اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

“إرادة” حنان الفتلاوي- الجزء الثاني – حرب تشهير مرعبة// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

“إرادة” حنان الفتلاوي- الجزء الثاني – حرب تشهير مرعبة

صائب خليل

30 كانون الثاني 2015

 

هذا هو الجزء الثاني من سلسلة ستكون من ثلاث مقالات تحت عنوان "إرادة" حنان الفتلاوي- الضوء في نهاية نفق العراق؟ "، وقد نشر الجزء الأول منها (1) وكنت أنوي أن يكون هذا المقال المخصص لمراجعة التهم المنسوبة إلى النائب حنان الفتلاوي والتشهيرات التي تعرضت لها جزءاً من المقال الأصلي، لكن لحجم هذا الملف فقد استحق مقالة خاصة، وهي مقالة ليست قصيرة بالتأكيد، ولكنها تكشف حقائق شديدة الخطورة عن ما يجري في العراق وحقيقة الإعلام الذي فيه. وسيكون الجزء الثالث والأخير مخصصاً لمراجعة المواقف السياسية للدكتورة حنان ووضع كل الإيجابيات والسلبيات في الميزان، وهل ستتمكن من ان تكون الضوء في نهاية نفق العراق الطويل؟

 

قبل الحكم على تلك الأسئلة، من المفيد ان نعرف من اين جاءت الصورة التي لدينا عن النائب الفتلاوي، وهل تكونت من مراقبة للحقائق، أم بفعل تنويم مغناطيسي إعلامي هادف إلى تحطيمها؟ لا شك ان صورة الفتلاوي تكونت بدرجة أو بأخرى، من مراقباتنا وتحليلاتنا، ولكني على ثقة انك بعد قراءة هذا الجزء، أيها القارئ العزيز، ستقر بأن تلك المراقبات والتحليلات قد تم تشويهها بشكل لم تكن تتخيله وبحجم لا يسهل تصوره، وسوف تتساءل: : كم هي نسبة الحقيقة في تلك الصورة في رأسي عن الفتلاوي وكم هو نصيب الوهم؟ وكم ياترى إذن نصيب الوهم في بقية ما لدي من تصورات عن مختلف القضايا في العراق؟

 

لكثرتها، رأينا أن نقسم الحرب الإعلامية على النائب حنان الفتلاوي إلى قسمين أساسيين، الأول هو "التشهيرات الصغيرة المتفرقة"، وهذا القسم ينقسم بدوره إلى ثلاث انواع هي "الأكاذيب الإعلامية المعتادة" الهادفة للتشهير والإساءة،

وهناك قسم آخر يتميز بالوضاعة والإنحطاط الأخلاقي في تنفيذ التشهير، وهو ما ينتظر منه أن يحطم الضحية خاصة إن كانت إمرأة في مجتمع شرقي.

 وأخيراً هناك قسم رأينا أن نفصله لنلفت الإنتباه إليه، وهو “تشهيد الفيديو على التلفيق” وهنا نلاحظ وقاحة مثيرة للإهتمام حيث يبدو أن الدراسات الإعلامية الخبيثة قد اكتشفت أن ضحية الكذب الإعلامي لا يبصر حتى حين يرى الكذب بعينيه، إن أنت أوحيت له بأنه حقيقة!

 

هذه الأنواع الثلاثة كلها تعتبر من نوع التشهيرات الصغيرة كما ذكرنا، وهناك النوع الآخر الذي أسميته "حملات التشهير الكبرى". وفي الوقت الذي تكون فيه عمليات التشهير الصغرى عبارة عن كذبة مفردة تطلق في الإعلام ليتناقلها الناس فيما بينهم، فإن "الحملات التشهيرية الكبرى" تكون معركة منسقة بين وسائل إعلام عديدة ويستمر العمل فيها فترة طويلة نسبياً، وتترك في العادة أثراً في ذاكرة الضحية (المواطن المكذوب عليه وليس المشهر به) يصعب مسحه، أما أثرها على الضحية المباشرة، (المشهر به) فقد يكون محطماً تماماً. وقد كان هناك ثلاث حملات ليست كلها بذات الحجم وذات النجاح، لكنها نجحت بشكل ملفت للنظر في تكوين الصورة العامة لدى المواطن عن الدكتورة حنان (عدا جمهورها من الناخبين). والتهمة الأولى التي الصقت بالدكتوره حنان هي انتمائها إلى حزب البعث وكونها حزبية متقدمة. والحملة الثانية كانت حول تفسير كلامها على انها تطالب بتوازن في القتل الطائفي، أما الحملة الثالثة وهي الأصغر فاستغلت عبارة قالتها في إحدى المقابلات: "كلنا استفدنا"، لتبنى عليها قبة كبيرة، كما سنرى. وسنلاحظ أن التهمة الأولى تستند إلى مؤامرة لا تعتمد على خطأ قامت الفتلاوي به، أما الثانية فقد اعتمدت على إعادة ترتيب عبقرية لأقوالها، وأما الثالثة فاعتمدت على عدم الحذر والدقة في التصريحات، وسوء التعبير.. آسف لطول المقدمة لكنها ضرورية لترتيب المعلومات الكثيرة في ذهن القارئ، وتسهيل وعيها وتذكرها. فلنبدأ إذن.

