اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أطباء في العراق .. (اذا ماصرت زين ارجعلي)!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

أطباء في العراق .. (اذا ماصرت زين ارجعلي)!

علي فهد ياسين

 

العبارة المتداولة بين العراقيين الآن (اذا ماصرت زين ارجعلي) هي العنوان الذي يخرج به المريض من عيادات الاطباء في عموم المدن العراقية، هذه العبارة التي تحولت الى (تعويذة) ، لايمكن أن تتوافق مع رسالة الطب الانسانية، والقسم الذي يردده الاطباء الجدد في كل العالم، لأن الطبيب منقذ من الخطأ ومعين على تجاوزه بتصحيح السلوك المسبب للمرض، وهو بهذه الوظيفة الانسانية يكاد يكون (جيش انساني) ضد عدو يستهدف انسان ضعيف ليمنع تدميره !.

كُنا أطفالاً محمولين على أكتاف آبائنا للأطباء ونعود مبتسمين رغم أوجاعنا، لأن الطبيب كان طبيباً أميناً للقسم العالمي الانساني الذي تحزم به ضميره، وهناك حكايات وشواهد على انسانية الاطباء ومهنيتهم وفهمهم وعلاقاتهم الاجتماعية بمرضاهم، وكنا مع أبنائهم أصدقاء في مجتمع يحتفظ للجميع بمنازلهم العلمية والانسانية وعلاقات الجورة والوطنية، يوم كان الاسود أسود والابيض أبيض، والناس تجمع في علاقاتها الانسانية كل الالوان .

أطباء العراق في الزمن الجميل كانوا من المجتهدين في مسيرتهم التعليمية، ابتداءاً من المدارس الابتدائية ووصولاً الى كليات الطب في الجامعات العراقية الرصينة، دون أن يكون للفساد وبيع الذمم وشرائها موطئ قدم في خارطة العراق بكل مدنه وقصباته وأريافه، وكم من مجتهد وذكي جاء للمدن من الارياف ولمعة قدرته العلمية وشق طريقه للمجد وكان أهلاً لعنوانه الوظيفي بعد ذلك، وأصبح أسماً لامعاً باختصاصه .

الآن وقد تخرج من كليات الطب اعداد كبيرة من الـ (اطباء) الذين يسومون مرضاهم مر الهوان وينسون قسمهم الطبي الانساني ويذهبون الى (دهاليز) التجارة بأوجاع المرضى، هؤلاء المحسوبين على مهنة الطب دون رقيب، لايمكن أن يكونوا أطباء عراقيون ينتظمون في قائمة ذاكرتنا الانسانية التي تشرفت باسماء الاطباء الذين نحترمهم .

من يطلب من المريض مراجعته مرةً ثانية أذا لم ينفعه الدواء ليس طبيباً، لأن الأصل أن يكون تشخيص الطبيب بدراية كبيرة تمنح مريضه الثقة وتعينه نفسياً على مقارعة مرضه، ومن يفشل في ذلك لايستحق عنوان وظيفته، والتجارب في الطب جرائم بحق المرضى، والتيه في التشخيص ادانه لاتقبل التأويل، ومن يفشل في تشخيص مرض عليه الاعتراف بفشله لانه يتعامل مع حياة انسان وليس جدار.

السؤال الكبير في الواقع العراقي، من يحاسب من؟ الوزارة والنقابة والحكومة والبرلمان، هذه الـ (الاعمدة الأربعة) المفصلة واجباتها في الدستور العراقي، ماهي مسؤولياتها في الخراب العام والخراب الخاص في المجال الصحي الذي يعاني منه الفقراء العراقيون؟ وماهي مسؤوليات هذه الجهات الـ (الباذخه) في رواتبها دون عناء الواجبات، عن بحث المرضى العراقيون عن العلاج خارج العراق ؟ .

قد يعتقد (المناصرون لأحزاب السلطة) أن المعركة مع داعش هي الأهم الآن، لكننا نتحدث عن (معركة) قبل داعش، نتحدث عن معركة أتاحت لداعش موطئ قدم، لأن القادة الممنوحين تفويض من الشعب لايستحقون طرف خيط في عباءة تفويضهم ..، ولو كانوا يستحقونها لكان على الأقل ينتبهون لـ ( أطباء ) يقولون لمرضاهم ( اذا ماصرت زين ارجعلي ) ..!!.

علي فهد ياسين   

 

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.