اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

التعاون بين الحكومة العراقية وفيلق القدس الإيراني// مصطفى محمد غريب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

التعاون بين الحكومة العراقية وفيلق القدس الإيراني

مصطفى محمد غريب

 

التعاون على أسس صحيحة وواضحة بين الدول وبخاصة الدول التي لها حدود مشتركة يعتبر حجر الزاوية ليس في استقرار البلدين فقط بل دعم الاستقرار والأمان والسلام في المنطقة، وهو إي التعاون، عملية مفيدة تشكل احد العناصر الرئيسية في بناء علاقات ايجابية مثمرة لحل المشاكل أو تطوير العلاقات وترسيخها  في المجالات كافة، وفي هذا الاتجاه نقيم أي تعاون مع أية دولة على الأسس صحيحة ولا نقف سلبيين أمامه بل نشجعه ونؤيده، أما إذا اختلف الأمر فلكل حادث حديث، ولهذا ومنذ سنين عديدة  والإشارات والاتهامات بوجود قوات إيرانية في العراق تحت واجهات عديدة من بينها " فيلق القدس " التابع للحرس الثوري الإيراني وهذا التواجد عبارة عن تعاون منظور بسبب البعد الطائفي وليس المصلحة الوطنية أو القومية ، لأن  العراق دولة عضو في الجامعة العربية، إن التعاون بين القوى التي تحارب العنف والإرهاب عملية صحية " لا تثريب عليها " وبخاصة إذا كانت مطابقة لشروط التعاون الذي  ينص على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، أن كانت قوى وأحزاب سياسية أو تعاون بين دولتين أو عدة دول لها مصالح مشتركة تخدم  الأطراف المتعاونة أو المتحالفة... الخ وقد يصل التعاون عسكرياً مكشوفاً مثلما حدث في الكثير من التجارب وكما حدث في حرب الخليج الأولى وأثناء احتلال الكويت وهو مثال ملموس حيث وافقت الدول المتعاونة " أجنبية وعربية " على تواجد جيوش دول أخرى على أراضيها وهذا الأمر قد يختلف من حيث الجوهر والمظهر عن تواجد قوات إيرانية على الأراضي العراقية تحت أي مسميات أو تبريرات والانكى إنكارها أو إخفائها فترة طويلة نسبيا، بهذا الخصوص نجد تناقضاً في تصريحات السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي فيما يخص الدور الإيراني في العراقي فهو الذي أكد أمام مؤتمر دافوس المنعقد في سويسرا يوم الجمعة 23/1/2015 بالقول عن وجود تعاون بين الحكومة العراقية و"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني ثم " لا ننکر تعاوننا مع اللواء قاسم  سليماني قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني" مثلما اشرنا دائماً أن المصالح المشتركة بين الدول تخضع لاعتبارات عديدة وهذه الاعتبارات تحدد نوعية التعاون بالاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والالتزام بمعايير قانونية وقرارات دولية وبضمنها قرارات وتوجهات الأمم المتحدة التي فرضت منعاً لسفر الجنرال الإيراني قاسم سليماني كما أن هناك تصنيف من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بأن قوات " فيلق قدس " قوة داعمة للإرهاب فكيف يفسر ذلك والعراق عضو في الأمم المتحدة ولدية اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية وهي والكثير  من الدول الأوربية ضمن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وداعش ومساندة العراق في حربه الحالية، نقول كيف يفسر الأمر عندما تنشر صور( ظهور الجنرال قاسم سليماني مع هادي العامري رئيس فيلق بدر الذي غيّر اسمها إلى منظمة بدر وهو وزير المواصلات السابق في حكومة نوري المالكي ) أو نشر أخبار الجنرال الإيراني بشكل علني بأنه في العراق تحت سمع وأبصار الحكومة العراقية التي تنكرت في السابق عن تواجده وقوات  فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ثم فجأة يظهر الاعتراف على لسان السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي  عندما أشار أن " إيران وفي بداية هجوم داعش على العراق في يونيو الماضي وسقوط الموصل أسرعت في إرسال الأسلحة وتقدیم المساعدة للحكومة العراقیة". إلا أن السيد حيدر العبادي يناقض نفسه عندما ينفي بعد ذلك " عدم وجود جندي إيراني واحد على الأرض العراقية، ولم يكن هناك جنود إيرانيون " هذا الخلط والتناقض يثير أكثر من تساؤل عن حقيقة الأسباب  فهناك تأكيدات إيرانية وغير إيرانية عن إرسال أسلحة ومستشارين عسكريين إيرانيين إلى العراق وهم يقودون ميليشيات شيعية عراقية ، أليسوا هؤلاء جنوداً في القوات المسلحة الإيرانية وان كانوا قادة عسكريين أو مستشارين؟

