اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مِنْ مُذكَّرات إِنْسَانة .... مَدْرسِيَّات/2- الإِنْسَان مُلْتَحِفاً جَسَدَه// شذى توما مرقوس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتبة

مِنْ مُذكَّرات إِنْسَانة .... مَدْرسِيَّات / 2

الإِنْسَان مُلْتَحِفاً جَسَدَه

بقلم : شذى توما مرقوس

الجمعة 20 / 9 / 2013 

 

في ذِكْرَى وفَاة والِدي . 

 ( عَنْ والدي ...... وعنِّي )

 

تُخاطِبُ الكاتِبة المُقْتَدِرَة غادة السمان في كِتابِها ( كوابيس بيروت ) الإِنْسان قَائلةً لَهُ :

 

آهٍ كم أنتَ وحيد ......

يستطيع الذين يحبونك أن يسرقوا لك الطعام في المجاعة ، لكنهم لا يستطيعون أن يهضموه لك .....

يستطيعون منحك سريراً ، لكنهم لا يستطيعون النوم عنك ......

يستطيعون منحك شيئاً من دمهم ، لكنه جرحك أنت الذي يجب أن يشفى لا جرحهم .....

يستطيعون حتى الأعتذار عن إساءاتهم إليك ، لكنهم لايستطيعون أن يتألموا عنك بسبب ما سببوهُ لك ..... 

آهٍ كم أَنتَ وحيد

ــــــــــــــــــــــــــــ

 (  عَنْ والدِي  )

كلامٌ قَدْ يَرْفُضَهُ البَعْض، لكِنَّهُ الحقِيقَة مِنْ دُوْنِ رُتُوش، إِنْ تَمعَّنا في الحوادِث الحيَاتيَّة للإِنْسَان، فأَيُ أُمٍّ اسْتَطاعتْ أَنْ تُحوِّلَ إِصابَة مَرضيَّة لابْنِها إِلَيْها، وأَيُّ أَبٍ اسْتَطاع أَنْ يُقايضَ المَوْتَ في حيَاتِهِ مُقابِل احْتِفاظِ ولَدَهُ بِحيَاتِهِ ، وأَمْثِلة أُخْرَى كثِيرَة ، ذلِك لأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فَرْدٌ قائِمٌ بِذاتِهِ ، لَهُ كيانَهُ واسْتِقْلاليتَه وخُصُوصيَّتَه وجَسَدَهُ .

لَقَدْ لَمَسْتُ ذلِك في حياتي مَرَّاتٍ ومَرَّات ، وفي واحِدَةٍ مِنْها حِيْنَ أُصيبَ والدي بِجَلْطةٍ دماغيَّة وهي التَسْميَة المُتَداولة لِلـ :

Schlaganfall

 ( Stroke )

 

ورَقدَ على إِثْرِها في المسْتَشْفى ما يُقارِب الشَهْر والنِصْف انْتَهتْ بِوفاتِهِ بَعْدَ أَنْ سَبَّبتْ لَهُ الإِصابَة الشَلل وفُقْدان القُدْرَة على ابْتِلاع الطعامِ ، وعَدَمِ القُدْرَة على المَشي ، وارْتِخاء عَضَلاتِ الرَقبَة وعَدَمِ قُدْرَتِها على إِسْنَادِ الرَأْسِ فيَبْدو الرَأْس كوَرْدَةٍ ذَبُلَتْ وتَدَلَّتْ فَوْقَ غُصْنِها ..... كانَ طرِيح الفِراش .

كنْتُ مَعهُ وأَعْجَزُ مِنْ أَنْ أَفْعَل لأَجْلِ شَفائِهِ شَيْئاً ، كانَ على جِسْمِهِ أَنْ يُقاوِم ويُصارِع لا جِسْمي أَنا ، كانَ على خلايا دماغِهِ أَنْ تَتَغلَّبَ على الضَررِ الَّذِي لَحِقَ بِها لا خلايا دماغِي أَنا ، كانَ على قَدَميهِ أَنْ تَحْمِلانهُ لا قَدميّ أَنا .....

كنْتُ مَعهُ ، وكانَتْ كُلّ العائلة حَوْلَهُ ولكِنْ ؛ عجِزَ الكُلُّ وانْتَصرَ القاتِل الصامِت ( الجلْطةَ الدماغِيَّة يُشارُ إِلَيْها أَيْضاً بِالقاتِل الصامِت ..... ) .