 

تشهيرات صغيرة متفرقة

أكاذيب إعلامية معتادة

من التشهيرات الصغيرة، التي تتخذ شكل اكاذيب إعلامية معتادة، الخبر الذي أشيع عن توزيع النائب الفتلاوي لـ "بطانيات" من أجل كسب أصوات الناخبين، كتب عليها أنها هدية من الفتلاوي إلى الشعب العراقي، الخ. "قناة العراق الان" مثلا. (2) وقد كذبت الفتلاوي ذلك الخبر في بيان لها، وقالت أنها ليست بالغباء لتكتب إسمها على بطانيات وتقدم دليل إدانة ضد نفسها للكثيرين من المتربصين بها. (3)

 

كذلك نسبت إليها اقوال سخيفة لاستثارة الناس، خاصة البعض المستعد لتصديق كل شيء ضدها، من أكاذيب وأقوال منسوبة إليها(4)

وحاول بعض الإعلام في مرات عديدة إظهارها بمظهر الخاسر المهزوم الذي لا يتلاءم مع رفاقه، وأنها قد انتهت. وهذا موقع "جاكوج" المشهور بالكذب بوقاحة يكتب في عنوان الخبر كذبة بأن الدعوة يفاجئ حنان الفتلاوي ببطاقة طردها من الائتلاف! (5) لكنك لا تجد في محتوى الخبر أي أثر لموضوع الطرد. وفي مثل هذه الحالات يأمل الإعلامي أن يقرأ المواطن المستهدف من الكذبة، العنوان وحده دون الخبر، او أن يترك العنوان الأثر المرجو في ذاكرته دون المحتوى.

 

وقاحة الكذب بشهادة الفيديو!

أحد عناوين الفيديو يقول: "حنان الفتلاوي: السنه والصدريون اعدائي"(6). ومن الواضح تماماً أنه يستهدف الطبقة الأكثر سذاجة من القراء الذين يمكن ان يصدقوا أن مثل هذا الكلام يمكن أن يصدر عن اي سياسي كان. ولا يحتوي الفيديو بالطبع أي شيء من هذا القبيل، لكن المثير للإهتمام هو جرأة الإعلامي في عملية الخداع في تقديم فيديو يفضح كذبه، على أنه يؤكد ادعاءاته! ويبدو أن الإعلامي يطمح هنا مرة أخرى أن المشاهد، حتى لو شاهد الفلم، فأن ما سيبقى في ذاكرته هو العنوان وأن المشاهد لن يمحص، وسوف يفترض أنه مادام صاحب الخبر يجرؤ أن يقدم الفيديو كدليل فلا بد أنه صحيح، فلا يعقل أن يأتي أحد بدليل ضده!

 

وبنفس الطريقة فأن الفيديو التالي من "أخبار العراق" يعتمد على العنوان للإيهام:"حنان الفتلاوي تصف اهل السنة (العرب والكورد) بالخونة"(7)

والإعلامي هنا كان اكثر حرصاً على أن تنطلي خدعته من السابقة، ففي الخبر ما قد يوحي للمشاهد بأن العنوان صحيح، لكن حقيقة ما قالته الفتلاوي رداً على "اقتراحات" محاكمة المالكي بالخيانة العظمى، هو: أن من يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى هو من تعقد مؤتمرات التآمر على البلاد في مدنه ويستضيف المتآمرين في فنادقه.. ومن الواضح أنها كانت تتحدث عن القيادات في كردستان ولم تأت كلمة "كرد" أو"عرب" أو "سنة" على لسانها.. ولو طبقنا هذا التعميم الضمني، فلا بد أن نقول ان مقدم البرنامج كان "يصف الشيعة بالخونة" حين طالب بمحاكمة المالكي، لكن هذا كذب مفضوح طبعاً.

 

تشهيرات صغيرة منحطة أخلاقياً

ومن محاولات التشهير الصغيرة، تشهيرات واطئة جداً من الناحية الأخلاقية، تستهدف بث السم في حياة الإنسان المستهدف كضحية مباشرة، وتجعله يفقد السيطرة على أعصابه ويرتكب الأخطاء، ليمكن استخدامها فيما بعد ضده. كما انها تهدف إلى تثبيت صورة "الوساخة الشديدة" في العمل السياسي، لتشجيعه على تركه والإهتمام بحياته الخاصة، فتترك الساحة للجهات التي وجهت ذلك الإعلامي إلى تلك المحاولة. الفيديو التالي ليس فيه اي محتوى نقدي، ويستهدف صناعة جو "ثقافي" سخيف وعدواني اقرب الى البلاهة والخلل العقلي والأخلاقي في التعامل مع الخصوم لدى المشاهد. (8)

 

ومن هذا النوع من التشهير الإعلامي ما مارسه سعد الأوسي على صفحته في الفيسبوك. وبمنشوره "لماذا لم ينفذ حكم الاعدام بحنان الفتلاوي ابان حكم صدام حسين....؟!!" يأخذ سعد الاوسي التزوير الإعلامي والتشهير إلى مستوى أشد انحطاطاً في التعامل مع ضحاياه. ويتميز بأنه لا يحده أي اثر لضمير أو بقية شرف أو نتفة أخلاق. فيكتب في العراق تايمز التي تقبل مثل هذا المستوى: "لماذا تسترت الفتلاوي على قاتل زوجها وكيف تم الكشف عن خيوط تلك الجريمة ومن انقذتها من حبل المشنقة...؟!!" ..ويمضي بروايته الجيمس بوندية التي تدهشنا بوجود إنسان مستعد للنزول إلى هذا الإنحطاط، ثم لا يتردد أن يعلن إسمه!

 

هذا يعني مما يعنيه، أن الشعب يفشل في أن يضع روادع إجتماعية مناسبة كأن يعامل مثل هؤلاء بذات الإحتقار الذي يعامل به قوادي الرذيلة كما يستحقون!