إن المشكلة ليس في مبدأ التعاون بين العراق وإيران  في محاربة داعش الإرهابي أو في مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية  وهو أمر طبيعي جداً وبخاصة أن البلدين لهما مصالح مشتركة تاريخية واجتماعية واقتصادية...الخ إضافة إلى حدود طويلة تمتد لمئات الكيلومترات وهذا ما يحتم التعاون والتفاهم بدلاً من الخلاف والتنافر ولكن على شرط معروف يُكرر في كل مناسبة " عدم التدخل في الشأن الداخلي واحترام حسن الجوار والصداقة بين البلدين والشعبين الجارين " إلا أننا شاهدنا ولمسنا أن هذا المبدأ يخترق باستمرار وان إيران لها أجندة خاصة وعامة تخترق فيها الأوضاع وتتواجد بشكل ليس سري بل حتى علني،هذه الأجندة هي الميليشيات المسلحة التي كشف النقاب عن مصادر أسلحتها والتدريبات التي تلقتها وتتلقاها من  إيران فضلاً عن وجود قوى من أحزاب الإسلام وبالأخص الشيعية  إضافة لتواجد فيلق القدس التابع للحرس الثوري وقادة عسكريين إيرانيين قتل البعض منهم في العراق، ولهذا نجد أن تكذيب هذا الأمر من قبل السيد حيدر العبادي  ونفي " وجود جندي إيراني واحد على الأراضي العراقية" نفي غير مبرر  بعدما أثنى بعظمة لسانه على دور الجنرال "لا ننکر تعاوننا مع اللواء قاسم سلیمانی قائد فیلق القدس للحرس الثوري الإيراني".

فإذا كان قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني يشترك في القتال ضد داعش فكيف يمكن إنكار وجود جندي واحد وهو أمر غير معقول يدفع المعنيين بالتدخل الإيراني إلى البحث والاستفسار وقد يتوصلون إلى استنتاجات مغرضة بسبب تصريح رئيس الوزراء العراقي الذي يعترف بالتعاون وتواجد ليس جنرال واحد بل كشف أيضاً عن قادة آخرين ومن فيلق القدس لكنه ينفي قبل أن تنشف تصريحاته عن عدم وجود جندي إيراني واحد، لا بد من اجل أن لا تخلق التصريحات مطبات وأجواء عدم الثقة أن تدقق التصريحات وبخاصة مثل هذا الأمر الحساس الذي أثير حوله العديد من الاحتمالات والإشاعات باعتباره يمس الاستقلال الوطني والموقف من وجود قوات أجنبية وهذا الرفض الشعبي الواسع لم يشمل التواجد الإيراني فحسب بل شمل دول أجنبية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يبقى الرفض الشعبي في حال والواقع في وجود قوات أجنبية في حال آخر لان القوى السياسية المتنفذة هي التي تتلاعب بمفاهيم الوطنية ومفاهيم المصلحة العامة، وهناك قضايا ومصالح وارتباطات للبعض من الذين يتغاضون عن وجود طرف خارجي لا بل يسعون إليه وهم أساتذة في التفسيرات والتبريرات في رفض أطراف أخرى، وفي العراق وهو ما ثبت فعلاً إن هناك علاقات تطغي على العلاقات الوطنية والقومية وهي الانتماءات الطائفية وتأثيراتها على الواقع السياسي الداخلي ولا نريد التوغل في مفاصل هذا الموضوع الحساس وبخاصة في قضية العلاقة مع إيران أو الدول المجاورة للعراق والذي يظهر في تصريحات البعض من المسؤولين والنواب عندما يهاجمون طرف خارجي لكنهم يغضون الطرف عن طرف آخر لديهم مصالح وعلاقات معروفة، ولم يكن السيد حيدر العبادي حتى موفقاً في الحياد عندما اخذ بشكل ما ينتقد دول التحالف بخصوص الدعم المقدم مما جعل وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن يرد  بان انتقاد العبادي " غير مفيد " ويقصد به التعاون مؤكداً " اختلف مع تعليقات رئيس الوزراء. بل سأقول إنني لا أعتقد أنها مفيدة " أن التحالف أكثر من 60 دولة اجتمعت لدعم ومساعدة العراق وأشار بضرورة أن يكون رئيس الوزراء حيدر العبادي " أكثر انتباها بعض الشيء لذلك " وقد تراجع العبادي عن انتقاد واشنطن " طلبنا بزيادة الدعم الدولي لا يعني خيبة الأمل به ".. مثلما قدمنا النصح دائماً، يجب أن تكون التصريحات وبخاصة من قبل المسؤولين الكبار وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أكثر دقة واتزاناً كي لا يقوم صاحبها بالاعتذار!!

ومع كل ما ذكر يبقى التضامن مع العراق وتقديم الدعم له ( إن كانت إيران وهي مشكورة حسب تصريحات السيد حيدر العبادي أو غير إيران ) هذا الدعم يجب أن يكون بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية ويجب أن لا يكون بالضد من المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش فحسب بل أن يكون الموقف متزامناً بالضد من أي ميليشيا طائفية مسلحة لا تقل خطورتها عن الخطر الإرهابي التكفيري بل ريما سيشكل  أكثر خطورة في المستقبل القريب على العراق والوحدة الوطنية وبخاصة بعد دحر داعش وهذا أمر لا بد منه .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.