ولا أَنْسَى تِلك الحيْرَة القاتِلة الَّتِي عِشْناها ونَحْنُ نَفْتَقِرُ لِليَقِين الَّذِي يُؤْكِّد لَنا إِنَّ والدي يَفْهمُ كُلَّ ما نَقولَهُ وإِنَّهُ يَتَذكَّرُ كُلَّ الأَشْخاص الَّذِين فيما مَضَى كانَ يَعْرِفهم ، وإِنَّهُ يُقاسِمُنا العالَم الَّذِي نَحْنُ فيهِ ولا يَغُوصُ في عالَمِهِ الخَاصّ ، تِلك الحيْرَة القاتِلة الَّتِي عَذَّبَتْنا لأَنَّنا كُنَّا نَشْعُرُ بِالعَجْزِ عَنْ فِهْمِ عالَمِهِ والمُعاناة الَّتِي يُعانِيها فُرُبَّما يَحْتَاجُ إِلى شَيْءٍ ما ونَحْنُ لا نَفْهَمُ ذلِك ، رُبَّما يَتَشوَّقُ لِسماعِ أُغْنِية ما ونَحْنُ لا نُفْطِنُ لِذلك ، رُبَّما أَرادَ أَنْ يُمْعِنَ النَظَر في صُورةِ ذِكْرياتٍ قَدِيمة ونَحْنُ لَمْ نَنتَبِه إِلى رَغْبَتِهِ و .... و .... كثِيرةٌ لا تَنْتَهي .

وتِلك اللَحظَات المُؤْلِمة الَّتِي لاتَغِيبُ عَنْ ذاكِرتي وتُرافِقُني دائِماً حِيْنَ انْحنَى رَأْسُ والدي نَتِيجة الشَلل الَّذِي أَصابَ العَضَلات ، ولَمْ يَكُنْ يَشْعُرُ بِذلِك فسَأَلْتهُ :

ــ بابا ... لِماذَا لا تَنْظُرُ إِليَّ ، لِماذَا لا تَرْفَعُ رَأْسَك  ؟

فرَفَعَ رَأْسَهُ لِلَحْظَة وسأَلَني مُسْتَغْرِباً :

ــ وهَلْ كانَ بِوَضْعٍ آخَر ؟

فتَيَقنْتُ إِنَّهُ لايَشْعُرُ بانْثِناءِ رَأْسِهِ فَوْقَ رَقَبَتِهِ وهذا ألَمني بِشَكْلٍ أَعْمق ، وتَأَكدَّتُ مِنْ إِنَّهُ يُعاني مالانَسْتَطِيعُ أَنْ نَشْعُرَهُ أَوْ نَتَبيَّنَهُ أَوْ نَتَخيَّلَهُ كي نَرْسُمَ صُورَة كافِية عَنْهُ .

 

وأَيْضاً تِلك الأَوْقات الأَشَّدُ أَلَماً حِيْنَ كانَ والدي يَتَشَبَثُ بِيدِي في يَدِهِ ويَضْغُط عَلَيْها بِكُلِّ قِواهُ المُتَبقِيَّة رُبَّما لاخْتِبارِ ما تَبَقَّى لَهُ مِنْ قُوَّة ، أَوْ لِيَشْعُرَ بالآخَرين مِنْ حَوْلِهِ ، أَوْ هو يَرْجوني أَنْ لا أَتَخلى عَنْهُ فيَبْقَى وحِيداً ، لكِنَّهُ كانَ وحِيداً ، كُلُّ العائِلة كانَتْ مَعَهُ وحَوْلَهُ ، لكِنَّهُ كانَ وحِيداً ، فلا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاعَ أَنْ يَهْضُمَ لَهُ طَعامَهُ ولا أَنْ يَبْتَلِعهُ بَدَلاً مِنْهُ .

لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاع أَنْ يُعِيرَهُ قَدَميهِ لِيَسِير بِهِما ولَوْ خُطْوَة .

لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاعَ أَنْ يُشَارِكهُ ولَوْ لَحْظَة مِنْ تِلك اللَحظَات الخاصَّة بِهِ العائِمة في مَخِيلتِهِ وأَفْكارِهِ وتَحسُّباتِهِ وهُمومِهِ ، كُنَّا نُرِيدُ لكِنْ ؛ لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاع ، لا أَحَدَ قَدِر ...... لا أَحَد .

ذلِكَ الشُعُور بِاللا أَمان لَمْ يَسْتَطِعْ أَيٌّ مِنَّا أَنْ يَنْتَزِعَهُ عَنْهُ .

عالَمَهُ ، عالَم المُعاناة لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاع أَنْ يَدْحرَهُ بَعيداً عَنْهُ .

لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاعَ أَنْ يَقْضي على أَوْجاعِهِ الَّتِي كانَ يُعانِيها جَرَّاء الاسْتِلْقاءِ الدائِم في الفِراشِ ، ولا العَذَاب الَّذِي كانَ يُعانِيه حِيْنَ تَتَجَمَّعُ السوائِلُ والرَغواتُ في المَجْرى الهَضْمِيِّ أَوْ التَنَفُّسِيِّ وهو الَّذِي لاقُدْرَة لَدَيهِ ( كما في الإِنْسَان السَلِيم المُعافَى ) أَنْ يَبْتَلِعهُ أَوْ يَقْذِفَ بِهِ خارِج جَوْفِهِ .

هذا الأَب الَّذِي رَعانا سنين عُمْرِهِ تَحوَّل إِلى نَجْمة وبِها حَلَّ المَساءُ مُضيئاً ، غَمرني النُور وبَكتْ عيْناي مِنْ غَزِير وَهَجِ تِلك النَجْمة .

رافَقْتُ والدي بَعْدَ وفاتِهِ في المسْتَشْفَى حَتَّى باب غُرْفَة مَبِيت الراقِدين ( وهذا ما كانَ مَسْموحاً بِهِ في المسْتَشْفَى ) ، لكِنْ ؛ لَمْ أَتَمكَّن مِنْ المَوْتِ بَدَلاً عَنْهُ .    

أَنْ يَقِف الإِنْسَانُ عاجِزاً أَمامَ مَصِيرِ أَحبائهِ مؤْلِمٌ جِدَّاً .

حَتَّى المَحَبَّة عَجِزَتْ أَمامَ المَرَضِ ولَمْ تَتَغلَّبْ عَلَيْه .

عجِزَتْ المَحَبَّة عَنْ شفاءِ المَرْضَى وما كانَتْ يَوْماً بِقَادِرَة على ذلِك .

فسَلامٌ لكَ في مَثْواكَ كُلَّ يَوم ، ووردٌ جديدٌ يُزْهِرُ فَوْقَ صَدْرِك مَعَ إِطْلالَةِ كُلِّ نَهار ، وعلَّكَ لا زلْتَ تَذْكُرُ غُصْنَ الوَرْد الَّذِي أَهْديْتَه إِيَّاك في عِيدك مِنْ زَمَنٍ مَضَى ولَمْ تَنْساه .

 

 ( وهذَا عنِّي  )

في المسْتَشْفى المُتَخصِّص بِعلاجِ الجَلْطَة الدماغيَّة بُذِلَتْ الجُهودُ بِما يَكْفي مُحاوَلَةً لِلانْتِصارِ على الوَقْت الَّذِي يَمْضي جَرْياً فيُتِيحُ الفُرْصة لِنَوْبةِ الجلْطَة الإِعاثة والتَدْمير بِضَررٍ أَبْلَغ .

تَطَلَّب الأَمْر المكوث في المسْتَشْفى أَياماً ، كانَ زَوْجي معي ، لكِنَّ خَوْفَهُ وقَلقَهُ وأَلَمَهُ لَمْ يُغيِّروا مِنْ الأَمْرِ الواقِعِ شَيْئاً ، كُلُّ العائلَة كانَتْ معي لكِنَّ ذلِك ما شَفَى مِنْ الحالِ شَيْئاً  وما غَيَّر ..........

كانَ على جِسْمي مُحاربَةَ التَلفِ الَّذِي حَصَل ، كانَ على جِسْمي مُكافحةَ الأَضْرار الَّتِي أَتَى بِها هذا القاتِل الصامِت قَبْلَ أَنْ يَتْرُكَ عَلَيْهِ بَعْضَ آثَارِهِ .

في مصابِهِ يُدْرِكُ الإِنْسَان إِنَّهُ مُتَفَرِّدٌ ومُسْتَقِلٌ في كيانِهِ وذاتِهِ ووحِيدٌ في مصِيرِهِ مَهْمَا بَدَا هذا المَصِير وثِيقُ العُرَى مَعَ المُحيطين والمُجْتَمع .

في مَصابهِ يَسْمعُ الإِنْسَان صَوْت غادة وهي تَقول : آهٍ أَيُّها الإِنْسَان كَمْ أَنْتَ وحِيد.

كأَسْماكٍ في نَهْرٍ مُتَدَفِّق تَتَقَافزُ الأَفْكارُ وتَتَكاثر ، تَتَوالَدُ حَوْلَها الدوائِر ، تَتَسِّعُ وتَكْبُر ، شَرِيطٌ يَدورُ ولا يَتَقَطَّع عَن الكثِيرين في مُعاناتِهِم مِنْ آفاتٍ صِحِيَّة أُخْرَى كالسَرطان بِأَشْكالِهِ ، عَجْز الكِلى ، السُكرِيّ ، العَمى ، الصَمَم ، التَدَرُّن ، أَمْراض القَلْب وشَتَّى مَخَاطِر صِحِيَّة أُخْرَى مُتَعلِّقَة بِالجَسَدِ ( الجِسْم ) ، يَمُرُّ الشَرِيط بمُجْتَمعاتِنا وهي تَسْتَميتُ في البَثِّ لأَفْرادِها مِنْ خِلالِ الدِين والمَدْرسة وروافِد أُخْرَى في أَنّ الخَلاصَ الرُوحيّ هو الأَهمّ ويَجِبُ أَنْ يكونَ الهاجِسُ الأَوَّل والأَخير ، فالاهْتِمام بِالجَسَدِ تَرَف وأَمْرٌ كمالِيّ أَوْ ثانويّ ، الصِحَّةُ في مُجْتَمعاتِنا كانتْ ولازالَتْ يُؤْطِرها المَفْهوم الدِينيّ : الرَبُّ شَاء ، الرَبُّ أَراد .                       