أنظروا مثلاً إلى هذه الوقاحة في احتقار المشاهد من قبل أنور الحمداني حين يسمح لنفسه أن ينقلب كبهلوان إعلامي في لحظة واحدة من المديح الأقصى إلى الذم الأقصى، وبلا تفسير، ودون أن يخشى احتقاراً مقابلا من المشاهد! (9)

 

التساؤل الآخر ايضاً عن تلك السلطة الهائلة التي سلمت إلى الإعلامي والقادرة على تحطيم أكبر الرؤوس لحساب من يدفع الثمن إن أرادت وبأدنى الوسائل، دون أن تخشى شيئاً. أليست تلك السلطة خطرة جداً عندما لا تتكامل مع أخلاقية مساوية لها في القوة، لتوجهها بشكل صحيح وليأمن الناس جبروتها؟ يجب أن نقول أن هذا المستوى من التصرف لم يكن معروفاً في الشارع العراقي أوالأخلاقية العراقية أو الإعلام العراقي، وأنه من الواضح أنه ينتمي إلى مدارس خارجية، لدي أمثلة عنها لا يسع المجال لطرحها.

 

حملات تشهير كبرى

حملة إلصاق تهمة البعث بالنائب حنان الفتلاوي

هل كانت حنان الفتلاوي قيادية بعثية؟ الجواب المتوقع على هذا يعتمد على من نوجه له السؤال وليس على الحقيقة. ليس لأن الحقيقة غامضة أو أن احداً لم يكتب عنها، وإنما لشدة حملة الكذب التي سعت لتشويه تلك الحقيقة، وتركت المجال لكل أن يصدق ما يريد، ويقدم "الوثائق" عما يريد! إن حملة إلصاق تهمة البعث بحنان الفتلاوي من أمضى واعتى الحملات الإعلامية للهجوم على العقل العراقي في تاريخ الإعلام في هذا البلد.

 

بدأ الأمر بنشر بعض المواقع لكتاب صادر عن هيئة النزاهة يشير إلى اتهام الفتلاوي بالإنتماء للبعث وتهم أخرى.

ورغم أن الكتاب فيه الكثير من الغموض، ويضع نص الإتهام ضمن جدول لا يشير إلى توجيه التهمة رسمياً، دع عنك ثباتها، فقد تولت وسائل الإعلام "صقل" الخبر فصاغته بعنوان: " هيئة النزاهة : حنان الفتلاوي عضو فرقة بحزب البعث ومشمولة بالاجتثاث"(10)

 

وذهب آخرون إلى مرحلة أعلى من الكذب الصريح فنشرت وكالة اليوم الثامن تحت عنوان

“الكشف عن الاجراءات التي ستترتب على حنان الفتلاوي بعد ان تبين انها منتمية لحزب البعث وتتقاضى راتبين” (11)

 

وجاء في نص خبر وكالة اليوم الثامن: "وتضمن نص الوثيقة - تبين أن المرشحة حنان الفتلاوي : عضو فرقة في حزب البعث إبان الحكم الصدامي ومشمولة بقانون الأجتثاث ..تستلم راتبين ( اشغال وظفيتين في وقت واحد ) راتب مجلس النواب كنائب وراتب مجلس الوزراء كمستشارة لـــــــــ ( نوري (وانه يترتب على ذلك سحب عضوية البرلمان وإعادة الرواتب والأراضي والشقق والفيلا..." !!

ونقل علي قاسم الكعبي (حسب قوله) عن "قناة دجلة الفضائية" التي تعرف نفسها على أنها موقع عربي أمريكي: "بالوثائق فضيحة جديدة من العيار الثقيل للنائبة حنان الفتلاوي"(12)

 

ورغم أن الفتلاوي أنكرت صحة الإتهام تماماً، وطالبت النزاهة بإصدار توضيح بشأن كتابها وإن كان صحيحاً أو مزوراً(13) فأن النزاهة لم ترد على ذلك إلا بعد أن أعطت الإعلام الوقت اللازم لكي يسيطر على عقول ضحاياه، وهو الأمر المعتاد في حالات أخرى نعرفها. ولم تنشر النزاهة موقفها إلا بعد تهديدها من قبل الفتلاوي بمقاضاتها على الضرر الذي تسببت فيه لها. وعندئذ جاء في إعلان للنزاهة أن "الكتاب الذي تناول النائبة الفتلاوي تم حفظه لعدم صحة المعلومات الواردة فيه.."!! (14)

 

وإضافة إلى التأخير الواضح التعمد في نشر الإيضاح، نلاحظ أن نصه كتب ونشر في الإعلام بشكل يقلل من تأثير أهم حقيقة فيه وهي:"عدم صحة المعلومات"، مركزاً بدلا من ذلك في العنوان (“النزاهة تنفي تزويد أي جهة عدا البرلمان بكتاب اتهام الفتلاوي بانتمائها للبعث”) على حقيقة عدم تزويد الجهات بالكتاب دون الإشارة إلى خطأ المعلومات(15)، والذي يفهم القارئ منه بأن الكتاب صحيح وأن تهمة الإنتماء للبعث صحيحة وأن النزاهة قامت بتزويد البرلمان بذلك الكتاب!

 

ونشرت "كتابات" الخبر المزيف مع التصحيح في المتن، لكن العنوان احتوى على الخبر المزيف وحده! أملاً في أن يكتفي الضحايا المستهدفين من القراء بقراءة العنوان أو أن يكون هو ما يبقى في ذاكرتهم (كتابات - هيئة النزاهة : حنان الفتلاوي عضو فرقة بحزب البعث ومشمولة بالاجتثاث)، بينما الطبيعي أن يعكس العنوان تكذيب الخبر لأنه الحدث الأخير.

