اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

خطاب المتنفذين المتشنج// جاسم الحلفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

خطاب المتنفذين المتشنج

جاسم الحلفي

 

عاد الخطاب المتشنج للقوى المتنفذة الى البروز، وتصاعدت وتيرته المعروفة، والمنذرة بالشؤم. ومرة أخرى تعود الى مسامعنا مفردات من قبيل: التهميش والاستبعاد والاستحواذ والإقصاء والغبن، و غمط الاستحقاقات! وهكذا يتجدد التنابز الطائفي والمناطقي، ويتصدر المشهد المتوتر أصلا، اما صقور هذا الخطاب فهم حاضرون متحفزون لتوتير الأجواء التي شهدت هدوءا نسبيا، استبشر الناس به خيرا.

لم يمهل المتنفذون الشعب كي ينعم بهذا الهدوء النسبي بعيدا عن جعجعة صراعهم المحموم على السلطة بما تعنيه من مال وجاه ونفوذ. فليس تهدئة الأجواء وتنقيتها من كل ما يسيء للأمن والاستقرار، في وارد هؤلاء الذين تتطلع أعينهم الى الحصة من المحاصصة الطائفية المقيتة. فهؤلاء ومن كلا الطرفين، ومهما لبسوا لبوس الوطنية وتغنوا بوحدة الوطن والشعب، ما هم الا عناوين وأدوات مشروع تقسيمي مقيت.

بينت التجربة انه لا يمكن بناء مشروع وطني بذهنية طائفية. كما لا يمكن ان يقتنع الطائفيون بحصتهم مهما بلغت، فالطائفية تجانب العدالة، والمشروع الوطني هو نقيض للمشروع الطائفي. لذا سيبقى الصراع الطائفي قائما ما دام النظام السياسي يستند على أعمدة الطائفية في بنائه. ولا يمكن تصور حل لهذا الصراع الذي تستخدم في كل الوسائل بما فيها أكثرها خطرا على استقرار وسلامة الشعب، من اجل المصالح الخاصة.

ما يؤسف له هو ان هذا التصعيد يأتي في وقت صعب وخطير يمر به العراق، فلا زالت المعركة ضارية مع الدولة الاسلامية )داعش)، التي بقيت تسيطر على مساحات واسعة من البلاد، ولم يتبدد خطرها بعد. وتمثل موضوعة مقاومة داعش وخلاص العراق من شرورها أولوية لا تقبل التأجيل والمساومة والتسويف، فيما تعد وحدة القوى المناهضة لداعش ومشروعها، وانسجامها على رؤية موحدة، الباب الأساسي لدحر هذا المشروع.

كما ان الوضع الاقتصادي الناجم عن تراجع أسعار النفط وعدم وجود سياسية اقتصادية علمية، يزيد من قتامة الوضع وصعوباته.

ان التفاؤل الذي بالغ فيه البعض إثناء تشكيل الحكومة، هو اليوم إمام الامتحان، فالجميع يعرف ان وراء الإسراع في تشكيل الحكومة عوامل عديدة، من بينها العامل الدولي الضاغط، الى جانب عوامل أخرى إقليمية وداخلية.

 

اما التفاؤل الحقيقي فهو عندما تتم مغادرة نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، واعتماد المواطنة أساساً في بناء الدولة المدنية الديمقراطية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.