنتقده أحد قادة الأحزاب الوطنية متهماً إياه بتفريط أموال الشعب العراقي!! ولم يكتف قاسم بالدعم المالي للثورة الجزائرية بالمال فحسب، بل وكان يرسل للثوار كميات كبيرة من الأسلحة وتدريبهم.. الخ، إذ قال الزعيم قاسم في هذا الخصوص: "إنني أبشركم بأن الأسلحة التي خصصت للجزائر كانت بدرجة كافية. وقد خصصنا أسلحة أخرى، وسوف تخصص أسلحة أخرى حتى تتحرر الجزائر. وسوف ندعمها بكل ما أوتينا من قوة. فهذه معاهدنا ومدارسنا العسكرية ومعاهد العلم الأخرى، مفتوحة أبوابها أمامهم فهم إخواننا وما عليهم إلا أن يحضروا هذا البلد ويدرسوا على حساب هذه الدولة وهي دولتهم". فهل هذا الرجل شعوبي؟

    كما إن عبدالكريم قاسم هو الذي أسس جيش التحرير الفلسطيني في العراق، وطالب بتأسيس الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية قبل احتلالها من قبل الصهاينة. فهل من الإنصاف اعتبار هذا الرجل شعوبي وحاقداً على القومية العربية؟)انتهى

    أقــول :

    أذا كانت الشعوبية ضد مفهوم التعالي على الغير من الشعوب والامم فأن الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم كان شعوبياً بامتياز وهذا فخر له وللعراق وللإنسانية كما اوضحنا اعلاه.

    لا بأس أن نظيف عليه التالي:

    مشاركة عبد الكريم قاسم في حرب فلسطين عام 1948 لا تعني شيء لأن ذلك تنفيذ للأوامر العسكرية التي اصدرها مرؤوسيه وهو أداء واجب عسكري وليس في ذلك فضل منه او موقف يُحسب له... وكان معه ضباط وقادة وأمرين أخرين هو ثار على بعضهم مثل اللواء الركن عمر علي ورافقه بعضهم في ثورته ومنهم من انقلبوا عليه في شباط الاسود... هذه النقطة كنت اتمنى ان لا تطرقها.

    هل كان دعم قاسم للثورة الجزائرية والفلسطينية دعماً قومياً ام انسانياً ثورياً؟

    لم ينظر الزعيم للثورتين على انهما ثورتان قوميَّتان فهو يعرف ان الشعبين الجزائري البطل والفلسطيني العظيم متنوعين والمشاركين في كلا الثورتين من اقوام واديان متعددة منها العرب والاسلام.... فلم يتعامل مهما قومياً.

    القذافي دعم الجيش الجمهوري الايرلندي بكل شيء... فهل هو قومي ايرلندي؟

    والقذافي دعم ايران اثناء الحرب العراقية الايرانية... الم يكن "أمين القومية العربية وخليفة عبد الناصر"؟.

    وصدام "قائد الامة العربية وحامل لواء الوحدة العربية" قَّدَمَ الاموال والكثير من المساعدات لبعض فصائل الثورة الفلسطينية... وشكل تنظيم يتبعه وساعد وتحالف مع "مجاهدي خلق "...فهل كان مناضلاً ايرانياً او قومياً فارسياً؟

    الامور لا تؤخذ هكذا يا سيد عبد الخالق... كان عبد الكريم قاسم عراقياً اراد بناء العراق دون أن ينغمس بالمشاكل التي تحيط به سواء القومية منها في سوريا والاردن والسعودية او مع غيرها في الاقليم مثل ايران الشاهنشاهية وتساند كل اولئك شركات النفط والحكومتين البريطانية والامريكية... لكنه لم يوفق في ذلك لأسباب كثيرة داخلية وخارجية ربما الاغلب فيها عداءً له ولتجربته ولثورة العراق التي قلبت الموازين وحركت الراكد.

    حساب الامور بهذا الشكل (الشعوبية والعروبية) ضُعف وعدم دقة وسذاجة سياسية.

    بحكم الثورة والإصطفافات الجديدة وتأثيراتها على موازين القوى وتوجهات الثورة الانسانية الوطنية المستقلة في محيط من العملاء (كل الدول المحيطة بالعراق وقتها) وعنتريات جمال عبد الناصر... وبروز نموذج حكم يرفضه المحيط القبلي العائلي الذي وجد التغيير على ابواب ممالكه... ورغم تطميناته غير المباشرة لتلك العوائل بمحاولته ابعاد نفسه عن عنتريات جمال عبد الناصر وعمالته بوقوفه مع اعداء التوجهات التي صَّدع الرؤوس بها وحرك الغرائز (امريكا وبريطانيا والرجعية العربية التي كان يكيل لها السباب)...

    كان الزعيم وطنياً وانسانياً عالمياً يريد ان يتخلص الانسان من الظلم والقهر و العوز في أي مكان... لقد تعامل بنزاهة من الثورة الفلسطينية والجزائرية ولم يؤسس مليشيات او فروع لها ترتبط به او بالعراق كما فعل عبد الناصر وصدام وهذا دليل على اخلاصه لمواقفة الانسانية والثورية... ولو كان قومياً في تعامله لشَّكل فصائل تتبعه وتقاتل من اجله في نزاع الزعامة على القومية العربية كما قاتل البعث وحركة القوميين العرب التي كما قيل انها من اول من تآمرت على الزعيم و ثورة 14تموز 1958 وبقيادة رموز معروفه.

    لقد كانت علاقات العراق (ثورة14 تموز 1958) سيئة مع الاردن وسبب ذلك معروف وحتى مبرر لما جرى لأهل الملك في العراق... وسيئةً مع السعودية... والسعودية التي كان لها ان تفرح لان الثورة حققت حلمها بتدمير الاتحاد الهاشمي (دون قصد الوقوف مع السعودية) والعلاقة سيئة ايضاً مع سوريا ومصر لرفض الثورة ل"لوحدة الفورية "وهذا ايضاً دعم غير مقصود للسعودية في حربها لأي اتحاد في شمالها او محيطها... ومع الكويت لرفض العراق طموح حاكمها في الاستقلال وهددت العراق بالانسحاب من الجامعة العربية بسبب ازمة الكويت ومحاولتها الانضمام للجامعة العربية.

    يقــــــول:

    (وهذا ما أشار إليه في أخر تصريح صحفي له رداً على سؤال الصحفي إدوارد صعب من صحيفة (اللوموند) الفرنسية، حول وجود مؤامرات تهدد النظام، فأجاب:

    "هناك مؤامرة الأخطر، وهذه ليست موجهة ضد العراق ولا ضد سوريا، إنما ضد فلسطين بشكل خاص. فهناك مؤشرات في الأجواء توحي بوجود مؤامرة لتصفية المشكلة الفلسطينية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية. وهم يدركون أن النجاح في تنفيذها يقتضي التخلص قبل كل شيء من الحركات التقدمية المناهضة لإسرائيل. والأمريكيون يتمتعون سلفاً بتواطؤ عدد من الدول العربية ولم يبق عليهم سوى خنق سوريا والعراق". ألا يشير هذا الكلام وكأنه قيل اليوم؟ وهل هذا التنبؤ هو كلام نصف مجنون أو نصف عاقل؟) انتهى

 

    الى اللقاء في الجزء التالي الذي يبدأ بالمقطع السابق

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.