هذا التَأْطير الدِينيّ لِمَفْهومِ الصِحَّة يَسْلُبُ حَقَّ الجَسَدِ على صاحِبِهِ في العِنايَةِ بِهِ ومُراعاتِهِ والمُتَابَعةِ لَهُ ، وبالتَالي يُلْغِي دَوْرَهُ وأَهمِيَّتَهُ رَغْمَ إِنَّ الجَسَدَ هو المُسْتَجِيب المُباشِر والأَوَّل لِلأَلَمِ والمُعَبِّر عَنْهُ في نَفْسِ الوَقْتِ وأَيْضاً المُعانِي مَنْهُ ، يُمْكِنُ مُلاحظَةُ ذلِك بِوضُوحٍ في حالاتِ المَرَضِ ، الوِلادَة ، العملِيَّات الجِراحِيَّة ، الضَرْب ، الحُرُوق ، الكسُور ، التَشْوِيه ، التَعْذِيب ، الاسْتِنْطاق ، التَصْفِيَة الجَسَدِيَّة ..... وإلخ ، وأَيْضاً الجَسَد هو الَّذِي يَحْفَظُ الحيَاة فإِنْ تَوَقَّفَ عَنْها أَوْ رَفَضَها يَمُوتُ الحيُّ ويَزُول .

وتَحْتَ كيانِ " العيْبِ والحَرَام " الَّذِي بَنَتْهُ الأَدْيان جاهِدَةً مِنْ خِلالِ تَعاليمِها في بُنْيةِ التَنْشِئَةِ الاجْتِماعِيَّة كانَ ولازَالَ كمٌّ مِنْ الأَمْراضِ يَنْمو ويَتَسيَّد ويَتَطوَّر إِلى مَراحِل خَطِيرَة ومُتَقَدِّمة لايُمْكِنُ عِلاجها وقَدْ تُكلِّفُ الكثِيرين حيَاتهم .

أَيْضاً هذا التَأْطير الدِينيّ لِمَفْهُوم الصِحَّة يُقَوِّضُ وقَدْ يَشْطُبُ دَوْرَ الإِعْلام الصِحِيّ في تَوْعِيةِ المُجْتَمعِ بِكُلِّ المَخاطِرِ الصِحّيَّة والوِقايَةِ مِنْها ، وبِالتَالي يَرْفَعُ مِنْ نِسْبَةِ مُعدلاتِ الأَمْراض والمُضاعفاتِ والمَشَاكِلِ الصِحّيَّة .

 

الجَسَد يَحْمِلُنا ونَحْنُ مُرتاحين لِذلِك ويُسهِّلُ علَيْنا أَيَّامنا وحيَاتنا ، لكِنَّ الحال إِنْ انْقَلب فعلَيْنا أَنْ نَحْمِلَهُ وذاك وبالٌ علَيْنا وشَقاء ، إِسْأَلوا الراقِدين طرِيحي الفِراش مِمَّنْ لايَسْتَطيعون الحَرَكة .

هذا الجَسَد ..... يَحْمِلُنا ..... فيه القَدمين تَحْمِلاننا وتَمْشي بِنا ، فيه الذِراعين تَخْدُمنا في تَحَرُّكاتِنا وأَوْضاعِنا ،  فيه اليَدين تَجْعلُنا نَمْسِكُ بِالأَشْياءِ ونتَلمَّسها أَوْ نَحْمِلُها أَوْ نُصافِحُ الآخَرين أَوْ نكْتُبُ بِها أَوْ .... إلخ ، هي إِحْدَى وسائط التَواصُلِ مَعَ ما يُحيطُ بِنا مِنْ أَشْياءٍ وأَشْخاصٍ ، التَواصُل مَعَ الحيَاة .

فيه الفَمُّ الَّذِي يُساعِدُنا على مُقاسمةِ الآخَرين الزَاد فَيَلُّمُنا إِلى مائِدةٍ سعِيدةٍ مَعهُم ، وهو الَّذِي يُتِيحُ لَنا التَزوُّدَ بِالطعامِ مَصْدرُ الطاقَةِ لِيُحافِظ على حيَاتِنا .