 

في هذه الأثناء استمر نشر الخبر المزيف، وغالباً دون نشر التصحيح من النزاهة، مع إضافات صممت لتثبيته في رؤوس ضحاياه. فقالت وكالة براثا التابعة للمجلس الأعلى بأنها حصلت على وثيقة رسمية تؤكد أن : حنان الفتلاوي عضوة فرقة بعثية، ونشرت صورة (مزورة) عن مشاركة الفتلاوي في دورة بعثية .. الخ.. (16)

(تجد الصورة على هذا الرابط:

http://burathanews.com/uploads/image/article/388

-0/2014-Aug-21-53f5e5b2be8cb.jpg)

 

أما "صوت العراق" فوصفتها على تويتر بـ "الرفيقة" حنان الفتلاوي(17)، وذهب أنور الحمداني إلى أبعد من ذلك فراح يقرأ في برنامجه رسالة بصوت امرأة يفترض أن "الرفيقة" حنان الفتلاوي كانت قد كتبتها إلى صدام حسين تمتدحه فيها! ويؤكد العنوان أنها "بالوثائق"!!(18)

 

والحقيقة أن نسخة الخبر الذي نشر عن النزاهة، والتي كنت قد احتفظت بها في ذلك الوقت في أرشيفي، قد خلت تماماً من تلك الفقرة الأساسية التي تبرئ الفتلاوي، واكتفى الخبر بموضوع أن البرلمان هو الجهة الوحيدة التي زودت بالكتاب! لكني حين أعود الآن إلى الرابط، أجد تلك الفقرة موجودة في الخبر رغم أنها مهمشة في داخله. وتفسير ذلك بالنسبة لي أن هناك من حذفها في وقت الخبر، ثم عاد وأعادها بعد زوال فترة التأثير. ليس لدي أي إثبات على هذا الأمر، لكن ليس لدي أي تفسير آخر لاختفاء هذه الفقرة بالذات من نسخة ارشيفي، فمن غير المتوقع أن أقوم بنفسي باقتطاع وحذف الجزء الأهم من الخبر الذي أؤرشفه.

 

وفي كل الأحوال، فقد تبين أن قضية الكتاب ليست سوى حملة تشويه، لا يستبعد أن يكون اعضاء في النزاهة نفسها قد شاركوا فيها بتدبير وتسريب الكتاب، ثم تكذيب المعلومات بعد أن تكون الحملة قد أخذت مداها وترسخت رسالتها المزورة في أذهان الضحايا. كذلك فأن نشر التصحيح كان كما هو متوقع بأضيق مجال، بحيث يكفي لتبرئة من نظّم الحملة أمام القضاء ولا يكفي ابداً لتصحيح صورة المشهر بها زوراً أو تصحيح الصورة أمام الجمهور، الضحية الأخرى. فلم ولن يخرج أنور الحمداني ليعتذر لمشاهديه ويقدم لهم التصحيح مثلما قدم لهم التزوير.

كلنا نعلم أن الكذبة الإعلامية كانت ناجحة بشكل مخيف وأنها كانت ذات أثر كبير في تصوير الفتلاوي كبعثية قديمة تخفي أسراراً.. الخ.. وهذه من القضايا المعروفة في "العمليات القذرة" للإعلام، حيث يعرف القائمون بها أنهم إن نشروها بقوة كافية لتدخل في وجدان الضحية المكذوب عليها، فإن تأثيرها سوف يستمر حتى بعد اكتشاف تزييفها، وخاصة لدى من تجد تلك الكذبة صدى مناسباً في نفسه، وتتلاءم مع الصورة المسبقة، التي قد تكون هي الأخرى من صنع أكاذيب سابقة من نفس الجهة الإعلامية. ..

 

قصة توازن القتل الطائفي

في نيسان الماضي كتبت مقالة بعنوان: "إعلام الفتنة يهاجم عقولنا بشأن حنان الفتلاوي"(19) راجعت فيها بالتفصيل الأكاذيب التي حيكت في حملة إقناع الناس بأن الفتلاوي تريد "موازنة في القتل" بين الشيعة والسنة، ونقل عن الفتلاوي أنها قالت في مقابلة تلفزيونية في العام الماضي:"انني اريد ان يكون هناك توازن فعندما يستشهد  سبعة من الشيعة نريد ان يقتل مقابلهم سبعة من السنة"، حسب صيغة "وكالة كل العراق الأخبارية".(20)

 

ويراد من ذلك القول بأن النائب حنان كانت تدعوا بشكل مباشر إلى الإنتقام  الطائفي بقتل أشخاص من السنة كطائفة. ويبدو أن الهدف المباشر للحملة كان السعي إلى حرمان الفتلاوي من عضوية البرلمان، فرفعت النائب عن ائتلاف متحدون - وصال سليم دعوتين قضائيتين من أجل إقصاء حنان الفتلاوي عن الإنتخابات القادمة لتصريحاتها "الطائفية والمحرضة على القتل".(21) وأنها تهدد الوحدة الوطنية (22)

وقد قدم اصحاب الحملة فيديو الفتلاوي كدليل، لكن من يستمع بانتباه يجد أن الفتلاوي قالت بالضبط: "أريد توازن باللي يستشهدون. من ينقتلون سبعة شيعة أريد كبالهم ينقتلون سبعة سنة."(23)

 

