اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

كل عام ودموعنا بألف خير// د. هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

كل عام ودموعنا بألف خير

د. هاشم عبود الموسوي

 

تزحلق الزمن .. ومرّ علينا عامٌ ، ليس ككل الأعوام ، كان كالذبحة الصدرية التي قطعت أنفاسنا ..و سيأتي القادم المجهول ، ملفعا بعتمة الإبهام، وبآمال باهتة ، قابعة في دهاليز المستقبل المظلم ..

وبعد أن خسرنا ما خسرنا طوال أحد عشر عام ، فهل نختلس الفرح ، لنتبادل كلمات التهاني بعد أن مرّ علينا عقد من الزمن لا يستحق منا سوى الإشمئزاز؟. لكن حلفاؤنا (دعاة الديمقرطية الجديدة في العالم ) بشرونا بأن لا خوف علينا ولا هم يحزنون ، وبأن السموم التي زرقوها في أوردة وطننا المُحنّط ، ستزول بمشيئة البيت الأبيض ، بعد ثلاث سنوات . وبعد أن يكون الوشم الذي إسمه العراق قد أزيل من خارطة العالم .. آنذاك سوف لا نشعر بأي ألم ، لأننا أساسا سوف لا نكون موجودون ، فطوبى للُمبشرِين والمُبشًرَين .

أما أنا فإعذروني أيها الأحبة ، أريد أن أفتح صدري و أريكم ما تكدس به من ألم ، وأرجو ألاّ تحرموني من البوح .. فأنا بهذا العمر لم أجد نفسي قادرا على الخوف ، ولا الإسراف في التأويل .. ولم أعد قلقا على شئ , فقد تعودت على الخسارة ، وليس لدي ما سأخسره لاحقا . نعم أنا الذي كنت دائما مرفوع الهامة ، ومتفاخرا بهيبة قاتلة . ورغم كل الإنكسارات المتوالية ، كنت أعاود ، وأدخل في صراع غير متكافئ مع الزمن ، باحثا عن مساحة صغيرة لفرحٍ ، حتى ولو كان عابراً  ... كانت الأعوام تهرول أمامي وتجرني وراءها مثل خروف منذور لا يدري متى سَيُذبح ، أيكون ذلك في مناسبة حزنٍ أو فرح ْ ... ولأني كنت دائما أكره الإنتظار ... وأتصور دائما بأن لا وقت لدي.. تأبطت قدماي وأتيت للوطن، باحثا فيه عن مساحة للحلم ، متوخيا إنعاش ذكريات باهتة أخاف عليها أن تموت ... أردت أن أكون هنا ، وأرى بأم عيني ، وكي لا أكون كمشاهدِ لمسرحية يقص عليّ ممثليها أحداثها ... نعم كنت أريد و أريد أن أتأكد بأن كل ما راودني طوال العمر المستباح ، هو محض حقيقة ، أم أنه ظلّ حلما بعيد المنال ... لقد قامرتُ و غامرتُ بتصوفي الشهواني ، علني أجد المسقبل الأفضل الذي رسمته في مخيلتي ، مذ كان يحدوني أملاً بأن الجنة الموعودة في السماء ، ربما تستطيع دماؤنا  و دموعنا أن تأتي بها الى الأرض .. إني أتيت الى هنا بلا معطفٍ طائفي أو قومي أو حزبي أو عشائري ، لا يستر عورتي سوى رداء إنسانيتي الشفاف . ويا وليني مما وجدت ..

 إسمحوا لي أن أقول لكم بأني وجدت نفسي غريبا في وطني (الذي ظل قابعا بقلبي طوال سبع عقود ) ...

العام الجديد على الأبواب ، والقدر الآتي من خلف السحاب , آتٍ ، آتٍ لا ريب ، أخاف أن يخطف الموت في هذا الشتاء القلة الباقية من أصدقائي و أحبائي ، قبل أن يدثرني الثلج فلا أحس بدفء الجنوب يتسرب الى عظامي ، آنذاك سأنسى إسمي و أنسى أن لي وطناً كان وكان  ...

 

أرجو ألا أكون قد عكرت عليكم ، نشوة إنتظاركم للعام الجديد ... معذرة لكم ... ولإحلامي التي قَبَرَتها إنبطاحات سياسي آخر الزمان .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.