فيه العَيْنيْن كنَافِذتينِ مَفْتُوحتين على العالَمِ المُحِيط بِنا ، فيه الأُذُنين اللتَينِ تُتيحانِ لَنا السَمْع ، فيه العَضَلات الَّتِي تُتيحُ لَنا الحَرَكة ، وفيهِ الكِليتينِ اللتَينِ تَخْدُماننا ، وفيهِ كُلّ أَجْهِزَةِ الجِسْمِ وأَعْضائِهِ ، كُلٌّ يُقدِّمُ خَدَماتِهِ إِلَيْنا ككائناتٍ بَشَرِيَّة ........ إلخ ،  فيهِ كُلّ ما يُتِيحُ لنا التواصُل مَعَ عالَمِنا لِيَدْفَع بالأَواصِرِ شَدَّاً أَوْ قَطْعا .

ما أَبْسط كُلّ ماذُكِر وكَمْ يَبْدو تافِهاً مِثْلُ هذا الشَرْح ، هكذا نَتَصوَّر ، لكِنْ كُلّ هذا البَسِيط لايَغْدو بَسِيطاً حِيْنَ يُصابُ المِرْء فيَعْرِفُ كَمْ هي هذِهِ الأَعْضاء والفَعَّاليات البَسِيطَة الَّتِي تُؤْدِّيها مُهِمَّة وقَيِّمة وضَرُورِيَّة وتَبْني حيَاةَ الإِنْسَانِ كاملاً ، وحِيْنَ يُصِيبُ هذا الجَسَدُ العطَب تَتَقَوَّضُ هذِهِ الحيَاة ويَحْذو بِها العَجْز والأَسْر .

الجَلْطة الدماغِيَّة تُسَبِّبُ الإِعاقَة الجَسَدِيَّة إِنْ لَمْ يُسْعَفْ المَرِيض على عَجلٍ ودُوْنَ تَأْخير ( خُصُوصاً السَاعات الثَلاثَ الأُولى مِنْ وقُوعِها )  ، والإعاقات الجَسَدِيَّة لَها آثارٌ سَلْبِيَّة على العلاقاتِ البَشَرِيَّة ، فهي قَدْ تَهْدِمُ الأَواصِر العائلِيَّة أَوْ تَفْصُمُ العلاقات الزَوْجِيَّة وتُفَكِّكُ العائلَة ، هي قَدْ تَجْعلُ الإِنْسَان وحِيداً بِلا أَصْدِقاء ، بِلا عَمَل ، بِلا أَهْدافٍ في الحيَاة ، هي تَتْرُكُ خَلْفَها آثارٌ نَفْسِيَّةٌ قاسِيَة لِمَنْ يُعاني مِنْ الإِعاقَةِ ، قَدْ تَحْرِمُ الأُمُّ مِنْ أَوْلادِها ، وقَدْ وقَدْ بِالآلافِ ، نَاهيكَ عَنْ كَوْنِها تُكلِّفُ المُجْتَمعات والدُول خَسائرَ مادِيَّة وبَشَرِيَّة جَمَّة .

والتَأْكيد على الناحيَة الصِحيَّة يَنْبَعُ عَنْ كَوْنِها هي الَّتِي تَحْمِلُنا على مَدَى أَيِّامِنا ، وهي الَّتِي تُقدِّرنا على فِعْلِ الكثِير ، وعلى تَقْدِيم خدماتِنا للآخَرِين بِشَكْلٍ أَفْضَل ، وعلى تَذَوُّقِ لَحظاتِ الفَرَحِ والسُرورِ .

