اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أوقفوا جشع بعض الأطباء، وامتهان خصوصية مرضاهم// محمد علي الشبيبي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

أوقفوا جشع بعض الأطباء، وامتهان خصوصية مرضاهم

محمد علي الشبيبي

السويد

 

نداء استغاثة (أوقفوا جشع بعض الأطباء، وامتهان خصوصية مرضاهم!) الى:

رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم المحترم

رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المحترم

رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري المحترم

وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود حسين المحترمة

رئيس نقابة الأطباء المحترم

 

في زياراتي المتكررة للوطن كنت أسمع قصص كثيرة عن جشع الكثير من الأطباء، واستهتار بعض موظفي المستشفيات (هذا لا يعني نفي لوجود حالات إنسانية تستحق التثمين). لا أريد أن أطيل في الموضوع فالقصص المأساوية كثيرة ومتنوعة في الاساليب والابتزاز والجشع.

قبل سنتين حدثتني إحدى معارفي، كيف ان احدى الممرضات في قسم الولادة كانت تمسك بيدها الحقنة التي قررها الطبيب للمريضة. حيث وقفت هذه الممرضة، القاسية القلب والخالية من اية مشاعر إنسانية، امام المريضة، التي كانت تصرخ من الألم، لتساومها أما أن تدفع لها مبلغا مقابل حقنها الدواء الذي أقره الطبيب أو تتركها تعاني من الألم!؟

وسمعت أيضا كيف أن بعض –وربما جميع- طبيبات الاختصاص النسائية (في النجف وربما في مدن أخرى) يقمن بإدخال عدة نساء الى غرفة الفحص! وتبدأ الدكتورة بالاستفسار من كل مريضة عن مشكلتها وما تعانيه! وتضطر المريضة ان تتحدث عن قصة مرضها وخصوصياتها أما زميلاتها المرضى!

كنت أسمع هذا وأنا بين مكذب ومصدق لما أسمعه، وأحيان أقول في نفسي ربما هناك مبالغة. حتى صادف في زيارتي الأخيرة للوطن أن أرافق أحد أقاربي لطبيب أختصاص (في أمراض القلب) في مدينة الحلة. كان قريبي يعاني من امراض القلب وضيق في التنفس واختناق أثناء النوم. للأسف لا أذكر أسم الطبيب، وليس اسمه المهم وإنما أتحدث عن ظاهرة ربما هي سائدة في أكثر مدن العراق وبين أطباء الاختصاص الخصوصيين، وأترك ذلك لتحقيق الجهات المختصة والتأكد من هذه الظاهرة الجشعة والتي تمتهن خصوصيات المرضى.

كانت العيادة في الطابق الأول من عمارة فيها مجموعة أطباء ولا يتوفر فيها مصعد كهربائي. في صالة الانتظار كانت تعلق على جدرانها شهادة مديح وثناء من قبل أحد الزبائن المرضى لقدرات الطبيب العلمية ولأخلاقه وإنسانيته، وآيات قرآنية! كان عدد المرضى ومرافقيهم يتجاوز العشرين معظمهم واقفين لعدم توفر الكراسي (وكان هذا أول دليل على إنسانية الطبيب)! كان الشغيل الذي يستلم أجور الطبيب (15 ألف دينار) يقف وراء مكتب بجانب باب الطبيب، ويقوم بإدخال ثلاثة مرضى سوية في كل مرة! كان قريبي الأول، وسأله الطبيب عن مشكلته. حدثه عن معاناته بسبب ضيق التنفس والاختناق ووضع أمامه الأدوية التي يتناولها. وكان كل هذا الحديث أمام بقية المرضى ومرافقيهم وهم يستمعون الى خصوصيات المريض وتاريخ مرضه! لم يتحرك الطبيب من كرسيه ولم يقم بأي فحص سريري مطلقا، وكل ما قام به أن حول المريض لجهاز فحص الإجهاد (فحص الإجهاد كلف 30 ألف دينار وملكية نفس الطبيب). أجرى المريض الفحص، وعاد للطبيب. توقعت ان الطبيب سيقوم بعملية الفحص السريري للمريض بغض النظر عن نتيجة فحص الإجهاد. لكن الطبي اكتفى وهو من وراء مكتبه بأن كتب مجموعة أدوية إضافية للمريض. وأنتهى الفلم!