أن عبارة "أريد توزان باللي يستشهدون" – تكفي لتبرئة الفتلاوي من التهمة، ولذلك نلاحظ أن تلك العبارة بالذات: ("..باللي يستشهدون")، قد أزيلت تماماً من الخبر الذي نشرته "وكالة كل العراق الأخبارية" أعلاه، وكذلك من جميع الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام! لننظر إلى البقية:

 

"شفق نيوز": "ولكن انني اريد ان يكون هناك توازن، فعندما يستشهد سبعة من الشيعة نريد ان يقتل منهم سبعة من السنة".(24) وجاءت العبارة بصيغة مقاربة جداً في الخبر في أماكن أخرى(25)

“جريدة الحقيقة” وجدت عبارة أكثر إثارة للفتنة حيث أضافت كلمة "بالمقابل.."، فتقول: "ولكن اريد ان يكون هناك توازن فعندما يستشهد سبعة من الشيعة نريد ان يقتل مقابلهم سبعة من السنة"(26)

موقع "اسامة النجيفي رؤية لمستقبل عراقي جديد" ذهب أبعد من ذلك فأضاف كلمة "القتل" إلى “التوزان” و "الطائفة الأخرى"، فكتب: "وكانت النائبة حنان الفتلاوي قد صرحت في احدى القنوات الفضائية انه "يجب وضع “توازن بالقتل بين الطائفتين” ، فحين يقتل سبعة من الشيعة فيجب قتل سبعة من الطائفة الأخرى!!!".(27)

 

إن اتفاق وسائل الإعلام كلها على إزالة عبارة "باللي يستشهدون" أمر يثير الدهشة، خاصة ان الفروق البسيطة في صيغة الخبر تؤكد أن تلك الأخبار لم تنقل الواحدة عن الأخرى! ولا تفسير لذلك سوى أن هناك جهة مركزية أدارت هذه الكذبة، فقامت بدراسة عبارة الدكتورة حنان الفتلاوي التي كانت قد قالتها قبل شهور عديدة، وتشريحها بمشرط الجراح الماهر لكي تحور معناها عمداً وبشكل يصعب اكتشاف التزوير إلا لقلة نادرة تنتبه للفرق!

 

والأخطر من ذلك أن جميع وسائل الإعلام التي نشرت الخبر، وهي وسائل يعتمد عليها العراقي في معرفة ما يجري في بلاده والعالم، ترتبط بتلك الجهة! من هي تلك الجهة ولماذا تستهدف الفتلاوي؟ وهل هذه فضيحة لحنان الفتلاوي أم فضيحة للإعلام العراقي؟ ومن يمكن أن تكون تلك الجهة ذات السلطة الهائلة على وسائل الإعلام العراقية؟ ولمن يتبع الإعلام العراقي، وما هو هدفه؟ وما كان أثره طوال هذه السنين من الأكاذيب المدروسة من هذا النوع، على ضحيته - الشعب العراقي الذي لا يدري ما يدور في أروقة إعلامه؟.. هذه كلها أهم وأخطر بكثير بالطبع من موضوع هذه المقالة عن حنان الفتلاوي رغم خطورته.

 

يمكننا أن نرى التأثير الهائل من خلال مدى النجاح الكبير لهذه الكذبة، فلم أجد شخصاً واحداً لم تنطل عليه تلك الخدعة! والأسوأ من هذا وذاك أنه رغم امتلاكي الدليل القاطع على الكذبة، متمثلاً بالتسجيل الموجود في اليوتيوب، فإني كنت أواجه صعوبة في إقناع الناس بأنها كانت كذبة! فقد دخلت هذه الكذبة إلى لا وعي الناس وتثبتت، ولم تلق مقالتي التي نبهت على تلك القضية الخطيرة، الإهتمام المنتظر حتى من محبي حنان الفتلاوي! ولم ينج من خدعة التسونامي الإعلامي  حتى النواب من زملاء الضحية فلم ينتبهوا في سعيهم للدفاع عنها إلى ما جرى تزييفه من أقوالها بل قبلوا الأمر وكأنه حقيقة وسعوا إلى "تقليل الأضرار" (28) وحتى النائب حنان الفتلاوي نفسها لم تنتبه إلى الفرق المحدد بين ما قالته وما قاله الإعلام عنها واكتفت في دفاعها بالإشارة إلى أن الكلام أخذ دون سياقه! (29)

 

حنان الفتلاوي: “كلنا استفدنا .. كومشنات”؟؟؟؟

المقطع التالي الذي تقول فيه النائب الفتلاوي "كلنا استفادينا.. عقود وكومشنات" (30)، صار من أكثر الفيديوات استخداماً من قبل من اتهمها بالفساد وغيره. والعبارات التي على لسان الفتلاوي واضحة تماماً وتدين صاحبها بالفعل إن كانت صحيحة، ولكن.. ما أثار انتباهي هو أنه من غير المعقول أن يقول من استلم كومشنات ذلك في مقابلة تلفزيونية علنية، ولا حتى عن طريق الخطأ! فالفلم لم يسجل سراً، (يبدو أن الجهة التي أدارت عملية التشهير منتبهة لهذه الثغرة، فقد ادعى من نشر المقطع زوراً بأنه "فديو مسرب" بينما هو مقابلة تلفزيونية علنية لقناة الشرقية)، وصاحب الكومشنات أكثر الناس حذراً فيما يقول وبالعكس سيقول ويبالغ عادة في كل ما يبعد عنه التهمة، فما هي الحقيقة؟

 

كان تصوري الأول أن د. حنان كانت حينما تضيف ضمير "نا" إلى عبارتها إنما تقصدها مجازاً في أمور ليس بالضرورة ان تكون مشاركة فيها. أي مثلما نقول : "وبعد الثورة قتلنا الملك" أو "في 1941 فرهدنا اليهود" .. لا يعني أن الشخص القائل شارك في القتل أو الفرهود. ما يزيد إحتمال صحة هذا التفسير أنها قالت في نهاية المقطع : "من خلصت الفترة ، كلنا نتنصل نكول والله ما علينا".. ومن الواضح أن الفتلاوي غير مشمولة بكلامها حين تقول "كلنا نتنصل" لأنها كانت في سياق نقد الذين تنصلوا عندما انتهت الفترة.