نُحرِّكُ أَيادِينا كما نَشاء ، تَمْسُكُ بِالأَشْياءِ كما يَحْلو لَنا وبِالوضْعِية الَّتِي نُريد ، تَسِيرُ بِنا السِيقان إِلى حَيْثُ نُرِيد ، تَنْظُرُ العُيونُ فِينا إِلى حَيْثُ نُوجِّهُها ، تُصْغِي آذانُنا إِلى المُوسِيقى الَّتِي نُفضِّلُها ، نَأْكُلُ مِنْ الطعامِ مانَرْغَبُ فيهِ ونَبْتَلِعهُ بِكُلِّ سُهولةٍ مِنْ دُوْنِ هاجِسِ أَنْ يَتَسرَّبَ بَعْضَاً مِنْهُ إِلى الرِئْتينِ ، نَشْرَبُ الماءَ دُوْنَ خَوْفٍ مِنْ أَنْ يَضِلَّ طرِيقهُ فيَنْزلِقُ إِلى الرِئْتينِ بَدَلاً مِنْ المَعِدةِ ، يَطْرَحُ الجِسْمُ الفَضَلات والسَوائل دُوْنَ أَدْنَى جُهْد وبِدِيناميكيةٍ طبِيعيَّة ....... وإلخ ، كُلّها حَرَكات طَبِيعيَّة ويَسِيرة والقِيامُ بِها سَهْلٌ ونُسلِّمُ بِها كبدِيهياتٍ أَوْ نَظُنُّها هكذا ، ولا نُفكِّرُ لَحْظَة في مَدَى ضَرُورَتِها وأَهميَّتِها لَنا ، أَوْ كيْفَ تَجْرِي طالَما إِنَّها تَعْملُ بِشَكْلٍ سلِيمٍ وتِلقَائيٍّ ، ولكِنَّنا نكْتَشِفُ خطأَ ما نَعْتَقِدهُ في ذلِك حِيْنَ تُصابُ بِخَللٍ ما ، ونَعْرِفُ بَعْدَ المَصابِ إِنَّ ما كُنَّا نَعْتَبِرهُ أَمْراً طبِيعيَّاً حاصِلاً لايُشَكُّ في أَدائهِ إِنَّما أَخْطأْنا تَقْييمه وتَثْمِينه بِما يَسْتَحِق .......

 

الجَسَد هو وسِيلة تَقْدِيمنا إلِى الآخَرِين كأَشْخاص، كُلٌّ لَهُ شَخْصِيتَهُ وملامِحهُ واسْمهُ .........

الجَسَد هو الَّذِي يُنْتِجنا كأَفْراد ويُقدِّمُنا إِلى المُجْتَمع وهو أَداةُ تَعْرِيفنا لَدَى الآخَرِين .........

تُخْطِئُ جِدَّاً المُجْتمعات الَّتِي تُنادِي بِعدَمِ أَهميَّتِهِ ، فجَوْدة حياتِنا ونَوْعِيَّتِها تَرْتَبِطُ بِسلامتِهِ إِلى أَبْعدِ الحُدودِ ........

تُساقُ أَمْثِلة كثِيرَة في هذا المَجال :

ــ كُلَّما شَاخَ الإِنْسَان ضَعُفَ جَسَدَهُ وتَدنَّتْ نَوْعِيَّةُ الحيَاةِ ، فلايَعودُ الشَخْصُ قادِراً على السَيْرِ لِمسَافاتٍ طوِيلَةٍ مثَلاً وأَحْياناً حَتَّى قَصِيرَة ، لايُمْكِنهُ قِيادة السَيَّارة ، لا يُمْكِنهُ أَداءُ الكثِير مِنْ الفعَّالِيَّات الحيَاتيَّة بِقُدْرةٍ كافِية ، يَضْعُفُ بَصَرَهُ ورُبَّما إِلى دَرَجةٍ مُنْهِكة .... إلخ ، طبْعاً مَعَ الأَخْذِ بِنَظَرِ الاعْتِبار الاخْتِلافات بَيْنَ الأَشْخاصِ واخْتِلافِ النِسبِ في ذلِك مِنْ شَخْصٍ لآخَر ، وعِبْرَ تَدنِّي هذه القُدُرات الجَسَدِيَّة تَتَدنَّى نَوْعِيَّة الحيَاةِ وقِيمتِها فيَغْدو الشَخْص أَسِيرَ خَدماتِ الآخَرِين والاعْتِماد عَلَيْهم جُزْئيَّاً وثُمَّ وفي النِهايَةِ كُلِيَّاً ......

ــ يَسْتَطيعُ الفَرْد السلِيم جَسَدِيَّاً وبِدُوْنِ مُساعدَة القِيام بِنَشَاطاتٍ جَسَدِيَّة مُتَنوِّعة وبِمُسْتَوياتٍ مُخْتَلِفةٍ مِنْ مَشْي ، جَرْي ، قَفْزٍ ، كِتابَة ، اسْتِرخاءٍ ، رِياضَة .... إلخ ( فَقَطْ في حالَةِ وُجودِ إِعاقَةٍ جَسَدِيَّة جُزْئيَّة أَوْ كُلِيَّة فمُسْتَوى الأَداءِ قَدْ يكونُ مَحْدوداً أَوْ حبِيسَ مُسْتَوياتٍ مُعيَّنةٍ وقَدْ يُنْجِزُ الأَعْمالَ كُلَّها ولكِنْ غالِباً مايكونُ ذلِك بِمساعدَةٍ إِضافِيَّة مُتَمثِّلَة في جِهازٍ ، أَوْ إِنْسَانٍ آخَر ، أَوْ حيَوان ...... ) .  