وانا أنتظر دور قريبي كنت أسمع بعض المرضى وهم يتحدثون عن إنسانية الطبيب، وخبرته الجيدة، وإمكانياته العلمية. لا أريد أن أشكك بخبرة وإمكانيات الدكتور، ولكن استغربت من أن يتحدث أحد المرضى البسطاء عن إنسانيته. أية إنسانية هذه تسمح له بأن يتحدث مرضاه عن تاريخ مرضهم ومعاناتهم أمام الاخرين وأن يسلب خصوصياتهم، ولا يقوم بالفحص السريري وهو طبيب اختصاص.

هنا في دول (الكفر والإباحية) كما يحب للبعض ان يصف بها الدول الاوربية، يرفضون إعطاء أية معلومة عن المريض لأقرب الناس له (كالزوج، الزوجة، الأب، الأبن ...) إلا بموافقة المريض. بينما طبيبنا الإنساني يطلب من المريض ان يتحدث عن مرضه وتاريخه أمام الآخرين، متناسيا أن المريض ربما يخجل أو لا يريد أن يتحدث عن تفاصيل مرضه أمام الاخرين، فربما هنالك محطات في حياته ومرضه لا يريد أن يسمعها غير الطبيب. تساءلت مع نفسي كم بين أبناء شعبنا مساكين وسذج ويجهلون حقوقهم مثل هذا المريض الذي أمتدح إنسانية الطبيب، وهو لا يفرق بين الجشع والحفاظ على خصوصياته والواجبات المهنية والأخلاقية والإنسانية التي يجب أن يتمتع بها الطبيب!

هنا في بلد (الكفار والإباحية) لا يجلس الطبيب وراء مكتبه وإنما بجانب المريض. ومهما كان المرض بسيطا (فكيف ومريض القلب يعاني من اختناق وضيق تنفس) أول ما يقوم به هو الفحص السريري، فيقيس الضغط، ويستمع لدقات القلب.

ندائي هذا موجه لجميع المسؤولين المعنيين بصحة المواطن، بأن يوقفوا مهزلة واستهتار، وجشع بعض الأطباء ووضع رقابة صارمة لسلوكهم إتجاه مرضاهم. وأقدم هنا بعض المقترحات القابلة للتطوير والإغناء:

1- لا يجوز مطلقا إدخال أكثر من مريض على الطبيب، ويجب وضع قطعة إرشادية بأمر وزير الصحة تؤكد على ذلك، وان توضع في صالة الانتظار وفي مكان بارز.

2- أن يتم تحديد عدد المراجعين يوميا (للعلم الطبيب الذي رافقت قريبي له وصل عدد المراجعين الى 75 مراجع!)

3- أن يتم تحديد أجر الطبيب الخاص والطبيب العام، كما يتم تحديد تكاليف كل الأجور المختبرية بمختلف أنواعها، وأن تخضع للضريبة.

4- أن تخضع العيادات والمعدات والأجهزة للرقابة الصحية والكفاءة الجيدة.

5- أن تكون عيادات أطباء أمراض القلب في الطابق الأرضي، أو في عمارات يكون فيها المصعد الكهربائي صالح للاستعمال طوال وقت عمل الطبيب. (لأني لاحظت كيف تم إنزال مريض بالقلب، بأن تعاون عدة أشخاص على حمله وإنزاله من الطابق الأول!)

5- من واجب الطبيب ان يشرح بتأني وصبر شديدين للمريض ما هي حالته وأسبابها وطريقة علاجه ودرجة الأمل في شفائه حسب إعتقاده وتحاليله المرضية. لأن أحداهن حدثتني كيف كانت تراجع الطبيب لعلاج أبنتها المريضة (بمرض خطير –التهاب الغدة الزعترية-) فسألت الطبيب ما هو علاجها وهل سيشفيها. فكان جواب الطبيب غريبا ومخالفا لمهنته الإنسانية: لماذا تسألين؟ هل تريدين أن أكتب لك علاجا!؟ هذا نموذج وربما منه الكثير في عراقنا المسلم الجريح!

أخيرا أهيب بكل المسؤولين وبمنظمات حقوق الإنسان، والجمعيات الإنسانية أن تدرس هذه السلبيات (من جشع يمارسه ربما الكثير من الأطباء والعاملين في المهن الصحية، والتعامل بإنسانية وتواضع) ووضع قوانين صارمة للحد من الجشع والإستهانة بخصوصيات المرضى والتعامل بإنسانية مع المرضى.

 

السويد

محمد علي الشبيبي

 

لوند/ كربلاء ‏02‏/03‏/2015 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.