 

رغم قوة احتمال هذا التفسير، يبقى تخميناً شخصياً معقولا وقد يكون صحيحاً أو لا. لذلك اتصلت بالدكتورة حنان عن طريق الفيسبوك وسألتها: وددت طرح السؤال عليك حول تصريحك بأننا "كلنا استفدنا" في إحدى المقابلات والتي استعملت ضدك بشكل كبير.. فهل لديك توضيح حولها ، وهل قمت بكشف حساباتك أو أي إجراء مماثل أو أية حقائق أخرى تثبت لنا خطأ ما فهم منها ..

 

وكان ملخص جواب الفتلاوي كما يلي: بالنسبة لمقطع لقاء قناة الشرقية انا نشرت الحديث كامل قبل الانتخابات للتوضيح لانه تم اقتطاعه، والحديث كان تعبير مجازي رد على ميسون كانت تتحدث عن الحكومة والتهميش، قلت لها جميعاً اشتركنا بالحكومة واخذنا حصتنا من الكيكة والكل استفاد من العمولات والكومشنات واقصد بالجميع "المعترضين"، وصيغة “نحن” تستعمل بالحديث ولست من الغباء لاتحدث هكذا في لقاء متلفز مع ميسون الدملوجي.

 

أجبت:- سيكون مفيدا لإقناع المشككين إن زودتني ببعض الحقائق التي تدعم النفي فهل مثلا أنك اعلنت ملكيتك حين طالب البعض السياسيين والبرلمانيين بتقديم جرد بها في يوم من الأيام ، أوأن هناك ما يثبت أن حنان الفتلاوي لم تستفد أكثر من راتبها .. الخ.. هل كنت يوماً في موقع مسؤولية القرار عن أي مشاريع ذات قيمة مالية..

 

د. حنان: اخي الكريم معروف في هيئة النزاهة انا اول النواب الذين يقدمون كشف ذممهم المالية، واذكر كل شيء تفصيلاً ولم اتخلف سنة واحدة منذ دخولي للسياسة، واذا رغبت ارسل لك اخر وصل استلام استلمته قبل ايام عن كشف ذمتي لهذا العام (وبالفعل أرسلت صورة للوصل) ولا املك فلساً واحداً او عقاراً خارج البلد والحمدلله.

لتكن على ثقة اخي الكريم لي الكثير الكثير من الاعداء ولو كانوا وجدوا شعرة ضدي ماكانوا سكتوا. لذلك لجأوا للتدليس واقتطاع الحديث. ولم استلم اي منصب تنفيذي مطلقا. عملي كان عضو مجلس وطني مؤقت ثم عضو جمعية وطنية ثم عضو هيئة مستشارين ثم عضو مجلس نواب، ثم عضو مجلس نواب، وعرضت علي اموال لاتتخيلها عندما كنت في لجنة تنفيذ المادة ١٤٠ ولكني لم ابع كركوك ولم افرط بها وقاتلت لوحدي مقابل عشرة منهم، وتعب حزب الـ (....) وهم يبحثون اي شيء ضدي وعجزوا والحمد لله. بحث الكثيرون من مختلف الجهات ذهبوا لمدرستي الابتدائية ولمتوسطتي ولاعداديتي ولقريتي التي ولدت وترعرعت بها ولكليتي وللمستشفيات التي عملت بها جميعاً وعجزوا عن ان يجدوا شي لذلك اضطروا للتلفيق. وللعلم اثنان من السياسيين كانوا دفعتي بالكلية احمد المساري، وهو من اشد مناوئيّ، ولم يتكلم بسوء عني يوماً واحداً وكنا في نفس المرحلة ونفس الشعبة ، ود .عديلة وزيرة الصحة ايضاً كانت زميلتي وسكنا في غرفة واحدة."

 

إنتهى كلام د. حنان الفتلاوي ، ولكل قارئ أن يحكم بنفسه، لكنني من ناحيتي مقتنع بكلامها وسلامة منطقها وقوة أدلة براءتها، فأين ستضع الفتلاوي أموال الكومشنات التي لا بد أن تكون ضخمة، إن كانت تقدم جرداً بممتلكاتها كل عام وتؤكد أن ليس لديها أية أملاك في الخارج (مما يعني أن اكتشاف أي كذب في الأمر، قضية سهلة نسبياً). ومما لا يختلف عليه اثنان أن لديها من الأعداء من العدد والقوة وإمكانيات الوصول، ما يكفي لكشف أية زلة في تاريخها أو حاضرها. أعتبر أن ذلك يجب أن ينهي أية شكوك بكذب التهم الموجهة إليها والتي تستند إلى قولها ذاك.

 

وفي الوقت الذي نبقي الباب مفتوحاً لتغير رأينا في حالة اكتشاف حقائق جديدة، فإن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وحتى ذلك الوقت فلا يجب هنا أن نقف عند حدود تبرئة الدكتورة حنان، بل يجب أن نوصل الحقائق إلى استنتاجاتها المنطقية والمهة وهي أنها مقصودة بلا شك بالتشهير الكاذب من جهة أو جهات كبيرة عديدة، وأن هذا كله وفي هذا الجو السياسي والإعلامي الفاسد مؤشر قوي إن لم يكن برهاناً قاطعاً على أن ما تختلف الفتلاوي به عن هؤلاء وما يغيضهم منها ويدفعهم للتخلص منها، ليس فسادها، بل العكس: عدم فسادها، بل فساد خصومها وانحطاط أخلاق المشهرين بها!