ــ الَّذِين يُعانون الشَلل الكُلِيِّ مُسَمَّرِين على كُرْسي مُتَحرِّك طِيلَة حياتِهم فلايَتَحرَّكُ فيهم غَيْر الفَمِّ لِلكلامِ والأَكْلِ تكونُ نَوْعيَّة الحيَاةِ لَدَيهم قلِيلَة الجَوْدَة ، صَعْبَة وشَاقَة ومُعاناتهم بَالِغة ، مَعَ عَدَمِ النِسْيانِ إِنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ وفي أَيَّةِ لَحْظَة مُعرَّض لِلأَمْرِ ذاته فلا أَحَدَ يَعْلو أَوْ يَسْمو عَن الحوادِثِ .

وأَمْثِلَةٍ أُخْرَى كثِيرَة لا تُعدُّ ولاتُحْصى ......

 

في قِسْمِ العِنايَةِ المُركَّزَة كابَرْتُ كثِيراً ولَمْ أَشْأ الاعْتِراف بِحَجْمِ الخَطَرِ المُتَربِّصِ ، وكُنْتُ أُصِرُّ على الطبِيب المُشْرِف تَسْرِيحي لِلمَنْزِل فعائلَتي بِحاجةٍ إِليّ .

 

كانَتْ عَوْدتي لِلمَنْزِل في تِلْك اللَحْظَة تَعْني لي الكثِير ، تَعْني تَجاوزي لأَزْمتي الصِحِيَّة ، تَعْني تَأْكيد فِكْرَتي الَّتِي طالَما كنْتُ بِها في إِنَّني أَتَمتَّع بِصِحَّةٍ جيدَة ، تَعْني إِبْعاد شَبَح الانْزِلاق إِلى حالَةِ الاحْتِياجِ لِلرِعايَةِ الصِحِيَّة المُسْتَديمة المُعْتَمدَة على خَدَماتِ الآخَرِين وعَدَمِ القُدْرَة على فِعْلِ ذلِك بِمُفْردِي ، لكِنَّ خَيْبَتي في جَسَدِي وأَعْضائِهِ كانَتْ بالِغة وستَبْقَى قَائمة ، لَمْ أَعُدْ أَثِقُ فيه ، فهذا الجَسَد بِكُلِّ أَعْضائِهِ مِنْ المُمْكِن أَنْ يَخْذُلنِي في أَيَّةِ لَحْظَة ويَقْلِبُ مسَارَ حيَاتي ويَنْقَلِبُ مَعَها عَدواً لي ، لَمْ أَعُدْ أَثِقُ فيهِ أَبَداً  .

هذا الجسَد بِأَعْضائِهِ وقَبْلَ عام عانَى الجَلْطَة وهاهو يُعيدها لِمَرَّةٍ ثَانِية ، لَمْ آبَه بِها عِنْدَ المَرَّةِ الأُولَى مِنْ حُدوثِها على الإِطْلاق وقُلْتُ لِنَفْسي إِنَّها أَزْمةٌ صِحِيَّة مُمْكِنَة ، لكِنَّ هذِهِ الثَانيَة دَقَّتْ في رَأْسي صفَارَةَ إِنْذارٍ صَارِخَة .

هذا الجَسَد ماقَبْلَ لَحْظَة حُدوث الجَلْطَة وعلى مَدَى الأَعْوام كانَ عادِلاً معي فانْقَلبَ إِلى مُتَرَبِّص بي مُنْذُ لَحْظَة الجَلْطَة وما يَلِيها ؟

هَلْ يُمْكِنني اسْتِعادَة الثِقَة فيهِ ؟

أَشُكُّ في ذلِك ، فالزَمَن يَسِيرُ إِلى الأَمام ولاتَدورُ عجَلَتَهُ إِلى الخَلْف .

هذا الجَسَد قَابِلٌ لِلعَطَبِ في كُلِّ لَحْظَة ، رَغْمَ إِنَّها حقِيقَة نَعْرِفُها جمِيعاً إِلاَّ أَنَّنا نَتَجاهلَها ما طالَتْ بِنا صِحَّتَنا .