 

الإعلامي الإرهابي

كانت هذه مجموعة من محاولات التشهير الكثيرة التي واجهتها الدكتورة حنان، وهي بالتأكيد ليست الوحيدة، بل تكاد تجد محاولة تشهير في كل عبارة توجه إليها في المقابلات. وتحضرني هنا محاولة رغيد أبو كلل حين اشار في نهاية المناظرة بينه وبين الفتلاوي حول طريقة تكوين حكومة العبادي، وبدون أية مناسبة، إلى قول الفتلاوي "كلنا استفدنا"، التي تحدثنا عنها.

 

مما لا شك فيه أن مثل هذه المشاريع تتطلب إعلاميين تكون أهم مزاياهم انعدام الضمير، ولكن لابد أيضاً أن يتم تعويد الجمهور الضحية المتلقي على هذا الجو اللااخلاقي ليقبله ولا يجده نشازاً. وبعد أن رأينا كل هذا فمن الطبيعي أنه لا يوجد في الإعلام سواء لدى أنور الحمداني أو براثا المجلس الأعلى أو غيرها، من الضمير والإحساس بالمسؤولية تجاه جمهوره، أن يتحدث عن "الحقائق غير المناسبة" بالنسبة له. فالجمهور بالنسبة لهذه الوحوش الإعلامية ليس سوى "فريسة" كلفوا بدفعها إلى الطريق الخطأ لإيقاعها بالفخ الذي ينتظرها في نهاية الطريق! والجمهور يجب أن يدرك، والجمهور هو الفريسة النهائية المستهدفة وليس الشخص المشهر به، وأن تقديم الإعلامي لـ "الحقائق اللذيذة" لذائقة ذلك الجمهور وابتلاع الأخير لها بلا تمحيص، ما هو إلا طعم لجره إلى سنارة الهلاك.

 

لقد تساءلنا في بداية المقال الطويل هذا: كم هي نسبة الحقيقة في تلك الصورة في رؤوسنا عن الفتلاوي وكم هو نصيب الوهم؟ وكم ياترى إذن نصيب الوهم في بقية ما لدينا من تصورات عن مختلف القضايا في العراق؟

 

والحال هذه فاننا نستطيع القول أننا نسير كالعميان في العالم، تقودنا جهة تعتبرنا فرائسها، وتستهدف وعينا، وهمها كما هو واضح، تضليلنا وقياد أفكارنا وآرائنا الى الخطأ فنتوهم العدو صديقاً والصديق عدو، ويخلط طريق النجاة بطريق الهلاك فلا نميز هذا عن ذاك. فتلك الجهة كما رأينا، هي التي تقرر لنا، وبغض النظر عن الحقائق، من هو البعثي ومن هو غير البعثي ومن هو الطائفي ومن هو ليس كذلك ومن هو الفاسد ومن هو الشريف، وبالتالي هي التي تقرر لنا من هو الصديق ومن هو العدو! لقد ترسخت قناعتي، وليس فقط من خلال الملاحظات في هذه المقالة وحدها، بأن أوسخ وأشد ما هو مخترق في العراق هو المؤسسة الإعلامية، وأن أخطر الإرهابيين في العراق هم من الإعلاميين، فهم يملكون أسلحة الدمار الشامل التي تشير للناس الضائعة إلى الطريق الخطأ، وتدفع بهم وببلادهم إلى الهلاك، والعديد من ما اكتشفته من أكاذيب إعلامية يؤكد أن تلك الصورة صحيحة، مهما بدا هذا الرأي متطرفاً.

 

لقد كشفنا في الماضي إعلامياً يسعى بالأكاذيب الصريحة إلى تثبيت صورة الإرهاب الإسلامي في جريمة كنيسة سيدة النجاة، واكتشفنا أكثر من موقع إسرائيلي كان احدها ينشر تلفون الموساد لجمع المعلومات عن جندي إسرائيلي أسير (الحوار المتمدن) وهناك مواقع أسرائيلية أخرى سيأتي دورها يوماً، ولا شك أن الكثير من الفضائيات والصحف التي أسسها الإحتلال تصب في نفس الإختراق. يجب أن يعي المواطن المستهدف حجم ذلك الخطر وأن يكون شديد الإنتباه والامانة مع نفسه وهو يسمع الأخبار والتحليلات من إعلام عدو في اغلبه، وأن يتعلم أن يتعرف على الإعلامي الكاذب من النظرة الأولى والعبارة الأولى التي يسعى بها لدغدغة مشاعره، وأن يتعامل معه كما يتعامل مع الإرهابي تماماً، ويحكم عليه بمثل القسوة التي يحكم بها على الإرهابي! فكلاهما يهدف إلى تحطيم البلد وقيادة فريسته- الشعب إلى الهاوية، وهو يستلم راتبه من أجل ذلك!

 

كان هذا الجزء "ملحقاً" ضرورياً لتحديد موقفنا من حركة "إرادة" التي اطلقتها النائب حنان الفتلاوي، وفي الجزء الثالث الأخير سنكمل الموضوع.

 

 (1) إرادة" حنان الفتلاوي- الضوء في نهاية نفق العراق؟ - الجزء الأول

http://saieb.blogspot.nl/2015/01/blog-post_24.html 

(2) مواطنون في الحلة يرفضون استلام (بطانيات) حنان الفتلاوي

http://iraqnow.tv/?p=930

(3) ايضاح من الدكتورة حنان الفتلاوي حول ما نشره احد المواقع بحقّها – حول البطانيات

http://www.qanon302.net/news/2014/02/27/13265

(4) الفتلاوي تنفي لــ"عراق القانون" بشكل قاطع صحة التصريح المنسوب اليها

http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=28885

(5) واصفآ تصريحاتها بـ" الجعير" .. حزب الدعوة يفاجئ حنان الفتلاوي ببطاقة طردها من الائتلاف!

http://www.chakooch.com/news.php?action=view&id=5846

(6) حنان الفتلاوي السنه والصدريون اعدائي حصري 2014 احمد السعبري - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=Kg2IWABLHA8

(7) حنان الفتلاوي تصف اهل السنة (العرب والكورد) بالخونة - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=ff4oB182fZk

(8) اقوى مقطع فيديو ستشاهده بحياتك عن حنان الفتلاوي وانور الحمداني

https://www.youtube.com/watch?v=36AR6KUfLvs

(9) ستوديو التاسعة هكذا انقلب انور الحمداني على حنان الفتلاوي

https://www.youtube.com/watch?v=VdSvQwdwfus

(10) هيئة النزاهة : حنان الفتلاوي عضو فرقة بحزب البعث ومشمولة بالاجتثاث

http://rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/300820143

(11) الكشف عن الاجراءات التي ستترتب على حنان الفتلاوي بعد ان تبين انها منتمية لحزب البعث وتتقاضى راتبين

http://8th-day.com/?p=66481

(12) "قناة دجلة الفضائية" بالوثائق فضيحة جديدة من العيار الثقيل للنائبة حنان الفتلاوي : - موقع عربي أمريكي

http://www.almjhar.com/ar-sy/NewsView/81/76943.aspx

(13) الفتلاوي تطالب هيئة النزاهة باصدار توضيح بشأن كتاب ينص على شمولها بالاجتثاث

http://iraqakhbar.com/iraq-news/25853.html

(14) النزاهة تؤكد عدم صحة المعلومات الواردة في الكتاب المنسوب إليها بشأن الفتلاوي

http://69.162.102.82/inews.php?id=3003380

(15) النزاهة تنفي تزويد أي جهة عدا البرلمان بكتاب اتهام الفتلاوي بانتمائها للبعث

http://www.iraqicp.com/index.php/sections/news/18785-2014-08-26-08-12-02

(16) النزاهة : حنان الفتلاوي عضوة فرقة بعثية وتجمع بين وظيفتين في الدولة بان واحد

http://burathanews.com/news/245650.html

(17) هيئة النزاهة : الرفيقة حنان الفتلاوي عضو فرقة بحزب البعث ومشمولة بالاجتثاث"

https://twitter.com/sotaliraq/status/502687611522019329

(18) انور الحمداني ... رسالة الى حنان الفتلاوي وبالوثائق !!!! - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=p477LgoyfM4

(19) إعلام الفتنة يهاجم عقولنا بشأن حنان الفتلاوي"

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts

/672491886141217?__fns&hash=Ac1mtpz2qFJoKUFB

(20) وكالة كل العراق الأخبارية: نائبة تطالب القضاء بعدم رضوخه للضغوط السياسية في مسالة استبعاد الفتلاوي

http://www.alliraqnews.com/2011-04-18-02-57-37/125393-2014-04-02-07-07-53.html

(21) نائبة تطالب القضاء بعدم رضوخه للضغوط السياسية في مسالة استبعاد الفتلاوي

http://burathanews.com/news/233341.html

(22) قناة الاتجاه الفضائية ::سليم تطالب المفوضية والقضاء باقصاء الفتلاوي من الترشيح للانتخابات

http://aletejahtv.org/index.php/permalink/10210.html

(23) حنان الفتلاوي لابد من وجود موازنة في الموت والقتل بين السنة والشيعة مو بس الموت للشيعة

http://www.youtube.com/watch?v=2MecNmG0I-g

(24) مفوضية الانتخابات ترد شكويين ضد النائبة حنان الفتلاوي وتبت بطلب سحب ترشيحها

http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/news/iraq-news/74842-2014-04-01-16-55-33.html

(25) موقع الحزب الشيوعي العراقي: مفوضية الانتخابات ترد شكويين ضد النائبة حنان الفتلاوي وتبت بطلب سحب ترشيحها

http://www.iraqicp.com/index.php/sections/news/12958-2014-04-02-13-03-22

(26) جريدة الحقيقة - الفتلاوي: الطعون لن تخيفني... دولة القانون: الدعوى القضائية ضد حنان الفتلاوي سياسية هدفها التسقيط

http://www.alhakikanews.com/index.php/permalink/10807.html

(27) اسامة النجيفي رؤية لمستقبل عراقي جديد

(28) المصدر نيوز - دولة القانون : الدعوى القضائية ضد حنان الفتلاوي سياسية هدفها التسقيط

http://l-news.net/index.php/policy/44741.html

(29) جريدة الحقيقة - الفتلاوي: الطعون لن تخيفني... دولة القانون: الدعوى القضائية ضد حنان الفتلاوي سياسية هدفها التسقيط

http://www.alhakikanews.com/index.php/permalink/10807.html

(30) حنان الفتلاوي تعترف بحصولها على عقود ومناقصات وكومشنات - YouTube

 

https://www.youtube.com/watch?v=WVLPNXjalKc

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.