تُؤْكِّدُ النِداءات الصادِرَة عَنْ الجِهاتِ الطُبِيَّة إِلى أَنَّ الجَلْطَة الدماغِيَّة مِنْ الحالاتِ المُسْتَعْجلَة الَّتِي يَجِبُ اسْعافها فَوْراً قَبْلَ أَنْ تُؤْدي إِلى نَتائج مُرَّة مِنْ بَيْنِها المَوْت ، وإِنْ تَمَّ إِهْمالَها أَوْ حَدَثَ تَأْخِير في اسْعافِها فالنَتَائج لَيْسَتْ مَحْمُودَة ، حَيْثُ أَنَّ عامِل الوَقْت يَلْعبُ دَوْراً فاصِلاً في إِنْقاذِ المَرِيض مِنْ عواقِبِها الوخِيمة والتَوْعيَة بِالجَلْطَةِ الدَماغِيَّة وحدُوثِها وأَسْبابِها وآثارِها ونَتَائجِها ....... وإلخ خُطْوَة ضَرُورِيَّة جِدَّاً ، فالخَلايا العَصبِيَّة حسَاسَّة جِدَّاً ولِهذا فالتَلف الَّذِي يُصِيبها مِنْ جَراءِ الجَلْطة الدَماغِيَّة يَصْعُبُ تَرْمِيمهُ وإِزالَتهُ  ، ومِنْ هذا المُنْطَلق يَلْعبُ الوَقْت دَوْراً مُهِمَّاً جِدَّاً في إِنْقاذِ حيَاةِ المَرِيض مِنْ آثارٍ كبِيرَة نَاجِمة عَنْ الجَلْطَة فالساعات الثَلاث الأُولى مِنْ ظُهورِ الأَعْراضِ هي ساعات حاسِمة فيها يُمْكِن تَقْليل الأَضْرار والتَلف الحاصِل إِلى حَدٍّ ما ويكونُ لِلمَرِيض حَظٌّ أَوْفَر في النَجاة ، وبِمرورِ الساعاتِ  تَقُلُّ الفُرصُ وقَدْ تَنْعدِم .

 

الإِعْلام والإِرشْاد الصِحِيِّ والتَعْرِيف بِمِثْلِ هذِهِ الأَزمات الصِحِيَّة عَنْ طرِيقِ القَنواتِ السَمْعِيَّة والبَصَرِيَّة ، المَرْئيَّة والمَكْتُوبَة ، أَمْرٌ في غايَةِ الأَهميَّة ، فتَوْعيَة المُجْتَمع بِهكذا مَخاطِر صِحِيَّة واجِبٌ لازِم ، كما إِنَّهُ مِنْ الضَرُورِي تَوْعيَة الأَطْفالِ في المَدارِسِ بِهذهِ الأَزَمات وكيْفِيَّة مُجابَهتِها والتَصرُّف إِنْ حدَثَتْ ، والاهْتِمامِ أَكْثَر بِمَنَاهِجِ الإِسْعافاتِ الأَولِيَّة في المدارِس والمَعاهِدِ والجامِعات . 

وبِناءاً على كُلِّ ما تَقَدَّم تُصْبِحُ إِعادَة الاعْتِبار لِلجَسَدِ وأَهمِيَّتهِ بَعِيداً عَنْ التَأْطير الدِيني خَطْوَة ضَرورِيَّة ومَطْلُوبَة .

 

تَمنِياتي لِلجَميع بِالصِحَّة الوافِرَة ومَزْيداً مِنْ العِنايَةِ بِالجَسَدِ وسلامتِهِ الصِحِيَّة .

 

مُتَعلِّقات

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

دُرِجَ على اسْتِعْمالِ كلِمتي الجِسْمِ والجَسَد كمُفْردتينِ مُتَرادفتينِ في الوظِيفةِ ودلالةِ المَعْنَى والمِغْزَى.

تَوْضِيحاتٍ أَكْثَر بِهذا الخُصُوص عَنْ مَصادِر مُتَفرِّقة ( دِراسات ، مَعاجِم ، النت ....... إلخ ) :

الجِسْم : اسْمٌ عامٌّ يقَعُ على الشَخْص والجَسَد والشَيْء .

الجَسَد يُفِيدُ الكثَافة فيُقال : جَسَدُ الإِنْسَان ، جَسَد الخَروف ، لكِنْ لايُمْكِنُ القَوْل : جَسَدُ الآلَة ، جَسَدُ الدُولاب ... إلخ .

مُفْردَة الجِسْم تُعبِّرُ عَن الكُتْلة ويُمْكِنُ إِطْلاقَها على الجَسَدِ أَيْضاً  ، أَمَّا مُفْردَة الجَسَد فهي مَعْنِيَّة بِالكثَافة وجِسْمُ الإِنْسَان كُلَّهُ جَسَد .

 

عَنْ / معجم لسان العرب : 

الجَسَد : جِسْم الإِنْسَان .

الجَسَد : البَدن .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اليَوْم العالَميّ لِلتَوْعيَة بِمَخاطرِ الجَلْطَة الدماغِيَّة هو يَوْم 28/ 10 مِنْ كُلِّ عامٍ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

_____________________

بعض أعراض الجلطة الدماغية

http://www.youtube.com/watch?v=UVZYnqraJ64

 

Symptoms : Lähmung , Sprachverlost , Halbseitiger Sehausfall , einseitige Gehstörung .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.